الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من واشنطن الى دمشق مع التحية

معقل زهور عدي

2005 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة رسالة أمريكية مضمرة موجهة الى النخب السياسية السورية ( في الحكم والمعارضة ) تقول : اذا كنتم تريدون رضى الولايات المتحدة فعليكم ان تكونوا جاهزين لمراعاة بعض الخطوط الحمراء للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية ، وبلغة أوضح على التيارات السياسية والنخب التي تطمح لدور سياسي في المرحلة القادمة أن تقوم ببعض تمرينات اللياقة من جهة ، وأن تحضر أوراق الاعتماد المطلوبة من جهة أخرى .
هذه الرسالة يتم تسريبها بصورة مستمرة عبر مقالات صحفية ، وتصريحات من هنا وهناك ، وأحيانا بصورة عملية عن طريق استخدام أدوات اعلامية لتشجيع اطراف محددة واظهارها ، واغراق أطراف أخرى في الاهمال والتعتيم .
وعلى سبيل المثال فقد نشرت جريدة النهار مقالا لافتا للسيد جهاد الزين يتحدث فيه كيف ان مرحلة نشر مقالات المثقفين الديمقراطيين السوريين دون فلترة قد انتهت وأن من المفترض أن تتم مراعاة بعض المعايير المهنية والسياسية لمن يرغب في رؤية مقاله منشورا منذ الآن ، وبصراحة يشكر عليها فقد ذكر من تلك المعايير الابتعاد عن الخوض في شؤون العراق باعتباره تدخلا غير مرغوب في شؤون الغير.
ماهي الخطوط الحمراء للسياسة الأمريكية بالنسبة للنخب السورية ؟
أولا: فك الارتباط بالانتماء العربي السياسي الذي يجعل من احتلال العراق واحتلال فلسطين مسألة سورية.
هكذا فالنخب السياسية السورية يجب أن تحصر كل اهتمامها بالداخل السوري وأن تنجز قطيعة سياسية كاملة مع كل ما عربي وخاصة ما يتعلق بالعراق وفلسطين .
ثانيا : احداث نقلة نوعية في الخطاب السياسي المتعلق برؤية دور الولايات المتحدة في المنطقة العربية والعالم ، ففي حين يمكن التساهل مع شىء من النقد المهذب لتلك السياسة فان من غير المقبول ( يقع خارج الخط الأحمر ) الابقاء على نزعة عدائية للسياسات الأمريكية بغض النظر عما تفعله تلك السياسات في الواقع من تدمير وقتل واحتلال ..الخ..
ثالثا : المرونة السياسية والبراغماتية بمعنى ان النخب السياسية المهيئة للعب دور في المرحلة القادمة يفترض ان تتمتع بحد أدنى من المرونة السياسية أي ضعف الحساسية للمبادىء والاستعداد لتغيير الاتجاه وعقد الصفقات .
رابعا : تخفيف كافة عناصر الانتماء الوطني والقومي والثقافي-الروحي خاصة الاسلامي الى الحد الذي يصبح فيه ذلك الانتماء لونا باهتا ضمن لوحة زاخرة بالألوان الأخرى مثل مفاهيم الحداثة والليبرالية الخ ..
خامسا : القبول ببعض المسلمات بصورة ضمنية على الأقل ( ليس ضروريا اعلانها على الطالع والنازل ) مثل التفوق والهيمنة الأمريكية والاستعداد لقبول الاملاءات ، والتمتع بالقدرة على التقاط الاشارات من واشنطن بسرعة وفهمها وتمثلها دون الحاجة للتصريح عنها أو تكرارها .
سادسا : الاستعداد لقبول اسرائيل والتعايش معها والتطبيع دون الوقوف عند المسألة الفلسطينية ( مثال الاردن ) أو مسألة الأراضي السورية المحتلة ( ربما يتم التوصل الى حلول ابداعية مثل جعل جزء من الجولان منطقة ذات سيادة مشتركة ).
تلك هي بنود الرسالة المضمرة من واشنطن وربما صيغ عنوانها بطريقة كالتالي :
الى النظام والمعارضة في سوريا :
تأملوا جيدا في دفتر الشروط والمواصفات الأمريكية السابق لمشروع سورية الشرق الأوسط الكبير الذي سيطرح قريبا . هذه فرصة النخب السياسية المتطلعة لأدوار لها للمرحلة القادمة ، اما الفاشلون في تامين تلك الشروط والمواصفات فعليهم ان يتوقعوا خروجهم من اللعبة حتى لانقول تصفيتهم السياسية .
أما التاريخ فيقول : ثمة محنة كبرى بانتظار النخب السياسية السورية ، وعلى نتيجتها سيتوقف حكم التاريخ على تلك النخب ، اما التاريخ ذاته فسيمضي في النهاية بالتأكيد لصالح الشعوب التي لم تقل كلمتها بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-