الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابع عشر من تموز واشكالية العيد الوطني العراقي

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2013 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من الغريب أن يكون لجميع الدول, ومن ضمنها دول أنشئت منذ عدد قليل من السنين, عيد وطني ولا يكون لأقدم دولة في التاريخ وهي العراق عيد وطني يحتفل به, حتى أن أحد الدبلوماسيين العراقيين صرح بأنه يشعر بالحرج الشديد عندما يدعى للاحتفال بالعيد الوطني لاحدى الدول ويسأله زملائه عن تاريخ العيد الوطني لجمهورية العراق فلا يستطيع الاجابة ولا تستطيع حنكته الدبلوماسية مساعدته على الهرب منها. وفي الحقيقة هذا هو الموقف الرسمي فقط أما الشعب فلديه تاريخ واضح لعيده الوطني وهو يوم الرابع عشر من تموز في كل عام اعلاء لشأن ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة التي وضعت حدا لحقبة سوداء عاشها الشعب العراقي تحت نير الاستعمار البريطاني, والتي وضعت أساس الدولة العراقية الحديثة بتحرير السياسة والاقصاد من التبعية والمجتمع العراقي من العادات والتقاليد البالية ونشرت العلم والثقافة ودعت الى حرية الرأي والحريات الفردية الأخرى التي أقرها الاعلان العالمي لحقوق الانسان وضمنتها في قوانينها الوطنية.
ومن الطبيعي أن لا يروق للدول الامبريالية وبعض دول الجوار أن يحتفل العراقيون بهذا اليوم لأن الثورة كانت ضربة موجعة لهم, وبالتالي لم يألوا جهدا لمحاربتها واقامت العقبات في طريق مسيرتها وحياكة المؤامرات لاسقاطها, ومع الاسف تمكنوا من حرف مسيرتها في انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي. ولكن من غير الطبيعي أن نجد بعض السياسيين وبعض المثقفين في عراق الديمقراطية اليوم يعترضون على كون يوم الرابع عشر من تموز عيدا وطنيا للعراق بمبررات عديدة منها أن الدولة العراقية تكونت قبل هذه التاريخ واخرى بأن الثورة بدأت بمجزرة قصر الرحاب الذي قتلت فيه العائلة المالكة, وهناك من يدعو لأن يكون تاريخ احتلال ( تحرير) العراق في 9 نيسان هو العيد الوطني لأنه قضى على نظام صدام, ومنهم من يقول هناك عدة جمهوريات تكونت فأي منها يعتبر.....الخ. وبما أن كل شيئ في العراق خاضع للتوافق فلم تستع الحكومة ولا البرلمان بتحديد يوم للعيد الوطني العراقي لعدم وجود توافق بينهم على ذلك مع أن الشعب كما أسلفت متوافق على يوم 14 تموز وليجروا استفتاء حول ذلك ليروا النتيجة بأم اعينهم.
اود أن أناقش الآراء التي أشرت اليها, أولا صحيح أن الشعب العراقي ثار في سنة 1920 وأجبر البريطانيين على الاخذ بعين الاعتبار رغبته العارمة في التحرر وحكم نفسه بنفسه الا أن البريطانيين التفوا حول هذه المطالب وأتوا بملك غير عراقي مخلوع عن عرش سوريا وحكومة موالية لهم واضافة الى ذلك كبلتهم بمعاهدات امتياز لبريطانيا, وفي الحقيقة كان الحاكم الفعلي هو المندوب السامي البريطاني.