الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات التخلف العربي

فائز الكنعان

2013 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مؤشرات التخلف العربي
........................................

قبل ان نتكلم عن الوطن والوطنية وإعادة البناء والديمقراطية والصندوق والانتخاب هنالك سؤال مهم
هل شعبك مؤهل لكل هذه المصطلحات والممارسات؟ و هل من العدالة ان نطلق عليه كلمة شعب؟
هنالك مؤشرات بسيطة من السهولة مراقبتها لتعرف هل تستحق مجموعة من السكان ان تشكل مجتمع متماسك وبالتالي ان تتكاتف وتبني وطن، ان تعيش مجموعة من السكان في بقعة معينة وترتبط بنوع ما من التاريخ المشترك لا يعني أنها مؤهلة لان تبني وطن وتشكل مجتمع متماسك و حظوظ الفشل عادة أعلى من النجاح .

لاحظ سياقة العربات في الدول الفاشلة عموما عبارة عن معركة ولوي أذرع وفوضى وزعيق وتفوق الاكثر جراة وهمجية والمشي بخطوط متعرجة وغير متوازية ومتقاطعه.
لاحظ انهم قد يملكون أفخم واحدث السيارات ولكن يفشلون في السير بخطوط متوازية و بالتالي الفشل بالتعامل كوحدة متماسكة ومتسامحه (مجتمع ) ، هذا المثال مراة صريحة لواقع مرير و يعكس أخلاق وحضارة و مؤشر حي لقياس روح التسامح والصبر والإنصات والتكلم بصوت هادئ وإعطاء الفرصة للمقابل وعدم التسرع بالحكم وتقبل الآخر وبالتالي السير في خطوط متوازية لا متقاطعة .
رمي الأزبال في الشارع مثال اخر للفشل في التعامل كوحدة متماسكة ، فالفرد والمجتمع من خلفه الذي لا يبالي بنظافة الشارع والمرافق العامة للبلد نجد من الصعب ان يتماسك ويتجانس ويتفق في الأمور التي تحتاج الى دراية وعلم وتنظيم وتخطيط وصبر وتفهم وتسامح وتضحية، فالالتزام الاخلاقي والضمني بنظافة الشارع ابسط من الاتفاق على دستور او نظام سياسي او التعامل مع قوميات أخرى وهكذا فان الفشل في الممارسة العفوية البسيطة مؤشر للفشل في الاتفاق على مسائل اكثر تعقيدا؟

المشكلة الأخطر التي تواجه هذه الشعوب الغير متماسكة و التي لا تسير عرباتها بخطوط متوازية ولا تحترم قوانين المرور هو ردود فعلها العنيفه والقاسيه والمتطرفة اذا تعارضت قوانين الدولة مع مصالحهم الخاصة او تعارضت مع آرائهم او تقاطعت عقيدة مع عقيدتهم وهكذا ينتهي اي نقاش بالتراشق لا التراضي و تلاحظ وجود المئات من الأحزاب والجمعيات الغير فعالة لتقاطع مصالحها الخاصة مع بعضها ومع المصلحه العامة للبلد والمحصلة النهائية هو تخلف البلد والأجيال المتلاحقة.

هذا ما حصل عند دخول القوات الأمريكية الى العراق، حيث من اليوم الاول تشكلت جبهات عريضة لتقاوم التجربة الجديدة من قبل ان تبدا وبدأت الاتهامات والشعارات وصاحبها العنف والقتل العشوائي واختلطت الأوراق وضاعت النوايا الحسنة وانتهى البلد الى خراب رغم تشابه الخطاب المطروح فالكل تتكلم بالوطنية والوحدة ونبذ العنف وغيرها من الشعارات الفارغة.

النتيجة التي نخرج بها ان هذه الشعوب غير ملتزمة وغير منضبطه وتسير بخطوط متقاطعه وكل فرد يحتاج عشرة أفراد لمراقبته والتأكد انه يقوم بعمله بشكل مرضي، وهكذا تنعدم الثقة بين عموم المجتمع .
من ملاحظاتي ان اهم فرق بين الانسان الغربي وخاصة الأمريكي والشخص العربي بالذات هو التزام الأمريكي الأعمى بالقانون واحترام النظام حتى لو كان القانون ضده، لديهم قابلية رهيبة للانضباط والانصياع لقوانين المجتمع وبنفس الوقت لا يكل في أوقات الجدل عن طرح آرائه ولكن في المقابل ينصاع لرائ مرؤوسيه . أحيانا أحس الأمريكي وكأنه جندي في وحدة عسكرية مهمته أثناء العمل هو السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر ، هكذا تكون نشأتهم على شكل ثقة عمياء بالنظام ومتى ذهبت هذه الثقة ضاع البلد.
في النهاية أنها تربية أجيال متعاقبة وتحتاج قرون طويلة من التراكم الأخلاقي لا حزمة من القوانين الوضعية الآنية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو