الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة ووهم الإصلاح من الداخل.

كريم اعا

2013 / 7 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كيف يمكن النجاح في إصلاح مزعوم مع حزب إداري له تاريخ يشهد له بالولاء للحكم الفردي، في حين فشل نفس المشروع مع حزب يجاهر بوطنية مكذوب عليها؟
ألا يتعلم البعض من الوقائع الماثلة أمامهم؟ هل يمكن لأحزاب قائمة على الولاءات أن تؤسس لتعاقدات تحترمها وتضحي في سبيل ترجمتها؟
هل يمكن لأحزاب تنتظر الإشارات أن تنجز الإصلاح المزعوم؟
هل يمكن لأحزاب ساهمت في ما وصلت إليه البلاد من تدهور في المعيش اليومي للبسطاء من الناس أن تكون رافعة في التغيير الحقيقي؟
هل يمكن لأحزاب لا زالت فضائح زعمائها طرية ومادة دسمة لوسائل الإعلام أن تعبر عن السيادة الشعبية؟
هل يمكن لأحزاب لا تفتح مقراتها إلا إبان انتخابات الأعيان ومن يدور في فلكهم أن تبدع في قيم المواطنة والانتماء؟
جكومة السنافر ستكون كارثية على جماهير شعبنا العامل والكادح. فبالنظر للظرف الدولي وتأثيراته على الساحة المحلية، سوف تجد حميع الإملاءات الخارجية طريقها إلى الواقع، وسنشهد ضرب ما تبقى من مكتسبات هذا الشعب في العيش الكريم.
سيمكن التحاق السنافر من ضرب صندوق المقاصة ومن ضرب أنظمة التقاعد، وسيعرف ارتفاع الأسعار استمراره التصاعدي.
في المقابل سيتم الإجهاز على ما تبقى من حق التظاهر والإضراب، وسيقدم كل المعارضون لمسلسل التفقير المتزايد للجماهير الشعبية فريسة للزنازين والمقابر.
وعلى المستوى السياسي سيتصارع خدام الحكم الفردي لإثبات الولاء المتزايد للنظام القائم وأجهزته القمعية.
سيتنابز المؤيدون والمعارضون داخل مؤسسات الملاك، وستتوحد كلمتهم لمواجهة الخارجين عن الإحماع الذي سيضعون له عنوان الحفاظ على استقرار البلد. وكيف لا وهم غير معنيين بالثمن الذي يؤديه الكادحون مقابل هذا الوضع.
بعض ذوي النيات الحسنة سيكتشفون درسا سبقه إليهم أسلافهم، وهو استحالة الإصلاح من الداخل في ظل عدم امتلاك أدوات حقيقية للسيادة الشعبية. ولعل أخطر ما يخشاه النظام القائم هو بناء هذه الأخيرة، لأنه حينئذ سيجد نفسه في مواجهة ثورة وليس إصلاح مزعوم.
ثورة لأن السيادة الشعبية ليست شيئا آخر غير بناء سلطة الشعب العامل والكادح.
ليست شيئا آخر غير بناء اقتصاد ينصف أولا وأخيرا من ينتجون خيراته.
ليست شيئا آخر غير بناء فضاء من الحرية والمساواة والحق في السؤال والبحث عن الأجوبة.
النتيجة المنطقية لهذا المنظور لن تؤدي إلى الانعزالية أو التقوقع خارج المعادلة، بل إلى ولوج حلبة الصراع من منطلق طبقي واضح وبأفق تاريخي سليم وبآليات عمل مجربة.
ما يجعل الثورات مريبة هي قدرتها على قلب الأوضاع وبناء أوضاع بديلة لفائدة من قادوا الثورة وأنجزوها. وما دون ذلك لن يكون إلا إطالة لنظام الاستغلال والقمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي