الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا ...غيّرت العالم

نايت الصغير عبد الرزاق

2013 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سبق و أن تحدثنا و من على هذا الموقع و في مقالات عديدة عن الأزمة السورية و منذ بداياتها , أزمة تحولت مع مرور الوقت إلى هجمة إرهابية عالمية متعددة الجنسيات على شعب أعزل مسالم كان همه الوحيد لقمة عيشه و بناء دولته و العمل على تحسين ظروفه السياسية و الحقوقية , شعب وجد نفسه فجأة ضحية لعبة و مؤامرات و تحالفات شيطانية رأس حربتها قوى امبريالية صهيونية رجعية أعرابية لم يكن لها من هدف إلا تدمير الحضارة و الأمة السورية التي أصبحت شوكة في حلق قوى تدميرية ظلامية عاثت في الإنسانية و المنطقة خرابا .
قلناها سابقا و في العديد من التحليلات السابقة و منذ أكثر من سنة , سوريا لن تسقط و بشار الأسد باق في منصبه إلى غاية نهاية عهدته , في وقت كانت فيه الجملة الأكثر تداولا في الأوساط السياسية و "محللي" الفضائيات و منابر الوهابية و الإخوان تقول أن " أيام بشار الأسد باتت معدودة" , حتى أن إحصائيات الكثير من المواقع تقول أنها كانت الكلمة الأكثر تداولا سنة 2012 , فلتصبح "محللا" أو "مؤمنا" , عليك أن تكررها في كل مقام و مقال و ستزداد حظوظك للظهور على القنوات و المنابر !
الثبات و المقاومة التي أظهرها الجيش و النظام السوري أذهلت العالم , المعروف تاريخيا و علميا أنه يستحيل على أي جيش في العالم أن يصمد في حرب تحولت إلى كونية , بدون أن يكون له دعم واسع من القاعدة الشعبية , عشرات الآلاف من "الجهاديين" من كل جنسيات العالم أغلبهم مجرمون و مرتزقة و حثالات بشرية لفظتهم مجتمعاتهم تحولوا إلى "جيش حر" و ميليشيات تابعة للقاعدة يشكلون فيها أكثر من ثمانين في المائة من "الثوار" , "ثورة" أصبح فيها السوريون ... أقلية !
لا أحد ينفي أن هناك بعض الفئات من المجتمع السوري انجرّت في بداية الأزمة و عن حسن نية وراء ما يسمى الثورة , ولكن الأحداث و انكشاف المؤامرة على بلدهم جعلتهم يغيّرون نظرتهم أو يلتزمون الحياد على الأقل , خاصة بعد أصبحت القلوب و الأكباد تؤكل نيّئة و على المباشر ....و بالتكبير الممل !
تحدثنا أيضا و قلنا أن سوريا هي مركز ثقل العالم , لاعتبارات سياسية و اقتصادية و ثقافية و دينية و جيوستراتيجية , سيطول بنا الحديث إن حاولنا سردها ( ندعوكم لقراءة مقالاتنا السابقة على الموقع) , و أن أي محاولة لزعزعة هذا التوازن سيكون له توابع على العالم بأسره و ليس المنطقة فحسب , وهو ما يحدث حاليا و خاصة بعد الانتصارات الكبيرة و المتتالية التي حققها الجيش السوري و التي غيرت كل المعادلات و الحسابات السابقة , لتتوالى بعدها الارتدادات على كل المنطقة في انتظار وصولها إلى أبعد نقطة يمكن تصورها ...واشنطن !
زلزال القصير
سقوط مدينة القصير يمكن اعتباره أهم منعرج في الحرب العالمية الإرهابية على سوريا , الإصرار الكبير من المعارضة و داعميها على البقاء في هذه المدينة جعل الكثير يتساءل عن السبب و خاصة بعد تصريحاتهم المطمئنة باستحالة سقوط المدينة "القلعة" بيد الجيش العربي السوري , لينتهي بهم الأمر و هم يغادرون المدينة في جنح الظلام هربا من شراسة الجنود السوريين , لم تنفعهم ملايير الخليج و لا الأسلحة و الآليات الإسرائيلية التي تم اكتشافها من هزيمة نكراء مُذلة لهم و لأسيادهم , هزيمة كانت نقطة فاصلة و ستتلوها هزائم أخرى أكيدة , حتى مع وعود الدول الغربية و مشيخات الخليج بدعمهم بأسلحة "نوعية" بعد فضيحة القصير لن ينفعهم , العد التنازلي لهم و لداعميهم بدأ و بسرعة لم يكن ينتظرها أكثر المتفائلين من ضباط الجيش العربي السوري .
زلزال القصير لم تكن تأثيراته داخلية فقط , بل امتدت و بسرعة إلى كافة المنطقة المحيطة بسوريا , كأول مرحلة في انتظار ما هو أبعد ... ارتدادات امتدت إلى قطر و تركيا و مصر و إلى التنظيم الدولي للإخوان الحليف و كل فروعه في العالم .


نهاية نعجة
لسنا نحن من أطلق عليه هذه التسمية , بل هو من أطلقها على نفسه بنفسه , هو الذي وصف نفسه و "زملاءه" في جامعة الأعراب بالنعاج ... ولقد صدق !
القصير هي من دقت آخر مسمار في نعش زعامته لجامعة النعاج و لدويلته , الأوامر جاءته بأن يترك كرسيه لابنه , و أن يأخذ معه وزير خارجيته معه و هو يغادر القصر , فقد أثبت عجزه في تحقيق الأهداف التي وضعوها له , إسقاط النظام في سوريا و دعم جماعات الإخوان ماديا للوصول إلى السلطة و المحافظة عليها , أهداف بدأت تبتعد شيئا فشيئا , وقد جاء دوره ليبتعد !
أردوغان ...بداية النهاية ؟؟
"تقسيم" هي من ستقصم ظهر التيار الاسلاموي الاخواني في تركيا , أردوغان بدأ يشعر أيضا بارتدادات انهيار كل آماله و مخططاته في سوريا , آلاف المحتجين بدؤوا يتحركون و بصورة يومية في كل الميادين التركية مطالبين حليف القاعدة و ممولها و مسلحها بالتنحي من رئاسة حكومة أقوى نظام علماني في التاريخ , لم يكن يتصور الشعب التركي أن يأتي عليه يوم و تصبح أرضه مرتعا لمعسكرات القاعدة التي تقتل جيرانهم في سوريا و أن يحكمهم رئيس حكومة يتحدث بلهجة طائفية خطيرة ستعود تبعاتها على المجتمع التركي المتعدد الأعراق و الطوائف و الأديان , للصبر حدود و لن يجدوا أفضل من هذه الفرصة بعد ظهور ملامح عن نهاية الدعم السياسي و الاقتصادي الغربي له .
الحالة التركية خاصة نوعا , لا يمكن إسقاط الحكومة بالمظاهرات الحاشدة , و لكن هذا النوع من التعبير الحاشد و المتواصل سيستنزف حكومة أردوغان شيئا فشيئا و سيتم تعريتها أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي , و الباقي ستتكفل به الانتخابات القادمة التي ستعلن نهاية هذا التيار الحليف للصهيونية و الذي يتباهى بقطف ثمار اقتصادية أنجزها سابقوه و بدعم أمريكي بلا حدود ... انتهت الأردوغانية في تركيا و السبب ... سوريا !
نهاية مُرسي و حلم الكرسي
مباشرة بعد شعوره ببدء العد العكسي له و لجماعته , حاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه بإعلانه تنظيم أكبر مؤتمر "إرهابي" عالمي لدعم "الجهاد" في سابقة خطيرة و فريدة في التاريخ , رئيس دولة كبرى مثل مصر يجمع حوله أكبر الإرهابيين المتقاعدين و الذين لازالوا في "الخدمة" يدعو فيه أبناء مصر و المسلمين للذهاب "للجهاد" في دولة مسلمة أخرى , رئيس دولة يتحدث بلهجة طائفية من القرون الوسطى و يقول عن رئيس دولة أخرى بأنه "رافضي" و كأنها تهمة يعاقب عليها القانون الدولي ! , كل ذلك لم ينفعه , الوقت كان قد فات و قد حان موعد كشف الحساب الذي لم يكن كما تمناه الأسياد !
الشعب المصري الذي خرج في ثورته السابقة مطالبا بالعيش و الحرية و العدالة الاجتماعية , وجد نفسه أمام مخلوقات غريبة تتحدث له عن رضاع الكبير و زواج الصغير و شرب بول البعير , شعب وجد نفسه أيضا محكوما من رئيس غريب الأطوار يُصاب بحالات "هرش" أمام رئيسة وزراء أستراليا و يتحدث لغة غريبة لا يفهمها إلا هو و أهله و عشيرته , بشهادة المصريين كانت سنة حكم الإخوان السنة الأكثر سوادا في تاريخ مصر , و قد أعلنوها بخروج الشعب المصري عن بكرة أبيه إلى الشوارع مطالبين بخروج هذا "الكارثة" !
الأكيد أنه لولا رفع الدعم القطري عن هذه الجماعة لما حدث ما حدث , فالمعروف عن هذه الجماعة أنها تستقوي و تستمد دعمها دائما من الخارج و من القوى المعادية للبلد الذي تعمل فيه .
لن نتحدث كثيرا عن تبعات أخرى "للزلزال " السوري على المنطقة و التي جعلت الآن من حزب الله قوة جهوية يُحسب لها ألف حساب , بالإضافة إلى اختفاء ظاهرة ما يسمى "الأسير" و ازدياد النفوذ الإيراني .
الأزمة السورية كانت أيضا السبب الرئيسي في عودة الدب الروسي إلى الواجهة و بقوة و صلابة مذهلة , جعلت منه ندا عنيدا للولايات المتحدة الأمريكية .
كنتيجة , يمكننا القول أن كل الحسابات الغربية و الأمريكية في المنطقة سقطت سقوطا حرا , و أحجار "الدومينو" تتهاوى الواحدة تلو الأخرى , باختصار سوريا غيّرت العالم !



للمزيد زورونا على الموقع
http://nait-seghir-abderrezak.blogspot.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الثقة للشعب السوري الثائر على سلطة الإجرام
نايـــــــــــــــا ( 2013 / 7 / 9 - 23:33 )
كيف يمكن لإنسان يحسب نفسه عاقل ومتزن أن يدّعي الوطنية و يساند نظام دمّر سوريا بقراها ومدنها وحواريها وشرد قريب السبعة ملايين 7000000 من أهاليها وقتل أكثر من مئة ألف من مواطنيها هذا ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين في سجون هذا النظام ؟ أولئك من أنصار إما الأسد أو نحرق البلد.... وهذا ما يتم تنفيذه على يد جيش النظام السوري السلطوي... سؤال أخير : متى سيسقط رئيس النظام بشار مع أبواق نظامه التتار ؟

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة