الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الصراع في سوريا الشام ...مواقف وأحداث متشابكة و متوالية . واثق الواثق

واثق الواثق

2013 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إشكالية الصراع في سوريا الشام ...مواقف وأحداث متشابكة و متوالية . واثق الواثق


مما لا يخفى على احد ما لسوريا من دور رئيس وفاعل ومؤثر وهام في المنطقة وموقع إستراتيجي كصمام أمان لإسرائيل أو قنبلة موقوتة في نفس الوقت ,سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؛ ما شكل هاجس قلق وإزعاج لإسرائيل ودق ناقوس الخطر ,حينما احتضنت جميع الأذرع السياسية والعسكرية العربية والإسلامية بمختلف توجهاتها المقاومة لإسرائيل لتكسب الوقت وربما الأرض مستقبل ما يدعم دخولها كمفاوض قوي لاستعادة الجولان حينما تشكل جميع هذه الأمور أوراق ضغط على الطرف الأخر في الصراع .
فموقعا التاريخي والجغرافي والحضاري والقومي والمذهبي المختلف الألوان كان نقطة جذب للكثيرين .
وكان ما يعرف بالشام قُبيل الحرب العالمية الأولى والذي تنحدر إليه مرتفعات آسيا من الفرات تقريبا وأقصى الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط القادم من مرتفعات الأناضول باتجاه صحراء سيناء ونهر النيل غربا كان يشكل قلب الصراع والأطماع وبوابة لسيطرة على ينابيع الشرق والغرب .
فالشام يمثل بؤرة لظهور والتقاء العديد من الحضارات المختلفة والمتصارعة على أساس سياسي آو قومي أو مذهبي أو حضاري ما نتج عن هذه الصراعات مجتمع متعدد المذاهب والقوميات والثقافات فكان أرضا خصبة لنمو مختلف العقائد والثقافات والمذاهب والتي ساهمت في بلورة الطيف الاجتماعي الإنساني وصياغة عبق تاريخي مميز جذب المستعمرين على مدى القرون الماضية .كاليهودية التي اتجهت إلى الناصرة او بيت لحم جنوب الشام القديم لظهور وولادة المسيحية هناك .
وبانتقال الإسلام من الحجاز إلى حوض البحر المتوسط نشأت الصراعات بين الطرفين من أصحاب الديانات المختلفة ما خلق مناخا مشحونا بالإمراض المذهبية والقومية وصلت في بعض الأحيان إلى الحرب الأهلية .
حتى ازدادت الأمورُ سوءا بعد الحروب الصليبية على الإسلام والتي استمرت قرابة القرن بين المسيحيين والمسلمين .
فكان نتاجُ الصراعات المتلاحقة والأطماع المتوالية إعلان اتفاقية سايكس بيكو بين الدول المستعمرة والمتغانمة والتي من خلالها تم تقسيم الشام إلى دويلات صغيرة هي لبنان شمالا وسوريا وسطا وفلسطين جنوبا .
وقسمت فلسطين أيضا إلى دويلات صغيرة بموجب وعد بلفور المشئوم والسيئ الصيت إلى دولة يهودية (إسرائيل ), وإمارة شرق الأردن ومحمية فلسطينية لبقية الأراضي.
وبهذه الاتفاقية السيئة الصيت والمخالفة لكل القوانين والأنظمة والمعايير الدولية تم تمزيق وابتلاع الشام القديم
وإضعاف القلب النابض بالعروبة والحضارة والقومية بعد قصّ جنحانه .وبموجب هذا التقسيم الجائر والغير شرعي بقيت سوريا الوريث الشرعي للشام القديم وحملت كل أعباء المسؤولية من اجل استعادته ,بينما نجد الزعامات العربية تتجه باتجاه التفاوض المذل والمهين مع إسرائيل كما حدث في مصر في عهد أنور السادات والأردن في عهد الملك حسين وبمباركة ودعم عدد كبير من الزعامات الخليجية حتى تحول الى صراع بين الخليجيين والهاشميين .
وبحسب المعطيات أصبحت سوريا الشام تشكل خطرا يهدد اسرئيل, ما يجب إزالتها او تمزيقا او إجبارها على الخضوع والتخاذل والتفاوض المذعن .ولذلك استغلت ما يسمى بالربيع العربي المفروض من الغرب والمدعوم من إسرائيل للجماعات الراديكالية المصطنعة بحجة ما يسمى بدعم الديمقراطية في الشعوب المحكومة من قبل الأنظمة الديكتاتورية .
وباحتلال سوريا يمكن السيطرة على المنطقة وتحقق الحلم الإسرائيلي ( من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل).
وكان الصراع العثماني المصري (في عهد محمد علي باشا ) في القرن التاسع عشر ,إيذانا بإعلان اتفاقية سايكس بيكو الإجرامية السيئة الصيت المخالفة لكل الشرائع والقوانين الدولية والتي منحت بموجبها سوريا هبة إلى فرنسا , إلا أنّها بقيت محط أنظار وإطماع الدول الاستعمارية الأخرى كبريطانيا وأميركا وإسرائيل ,إضافة إلى الإطماع العربية التي اتضحت من خلال الصراع المرير بين الهاشميين والأٌسر الخليجية الحاكمة .
وفي هذه الأثناء دخلت الولايات المتحدة الأمريكية كطرف وحليف قوي في الصراع العربي الاسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية والتي من أهم استراتيجياتها هي ( النفط , وإسرائيل , والموقع الاستراتيجي ).
فكانت سوريا هي بوابة الصراع والسيطرة على المنطقة بما تحمله من موقع جغرافي وتاريخي و إستراتيجي كطريق للنفط من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. والاهم من ذلك هو موقعها العربي المباشر الاتصال بعمق اسرائيل دون أي حواجز بينهما .لذلك صار الشام مهدا للفكر السياسي والقومي العربي الذي من نتائجه كانت اتفاقية الوحدة بين سوريا ومصر .
وكان الاتحاد السوفيتي لا يقل شانا عن الدول الاستعمارية الطامعة فقد دخل هو الأخر بقوة من خلال نشر الماركسية بقوة في البلدان العربية لتكون قاعدة يرتكز عليها في المستقبل القابل للتغيير والتمدد او الانضغاط .حتى ان عام 1957 كان من اشد الأعوام ذروة في الصراع حتى ان الشرق الأوسط أصبح في حالة مواجهه خطرة بسبب سوريا التي كانت كالقنبلة الموقوته .ولذلك سعى الهاشميون في بغداد لإنقاذ سوريا من المد والتغلغل الشيوعي السوفيتي بتحريض من تركيا وأمريكا وبالتواطؤ مع رئيس الوزراء التركي مدريس لغزوها , في حين أن القاهرة قبلت الوحدة مع سوريا لانتشالها من هذا الواقع. فكانت سوريا بين فكي الكماشة الأمريكية من جانب والسوفيتية من جانب آخر .
إلا إن اتفاقية الوحدة التي وقعت بين جمال عبد الناصر والقوتلي الرصاصة التي أصابت قلب الدول المستعمرة والطامعة كونها جعلت من سوريا قلبا نابضا بالعروبة والقومية العربية ؛وهو ما دعا إسرائيل لخلط الأوراق وبعثرتا والسعي لإجهاضها وردم فوهة التيار القومي العروبي من خلال خلق مناخات وشخصيات تمهدا لإضعاف واحتلال سوريا .فكان السادات والملك حسين وملوك وأٌمراء الخليج أول من تبرع لهذه المهمة مجانا ..!!!
فكانت معاهدات السلام التي وقعها البعض من الرؤساء او الملوك العرب الصفعة والضربة الأولى التي وجهت للقومية العربية في سوريا , ولذلك سعت سوريا لإجهاض أي بادرة قومية او عسكرية من شانها تدعم وتقوي وضع سوريا في المنطقة ولذلك سعت الإقحام وإرغام وإذعان سوريا في معاهدة سلام جائرة أسوة بالدول العربية الأخرى التي وقعت معاهدات سلام مشينة مع إسرائيل .وكان الربيع العربي هو احد الحلول والأقنعة المزيفة التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبدعم من إسرائيل لبعثرة الأوراق في المنطقة وتزيف وتشويه صورة الإسلام من خلال جلب ودعم الحركات او الأحزاب الإسلامية الراديكالية المتطرفة بحجة مظلوميتها وفتح أبواب المشاركة لها دون أن تشير إلى دعمها إلا محدود لها والذي أثبتته الظروف في مصر اليوم حينما دعمت هذه الحركات والأحزاب التي شوهت الإسلام بالقتل والذبح وانتهاك الحرمات والإعراض وووو
وكانت سوريا الشام أيضا محور هذا الصراع لتحقيق الحلم الإسرائيلي من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل وهو ما بانت بوادره فعلا فالإسرائيليون قد تغلغلوا يف العراق ابان احتلاله عام الفين وثلاثة وليومنا هذا من خلا جهاز الموساد الذي كان يقود العمليات العسكرية والاستخباراتية في العراق وبناء علاقات اقتصادية مع الحكومة المحلية في شماله .
فكان دعم الجماعات الراديكالية المسلحة والمزيفة في سوريا من اجل إقحام العالم في فضوى خلاقة المستفيد الأول والأخير هو إسرائيل , إلا إن ما يثير الاستغراب هو اذاعان الشعوب العربية وتصديقها للسيناريوهات الأمريكية البائدة ولا زال العرب متمسكين بان السلام والصداقة مع هذه الدول المستعمرة والمستكبرة مجديا برغم المهانة والإذلال الذي وصل حد لا يقبل به حتى الطفل أو المجنون ..ّّ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كبسة سعودية على أصولها تحضير الشيف عمر ????


.. ا?شهى وا?سرع سندويشات بطريقة الشيف عمر ????




.. قصف وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح.. ولكن؟


.. القمة العربية في البحرين: هل ينجح -إعلان المنامة- في وقف إطل




.. -حنين إلى موسوليني-.. مجموعات الفاشية الجديدة تنتشر في إيطال