الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهت المباراة .. لقد فازت مصر ..؟؟

علي الأسدي

2013 / 7 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوما لك ويوما عليك .. هكذا في المسابقات الرياضية جميعها ، محليا ودوليا وحتى بين فرق الأحياء الشعبية للشباب ، فحيثما تناط النتيجة بحكم المباراة فهو المخول باعلانها وما على الفرقاء الا احترام قراره.

الاخوان المسلمون على ما يبدو لم يعترفوا بهذه الحقيقة البسيطة ، ويصرون على رجحان كفتهم ، متناسين أو متجاهلين ان القول الفصل لا يعود اليهم ، بل لحكم المباراة الذي استمعوا لقراره جيدا ولا مفر غير الانصياع له. لقد قال الشعب كلمته في السياسة التي اتبعها الرئيس أحمد مرسي وليس فيه شخصيا ، سياسته كانت واضحة لكل مراقب محايد.

بدأ بأسلمة التشريع والقضاء وفرض رؤية حزبه على الادارات المحلية في جميع أنحاء مصر وعلى تفاصيل حياة المواطنين. تلك الرؤية التي رفضتها الجماهير في كل الدول التي حاولت أحزاب الاسلام السياسي تطبيقها بحد السيف وقطع الرؤوس والأطراف وبقر البطون. وبذلك يكون قد تنكر للعقلانية ولمبادئ التسامح والتعاطف التي شكلت عبر القرون قيم المصريين والمصريات.

السيد مرسي وحزبه قد خرقا كل هذا ، وعادا بمصر الى عهود الغابة والصحراء فاختارا التحريض على العنف والكراهية وسفك الدماء البريئة في سابقة لم تعهدها ثقافة المصريين عبر التاريخ.

لقد تبجح السيد مرسي بصناديق الانتخابات التي أتت به الى السلطة ، لكن متى كانت صناديق الانتخابات وسيلة لفرض شريعة الغابة على شعب حر في دولة مدنية ، أو تكفير أمة والحكم عليها بالموت من منصة الخطابة ..؟


كان عليه وعلى حزبه أن يعلما بان الأمريكيين الذين منحوهما الشرعية وهللوا لفوزهما قادرون في أي لحظة على تجريدهما منها اذا ما شعروا أن مصالحهم السياسية تكمن في الوقوف مع الخصوم. وهذا ما حصل لسلفه الرئيس محمد حسني مبارك ، ولعشرات غيره قبله وبعده في دول كثيرة ، وما حصل له نفسه الأسبوع الماضي.

وما يؤكد ذلك رفض الرئيس الأمريكي وصف حركة الجيش والاطاحة بالرئيس مرسي بالانقلاب العسكري. كما رفض الرئيس ايضا مناشدة بعض الأعضاء من مجلسي الكونغرس بوقف المساعدات الأمريكية الى مصر التي تبلغ 1.5 بليون دولار سنويا.

وفي البيان الذي اصدره القصر الأبيض ليلة الأربعاء 3 تموز الجاري الذي جاء فيه ، ان الولايات المتحدة تراقب الوضع في مصر وتعتقد أن مستقبل مصر يجب أن يقرره المصريون. البيان جاء منسجما مع سياسة الرئيس الأمريكي التي عبر عنها السفير الأمريكي آن باترسون في منتصف حزيران من العام الماضي بعد فوز السيد مرسي بالانتخابات.

لكن تصريح الرئيس أوباما الذي أدلى به بعد حركة الجيش بقوله " مع هذا نحن قلقون بخصوص قرار الجيش باقالة مرسي وايقاف العمل بالدستور" قد أطرب مسامع أنصاره المعتصمون في القاهرة ومدنا أخرى مطالبين باعادته الى منصبه ، كما ذكرت صحيفة ذي واشنطن تايمز الأمريكية في عددها ليوم الخميس الرابع من تموز الحالي.

لكن للرئيس أوباما تصريحا أكثر وضوحا نشرته صحيفة النيو يورك تايمز الأمريكية يوم الاثنين 8 تموز الجاري قال فيه : " من المهم القول بان الملايين من المصريين لهم الحق في ابداء المعارضة للسياسة اللاديمقراطية للرئيس مرسي وطريقته في الحكم ، وانه لا يعتقد بان التغيير الذي حدث في مصر اخيرا هو انقلابا ، فالحقيقة هي ان الشعب طالب بحكومة أخرى."

لقد انتهت اللعبة ، فحكم المباراه أصدر قراره النهائي وعلى الفرقاء قبول النتيجة ، فالجيش المصري لم يحرك آلياته العسكرية الأمريكية على الأرض وطائراته في الأجواء المصرية الا بموافقة الأمريكيين. وما اصدار الجيش أوامره بالتحرك ضد مرسي والانتشار في المدن والأحياء الا دليلا قاطعا على موافقة الأمريكيين على ذلك مسبقا.

رسالة الجيش المصري على لسان قائده السيد عبد الفتاح السيسي للسيد مرسي وحزبه ولمن لا يعلم عودوا من حيث أتيتم ، ألا ترون أن الأسلحة التي نستعرضها هي مساعدات أمريكية..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط


.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا




.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف