الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاسلام السياسي تكمن ماساتنا

احمد جبار غرب

2013 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


السلفية الوهابية أو الوهابية مصطلح أطلق على حركة (إسلامية سياسية (قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر ألهجري الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمدعبد الوهاب ومحمد سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية وقد كانت بدايتهما في الدرعية إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب"الجهاد"[ فشن سلسلة من الحروب (وكانوا يسمونها بالغزوات) صادروا فيها أموال خصومهم من المسلمين بشبه الجزيرة (وكانوا يسمونها بالغنائم)وخسر العديد من المسلمين أرواحهم نتيجة هذه ألحروب واعتبرتهم مصادر عديدة أنهم بذلك خرجوا على الخلافة الإسلامية التي كانت تحت حكم العثمانيين ) وقد لعبت الافكار الوهابية المتطرفة دورا سلبيا في اشاعة الفوضى والعنف والإقصاء في مجتمعاتنا العربية المسالمة حيث نمت هذه البذرة الفاسدة وترعرعت في مجتمع متخلف وجاهل يتسم بالبدائية ساعدها في ذلك عدم الانفتاح نحو الفضاء الارحب للمنظومة الانسانية بكل مجالاتها لكي تتلا قح مع تلك البيئة السائدة او الحاضن لها فكانت اغلب طروحاتها غرائبية وغير مجسدة لروح الاسلام الوسطي والذي يتشبث به غالبية المسلمين وباعتباره الانموذج الامثل للدين السمح الذي يتعايش في كنفه كل المكونات والأطياف والأديان بشتى تلاوينها ويجسد القيم الانسانية والمثل العليا ويدعو الى الخير والفضيلة والصلاح ومنذ ان ابتدع محمد عبد الوهاب الداعية السعودي افكاره والتي خرجت على نطاق المألوف والمنصوص عليه في الاحكام الشرعية المستمدة اساسا من القران الكريم والسنة النبوية واعترته الطاهرة وقد زحفت تلك الافكار وتناسلت عبر الاجيال والعقود وأضيف لها الكثير بغير علم وبغير حق فكانت تشويها للدين وقيمه وأخلاقه فكانت بذرة الفناء للإسلام واشد خطرا من هم اعداء الاسلام التقليديين ليس من وجهة نظر المسلمين فحسب بل من كل المؤرخين والمحللين الغربيين لأنها افكار اقصائية حتى للإسلام نفسه وقد وصم بمسميات مختلفة تدل على مقدار الاساءة وعدم الاكتراث ليس من قبل الجهات الرسمية وحسب وإنما من عموم الاوساط الشعبية في اغلب البلدان وقد اعتمدت الفكرة الوهابة وإيجازها بان يتخلى المسلمون عن كل ماله علاقة بغير الله والإخلاص والتعبد لله وحده بذاته ومطلقه وجبروته وحتى الفترة التي ظهر فيها الاسلام ينبغى ان تمحى او ان تزال من الذاكرة من اجل العمل على بعث الاسلام بروحه ونصوصه وتحديثاته التي ابتدعتها الوهابية السلفية كما يدعي عبد الوهاب وهو يعتبر الرسول محمد ص مجرد ناقل للدين ومكلف به لأغير اضافة الى تعارضها القاطع مع الحداثة ومع الموروث الحضاري ومع الشواهد الانسانية من التطور المعرفي والعلمي الذي اسسه الانسان من التجربة بحكم حاجاته المادية والروحية المتراكمة و التي يسعى اليها في بناء حياته المعاصرة وإذا كانت الافكار السلفية الوهابية مدعاة للذعر والخوف فان الاسلام السياسي ينبئ بمثل تلك السمات وهو يسعى سواء كان في السر والعلن الى احتواء المجتمعات وإخضاعها الى طروحاته من خلال توظيف الدين سياسيا وإثارته في الاروقة السياسية كفريضة وإلزام يجب تبنيها وهذا هو الخطر الكبير غير المنظور انك تقمع الاخر من خلال الابتزاز الديني ليس بحرية قبول الفكرة ونقاشها في المنتديات والأروقة السياسية انما تفرض عليك بالقوة في مسألة قبولها واستيعابها وهذا يتعارض حتى مع النفس البشرية التي ترفض الاستعباد والاحتواء وهي كائن خلق للحرية والانطلاق والاكتشاف والتمرد وقد رأينا انظمة سياسية عالمية حاولت ان تروج لفكرة ما او عقيدة ما بالضد من قبول الانسان بها فكانت حالة الصدام والصراع الذي انتصر فيه الانسان على نوازعه وإمراضه وكما رأينا في افكار النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا والقومية المتطرفة في اسبانيا والتي لاقت الامتعاض والرفض لأنها لا تؤسس لمجتمع فاضل قائم على الحرية والمساواة وإنما لأفكار تلبي نطاق محدود من المؤيدين والمتحمسين لها ونرى ان حجم الخراب الذي انبثق بعد الاطاحة بالأنظمة الاستبدادية يعد مهولا وهناك شواهد كثيرة على حجم الاحداث الدامية والقتل والاحتراب غير المبرر فكانت سمة الاسلام السياسي الاطاحة بالأخر العلماني والمدني ذلك هو هاجسه وخوفه من ان يتولى العلمانيون ادارة الحكم ويحاولون اقصاءه ولو بشكل جزئي في حين يطمح ذوي التوجهات الاسلامية المتطرفة في الرغبة الكامنة في تطبيق مبادئ الشريعة الاسلامية وفق ما يروه هم فقط على كل المجتمع ناهيك عن طبيعة المجتمع وتنوعه في رفضه وقبوله لتلك الاطروحات هذا الصراع الخفي احيانا والمعلن في احيانا اخرى يعكس حماسة الاقصاء والإفناء التي يلجا اليها المتطرفون الاسلاميون ومع وجود منظومات دولية لا تعبه بالمنطق الاخلاقي ولا الانساني في نقد تلك الافكار ومحاربتها بل تركنه جانبا من اجل مصالحها النفعية والانتهازية وتلك هي الطامة الكبرى لابد لنا من وقفة متأملة اتجاه هذه التركة المتخلفة من الافكار الهستيرية التي لا تجد من اسلوب سوى انتهاك الكرامة الانسانية والقتل طريقا لتنفيذ اهدافها الشريرة لقد ضربت الوهابية في بداية نشوئها من قبل قائد القوات المصرية بقيادة ابراهيم باشا وضرب عاصمتها الدرعية إلا ان الدولة السعودية عادت من جديد في القرن العشرين تحت قيادة عبد العزيز سعود مطلوب دحض تلك الافكار بالقوة لأنها خطر جسيم يهدد الامن العربي والإنساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير