الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل .2,2مليون عامل يموتون في حوادث العمل سنوياُ

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2005 / 5 / 6
الحركة العمالية والنقابية


يا عمال العالم إتحدوا – 4 -
العمال ضحايا الاهمال
صادف يوم 28 نيسان " اليوم العالمي للصحة والسلامة " في أماكن العمل ، الذي أعلنت عنه منظمة العمل الدولية واتحاد النقابات العالمي في بروكسل ، حيث قام العمال باشعال شمعة في مكان عملهم ، إحياءً لذكرى زملائهم ضحايا حوادث العمل . وقد صادفت هذه السنة الذكرى الذكرى العاشرة لهذا اليوم العالمي الهام ، الذي تقام فيه أيضاً ورشات العمل وتقدم الدراسات والمحاضرات للعمال من أجل تعميق المعرفة والوعي في مجال الصحة والسلامة في أماكن العمل. خاصة وأن هذه الظاهرة أصبحت تشكل خطراً جسيماً على حياة العمال وصحتهم ، بل تشكل خطراً للموت أكثر مما تشكل ذلك أخطار الحروب ، كما جاء في بيان منظمة العمل .

كل 15 ثانية يموت عامل في حادث عمل

وفقاً للاحصاء الدولي بخصوص حوادث العمل للعام الماضي ، يفقد 6000 آلاف عامل حياتهم يومياً في حوادث عمل قاتلة ، بل كل 15 ثانية يموت عامل جراء حادث عمل قاتل ، ويحدث 270 مليون حادث عمل في ورشات العمل المختلفة في عالمنا (الحوادث التي تقدم عنها تقارير رسمية ) ، هذا عدا عن الحوادث التي لا تسجل رسمياً وتبقى هي والعمال المصابين في خانة المجهول !!؟ . من هذه الحوادث هناك 350 ألف حادث عمل قاتل يروح ضحيتها العمال فوراً ، بالاضافة الى 1,85 مليون حالة وفاة جراء أمراض المهنة التي يصاب بها العمال جراء التعامل مع مواد سامة أو التعرض الى ضغط في العمل وما شابه ذلك ليصل المجموع الكلي للعمال الذين يفقدون حياتهم سنويا في العمل الى أكثر من 2,2 مليون عامل ، وهناك 160 مليون من حالات الاصابة بالامراض وما ينتج عنها جراء العمل في مواد خطرة في أماكن العمل .

عمال البناء يفقدون عامل كل 10 دقائق

يفيد التقرير أيضا أن فرع البناء يشكل خطراً كبيراً على العمال ليس فقط في حوادث العمل القاتلة فوراً ، بل في مجال الاصابات بمرض المهنة الذي يؤدي الى الشلل والموت لاحقاً ، بسبب التعامل مع مواد كيماوية خطرة جداً ، والتعامل مع مادة الاسبستون القاتلة . في هذا الفرع يفقد عمال البناء كل حوالي عشرة دقائق عامل بناء في حادث عمل ، ووصل عدد عمال البناء الذين ماتوا في حوادث عمل قاتلة فوراً 108000 عامل خلال العام الماضي أي 30% من مجمل هذه الحوادث في العالم . مما يعني أن فرع البناء يشكل خطراً كبيراً على العمال الذين يعملون فيه ،حوادث العمل في هذا الفرع تحدث بسبب " شروط عمل سيئة وغير آمنه" كما جاء في تقرير الاتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والاخشاب في سياق استعراضه لهذا الوضع الخطير ، وطالب الاتحاد وبحق أن تقام حملة دولية للضغط على الحكومات وأرباب العمل من أجل توفير شروط عمل في الفرع تضمن الصحة والسلامة للعمال ،وأن يتوقف هذا الاهمال الفظيع بحقهم .

الخسائر 4% من الانتاج العام العالمي

تؤدي حوادث العمل هذه الى خسائر فادحه لاقتصاديات الدول المختلفة ، لان موت العمال في حوادث العمل أو إصابتهم بمرض مهني مزمن ، لا يعني فقط المعاناة والألم الجسدي والنفسي للعامل وعائلته فقط ، بل هو أيضاً ألم إقتصادي وخسائر له وللاقتصاد عامة . وتشيرالمعطيات الرسمية العالمية بهذا الخصوص أن خسائر الاقتصاد العالمي جراء حوادث العمل والاصابة بالامراض المهنية تقدر بحوالي 4% من مجمل الانتاج العالمي العام . هذه الخسارة هي خسارة فادحة .

حادث العمل الفظيع الذي وقع العام 1984 في مدينة بوبال في الهند في مصنع لانتاج المواد المبيدة للحشرات في الزراعة والذي راح ضحيته 2500 عامل فوراً وموت 20 ألف بعد فترة وجيزه واصابة حوالي 200الف شخص بامراض مزمنه ، يبقى عالقاً في ذاكرة الطبقة العاملة العالمية ، لانه يحمل الخطر الكامن في أماكن العمل اليوم لكل عامل وعاملة ، جراء التعامل مع مواد كيماوية خطيرة ومواد خام تشكل خطراً كبيراً على صحة وسلامة عمالنا في أماكن العمل المختلفة في عالمنا اليوم . نحن بحاجة ليس فقط الى إشعال الشموع بهذه الذكرى ، بل الى القيام بحملة عالمية من أجل توفير وسائل الصحة والسلامة ، وسائل الوقاية والامان في أماكن العمل للمحافظة على حياة عمالنا ، بل نحن بحاجة للاعلان عن حملة عالمية ضد أرباب رؤوس الاموال من أصحاب العمل الذين يستغلون الضائقة التشغيلية التي تواجه أبناء الطبقة العاملة في عالمنا اليوم من أجل فرض شروط عمل قاسية ليس فقط في الاجور المنخفضة وفقدان الضمان الاجتماعي ، بل أيضاً في شروط عمل لا توفر الصحة والسلامة ، لا توفر الوقاية والامان من أجل أن يعود العامل سالماً الى عائلته وأهل بيته ، لهذا لا بد لنا من تجسيد ما جاء في شعارنا الطبقي الهام القائل "يا عمال العالم إتحدوا" ، من أجل وقف هذا النزيف اليومي لدماءنا /كم ، يا عمال العالم اتحدوا من أجل وقف هذه المأساة / التراجيديا التي تضرب فينا يومياً ، وبالمقابل يواصل أرباب رؤوس الاموال تكديس أرباحهم على حساب صحة وسلامة وحياة أبناء الطبقة العاملة في كل مكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن.. تدابير لتقليل خسائر المزارعين


.. السبت.. أول أيام إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاعين الحكومى




.. برأيكم.. لماذا يموت عمال المناجم بالآلاف؟


.. اليوم السابع تكرم الزملاء الفائزين بجوائز نقابة الصحفيين




.. أطفال بغزة على الطرقات لتأمين قوت عائلاتهم في اليوم العالمي