الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تسير البرتغال على الطريقة المصرية

وفاء داود

2013 / 7 / 14
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


يمر المشهد السياسي في البرتغال بمنحدر خطير منذ أسابيع ماضية، والذي يعكش حالة الإنشقاق السياسي بين القوى السياسية، وذلك أثر استقال كل من وزير الاقتصاد ووزير الخارجية باولو بورتاس الأمر الذي يهدد استمرار الحكومة الإئتلافية خاصة وأن بورتاس يتزعم الشريك اليميني في الائتلاف الحاكم، وهو الوقت الذي أعترض فيه الزعيم الاشتراكي انتونيو جوزيه على الإنضمام إلى الحكومة الائتلافية لأنها تجمع اليمين والوسط. وإن لم تحل هذه الأزمة ستنزلق البرتغال في منحنى كارثي يضرب عرض الحائط لخطة إنقاذ الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيش فيها البرتغال منذ السبعينات التي يبلغ حجمها 101 مليار دولار، حيث تؤدي القطيعة بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي ليمين الوسط وهو حزب رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو وشريكه في الائتلاف وهو حزب “سي دي اس-بي بي” ذي النزعة المحافظة القومية إلى ترك باسوس كويلو دون أغلبية برلمانية.
وقد تفاقمت الازمة مع رفض الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفو خطة رئيس الوزراء لعلاج انقسام حكومته من خلال تعديل وزاري، ويرجع رفض الرئيس لهذا المقترح خوفه الشديد من دعوة البعض إلى إجراء انتخابات مبكرة في العام المقبل، وهذا بالفعل ما أحشدت الجماهير البرتغالية من أجل المطالبه به نتيجة استمرار تردي الاوضاع الاقتصادية وسياسة التقشف التي ساعدت على ارتفاع معدلات البطالة.
وبين العناد بين القوى السياسية وعدم التوافق على تشكيل الحكومة الإئتلافية من ناحية، وبين إصرار رئيس الدولة على التوافق أملاً في الحصول على تأييد أوسع لاجراءات التقشف من ناحية آخرى، وهو الأمر الذي ربما يكون مستحيل مثلما كان هو الحال في مصر في ظل نظام الرئيس محمد مرسي، حيث أن أصرار الرئيس البرتغالي على إشراك الأحزاب المتباينة والمختلفة في إئتلاف واحد للتغلب على الجمود السياسي دون إرادتها السياسية أنما يعمق من المشكلة ولا يحلها، بل يعطي مزيداً من الوقت لتدهور الأوضاع.
ولعل هذا يذكرنا بالتجربة المصرية بعد الإنتخابات الرئاسية، والتي لم تحل على الإطلاق بالتوافق أو الحوار الوطني بين القوى السياسي، لذا إذا فشلت المحاولات السياسية البرتغالية خلال الأيام القادمة في التوصل إلى نقاط تفاهم مشتركة للخروج من الأزمة، وهذا ما أتوقعه لأن الإختلاف بين الفصائل السياسية أختلاف إيديولجي بالأساس، لذا فلامفر من الإحتكام إلى مارسون الانتخابات والذي سيقوم الشعب البرتغالي بإجبار نخبته السياسية للرجوع إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية