الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التناظر المعرفي في النجوم الشائهة

منير حداد

2013 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



غنى مطرب البادية وشاعرها المفوه عبد الله الفاضل:
"ان جان اهلك نجم اهلي سما الهم
جثير من النجم علة وغاب"
فرط الاعتداد بالذات، ترفعا، يجعل الانسان، كصاعد الجبل، يرى الناس صغارا ويروه صغيرا.
نظرية سيجموند فرويد، بشأن الانا والانا العليا والآخر، كتراتبية، تحاول كل منها ان تتقدم الاخرى، على مسرح الذات الانسانية الواحدة، جعلت الفرد، يدرك انه جوق شخصيات تنتظم داخل جسد وعقل...
وفرويد وصاعد الجبل والمخاطب في عتابة الفاضل، كلهم.. بمجموعهم، يقتربون في ما ذهبوا اليه، من الآية (11) في الفصل (14) من انجيل (لوقا) إذ تنص على ان "من رفع نفسه اتضع ومن وضعها ارتفع".
وهو ذات السياق الاسلامي المتداول: تواضعوا يرفعكم الله.
بقدر ما تحث الشعرات الحماسية، على الرفعة والتعالي، تحقيراً للاخر؛ تدعو الديانات والعلوم الى التواضع، اتعاظا بالتجارب السالفة، التي يتأملها الحليم مفيدا منها؛ فينجو، ويهملها السفيه، متجاوزا عنها؛ فيهلك.
النجوم شديدة التعالي كما يصف الشاعر عبد الله الفاضل، قابلة للغياب، وصاعد الجبل يتلاشى من منظور الماكث في الوادي، والانسان، يخضع لصراعه الداخلي بين مستويين اثنين لأنا.. عليا وسفلى، والتعاليم اليسوعية تنص على ان التواضع رفعة من الله، والمسلمون يخطبون ود بعضهم البعض بالمجاملات التي لا يلتزمونها، انما يتنكرون لها بحدوث اي طارئ من ترغيب او ترهيب، حين يقولون "تواضعوا يرفعكم الله".
الا ان هذه الدعاوى من شاء التزمها ومن شاء عدم الالتزام بها، كلاهما يخلص الى نتيجة واحدة، اطرها القرآن الكريم بالآية :"ان الانسان لفي خسر".
وتلك حقيقة، نلمسها بايلوجيا، بالخلاية التي تتوقف عن التجدد بعد تقدم الانسان في العمر، والنضج بعد الطفولة، هو في حقيقته اقتراب من النهاية، اذن الانسان لا يكسب سنوات حين يزداد الرقم العددي لعمره، انما يخسر مدخر العمر، ويستنفد من خزين السنوات التي قدرها الله له، في الدنيا.
ما يحكمه بالتواصل الاجتماعي الحسن؛ كي يعيش اكثر من عمر بالافادة من تجارب الآخرين، فهو لن يعيش اكثر من عمره؛ ما يجعل الاحاطة الشمولية، تستحصل من الانتماء تواضعا يتبسط للاخرين من دون تعال يبهظ كاهل العلاقة وينحت بمزاج الاخر.
التواصل مع الناس ايجابا يكسب المرء معينا من ثراء فكرهم؛ اذا اجاد توظيف العلاقة، بحكمة تأملية، يخدمهم ويستخدمهم من خلالها.
لكن... "ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم" فاهلنا قالوا :"الزينات ينراد لها بختا" والبخت هو منظومة الوعي العملي التي تمكن الانسان من تحويل نظريات الى اداء تطبيقي يهيمن به على المحيط الاجتماعي، فيتحولون الى طائعين لمصلحته، وهو ما نسميه الحظ.
انه الحظ، وفق هذا التوصيف الذي يمكّن المرء من تحقيق تواضع رفيع، ورفعته مكفولة من وعد قطعه الانجيل على لسان الرب وايدته الادبيات الاسلامية؛ فقد"كتب الله على نفسه الرحمة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم