الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2013 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نم في ذمة الخلود ، فقد كنت قائد شعبك الذي لم يبلغك أيٌّ من أعدائك الذين خلفوك . قدتَ ثورة إذ أشعلتَ بيدك الكريمة فتيلها بمعاونة رفاقك الضباط الأحرار. أزحت نظاماً كان قائماً ومسنداً من القوى الإستعمارية ، التي كبّلت الشعب والوطن بإتفاقيات عسكرية وبنود حلف بغداد ، لحماية مصالحهم في ثروتنا النفطية ، وجعل بلدنا قاعدة من قواعد الحرب الباردة التي أنهكت إقتصادنا وتركتنا من أفقر بلدان العالم بينما نحن نطوف على بحر عظيم من ثروة نفطية. ورغم أن أعداءك التقليديين من القوى الرجعية وأيتام شركات النفط بالإضافة إلى البعض الذي حنث بالقسم في إستمرارية الثورة ، لم يمهلوك حتى أياماً ، فقد أنجزت في عمر وجودك قائداً للشعب الكثير من المكاسب : في مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي الذي ، رغم نواقصه ، قصم ظهر القوى الرجعية المتمثلة بالإقطاع ، وكذا القرار التاريخي بخروج العراق من منطقة الإسترليني الذي كان يرتهن العملة العراقية ، وكذا إبرام العقود مع الإتحاد السوفييتي لإنشاء قاعدة صناعية ، بالإضافة إلى سن قانون العمل والعمال وقوانين النقابات والجمعيات التي أطلقت طاقات الشعب وتكونت على إثرها منظمات المجتمع المدني التي كانت تُعتبر ، لولا الإنتكاسة ، درعاً حصيناً لحماية الجمهورية . لقد كان لقوى الظلام المحلية والمدعومة من الخارج ، الإقليمي والدولي ، الأثر الكبير في حرف مسيرة النظام ، وبالتالي الإجهاز عليه في صبيحة يوم رمضاني وعطلة رسمية صادفت يوم الثامن من شباط 1963 .

خمسون عاماًُ مرّت على سقوط النظام الجمهوري الأوّل وخمسٌ وخمسون على قيام الثورة ، ولم يأت قائدٌ نزيهٌ وشريفٌ ومحبوب من شعبه مثلك . لقد كانت الجماهير تحبّك طواعية وليس خوفاً كما فرض بعضهم على الناس تمثيل الولاء والمحبة . ستبقى خالداً بلا منازع ، وإن تطاول بعض المتحذلقين وشبّه رأس النظام بك على أنه يبني دولة القانون . العفة والسماحة التي إتصفتَ بها لا يبلغها شخص له مكيالان في التستر على الجرائم الكبرى للمقرّبين والمحسوبين ومحاباة الفاسدين حتى طفح الكيل في سرقة المال العام وإستشراء الفساد الإداري . ومن ناحية أخرى التآمر لفضح الغير في أبسط المخالفات . لقد عفوت حتى عن الذين تآمروا عليك والذين إشتركوا في محاولة إغتيالك ، كل ذلك بصفاء نية ودون مقابل ، واليوم أصبح العمل السياسي تجارة لا شيء بدون مقابل : صفقات وتواطؤات السلة الواحدة ، يمررُ هذا تلك القضية مقابل أن يمرر ذلك هذه القضية ، وعشر سنوات ، وهي ضعف المدة التي حكمت فيها ، ولم نزل نسمع وعود حكامنا الجدد لتقديم الخدمات من أمن ومحتويات معقولة من المواد ضمن البطاقة التموينية ، والمعالجة الطبية وماء وكهرباء ، تسبقها كلمة " سوف " . تشكّل لجان على مختلف المستويات ، وتعلن مناقصات ومزايدات ثم تسرق المليارات من الدولارات وننتهي بكلمة " سوف " .

فهل المالكي فيه شبه من عبد الكريم قاسم ، يا مَن قلت يوماً ذلك ؟ أدعوك في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الذي أستشهد فيه ، وشهر تموز الذي أسس فيه الجمهورية ، أن إتقِّ الله وإسحب كلمتك لكي تحافظ على موقعك عند أبناء الشعب ، وهو الموقع الأبقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