الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد ميلاد أبو الفصاد

أمنية طلعت

2005 / 5 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كالعادة وكما اعتدنا كل عام في شهر مايو، هذا الشهر العظيم الذي ولد فيه العظماء وعلى رأسهم زعيمنا المبارك حسني مبارك، تطلع علينا الصحف القومية المصرية بالتهاني والتبريكات للرئيس بمناسبة عيد ميلاده وكأن الدنيا خلقت على يديه فيتم سكب الحبر على الأوراق بكلمات أقل ما توصف به أنها منافقة وحقيرة، ولا أدري حتى الآن كيف لا يستحي الصحفي الذي يخط بقلمه مثل تلك العبارات من نفسه، كيف لا يشعرف بالقرف والغثيان من دناءة ما يفعله، وهل يعتقد أن هناك من سيقرأ هذه الكلمات السامة أو إذا قرأها أحد ألا يخاف من كم السباب والشتائم التي ستنهال على رأسه من أصغر لأكبر مواطن مصري؟
للأسف الشديد تلك هي مهنتي التي أمتهنها ، مهنة الصحافة التي إما أن تبيع فيها الكلمة للشيطان أو تقف حاملا سيفك الخشبي العتيد مهوما طوال الوقت لطواحين الهواء حتى تسحقك ويبدو أن محرر الأهرام الذي لم يكتب اسمه قرر أن يبيع الكلمة للشيطان ، فسكب الحبر هباء على الصفحة الأولى بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء الماضي مهنئا سيادة أبو الفصادة على عيد ميلاده ربما الألف ( لا أدري لماذا اتذكر رواية خريف البطريرك لماركيز دائما كلما تذكرت حسني مبارك) ... المشكلة لا تكمن في تبريكات وتهنيئات المحرر العظيم للسيد الرئيس بعيد ميلاده وعدم شعوره بالكسوف من عمر الرئيس الذي وصل إلى السابعة والسبعين ومازال جاثما على أنفاسنا، لكن المشكلة بل المصيبة تكمن في أنه يتوجه للرئيس مؤكدا أن الاتنين وسبعين مليوم مواطن مصري يشاركونه في هذا ويتوجهون للرئيس العظيم بباقة ورد والدعوات المستميتة بالإمداد في عمره!
من الذي خوله بالتحدث بلساننا؟ وكيف يتحدث باسمنا دون أن نسمح له؟ ومن قال له أننا نريد له العمر المديد أو حتى نريد أن نتذكر اليوم الأسود الذي وضعته فيه والدته دون أن تعلم أنه سيكون مصيبة وكارثة على وطنه وأهله!... ألم يفكر سيادة المحرر الذي لم يوقع باسمه ربما خجلا من فعلته اللاأخلاقية، بأن هناك قطاع طويل عريض من الشعب ينتمي لفئة أولاد الشوارع والعمال اللذين فقدوا كافة حقوقهم القانونية على يد الباشا مثل عمال الاسبستوس والفلاحين أمثال فلاحين قرية سراندو والبدو أمثال أهل سيناء اللذين شردوا واغتصبت نسائهم وقتل أبائهم وعذب كافة ذويهم بالآلاف على يد زبانية جهنم التابعين له بعد حادثة طابا، ألم يفكر في الشحاتين اللذين ملأوا الشوارع والمشردين اللذين فقدوا آخر قرش يمتلكوه وخسروا أموالهم بسبب قوانينه للإصلاح الاقتصاد المصري، ألم يفكر في الشباب العاطل اللذي يتخرج من الجامعة ليتلقاه الإرهابيون أو يغرق في عالم المخدرات لينسى همومه أو يتحول إلى نصاب صغير قد يكبر أو يدخل السجن، ألم يفكر في عدد المصريين اللذين هجوا من البلد طفشا من الحالة الاقتصادية السيئة والامتهان الانساني الذي يتم على يد زبانية الشرطة، ألم يفكر في حركة كفاية ومن ينتموا إليها ،ألم يفكر في كافة المعارضين له واللذين نزلوا للشوارع من فرط حنقهم رافعين أصواتهم بالرفض لحسني كرئيس للجمهورية، ألم يفكر في المظاهرات شبه الأسبوعية التي تقام في عدد كبير من المحافظات تطالب الرئيس بأن يتقاعد ....ألم يفكر في كل هؤلاء ويحسب حساباته بشكل صحيح ليخصمهم من الاثنين وسبعين مليون مصري اللذين يتوجهون إلى سيادة الرئيس بباقة ورد في عيد ميلاده السابع والسبعين؟
أنا مواطنة مصرية وأجداد أجدادي مصريون وأحب أبلغ سيادة المحرر بأنني لا أقول لحسني مبارك كل سنة وهو طيب ولا أتوجه له بأي باقات ورد وكفاية إن أنا مؤدبة ومش عايزة أقول أكتر من ( أرجوكم لا تتحدثوا باسمي وباسم الشعب المصري اللذي انفصل عنكم منذ زمن طويل ولم تعودوا تمثلوه ... أنتم لا تمثلون سوى أبواق سيادة الرئيس وزباينته).
وابقى سلم لي على سيادة الرئيس كرم الله ثراه
كفاية بقى اتخنقنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام