الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرجوازيون الصغار المغاربة وشعب مصر.

كريم اعا

2013 / 7 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


برجوازيونا الصغار يمنون النفس باندحار القوى الظلامية بالوكالة.
ينسون أن العسكر جهاز قمعي ابتكر لردع الشعب العامل كلما انتفض ضد الاستغلال والاضطهاد.
ورغم ذلك يصفقون للعسكر الذي يصارع حلفاءه من بقايا الإقطاع، متناسين أن التناقضات بين القوى الظلامية والعسكر لم ترق يوما لتصبح تناحرية ومستعصية عن الحل.
ينسون أن هؤلاء وأولئك تعايشوا لسنوات وتوافقوا من أجل نهب خيرات مصر وثروات أبنائها العمال والفقراء والكادحين.
برجوازيونا الصغار لا يملكون الجرأة ليسموا الأشياء بمسمياتها، فهم ثوريون في مصر ويهجمون على الأعداء بكل تلاوينهم، بينما يبتلعون ألسنتهم كلما تعلق الامر ببلدهم المغرب ولا يقدرون على مهاجمة الحكم الفردي والنظام المستبد الذي يعضده.
إنهم عاطفيون لدرجة الاجتهاد في نشر فيديوهات لضحايا ما يحدث بمصر، بينما يستنكفون عن نشر ولو قصاصة عما يعانيه ملايين المغاربة من قمع وترهيب واستغلال.
إنهم مزاجيون بهجومهم على الظلامية في مصر، والتحالف معها بهذا البلد الذي يعاني التضليل العرقي والديني.
إنهم جوقة من المضللين الذين يساهمون في دعم الظلامية بجعل العلمانية المكذوب عليها محور مطالبهم مع تغييب تام للمطالب الاجتماعية لملايين المقهورين والكادحين.
علمانيتهم شعار برجوازي مقيت يحاول يعطي للظلامية أرضية خصبة للمزيد من تضليل الشعب العامل والكادح. فجوهر الصراع طبقي يهم بالدرجة الأولى لا كيف نحكم، بل من يحكم ولفائدة من يحكم بالأساس.
برجوازيونا الصغار يهللون للعسكر المصري ليخوض حربهم ضد الظلامية بالوكالة، متناسين التاريخ السوداني القريب، والتجربة الإيرانية المريرة، والمعيش المغربي الحديث.
عذرا رفاقي الصغار، فمواجهة الظلامية لن تستقيم إذا لم نربطها بمواجهة الاستغلال والاضطهاد ومختلف الأجهزة القمعية التي أنشأها الملاك للذوذ عن مصالحهم.
لن تستقيم إذا لم نربط المواجهة بالتواجد الميداني مع شعبنا العامل والكادح الذي يكافح من أجل العيش والبقاء.
لن تستقيم إذا لم نحدد أعداءنا الرئيسيين وحلفاءهم. ولعل أخطر هؤلاء ضيق أفقكم وعدم قدرتكم على الصراع الطويل والمرير.
في رهان برجوازيينا الصغار على الأجهزة القمعية انتحار لهم، لأن الفئات الحاكمة بصدد إعادة بناء مواقعها وتحصينها، ويوم ستحل خلافاتها ستلتف لأعدائها الطبقيين الحقيقيين، وحينها لن ينفع مناضلينا الصغار إلا حضن الملايين من العمال والكادحين والمضطهدين.
فلنبن الجبهة الشعبية العريضة بقيادة ضحايا الاستغلال والاضطهاد، ولنخض حربا ضروسا ضد المضللين ناشري الفكر البرجوازي الصغير في صفوف الجماهير الشعبية.
الخيط بين مواجهة الظلامية وخدمتها رفيع جدا، ولا تكفي النيات الحسنة لنمسك به ونبرزه، بل لا بد من اصطفاف طبقي واضح وعزيمة لا تلين في الصراع التاريخي الدائر تحت أعيننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة