الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سينصف الطوائف الصغيرة في العراق؟

موفق الطاهر

2005 / 5 / 6
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الأنتخابات العراقية في الثلاثين من كانون الثاني يناير المنصرم، أو بما سمي بالثورة البنفسجية، قد أفرزت الكثير من الحقائق التي لا يمكن الأغفال عنها. ولكن الحقيقة الكبيرة الأولى بأن العراقيين قد صوتوا للعراق، للوطن العراق. وهذا ماكان مطلوباً بهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد. الناخبون قد صوتوا لكتلة، أعطوا صوتهم لكتلة تضم الكثير من الأحزاب وليس حزباً واحداً. يعني بأن الناخب العراقي لم يصوت لشخص معين أو حتى لم يصوت لحزب يعرفه ويعرف برنامجه ويثق به وبمن ينتمي له. فهو قد صوّت للعراق.
كان في البداية المعلن بأن الناخبين سيصوتون على شخص أو أسم، وهذا ما تمنيناه ويتمناه كل شخص على ما أعتقد. فلم أكن ومعي الكثير من العراقيين في المهجر نرغب بالتصويت لشخص من طائفتنا أو ديننا أو قوميتنا. فقد كنت أنا العربي الشيعي راغباً بإعطاء صوتي لدكتور كردي سني لأيماني بأنه واع مثقف، حديثه ومنطقه حلو وعذب... ولكني تراجعت عن ذلك عندما صرح في أحدى لقاءاته بأن كركوك كردية، وهذا يعني لي بأنه قومي، وهذا ما أستنكره فعلاً. لي صديقان كرديان من دهوك أعطيا صوتهما لدكتور عربي شيعي، لأيمانهما بأنه قوي وسيرجع لهما حقهما الذي سلب.. ولي أمثلة كثيرة لا يسع المجال لذكرها جميعاً بهذه الأسطر التي لا أتمنى لها أن تتجاوز الصفحة الواحدة.

يؤسفني كثيراً عندما أسمع بوزير تركماني ينادي بأن كركوك تركمانية، أو مسؤول كردي ينادي بكردية الموصل أو كركوك. يؤسفني أيضاً عندما أقرأ بأن مسؤول سني يقول بأن مدينة الحلة سنية، أو شخصية ما (لا أعرف الحقيقة كيف تطفل هذا الرجل على البرلمان العراقي المنتخب!؟) يدعي بأن بغداد سنية.
ويفرحني من يقول أو ينادي بأن كل مدينة في عراقنا الحبيب هي مدينة عراقية لكل العراقيين، فأربيل عراقية والبصرة عراقية وتكريت عراقية... وبغداد عاصمة لعراقنا جميعاً..! لي الحق بأن أتملك بأي أرض في العراق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. (ربما سيأتي أحد ويقول لماذا لم تقل من الجنوب إلى الشمال أو من الغرب إلى الشرق؟) فقد بتنا نعترض فعلاً على كل شيء! فكم يؤلمني بأني أستطيع أن أشتري بيت هنا في هولندا وفي أي مكان أو مدينة أريد، بل سيساعدني البنك لتحمل كافة المصاريف، بمجرد أن لدي عقد عمل ولمدة سنة فقط! وأنا الغريب تماماً عن هذا البلد، والذي يتهمه الكثيرون بعنصريته، بينما أجد الكثير من القادة العراقيين يريدون أن يطردوا (أو يرحِّلوا!) العربي لأنه يسكن مدينة غالبية سكانها من الكرد، أو سني لأنه يسكن مدينة يسكنها الغالبية من الشيعة...

فمن سيأخذ لي بحقي؟ ومن سينصف الطوائف الصغيرة في بلدنا الجريح؟ فالكل خائف، والكثير لديهم الحق من هذا التخوف بعد ما نال الكل الضيم والتعسف على أيدي الفاشست البعث صدام. فذاك يصرخ مستغيثاً (لماذا لم يصرح أحد المسؤولين أو الأعلاميين بالطائفة الأكراد الفيليين؟) وأحدهم يتصور بأن وزير طائفة الصابئة المندائيين قد سقط سهواً من قائمة الحكومة. وذاك ينادي بأكثر من مقعد دائم للشبك أو الأيزيدين أو الأرمن... والكل يريد أن تذكر بقية الموزائيك العراقي لو سميت عرباً وكرداً أو سنة وشيعة. فهل من الأنصاف أن كلما يتحدث مسؤول ويريد أن يذكر مثالاً على تنوع المجتمع العراقي فعليه لزاماً أن يذكر كل الطوائف والأقليات العراقية التي تتجاوز في بعض الحالات الخمسة عشرة طائفة؟ الجواب لا بكل تأكيد. وهذه المسميات لابد لنا من الخلاص منها كي لا نقع بأي مطب لاتحمد عقباه!
فمن سيأخذ لي بحقي؟ أنا أدرك تماماً بأن مام جلال سيرد لي كل حقوقي التي سلبت يوماً مني، وسيدافع على مصالحي دكتور حاجم الحسني، ويستجيب لندائي دكتور أبراهيم الجعفري... وسينصف كل إنسان عراقي يتعرض إلى معاملة غير حسنة، أو تمييز عنصري من قبل أي شخص مسؤول، سينصفه كل عضو (عراقي) في الجمعية الوطنية العراقية... ولكن يبقى أن نقول صبراً يا شعبنا، فقد صبرتم كثيراً ولم يتبق إلا القليل إن شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا