الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ابغي نقدا او تجريحا بل اشير الى خطأ

لؤي الخليفة

2013 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ليس خوفا او وجلا ذلك ان صحفنا المحلية ووسائل الاعلام الاخرى مليئة بالنقد والتهجم على هذا المسؤول او ذاك مدفوع بعضها من الحرص والشعور بالمسؤولية فيما بعضها الاخر مجندة او مكلفة لاسباب كثيرة ومعروفة .
فيما مضى وحتى وقت قريب كنت اظن ان بلدنا مريض وسيتعافى بعد حين , والان اخشى ما اخشاه ان يكون هذا المرض مزمنا ومستعصي العلاج , فألاحداث التي يمر بها لا تسر احدا لمأساويتها وقتامتها وامتدادها الى شتى مناحي الحياة ... فساد , رشى , ابتزاز , اعتداءات , تسلط واخيرا وليس اخرا رعب مستدام من كواتم الصوت والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ... وهذه الفوضى السائدة يتحمل مسؤوليتها دون شك ساسة البلد جميعا دون استثناء , فعدم اكتراثهم بما يجري وبما تسيل من الدماء واهتمامهم بمصالحهم الشخصية الضيقة وتحصين انفسهم وعوائلهم وحاشيتهم , ساهم بشكل فاعل وكبير في استفحال الازمة , اضف الى ذلك ان البعض منهم داعم للارهاب واخر يمدهم بكل اسباب المساعدة وغيرهم يساهم في التخطيط لتنفيذ الاعمال الاجرامية هذه ضد ابناء جلدته , حتى بات يسيرا على المجرمين التنقل والذهاب حيثما ومتى ما شاؤا , ما ساهم بتصعيد غير مسبوق سيما في الاشهر الخيرة متزامنا مع الازمة السياسية التي تشهدها البلاد , ما ادى الى هذا النزيف من الدم لالاف الضحايا من الابرياء لا جريرة لهم سوى انهم وجدوا انفسهم على هذه البقعة من الارض .
وليس بمستعصي على احد اذا ما اراد الدقة وان يشخص الاشياء ويدعوها بمسمياتها ان يشير باصابع الاتهام الى من استرخص الدم العراقي , سواء الذين يعملون وفق اجندات معينة او اؤلئك الذين استمرئوا هذا الامر الذي صار حاجبا او ساترا لفسادهم والباب الذي من خلاله يمررون مفاسدهم وسرقاتهم .
لقد نجحت هذه الشلة من المسؤولين الى دفع المواطن التغاضي عن كل المساويءوالرذائل التي يمارسونها وحصروا تفكيره في كيفية الحفاظ على حياته وان يعيش يوما اخر ويجنب عائلته اي مكروه , سيما وان الموت يتربص بهم سواء في الشوارع او الحارات ...
قبل سنوات عدة استوردت وزارة الداخلية اجهزة قيل عنها انها ستكشف عن المتفجرات , وبعد معاناة طويلة وتجارب فاشلة عديدة ثبت انها غير صالحة ولا تفي هذا الغرض او المهمة , ولم تقر الوزارة بهذه الحقيقة لفترة غير قصيرة وظلت صامتة كصمت ابو الهول حتى فاحت روائح فضيحة هذه الصفقة المشؤومة ولكن بعد ان بلغ اعداد ضحاياها العديد من الالاف مدنيين وعسكريين , والاشد سوءا وايلاما , ان الوزارة لم تفكر مجددا في جلب اجهزة فاعلة تحد من من حركة المفخخات واسلحة القتل رغم الحاجة الملحة اليها , ولا اعرف سببا لعدم المبالاة هذه من قبل الحريصين على دماء ابناء الوطن .
في الزمن الذي مضى , زمن الانظمة السابقة , سواء في العهد الملكي او ما بعده , كان هناك بعض , اقول بعض الموظفين المرتشين وممن يحصلون على حصتهم من (( الكومشن )) عند ابرام صفقة ما , تجارية كانت ام صناعية او غيرهما , الا انهم كانوا يحرصون على اختيار الاجهزة الافضل اداء والاكثر اتقانا وكفاءة اضافة الى التعاقد مع كبرى الشركات العالمية وافضلها على الاطلاق , اما اليوم ... ماذا عساني ان اقول اذ لم يعد ثمة ما هو خاف على احد ... !! .
المقلق للمواطن العادي هو التصعيد غير المسبوق في اعداد السيارات المفخخة خلال الاشهر الستة الاخيرة , حتى ان بعض ايامها شهد ما يزيد عن العشرين منها , والخوف هو ان تستمر السماء تمطر علينا مفخخات وكواتم صوت وعبوات ناسفة , طالما كانت الرقابة شبه معدومة وعيون قوى الامن الداخلي بعيدة عما يجري ... ان تزايد اعداد المفخخات يعني وجود اعداد غير قليلة من معامل التفخيخ وفي مدن مختلفة , بل ان بعضها قد يكون شبه مكشوف لهذه الجهة او تلك وحتى للمواطن وخاصة في الاماكن التي يصعب لقوات الامن الوصول اليها لحساسيتها لظروف انية معروفة ... الا ان ذلك لا يمنع من اخضاع هذه الاماكن الى رقابة صارمة وشديدة وعدم السماح لاي مركبة خارجة منها المرور الا بعد التأكد منها , وهذا ربما يساعد بعض الشيء في الحد من القتل المجاني للمواطنين .
لا ادري ان كان المخبر السري هو من كان يوصل المعلومات الى الجهات المختصة في الفترة السابقة بحيث انتهت هذه العمليات او كادت قبل ايقافه عن العمل , ام ان الجهات الامنية تتقاعس عن اداء مهامها بالشكل المطلوب , ام ان بعض المسؤولين من فاقدي الضمير والوجدان من الزعرة والشطار والارذلون سفهاء القوم مازالوا عطشى للدماء حتى صارت لهم خلقا وجبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و