ثانيا أن قادت الثور في 14 تموز 1958 لم يعطوا أمرا ولا حتى كان في تفكيرهم أونيتهم قتل أحد من العائلة المالكة أو أحد من الساسة العراقيين الحاكمين آنذاك وهذا ما أكده كل الباحثين والكتاب الذين كتبوا عن ثورة 14 تموز أو عن قادتها وان ماحدث في قصر الرحاب كان تصرف فردي وليس بأمر من القيادة, وماحدث في قتل عبد الألاه ونوري السعيد فقد كان هيجان جماهيري لا يمكن السيطرة عليه في ذلك الوقت. ثالثا لايمكن اعتبار يوم 9 نيسان 2003 عيد وطني لانه, وبالرغم من كل مايقال في حقه من القضاء على نظام صدام وطغمته وتخليص الشعب العراقي من الظلم والجور, يوم احتلال للعراق من قبل أمريكا وبريطانيا طبقا لقرار الامم المتحدة رقم 1483 في 22 آيار 2003 والذي اكدت فيه الامم المتحدة واقع الاحتلال وألزمت كل من أمريكا وبريطانيا بضمان أمن واستقرار العراق والمحافظة على ثرواته البشرية والطبيعية وآثاره التاريخية, وكما تعلمون فان أمريكا وبريطانيا لم تحافظا على أي شيئ من هذا. رابعا القول بتعدد الجمهوريات لا ينفي الاحتفال بالجمهورية الاولى وهذا مايحدث في الكثير من دول العالم ومثال ذلك فرنسا حيث تحتفل في يوم 14 تموز من كل عام بمناسبة انتهاء الحكم الملكي بالمطلق في 14 تموز 1880 بالرغم من تعدد الجمهوريات من ذلك الوقت ولحد الآن, وكذلك الولايات المتحدة الامريكية فانها تحتفل في يوم 4 تموز من كل عام منذ اعلان الاستقلال في يوم 4 تموز 1776 وكانت آنذاك 13 مستعمرة وهي الآن 49 ولاية اضافة للعاصمة واشنطن.
أعتقد بأن مايزكي يوم 14 تموز ليكون يوم عيد وطني هو صفات الوطنية والنزاهة والاخلاص التي كان يتمتع بها قادة الثورة في ذلك اليوم المجيد والتي شهد بها العدو قبل الصديق, وكذلك مافتحته الثورة من آفاق واسعة في جميع المجالات لتطور العراق والعراقيين. وفي السنة الماضية دعت الكثير من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الحكومة والبرلمان العراقيين لاعتماد يوم الرابع عشر من تموز كعيد وطني لجمهورية العراق, أتمنى أن يتحقق هذا في الرابع عشر من تموز لهذا العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى متى يتم أستغفال الناس؟
زرقاء العراق ( 2013 / 7 / 11 - 21:09 )
يأتي في المقالة بأن مجزرة قصر الرحاب كان تصرف فردي وليس بأمر من القيادة !!! وانا متفقة معك ولكن, اذا كان هذا صحيح فلم لم يتم محاكمة الفاعل؟ لا بل تم تكريمه من قبل الزعيم الأوحد بتعيينه كملحق عسكري للسفارة العراقية في موسكو؟
وهل من شيمة العراقيين تكريم قاتل النساء والطفلة اليتيمة سارة اللتي تبنتها العائلة وحتى الطباخ الهندي؟؟
هنا ينطبق المثل بأن العذر أقوى من الصوج, وكفاكم أستخفافاً بعقولنا
ثم يضيف كاتبنا المحترم مغالطة اخرى ليزيد الطين بلة بقوله -;- وماحدث في قتل نوري السعيد فقد كان هيجان جماهيري لا يمكن السيطرة عليه
وتناسى كاتبنا بأن مرافق نوري السعيد وصفي طاهر ذهب مع قوة عسكرية من الفوج الثاني الى بيت نوري السعيد لقتله ولما لم يجدوه هناك قتلوا الببغاء -منصور- وهو في القفص بعد ان قتلوا كلب العائلة الصغير
فهل كانت هذه القوة العسكرية هيجان جماهيري؟؟
لا يجوز استغفال الناس بهذا الأسلوب


