الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول خيانة الإخوان غير المسلمين، قصة طريفة بالمناسبة

حمادي بلخشين

2013 / 7 / 12
كتابات ساخرة


ضيافة




ــ 1 ــ

دفعني ضيقي بعنصريّة بعض أطبّاء أوسلو، إلى التماس طبيب من بني جلدتي. لأجل ذلك، رحّبت كثيرا باقتراح زوجتي إستبدال طبيب أسناني النرويجيّ، بآخر سوريّ قد فتح عيادة له بـسندفيكا، علّني أجد لديه ما ينسيني وجوم أطباء أوسلو و سوء أدبهم، و إن كلّفني ذلك رحلة ساعتين بالقطار إلى ساندفيكا.


ــ 2 ــ

حين وصلت العيادة، إستقبلني الدكتور "مسلّم الحلبي" بترحاب أخجلني و أكدّ حسن إختياري و صحّة قراري، و جعلني أحمد الله كثيرا على تركي الدكتور النرويجي المتجهّم بيارن هاريسن، الذي لم يكن يكلّف نفسه تحريك شفتيه للترحيب بي، و إنما كان كل همّه التثبـــّت من هويّتي العيادة تلو الأخرى، رغم قدم تردّدي عليه!، كـــما لم يكن يكلّف نفسه بعد فراغه من أضراسي، تحويل وجهة كرسيّه الدوّار لتوديعي و لو بمجرّد إستقبالي بوجهه، بل كان يكتفي برفع ذراعه بقصاصة الموعد الجديد، وقد ولاّني ظهره لألتقط القصاصة منه،( و إن كلّفته حركته تلك غضبة و توبيخا قاربا الفتك، من قبل جزائريّ صديق لم يغفر له و للمرّة الأولى، سوء أدبه !).

ـــ 3 ـــ

حالما فحصني الدكتور مسلّم، أشار عليّ بقلع ضرسي المتحرّك، و حين سألته عن إمكانيّة أخرى، أفادني بين بسمتين و ضيئتين، بأنه يستحيل طبيّا إصلاح حال ضرس قد تحرّك.

وقبل البدء، سألني " أصائم أنت؟"و حين أجبت بنعم، وكان صومي بمناسبة التاسع من ذي الحجة وقت وقوف الحجاج بعرفة، خيّرني الدكتور البشوش بين المسارعة في القلع، و بين تأخير العمليّة قدر نصف ساعة، خصوصا وقد داهمتنا صلاة المغرب، ريثما نتناول إفطارنا.

ــ 4 ــ

كنت متّجها صوب قاعة الإنتظار بلفافة طعامي الجافّ، حين دعاني الدكتور مسلّم بكل شهامة شاميّة و نخوة عربيّة حتّى أشرفّه بتناول الإفطار في مكتبه! ممّا قارب دفعي إلى البكاء تأثرا! فها هو طبيب من بني جلدتي لم يكتف بحسن الترحاب بي، بل سجّل موقفا إنسانيّا لم يسبق أن بلغ أسماع العرب و العجم، ألا و هو دعوة مريض إلى مائدته قبيل الشروع في علاجه!!




ــ 5 ــ

كان طعام إفطارنا عبارة عن ملوخيّة أتذوّقها للمرّة الأولى قد سوّيت على الطريقة السوريّة، بالإضافة إلى أصابع من سمك نرويجيّ مجمّد جادت به ممرّضة شابّة شاركتنا إفطارنا و إن لم تشاركنا صيامنا، و قد تحدّثنا بين شربة ماء و غمسة ملوخيّة، و قضمة سمك ،عن الوضع السوريّ الدّامي و خيبة أمل المخدوعين من المسلمين في حزب الله اللبنانيّ الذي كشف عن المزيد من سوأته المجوسيّة الكريهة، حين أنضمّ إلى نظام الإرهابيّ بشّار يعمل في السوريين قتلا لأطفالهم و إغتصابا لنسائهم، و قد طمأنت للدكتور مسلّم بين غمستين شهيتين من الملوخية، أنّ الضرس النصيريّ المؤلم، و إن طال زمن قلعه، فإنه شأنه شأن ضرسي، لن تقوم له قائمة بعد أن زلزلت الأيدي السوريّة الغاضبة أركانه، و خضبته بدمائها الزكيّة, و حين لمست خشية الدكتور مسلّم الذي شرع ينظف يديه من أثر الطعام، من حرب طويلة المدى، أكدّت مخاوفه، مضيفا بأن الضرّس السوري سيطول أوان خلعه حقـّا، لأن أمريكا لا يسّرها باطنا فقدان إيران و ذيلها اللبناني حليفا سوريا قويّا، وانّه سيكفي السوريين فخرا بأن بشّار الأسد سيكون الرئيس العربي الأول الذي سيعزل بغير تأييد أمريكي سبق أن أيّد بل و صنع ما يسمّى بالربيع العربي لإيصال الإخوان المستسلمين الى سدة حكم تونس و مصر و ليبيا و اليمن، و حين عارضني الدكتور مسلّم مروّعا، و نحن نتجه الى طاولة القلع، بانّ سوريا سيحكمها الإخوان أيضا، أكدّت له بانّ هذا لن يؤخّر سقوط بشّار، لأن إخوان سوريا شأن أي قيادة إخوانيّة قذرة على وجه الأرض، و بما فطرت عليه من عمالة و خيانة، ستكون" خير" بديل لبشّار النصيريّ في حماية حدود إسرائيل و تنازلها عن الجولان المحتلّ، و أن إسالة الدم المسلم حماية لأمن لإسرائيل، قد سبقــــت به حماس الإخوانية و هي " أطهر" فصيل إخوانيّ !

و قد أبدى الدكتور مسلّم عن دهشته من سفالة الإخوان و وضاعتهم ثم ميكافيليّتهم، حين حدثته عن مدح الإخواني الكريه حمّادي الجبالي رئيس الوزراء التونسيّ السابق ديمقراطية إسرائيل! و عن تصريح راشد الغنوشيّ زعيم خوّان أو إخوان تونس، بأنّ علاقة إخوان تونس الحاكمين بالكيان الصهيونيّ الصديق، لن تختلف عن علاقة بن عليّ بنفس الكيان، كما ازداد عجب الدكتور مسلّم حين حدثته عن الرسالة التي و جّهها الرئيس المصريّ المخلوع محمد مرسي الى الرئيس العبريّ شمعون بيريز مستهلاّ إيّاها بقوله "إلى صديقي العزيز شمعون بيريز"! كما ذكرته أيضا بدعوة القيادي الإخواني اللئيم عصام العريان يهود مصر للعودة الى أرض الكنانة للتمتع بمنتجعاتها بعد عقود مضنية من مساهمتهم في بناء الكيان الصهيوني بفلسطين!

ـــ 6 ــ

و أ ثناء فراغ الدكتور مسلّم من حقني بالمخدّر، لم أملك نفسي أن ابتسمت حين تذكّرت دعوته لي الى مائدته، كما اتّسعت ابتسامتي أكثر، حين تخيّلت مبادرة "مسلميّة" لاحقة تجعل من واجب كل طبيب مشاركة مريضه زاده تدعيما للروابط الإنسانية!، و قد ضحك الدكتور مسلم طويلا حين أجبته و قد سألني عن سرّ بسمتي.

و حين فرغ الدكتور مسلّم من قلع ضرسي، أفدته بين بصقتين دمويتين في الإناء الذي هيئ لهذا الأمر، بأنّ الأعجب من دعوة طبيب مريضه الى مائدته، مسارعة الطبيب إلى قلع ضرس مضيّفه و لمّا يهضم طعامه!

أوسلو 12 جويلية 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة