الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من ذاكرة الناصرية الادبية
عقيل الواجدي
2013 / 7 / 13الادب والفن
وانا اقلبُ اوراقي التي ركنتها سنينا غير ملتفت لها لاسباب ادركت انها غير مقنعة لاني تغاضيتُ عن وثائق مهمة تدعم تاريخ الحركة الادبية في مدينة الناصرية – جنوب العراق - لفترة امتدت من منتصف تسعينات القرن الماضي الى ماقبل احتلال العراق 2003 حيث اختط مجموعة من الشباب عنوانا للمشهد الثقافي الشبابي تحت عنوان ( رابطة الشعر العربي ) والتي اُرجيء الحديث عن دورها الى وقت لاحق .
وانا اقلب اوراقي وجدت مجموعة شعرية تم اصدراها في ( ايلول 1998 ) بعنوان ( رماد الالم ) لمجموعة من الشعراء الشباب وبمقدمة للاديب الكبير ( احمد الباقري ) رغم تواضع الطبعة بسبب القصور المادي لهؤلاء الشعراء في ان يدفعوا مجموعتهم لمطبعة رسمية تظهرها بالمظهر اللائق ، الا انهم اكتفوا ان تكون وفق امكانياتهم المادية وبطبعة بسيطة كانت الخطوة الاولى نحو نتاج اكثر رقيا لهؤلاء الشعراء في مجموعات قادمة .
رماد الالم ، مجموعة شعرية للشعراء ( حسين مزهر محمد الحصونه ، عقيل فاخر كاظم الواجدي ، عدنان عزيز دفار ، علي عبدالحسين حمادي الشيّال و علي مكي راضي ) تناولت مرحلة مهمة من تاريخ الادب في المدينة باقلام اشاحت بوجهها عن التملق والتزييف لتكون اقلاما نقية بنقاء قلوبهم ، فلم تبع حينما باع الكثيرون مداد اقلامهم ، ولم تنحني حينما انحنى الكثيرون ، اختطوا منهجا كاد ان يكلفهم حياتهم ناهيك عما كلفهم وهم ينأون بانفسهم عن كل ما يمكن ان يلوث تاريخهم ...
- الشاعر حسين مزهر الحصونة : من قصيدته ( قصائد )
كلّما حدثني
علّق رأسه في السماء
لذلك ..
يتكاثفُ البخار مابيننا
ياهذا
ايها القادم من خلف الاصفرار
لسانك هذا ام سكين !!
قطّعني من اسماعي
افقي ،
مستطيل من خشب
- الشاعر : عقيل فاخر كاظم الواجدي ، من قصيدة ( ماكان لي )
من يغنّيك !!!
والعويلُ يتوحد الشفاه !
الازاهير ، لون الرماد
الدم ُ ، حمائلُ السلام
بعيدا عن الوشائج
اعلنُ انتمائي اليك ايتها الطفولة !
- الشاعر : عدنان عزيز دفار ، من قصيدة ( العزلة )
حينما اتممتُ غزوي
وعدتُ ظافرا
لم يدر بخلدي ابدا
ان البيارق التي انتصبت
كانت
تتساقط خلفي تباعا !!
- الشاعر : علي عبدالحسين حمادي الشيال ، من قصيدة ( حمّى )
مبدعة هي البلاد
بآلات الصراخ
كل الصرخات مرّت على اذني
الاّ صرختك الاخيرة !!
- الشاعر : علي مكي راضي ، من قصيدته ( ذاكرة الدم )
هكذا ،
ومنذ نعومة افكاره
ايقن ان الالهة لاتُسقى
الاّ بدم الشرايين
فاخلع رأسك انك ........
مقدمة الاديب ( احمد الباقري )
لايزال المشهد الشعري في ذي قار تعمره الخضرة رغم ظروف الحصار ، فهؤلاء الفتية الرائعون ( عقيل الواجدي ، حسين الحصونة ، علي الشيال ، علي مكي وعدنان عزيز ) يحملون همومهم على اكفهم ويسفحونها على رصيف الشعر ، ان هؤلاء الرائعين امتداد طبيعي لرواد الشعر في محافظة ذي قار ... ولهم وشائج عميقة بالشعر العراقي الحديث .
لقد اختاروا قصيدة النثر ميدانا لهم فكانوا شُعلا على افاقها ، وتعلوا اشجارهم شامخة على ضفافها ، نحس في نبض قصائدهم مرارة الخيبة والخذلان والهزيمة والحزن العميق ، لقد انعكست الحرب في مرايا قصائدهم ليست بشكل مباشر ولكننا نحس ان خلف صورهم الشعرية اهوال الحرب ومرارتها ومأسيها ، نحس بطعم الدماء القانية تقطر من قلوبهم التي قطعتها سيوف غير مرئية ، وترن في فضاءاتها اناشيد صدئة ، غير اننا نرى اشباح نساء تجوس في اراضيهم ، تبدو النساء هنا مثل كراسي اعتراف يتلو الشعراء اعترافاتهم منها من خلف استار سميكة ، نسمع اصواتهم التي تشيع فيها نبرة الحزن ، فتمتزج بها ونصعد معهن الى سماء بلا وعود .
لقد تحطمت سفنهم على سواحل بحر صخرية ، فانسلوا لاجئين الى جزيرة مشمسة ، قد تكون الحب او الذكريات او الحقيقة او التفاؤل ، لابد ان نمنحهم فرصة للاصغاء اليهم ، انهم يتنبأون لنا بعوالم جديدة ويرسمون بايديهم المدماة لوحة قاتمة على افاق مغلقة ، يقدمون لنا شهادات الذبائح على اطباق من انين ورغبات مقطوعة ، انهم يدخلون الى خيمة الشعر العراقي الحديث بهدوء ، لكن في اصواتهم صدق المتنبيء وحقيقة الشهيد .
( الناصرية / ايلول 1998 )
عقيل الواجدي
الناصرية / 13 تموز 2013
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا
.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق
.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م
.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |
.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م