2 - ليتحرر العراق اولا ثم يحدد عيدا لتحريره الوطني
سيلوس العراقي ( 2013 / 7 / 11 - 21:52 )
السيد رعد المحترم
من المعروف في عالمنا أن الدول التي تحتفل بعيدها الوطني أو في يوم عيد التحرير، لا تكون تحت نير الاحتلال ، والعراق واقعيا لايزال محتلا ، أليس كذلك ؟
فأي معنى يبقى لأن يكون عيدا وطنيا لوطن استقلاله موضع شك كبير؟
ربما بامكان العراق أن يحتفل بالعيد الوطني للثورة الاسلامية الايرانية كونه فعليا محافظة ايرانية تؤتمر بأمر الامام الخامنئي وممثله مندوب الامام فوق العادة : صاحب الجلالة السليماني صاحب الامر والنهي في العراق ، اليس الامر كذلك؟ أم اننا متوهمون ونعيش في المريخ ؟
تقبل تقديري


3 - سبب ديني محض
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 7 / 12 - 00:35 )
تحية الى زرقاء العراق والاستاذ سيلوس العراقي للقول القصير القوي ... على عظمة الامم الاوروبية تحتفل حتى اليوم بتحريرها على ايدي الجيش الامريكي والجيش الاحمـــــر الروسي ... من طاعــون النازيـــة الالمانية وجماعتنا في زمن العثامنـــــة استحوا ان يكون تحريرهم على ايدي بريطانيا لانهم نصارى كفرة ولايجوز للمسلم الاستعانة بهم في قتل وطرد اخية المسلم التركي ونفس الطامـــــــــــــــة الدينية تكررت مع الامريكان الاستعانة بنصر اني كافر امريكي على قتل ولي امر مســلم عربي ويشهد بهذا حتى الحجر في العراق . انا اظن العيد الوطني الاول كان يوم تحرير العراق من العثامنـــة الترك والعيد الوطني الثاني هو تحريرهم من اخر طغاة العرب المسلمين . ولو سادت شريعة حقوق الانسان وقوانين الدول المدنية الحديثة لكان غير ما يدور في العراق الان . قبل ايام رفع العراق من تحت مقصلة البند الـسابع اي اعيد اليه الاعتبار انه دولة لاتشكل خطر على السلم الدولي . مصيبة العراق كبيرة كبيرة جدا . من الاخلاق الانسانية النبيلة اقامة متحف كبيــــــر لجنود بريطانيا وامريكا الذين فقدوا حياتهم على ارض العراق مرتين تحية


4 - ليتحضر العراقيون ويفعلوها
سيلوس العراقي ( 2013 / 7 / 12 - 08:10 )
السيد كنعان
تحية
هناك الكثير الذي يمكن قوله بهذا الشأن لكن الموضوع ليس في هذا المقال
بمناسبة تعليقك اعلاه
ان الشعوب الطيبة التي تعرف الاصول في التعبير للجيوش التي تحررها أن تقيم للدولة التي حررتهم نصب للشهيد او لتخليد الامريكان في حالنا في متنزه كبير يحوي متحف ونصب تعبيرا عن شكر لن ينساه العراقيون
انني اتحدى كل العراقيين من رئيسهم الى نوابهم الى اعلى حصان في الدولة أن يتجرأ بتقديم مشروع لتكريم الجيش الامريكي وتخليد شهداءه الذين ماتوا في العراق بقانون مع نصب في المحافظات التي دخلها وحررها الاميركان، مثلما فعل المتحضر الذي مات الامريكان في سبيل تحريره
وبالمناسبة فان الحديث ذو شجون لانه يعبر عن نفاق العراق حيث الذي حصل فعليا تم رفع جداريات وصور محرري العراق :الخميني والخامنئي وحسن نصرالله وجارالله وخالة الله وجارية الله تعبيرا للعرفان بالجميل
ان العراق سيبقى بلد الكفر والنفاق، مع اعتذاري لقول الحق من دون نفاق

اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات