الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة وطنية ... أم محاصصة طائفية قومية ؟

جاسم هداد

2005 / 5 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شهد يوم الثامن والعشرون من نيسان مولد أول حكومة عراقية منتخبة , ولأول مرة ايضا يصادق النواب المنتخبون ديمقراطيا على هذه الحكومة , فقد ولى الى الأبد ( ان شاءالله وبهمة العراقيين) , صدور مرسوم جمهوري بتعيين أو إقالة الوزير , وفي بعض الأحيان يسمع الوزير امر تعيينه او إقالته من الراديو أو التلفزيون . صادقت الجمعية الوطنية بغالبية كبيرة وبنسبة 97% من الحاضرين , ونتفق وبقوة مع الشروط التي حددها السيد رئيس الوزراء للأستيزار وهي : الكفاءة , النزاهة , السمعة الوطنية , التاريخ الوطني , ونحييه لصموده وعدم رضوخه امام الضغوط الكبيرة التي تعرض لها والتي حاولت تمرير بعض وجوه وعناصر البعث العفلقي الفاشي , من ما يسمى ( مجلس الحوار الوطني ) و ( جبهة القوى الوطنية ) واللتان هما الواجهة السياسية لأيتام النظام المقبور , ولقوى الأرهاب البعثي , ويتجسد ذلك من خلال شروطهما التي يجهرون بها بدون أي خجل من : إعادة ضباط الجيش العراقي السابق ( إقرأ: ضباط صدام وأركان نظامه , حتى يكون بمقدورهم القيام بإنقلاب عسكري عندما تحين الفرصة , فهذا هو سبيلهم , ولنا في إنقلاب شباط الفاشي 63 , وإنقلاب تموز 68 خير درس ) , الغاء قانون إجتثاث البعث ( إقرأ : عودة البعثيين العفالقة الفاشست الى المراكز الحساسة والمسؤولة في الدولة ) , اطلاق سراح المعتقلين ( إقرأ : أيتام صدام والأرهابيين ) . ونبارك له نجاح جهوده في تشكيل الحكومة التي تنتظرها مهام جسام يأتي في مقدمتها : توفير الأمن الى توفير الخدمات الأساسية لأبناء شعبنا العراقي , ومحاربة الفساد الأداري المستشري في دوائر الدولة والذي تجاوز نسبة الـ 70% كما تشير الأحصائيات الرسمية . ولكن الفرحة بإعلان التشكيلة الحكومية رافقتها غصة , ومن خلال ملاك الوزارة يمكن ملاحظة ان : حصة الطائفة الشيعية 53% , وحصة الكرد 25% , وحصة الطائفة السنية 19% , أي ان تشكيل الحكومة اعتمد على اسس طائفية وقومية , حكومة القوائم الفائزة ( تشكل نسبة الكتلتين الشيعية والكردية 78% ) , كما اشار الى ذلك وبحق ممثل قائمة ( إتحاد الشعب ) , وليست حكومة إئتلاف وطني أو حكومة وحدة وطنية , ولم تأخذ بنظر الأعتبار الظروف السياسية المعقدة والصعبة التي يمر بها وطننا وشعبنا والتهديدات التي يتعرض لها من قبل قوى الأرهاب بكافة تلاوينها الظلامية والبعثية العفلقية الفاشية والمافيا المنظمة ,وكان المفترض ان تأخذ بنظر الأعتبار مكونات الطيف السياسي العراقي , حيث ان هناك احزاب وقوى وطنية لها تاريخها النضالي في مقارعة النظام البائد , وقدمت قافلة من الشهداء , وساهمت في العملية السياسية بفعالية , ومن المؤسف انه تم تجاوز نضالها وتضحياتها , ولا خلاف على ان الفائز في الأنتخابات له الحق في تشكيل الحكومة وفق اللعبة الديمقراطية , ولكن واقع العراق السياسي , والظروف التي يمر بها والأخطار المحدقة التي يتعرض لها , تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية , لا حكومة محاصصة طائفية قومية , وهذا يتناقض مع مبادئ ( الكفاءة والنزاهة والسمعة الوطنية والتاريخ الوطني ) . والخوف كل الخوف ان تصبح المحاصصة الطائفة القومية عرف غير مكتوب , وان ذلك يشكل خطورة كبيرة على مستقبل الديمقراطية بشكل خاص ومستقبل تطور بلدنا بشكل عام , ولنا في لبنان خير عبرة وعظة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي