الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة ...... و- جلاب القرية -

جواد كاظم الدايني

2013 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الجزيرة ..... و " جلاب القرية "
جواد كاظم الدايني
تعتبر قناة الجزيرة الفضائية من المؤسسات الاعلامية الضخمة التي طالما كان سلوكها الاعلامي محط ازدراء المتابعين لها, فهي من اكثر القنوات التي عانت من الطرد وسحب رخصة عملها في دول المنطقة حيث كان اخرها اغلاق مكاتبها في مصر وطرد كادر الجزيرة مباشر من احد المؤتمرات الصحفية . ان رؤيتها التي تفتقر الى المصداقية والحيادية اللتان تعتبران اهم مقومات العمل الصحافي النزيه, جعلتني ابحث عن وصفا مستحقا لها يرضي تعنتها الاخلاقي, حتى تذكرت زيارتي لاحدى قرى الجنوب العراقي, التي عادة ما تكون بيوتها من الطين والصفيح وتكون مرمية بعيدا عن المدن ومتاخمة للصحراء والمناطق الفتوحة, يمتهن اغلب سكانها الزراعة والرعي وتعتبر الكلاب او " الجلاب " باللهجة العامية العراقية من الحيوانات التي استأنستها تلك القرى من زمن طويل جدا وأصبحت تعرف بأنها " جلاب القرية " حيث غدا صوت نباحها دليلا على وجودها. سألت احد القروين لماذا تنبح "جلاب القرية " طيلة الليل بهذا الشكل....!؟ اجابني انها تنبح حتى تطرد خوفها من ظلمة الليل وعواء كواسر الصحراء, الحقيقة وجدت في ذلك تشبيها رائعا يفسر سلوك قناة الجزير فبالاضافة الى انها تدل على نظام الحكم القطري فأن سلوكها الاعلامي يشبه نباح " جلاب القرية " عندنا في العراق مع الفرق انها تنبح وتخاف نيابة عن النظام القطري.
ورغم ان نظام قطر القبلي - العائلي يشبه معظم الانظمة العربية, الا انها تنفرد بحساسيتها الكبيرة من قزميتها وهي تحاول ان تحشر نفسها بين عمالقة التاريخ والحضارة. وكي تحفاظ على دور مؤثر في التوازنات العالمية تلجأ الى تحالفات مع اقزام مثلها تكون عملية شراء ذممهم بدولارات النفط والغاز بسيطة جدا. إن أي استقراء بسيط لمواقف الجزيرة القطرية تجد انها تلتقي دائما مع التيارات الاصولية والمتطرفة التي يمكن ان تخدم سياستها في نهش اي تغيير لا يتوافق مع ذهنية التلاحم البدوي – الديني الذي ينهش دماء الابرياء . والظاهر ان هذا الخط يناسب مستوى رؤيتها في فهم قسوة العلاقة بين العمالقة والاقزام, فالانسان لا يعير اهمية لوجود البعوض الا حين يلسعه. إن الحملة المسعورة التي بدأها النظام والفضائية ضد التغيير الذي يجتاح المنطقة كان بسبب سقوط السلطة الابوية للحكام والانحسار الكبير للكارزمية التاريخية, وظهور بدايات التحول الى الدولة المدنية الحديثة القائمة على حكم الشعب والتداول السلمي للسلطة ما لم يأتي التغيير بنظام ابوي اخر شريطة ان يكون نظاما طائفيا والا كيف نفسر وقوفها بوجه النظام الابوي في سوريا من خلال دعمها لفصائل طائفية في الصراع السوري الدائر الان بوحشية لم يسبق لها مثيل في هذا البلد, ويوضح ذلك ايضا موقفها من الصعود الاسلامي في تونس والاخواني في مصر الذي عبرت عن ابتهاجها الكبير به بأن تفرد بثا فضائيا خاصا ومباشرا لاحداث مصر حيث وجدت في الصعود الاخواني السياسي الى سدة الحكم فرصة لتلويث ارض الكنانة باستثمارتها المشبوهة. اما في العراق فأن صعود التيار الشيعي وخوفها من العمق التاريخي لايران والعمق الحضاري لامريكا جعلها تنتهج نهجا اعلاميا منحطا من التغيير في العراق دفعت في احد تقاريرها الاعلامية ليكون دورة مبسطة في " كيفية صنع العبوات الناسفة " بالاضافة لترويجها للفكر الجهادي وتبريرها في احيان كثيرة للعمليات الارهابية .
ولانها لا تستطيع حتى التشبه بالكبار فأن ذلك يفسر تناقض تهريجها العروبي في القضية الفلسطينية فرغم دعمها لحركة حماس بأعتبارها حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي فأنها تحافظ على علاقتها المشبوهة بأسرائيل , وكما كان الاولى لها ان تدعم حزب الله اللبناني رغم ان رؤيته الفلسطينية هي رؤية ايرانية . وبغض النظر عن النتائج والدوافع الا ان الحزب استطاع ان يفعل بأسرائيل اكثر مما قالته العرب على مدى عشرات السنيين من القضية الفلسطينية. مسكينة هي الجزيرة وقطر فرغم ان المال يكون ساترا للعيوب إلا ان دولاراتها تستر عيوب الاخرين ولكنها تفضح انحطاطها ..... هنيأ
‏الأربعاء‏، 10‏ تموز‏، 2013
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك