الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يرفع الراية

ابتسام يوسف الطاهر

2005 / 5 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


يذكرني المشهد العراقي اليوم بمجزرة صبرا وشاتيلا, يومها بكينا وصرخنا غضبا حين سمعنا صراخ امرأة (وين العرب), كثير من الشباب العراقي حينها التحق بصفوف المقاتلين الفلسطينيين , بعد رفض المشاركة في الحرب مع ايران, التي اشعلها صدام خلال الهجمة الاسرائيلية على المقاتلين الفلسطينين في لبنان, وعاقب صدام من وقع بيد ازلامه بالسجن او بما هو ابشع ,وشم على جباههم كلمة (جبان) مع انهم كانوا اكثر شجاعة منه باختيارهم الجبهة الحقيقية لقتال العدو الاشرس, وقد استشهد الكثير منهم هناك...
كانت الجموع من ابناء العراق تخرج, وتجوب شوارع بغداد في تظاهرات غاضبة تضامنا مع اي شعب عربي او عالمي يلحقه الاذى او الظلم, بالرغم من استفزازات عناصر حزب البعث التي كان يرعبهاتجمهر الناس, خوف ان تتحول التضاهرة ضدهم, حتى ان صدام اول قرار اتخذه بعد استلام السلطة مباشرة هو منعه لاي تضاهرات او تجمع لاعلاقة له بتأييده وحزبه!
اليوم يجد الشعب العراقي نفسه وحيدا, لاشعب يقف معه ولا دولة تطالب بمعاقبة المجرمين. قبلا صمت اغلبهم خلال مجزرة حلبجة او الدجيل في الثمانينات, وكذا حين هجر الالاف من العوائل للحدود مع ايران. حتى في المجازر التي ارتكبت بعد الانتفاضة في التسعينات او بعد اكتشاف المقابر الجماعية. كل تلك المأسي والعالم يلفه الصمت, واذا نطق القلة منهم , نطقوا كفرا وهم يرفعون صور الجلاد ذاته.
ربما لهذا السبب لم اسمع امرأة عراقية تصرخ (اين العرب) ربما لان حجم الجرائم تلك اكبر من اي صرخة, او لان (العرب) احد المساهمين بتلك المجازر, او ربما هو اليأس فلم تعد هناك حياة لمن تنادي.
صرخنا نحن البعيدين, لكن وجدنا ان العرب الذين صمتوا قبلا وقد ملئت افواههم عطايا الرئيس (دولارات), او الذين استخدمهم كمرتزقة بالحروب او للتجسس على ابناء العراق, فرصة لاتهامنا بالعمالة لامريكا, التي استغلت صرختنا, وبحجة انقاذنا هبت جيوشهم لاستكمال مهمة صدام بالتدمير والقتل, ولتحقيق مخططها باحتلال المنطقة.
وبدل من الاعتذار عن ماراتكبوه من خطأ في حق اخوتهم بالعراق, هب الاخوة بالعروبة والاسلام وقد فتح الاحتلال لهم ابواب العراق واسعة, هبوا اليوم ( لمحاربة الاحتلال) ولكن كيف؟؟ عن طريق قتل اكبر عدد من العراقيين الابرياء وليرتكبوا مجازر ابشع مما جرى في صبرا وشاتيلا بحق الشعب العراقي, الذي تضامن معهم بالامس, بل اعطاهم خيرة الشباب الذين اسشهدوا دفاعا عن قضاياهم التي كنا نعتبرها قضيتنا.
هاهم يلاحقون ابناء العراق , بالتعاون مع المجرمين الذين اطلق صدام سراحهم قبل الهجوم على بغداد بعد ان انتزع عنهم انسانيتهم , في الاسواق والمدارس والشوارع ليقتلوا اطفالا ونساءا وشباب يحاول ان يعيد البسمة التي كاد يقتلها صدام او اعوانه الامريكان, بل ويحتفل من انتزعت كل المشاعر الانسانية عنهم بقتل اكبر عدد في الهجمة الواحدة. بالوقت الذي لم يمسوا قوات الاحتلال بسوء, التي قد تكون احد الممولين لتلك الجرائم و يسعدها ان ترى ان قتلاهم ليس الا ثمن بسيط لانتصاراتهم البائسة التي حققوها على شعب طحن بين جشع صدام وحروبه ومطرقة امريكا وحصارها واطماعها بالخليج!
تتكرر المجازر ضد ابناء العراق في الاسواق والشوارع في الشعلة والحلة في بغداد واربيل وغيرها, جرائم لم يدنها احد بل البعض يعتبرها مقاومة واخر يحتفل بها, لان بها مزيد من الدولارات يدفعها اغنياء بقايا عصابات صدام وبناته ممن يسكنون القصور في الاردن. وعلى الجانب الاخر,عرب الجزائر او تونس من الذين خدعوا, دخلوا العراق باسم الجهاد ليمارسوا هوايتهم بقطع الاعناق والذبح الذي لم يشبعوا منه في الجزائر.
اما سوريا وايران فتلك فرصتها لاشغال الامريكان عن تنفيذ تهديدهم بالهجوم عليهم لو خرجوا من العراق, مستغلين المشاعر الوطنية والقومية لدى البعض, او البعض من ضعاف النفوس ممن لايهمه ان يقتل من المهم ان يقبض الثمن وان بائسا.
من ندين اذن؟ قوات الاحتلال الذين جلبوا كل ذلك الدمار والخراب, ويقف اليوم متفرجا على جرائم القتل كأنهم يتفرجوا على احد اقلامهم كما كانوا يتفرجوا على صدام وهو يقتل ويخفي ابناء العراق لثلاثين عام؟؟
ام ندين العرب والمسلمين ممن لبسوا قناع الجهاد ضد العراقي المتعب, تاركين قوات الاحتلال تجول في الشوارع.. تاركين الشعب الفلسطيني يحاصر ليتنازل ويتنازل حتى عن بقايا (الاشبار) التي يمن بها العدو الصهيوني عليهم؟
ام ندين المقاومة (الغير شريفة) التي تترصد العراقي المسكين الذي حرم عشرات السنين من لحظات للامن والسلام , حرم من ابسط مظاهر العيش الكريم. ؟
لم يبق لنا ولامهاتنا بالعراق سوى ان نرفع الايدي للسماء, التي ترى كيف تظافر الكل لسفك دماء العراق بغير حق.
عسى ان تبعث السماء صواعقها او طيور ابابيلها, لكل القتلة والمجرمين من كل الملل من اعداء الانسانية والدين , من اعداء الحياة التي هي هبة من رب العالمين.
عسى ان يظهر من يرفع الراية, من بين ابناء العراق, راية الشعب والوطن, لاراية السلطة او المال , لعلهم اخذوا عبرة او درس ممن سبقوهم من الحكام, ليزاح هذا الكابوس وتكون نهاية لتلك المأساة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من