الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يخفيه النص

كريم كطافة

2013 / 7 / 11
الادب والفن


صدر للناقد العراقي (ياسين النصير) كتاباً جديداً بعنوان (ما يخُفيه النص) عن اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة. الكتاب مكون من فصلين. ضم الفصل الأول عدد من دراسات نقدية خاصة بالقصة القصيرة، باستثناء دراسة واحدة اهتمت بالرواية التي كتبها كتاب وكاتبات من المملكة العربية السعودية. حاول الكاتب من خلالها الإطلال على مساحة أدبية مهمة تكاد تكون مغيبة خارج هذا البلد.
على الرغم من أن الدراسات التي شكلت الكتاب بفصليّه، مكتوبة في أزمان متباعدة – أحدها الخاص برواية الراووق لعبد الخالق الركابي منشور في منتصف السبعينات من القرن الماضي- وكلها سبق ونشر في اليوميات أو الاسبوعيات من الجرائد والمجلات، إلا أنها جاءت في هذا الكتاب رغم هذا على نسق فيه انسجام ودعم متبادل بين دراسة وأخرى وأغلبها ذات منحى تطبيقي يبحث في المتغيرات التي طرأت على تقنيات كتابة القصة القصيرة وتحرك الدلالة في بعض المفاهيم. على سبيل المثال يعتقد (النصير) أن مفهوم الذروة في القصة القصيرة بدلالته القديمة وكأنه ذروة مرتفع يبدأ بعدها الانحدار، لم يعد مفهوماً مركزياً كما أن شكل المثلث ذات الزوايا الثلاث المكون من الجملة الاستهلالية والذروة والجملة الختامية لم يعد هو الشكل الصالح لرسم العلاقة.. قد يكون الشكل دائرياً.. بمعنى لم يعد ثمة طرف ثالث في المسافة الفاصلة بين الجملة الاستهلالية والجملة الختامية في النص القصصي. أما الذروة أو ما تدل عليه فقد نجدها في الجملة الختامية أو ما قبلها بقليل.. أو لا تكون إلا إيحاءً.
أما الفصل الثاني من الكتاب فاختص بالرواية تحديداً. اشتمل على خمسة روايات لكتاب عراقيين هم على التوالي؛ عبد الخالق الركابي، لؤي عبد الإله، حميد المختار، كريم كطافة، علي بدر والرواية السادسة للكاتب السوداني أحمد عبد الملك. أنطلق النصير في هذا الفصل من فرضية اسماها (البارك الأجنبي). قرر أن في كل هذه الروايات ثمة مكان غير عراقي يشكل فضاء النص المخفي. أما أن يكون هذا الفضاء خارج العراق أو في داخل العراق لكنه في مكان محتل من قبل أجنبي. وهذا المكان قد لا يكون مصرحاً به لكنه ملموس ويمكن اكتشافه. لذا حاول النصير على مدى ست محاولات مع ست روايات أن يمسك بهذا الشيء الذي أخفاه النص.
في الأخير؛ أجد أن هذا الكتاب الذي يحمل عنواناً موحياً، هو محاولة من النصير للأمساك بالفضاء في النص (المكان) وهو الموضوع الذي شغل النصير على مدى سنوات طويلة وما زال. ومن جانبي أجده دعوة للبحث والإمساك بأشياء كثيرة غير المكان تخفيها النصوص سواء كانت قصة قصيرة أو رواية.. أشياء لا تقولها صراحة بل مواربةً وأحياناً لا تقولها لا صراحة ولا مواربة.. لكن الناقد الحريّف أو القارئ الحريّف يستطيع بلوغها. تلك الأشياء تكون بمثابة الجذور البعيدة لهذا الكائن الذي تشكل للتو على يد الكاتب ومنها فقط نتعرف على النسغ الذي سرى في عروق هذا الكائن بشكل غير محسوس ومن أي طينة أتى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??