الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى 55 لجريمة الضباط الأشرار

عدنان فارس

2013 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كان الملك فيصل الاول، الذي تسلم لتوّهِ عرش العراق 1921، قد وصفَ حالة الساكنين ارضَ العراق أنذاك:
"أقول و قلبي ملآن آسى.. أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد.. بل توجد تكتلات بشرية خيالية،
خالية من أي فكرة وطنية.. تكتلات متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية.. تكتلات لا تجمع بينهم جامعة.. سمّاعون للسوء ميّالون للفوضى مستعدون دائما للإنتفاض على أي حكومة كانت... فنحن، والحالة هذه، نريد أن نشكل شعبا نهذبه وندربه و نعلمه... ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضا عظم الجهود التي يجب صرفها لإتمام هذا التكوين وهذا التشكيل... هذا هو الشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي"
بطبيعة الحال لم يتمكن الملك فيصل الاول، ومن معه من مؤسسي الدولة العراقية، من إنجاز كامل المهمة رغم أنهم أفنوا حياتهم وضحّوا بها في سبيل ذلك.... ففي ليل 13 ـــ 14 تموز 1958 أفلح ((البعض الوطني)) المهوس بالسلطة والولاء لغير العراق، في السطو على الدولة العراقية وتفليشها و وأد آمال وطموحات العراقيين في دولة مستقرة ديمقراطية متطورة... على مدى 55 سنة لم يزل الشعب العراقي يدفع، باهضاً، ثمن ماحدث في تلك الليلة السوداء وصباحها الدموي..
بعضهم يفتي بأنه إنقلاب والبعض الآخر يفتي بأنها ثورة... إن كان ماحدث في تلك الليلة هو ثورة او انقلاب او تحت اي مسمى آخر تسمح به اللغة العربية فإن مضامين الأحداث والتي بضخامة ماحدثَ في ليلة 13 ــ 14 تموز 1958 لاينبغي اختزاله بكلمة او تسمية.. فليس كل إنقلاب هو سيء وليس كل ثورة هي حميدة.. المهم هو موضوع ماحدث في 14 تموز 1958 وماهي (ماهية) هذا الموضوع وماالذي تم استهدافه وماهي الأبواب التي تم غلقها وماهي الأبواب التي فُتِحَت بفعل هذا الحدث..
المعروف عن العراقيين، الوطنيين منهم وغير الوطنيين، أنهم لايجيدون او على الأقل يختلفون بل ويتقاتلون في قراءة الواقع فمابالك والحال في قراءة التاريخ، قريباً كانَ هذا التاريخ ام بعيدا...
البكاءُ على الأطلال والتغنّي بها او التشكّي والتذمرُ منها هو أمرٌ من اختصاص الشعراء، وخاصة الدجّالين منهم، ولا ينبغي أن يكون من شِيَم السياسيين (الانقلابيين منهم او المُنتَخَبين)... ولكن يبدو أن في عراق مابعد 14 تموز 1958 قد تلاشت وزالت تماماً الفوارق بين السياسيين والشعراء... وإن في مايحدث في العراق اليوم وعلى مدى 55 عاماً، ولم يزل يحدث، خيرُ دليلٍ وبرهان على ذلك!
إن ماحدث في تلك الليلة السوداء وصباحها الدامي ولا ضير في تسميته ثورة ولكنه ليس ثورة شعب بل هو ثورة ضباط عسكر مغامرين من اجل السلطة على حساب الدولة والشعب...
إن في السطو على الدولة وتفليشها ومن ثم في تقتيل وتصفية هؤلاء الضباط (الأشرار) بعضهم البعض، بثورات لاحقة، مبرراً، تاريخياً وقانونياً، في تقديم هؤلاء (الأموات منهم والأحياء) الى القضاء لنيل جزاءهم العادل.... ولكن اين هي الدولة في العراق اليوم كي نأمل ونتمنى القضاءَ العادلَ فيها!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا لنباهتك يا عدنان يا فارس
البدراني الموصلي ( 2013 / 7 / 13 - 21:05 )
فقد اختزلت الشعب العراقي وقيمه وجذوره بكلمة ربما -وليس اكيدا - قالها المنبوذ من اهله وعشيرته في الحجاز والمرفوض من شعب سوريا الابي بحق الشعب العراقي وقبل ان تستقر قدماه على ارض العراق وقبل ان يندمج في النسيج الاجتماعي بعمق ليتسنى له ان يفهمه ويحق له بعد ذاك ان يقيمه .
ثم اي منطق استند اليه جلالته في انه آلى على نفسه ان يربي الشعب العراقي ويرضعه ويسعفه بالحفاظات والفوط الصحية الى ان يشتد عوده ويقف على قدميه.ومن اوكل اليه هذه المهمة الشاقة شبه المستحيلة ؟ هل هو الشعب العراقي ام امبراطورية الشمس التي لا تغيب ؟؟؟؟
وكيف انقلبت عندك الموازين لتقتنع ان الملوك يصنعون شعوبهم بينما التاريخ والعقل يهدي الى حقيقة ان الشعوب تصنع ابطالها وقادتها ,لانها هي الرحم الولود وليس الحاكم او القائد الا وليدا لها .
وهل كان ضباط 14 تموز اشرارا ؟؟؟ اين الدليل ؟؟ ان كان هناك دليل .ولمن كان ولاؤهم ان لم يكن للعراق ؟؟؟
كفاكم تزييفا للحقائق ايها المتضررون من الحق والحقيقة


2 - الاخ البدراني الموصلي.. تحية وبعد
عدنان فارس ( 2013 / 7 / 13 - 22:28 )
العراق والحجاز وكل المناطق العربية، آنذاك، كانت مجرد مقاطعات او ممتلكات عثمانية... وأثناء الحرب العالمية الأولى أدرك بعض العراقيين والحجازيين أن المنطقة في طريقها الى (إعادة ترتيب) وعليه تم الاتفاق بين (هذا البعض) وبين قوات الحلفاء، مقابل طرد العثمانيين من المنطقة، على تأسيس دولة عربية (مكوّنة من العراق والحجاز وبلاد الشام) ولكن الرياح بعد انتصار الحلفاء جرت بما لايشتهي السَفَنُ... وبدلاً من دولة عربية واحدة تم فرض ثلاثة مملكات كان العراق واحدة منها... وفي العراق تم تأسيس أرقى دولة في العالم الثالث آنذاك... وهذا مالم يكن يروق لإتحاد ستالين السوفييتي ولا لإيران.. ومنذ ذلك الحين بدأت التحركات (المتنوعة... السوفييتية والايرانية) لإزعاج وإسقاط الدولة العراقية.. وقد تمّ لهم في 14 تموز 1958 تنفيذ ماأرادوه وما خططوا اليه.


3 - ماذا يريد ان يقول لنا المقال؟
علاء الصفار ( 2013 / 7 / 13 - 23:00 )
بعد التحية
لا احد يفاخر بدور الاستعمار! تأسيس مملكة كما تتدعي كان من اجل المصالح البريطانية الاستعمارية والتي يخجل منها الاحرار واليسار البريطاني, لمجازره في الهند واسيا فافريقيا! مد السكك وشق الطرق كان من اجل توريد النفط وبيع البضائع الانكليزية للمستعمرات! لذا كان الهنود يناموا على السكك من اجل ان لا يمر المستعمر الا على جثثهم ،نعم حدث تطور وهو خلق طبقة عاملة في البلدان المستعمرة وهذا مهم للبلدان لكي تنخرط في الكفاح الثوري ضد الاستعمار.هكذا جاءت ثورة العشرين وهكذا ظهر غاندي ونهرو! لم تكن المملكة العراقية الا اللهم ان تكون في حلف بغداد لضرب حركات التحرر في المنطة كما تفعلها الان تركيا و تدخلاتها ومع الشاه المقبور والسعودية القذرة في الخيانة وها صارت مملكة عار. ان المملكة العراقية التي تدعوها افضل دولة لم يكن دورها يخرج عن شكل المملكة الوهابية ام الهاشمية وهم للان لم يصنعوا بايسكل والمرأة بلا اجازة سوق و بول البعير لا زال مقدس! الجمهورية انتجت الكثير من الانجازات للعمال والفلاحين ومدارس مجانية و دور للارامل ومنظمة نساء والجامعات مأثرة شعب العراق! وفرنسا رغم دماء الثورة تعتز بتاريخها!ه

اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |