الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل منا له دور يؤديه

داود روفائيل خشبة

2013 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




الأحداث تتلاحق، تسبق القلم (الكيبورد)، وما يكتبه المرء صباحا قد يضحى بلا معنى قبل انتصاف النهار، ومع ذلك فعلى كل منا أن يقول كلمته، خاصة من كان مثلى لا يملك غير كلمة يلقيها.
ما أقوله فى السطور التالية قد ترونه تخاذلا، لكنه قد يكون صوت العقل. وأنا أعرف أن المواقف العاقلة ليست دائما محبّبة، لكننا كثيرا ما نعود بعد مفارقتها فنقول ليتنا كنا قد اتـّبعنا ما ازدريناه آنذاك.
بدلا من أن ندخل فى صراعات لا نعرف إلى أين تنتهى بنا، دعونا نمسك بالقليل الذى تحقق حتى الآن. لقد أصيبت الفاشية الإخوانية بضربة قاسية. هم بالتأكيد لن يستسلموا فى سهولة؛ سيلجأون لكل الوسائل والسبل على الأقل على امتداد بعض الوقت، لكنهم قد يضطرون فى النهاية للسكون والانتظار، أما ما عساه يحدث بعد ذلك فيتوقـّف على عوامل كثيرة، ليس أقلها أهمية مدى نجاحنا فى نشر الوعى وتحرير العقول من ربقة الأفكار البالية والمعتقدات الفاسدة.
ماذا إذن؟ أكرّر: بدلا من أن ندخل فى صراعات ومتاهات لا نعرف إلى أين تنتهى بنا، لنقبل مبدئيًّا الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المؤقت برغم ما فيه من عيوب، ولنركـّز على الأمور الأربعة التالية:
أولا، لنعمل – كل منا جهد طاقته وفى مجاله وفيما يخصه – على أن نساعد حكومة الفترة الانتقالية على انتشال الوطن من المستنقع الذى أغرقنا فيه الإخوان.
ثانيا، أن نعمل على أن تأتى التعديلات الدستورية أقرب ما يمكن إلى ما نصبو إليه وإن لم تحقق كل ما نرجوه، على أن لا يُعَدّ ما جاء فى الإعلان الدستورى مقيّدا لعمل لجنة تعديل الدستور، بل يجب أن يكون من حق اللجنة أن تعدّل وتغيّر وتضيف وتحذف حسبما يتوافق عليه أعضاؤها دون قيود ودون حدود. (تشكيل اللجنة أمر أرتعد من مجرّد محاولة التفكير فيه الآن، فلندعه جانبا فى هذه الحظة.)
ثالثا، أن نعمل جاهدين على تنظيم القوى السياسية المدنية التقدمية والوصول بها إلى كل الجماعات المهمّشة وكل المناطق النائية عن عواصم المحافظات وكبرى المدن.
رابعا، أن نحرص كل الحرص على أن نتجنّب تشرذم هذه القوى السياسية، التى يجب أن تعمل متعاونة فى إخلاص وفى ترفـّع على الأهواء والأطماع الشخصية، ولنذكر تجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث أضعنا الفرصة إذ تفتّتت القوى التقدمية فأفسحت الطريق للقوى الرجعية. لو أن خالد على والحريرى وصباحى والبسطويسى اتفقوا على تنازل ثلاثة منهم للرابع، أيّا من يكون هذا الرابع، لربما كنا قد أعفينا أنفسنا من هذا الكابوس الذى جثم على أنفاسنا وأوقع بنا كل هذا البلاء، ولو أنى لا أغفل أنه ربما كان ما جرى فى الفترة السابقة على الانتخابات البرلمانية والرئاسية قد بُرْمِج بطريقة قـُصِد بها أن تصل بنا إلى ما وصلنا إليه فى هاتين السنتين الكئيبتين.
على كل، ليس على كل مخلص إلا أن يعمل بما يمليه عليه عقله وضميره، لكن ليتنا نعمل متـّحدين، واضعين فى الاعتبار أن علينا ألا نسمح للخلافات والاختلافات بين مختلف القوى المدنية، العلمانية، الليبرالية أن تكون مدخلا للقوى العقائدية الرجعية كما حدث من قبل.
مدينة السادس من أكتوبر، 9 يولية 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع