الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريعة الشيطان

صالح برو

2013 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية







للتاريخ...
لا تزال هنالك الكثير من الأحلام والآمال الإنسانية السامية في عيني الكردي نتيجة نضاله، ووحدته الأبدية في ميدان معركة البقاء من أجل أن يعيش الإنسان حرًا تحت راية السلام على أرض عادلة تكون فيها كل الكائنات متساوية.لكن حتى يومنا هذا لا أحد يلبي نجدة الكردي أينما كان، ومهما حدث بحقه كإنسان، ورغم تلك الحقائق التي لا تقبل الحجاب أبداً، والتستر بثوب الوقائع الزائفة يسعى الكثيرون أن يكونوا خانعين لهذا التاريخ الذي كان سبباً دنيوياً لفكاك الإنسان حتى أصبح محامياً للشيطان لتبني كل قضايا الشر الذي أباد الملايين من الأبرياء، والشرفاء المخلصين لعالمنا الذي كان جميلاً ذات يوم.
للحقيقة...
إن ما يقوم به الكثيرين ,من ذوي النفوس الضعيفة التي تسعى أن تكون لها صفحات معنونة بأسمائها في كتب التاريخ على حساب الملايين من الناس الذين ناضلوا، وجاهدوا، وضحوا بكل ما لديهم من أجل الحقيقة,وأهدافها الإنسانية النبيلة ,ليست إلا مرحلة آنية وخيمة أدت إلى عرقلة الحياة بكل ما فيها من مخلوقات ,وإحداث خلل كلي في توازن الإنسانية,والنظام البيئي للطبيعة.
لا يمكن للإنسان الحقيقي أن يصبح ملكاً للتاريخ، ويطمع بملكه إلا المرضى الطغاة، ولا يمكن للتاريخ الحقيقي النزيه أن يمتلك أحداً لأنه في خدمة الإنسان على الدوام، ولا يمكن أيضاً للتاريخ أن يحيا أبداً إلا مع الإنسان لأنه هو منه، به يبدأ وبه يبقى,ولا يمكن للتاريخ أن يكون صادقاً من دون الإنسان، لأنه أكثر فلسفة، وعطاءاً، وصدقاً منه.


للشعوب...
نعم... عندما تفتقد الشعوب أحاسيسها الإنسانية تجاه بعضها البعض تنعدم الثقة فيما بينها، وعندما يفتقر المجتمع إلى عاداته،وتقاليده تتشكل بينه، وبين جدته الطبيعة مسافة وعرة,وحين يخسر الإنسان حاسته السماوية سرعانما تتكون لديه قناعات معكوسة، فيصير الوفاء بالنسبة له ضرباً من ضروب الذاكرة,والإخلاص مجرد إكسسوار لا يستخدم إلا في الأعياد والمناسبات،وهذا ما يعيشه العالم منذ سنوات عديدة، و هو لا يزال يتباهى، ويتفاخر بالظلام الذي أوهم الناس بحلم ( المجتمع المدني)، الوهم الذي جرد المرء من كل فضائله تحت مسميات عديدة ليواكب عصر الحداثة، إلى أن صار شعار المغفلين ومثلاً يحتذى به في كل بيتٍ يدعي الثقافة كمشروع مسبق دون وعي.
ألا تعني كل هذه الأمور أنها مؤشرات لفناء البشرية في الحياة، لأنه كما قلت سابقاً عندما يعم الفساد فلا بد من الفتن والحروب لإعمار أفكار نيرة على أنقاض الفساد، كما حدث ذلك مراراً في العصور الغابرة، وهذا ما سيشهده العالم قريباً.
وبالرغم من هذا العناء الممتد يسعى المخلصون من أبناء الأمة الكردية جاهدين كما كانوا في السابق لحمل رسالة المحبة، والتآخي، والسلام مجدداً لكافة الأمم ليعم السلام في العالم كله ردا على ما اتخذ بحقهم من انتهاكات لم تعرفها البشرية من قبل،والأغرب من ذلك أن الحياة لم تشهد صمتاً أشد كارثية مما حدث لهم، ورغم ذلك لا يبادل الكردي كل هذا الغبن والإضطهاد إلا بعطائه ومحبته وذاكرته الطيبة،علماً أن العطاء مهنة شاقة لا يجيدها إلا محترفز الإنسانية المطلقة الذين يحملون سماوات أخرى في ذواتهم، ولا يمكن أن يتحقق السلام ما لم يكن هناك صدق، ومحبة ،ووفاء لأنه السلاح الوحيد الذي يبقي الإنسان على قيد الحياة وينعم بالخير.
للتائهين...
ــ ألم يتساءل البعض عن أسباب فشل الحملات العسكرية التركية على قوات حزب العمال في جبال كردستان بالتعاون مع إسرائيل وأميركا والتحالفات الأوروبية بحجة مكافحة الإرهاب رغم قدراتهم العسكرية الهائلة، وباعتبارهم من النسل العثماني الذين حكموا الشرق الأوسط لمدة أربعة قرون ورغم عضويتها في حلف الناتو.
الجواب: فقط لأن قوات حزب العمال أصحاب حق، ووجدان، وصدق، وعدالة ومحبة، وكل من يتحلى بذلك حسب نظرة الطغاة فهو مرفوض وغير مقبول كما جرى ذلك مع الأنبياء والرسل والقديسين,لأن الفضيلة ليست من منهج الشيطان إنما عدوه اللدود كون العدل والاستقامة والمحبة ليست إلا مضاداً وعلاجاً لمكافحة كل أشكال الفساد، وكل من يود المساس بالإنسان أينما كان،وهذا ما يخشاه الطغاة أعوان الشيطان، وأحفاده.
ــ أولم يندهش البعض من تصريحات منظمات حقوق الإنسان حول المواد الكيماوية،وغيرها من الأسلحة المحظورة دولياً والمحرمة إنسانياً بالتزامن مع كافة أشكال القتل الذي يتعرض له الإنسان والنبات والحيوان في الجبال والقرى بكردستان، وكثافة الضرر الذي ألحقه النظام التركي الحاكم بالطبيعة كاملة رغم قداسة الإنسان الذي لا يكتمل وجوده إلا بالنبات والحيوان.
الجواب: إذا كانت هناك حقاً قوانين سارية، وجدية، وفعلية لحماية الإنسان لما وجدت تلك الأسلحة المحظورة، وصنعت بالأساس، بالدليل أنه ليس هناك أي خوف أو تهديد من قبل كائنات تسكن في فضاءات أخرى ليتعرض له كوكبنا الأرض، بمعنى أن آلة القتل لم تصنع إلا من أجل دمار البشرية، وضماناً لحماية الطغاة وحصانة الشر.
منظمات حقوق الإنسان
السؤال :هل هي منظمات خاصة بحق الأفراد، أم الجماعات، أم الشعوب، أم الأمم، وهل مهامها تنحصر بتقديم أدوية أو ملابس مجانية، أم إتخاذ مواقف إعلامية معارضة وتكتفي بالوظيفة،أم حماية الإنسان،والتدخل المباشر في وقف نزيف الدم، والطغيان المطلق.
الجواب:
أولاً..جميع المنظمات دون استثناء أيّ منها ليست سوى أوهام تعيشها البشرية حالمة...
ثانياً ..التصدق بالأدوية والملابس والمواد الغذائية هي من مهام الجمعيات الخيرية بعد غياب النظام العادل،وليست من مهام المنظمات الحقوقية،علماً أنه قد كان هناك ثمة نظام شريف في هذا العالم ويحترم نفسه بصدق و ينادي بالإنصاف والعدالة والمساواة من أجل الشعب لا مبرر لوجود جمعيات خيرية في ظله أساساً.
ثالثاً..الإعتراض دون تدخل مباشر ليس حلاً كما يتوهم بعض الحالمين، إنما شراكة سرية تقع على عاتقها التدابير اللازمة لخلق حالة من التوازن السياسي، وهي ليست أكثر من خدمة بيروقراطية.
لرجال الدين...أمثال فتح الله كولان
جنانهم غير جنانا.
أولم تتساءل غالبية الشعوب عن مدى قدرة رجال الدين في التأثير على السياسة العالمية وما مدى إمكانياتهم في تحقيق العدل،والمساواة بين الأمم، وهل يسعون إلى ذلك، أم لا، أم العكس؟
وهل يؤثر رجال الدين في السياسة أم يتأثرون يها,وهل هم حقاً رجال دين حقيقيون يودون خدمة الإنسانية، أم أنهم مجرد إمتدادات مؤسسات عسكرية، وسياسية تغطيهم الإكسسوارات المنسوبة زعماً للديانات السماوية، لتحقيق غايات الأنظمة ،ورغباتها من خلالهم كأدوات لاستيلاء على مشاعر الناس،وعواطفهم.
الجواب : لو كانوا حقا رجال دين,وغير مرتبطين بالأنظمة لما وصل العالم إلى ما نحن عليه الآن، ولو كانوا مؤمنون بالله حقاً لجاهدوا وحدهم من أجل الإنسانية، لنيل الجنة،والدخول إلى الفردوس الأعلى كما يزعمون، وليس بتحريض الناس على بعضهم البعض، لإغرائهم بمفاتيح الجنان تحقيقاً لمصالحهم الخاصة.
فإذا كانت هناك حقا جنان تكتسب، وتنال بقتل الإنسان لأخيه الإنسان فهم أولى من الناس بها..لما لا يفعلون ذلك؟
سؤال : وهل يمكن أن تكون هناك جنان تنال بالقتل،والخراب،والدمار،والطغيان ،والذنوب، والمآثر الشريرة كما يزعمون؟
وهل يمكن أو يجوز لرجل دين تقي أن يدخل من أحبب في الجنة، ويدخل من يشاء في جهنم،وكأنه وريث على ملكوت الله الرحمن ؟ألا يعني هذا السلوك هجوماً على الغيب،فهل يليق برجل دين حقيقي فعل وقول ذلك؟
وهل مهنة رجل الدين قائمة على التسويق الدعائي، والإعلاني لرئيسه أو ملكه، أو سلطانه عن طريق الدعاء له في المساجد، والكنائس، وعبر وسائل الإعلام؟
وهل يمكن تصديق هذا المشهد الساخر المتلخص بأنه من الممكن أن يدخل الله ظالماً في جنانه برغبة من عباده عن طريق طلب الدعاء له سواءً أكان قسراً ، أو إحراجاً أو لمصلحة دنيوية آنية؟
وهل يمكن لله أن يعفو عن الظالمين الذين أفسدوا في الأرض، لمجرد الدعاء لهم من أجل مصالح شخصية تصب لمصلحة فرد، أو جماعة، أو فئة من الناس دون أن يأخذ منهم حقوق عباده المظلومين المستضعفين،ومحاسبتهم على ما اقترفته أياديهم؟
أيّ إله هذا الذي يختلقونه في أذهان الناس- إله تحكمه المحسوبيات- حاشى الله تعالى عن ذلك؟
وهل يمكن للناس المؤمنين أن يرتادوا بعد اليوم بيوت الله، ليصلوا خلف هؤلاء الأئمة في بيوت التي أصبحت خدمة لأهداف عسكرية، وسياسية في حين كانت غايتها الأساسية هي إصلاح المجتمع؟
ألا يعني هذا السلوك الذي يواظب عليه رجال الدين أنهم يختلقون آلهة على مقاس نظرتهم وأفعالهم تجاه بعضهم البعض؟
الإنسان الحقيقي لا يحتاج إلى الدعاء بل أفعاله هي التي تخطو أمامه قبيل المثول بين يديّ الله،فأي هراء هذا الذي جر البشرية إلى هذا الوحل القذر؟
نعم إن البشرية قد خسرت معرفة الله الحقيقة لمجرد أنها ابتعدت عن ذاتها، و أسلمت أذانها لهذه الطغمة من الشياطين فوصفوه لها خاطئاً.
النهاية : إن الله قريب من الإنسان جداً، ويسكن فيه، ولا يحتاج إلى تعريف أو دليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا