الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالكريم قاسم لغاية 13 تموز 1958

عدنان فارس

2013 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


رغمَ قلة حيلتي وضعف امكانياتي في التحدّي إلّا أنني اتحدّى اي عراقي وعراقية بأنهم يعرفون شيئاَ عن شخصية عبدالكريم قاسم قبل قراءة البيان الأول عن اعلان تنفيذ الضباط الأشرار جريمتهم الغادرة ضد الدولة العراقية في ليلة 13 ــ 14 تموز 1958 المشهود بدموية صباحها...
انا اتناول في الحديث عن عبدالكريم قاسم الجانب السياسي لشخصية هذا الرجل.. فهو لم يكن سياسياً لا على المستوى الشخصي، المستقل، ولا على مستوى الإنتماء لحزب او لأي تكتل او جماعة سياسية رغم أن الحياة السياسية في العراق، آنذاك، كانت قائمة على التعددية السياسية والحزبية (الفوقية).. وأقول أنها كانت فوقية بفعل ضعف الوعي السياسي لدى الشعب العراقي الذي كانَ، ولم يزل للأسف، في طور التكوين حيث كانَ الساكنونَ أرضَ العراق وقتذاك، ولم يزالو، أسرى الولاءات الطائفية والمناطقية ولم يكن الوعي الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية قد تجذرا بعد في الشارع العراقي بفعل وتأثير تلكم الولاءات.. واستفحالها اليوم في العراق الجديد!
حرية العمل السياسي كانت متوفرة في العراق (القديم) ومُصانة ومحمية في نصوص القانون الأساسي للدولة العراقية الذي تمت كتابته والمصادقة عليه في 1925.
ورُبما ينبري البعض ويتساءل: اذا كانت الحرية السياسية متوفرة أبان زمن النظام الملكي فلماذا كان الحزب الشيوعي العراقي محضوراً؟... نعم الحزب الشيوعي العراقي كان محضوراً ورفاقه مُطارَدين لأنه كانَ حزباً يعمل لصالح دولة أجنبية، وهي دولة إتحاد ستالين السوفييتي، ضد الدولة العراقية وتحديداً من اجل قلب نظام الحكم في العراق وليس من اجل إصلاحه.. وهذا ماجاء في اعترافات مؤسس الحزب سلمان يوسف فهد عند إعادة محاكمته 1948 حيث قالَ في مرافعته: ان الحزب يعمل من اجل اسقاط النظام الملكي وإقامة نظام جمهوري..
ولكن ليس في هذا كل الحقيقة:
الحزب الشيوعي العراقي كان يعادي ويحرّض ضد السياسة الخارجية (وفقط ضد السياسة الخارجية) للدولة العراقية قبل 1958 كونها سياسة منحازة لصالح بريطانيا والغرب.. وبطبيعة الحال ماكان هذا ليَسرّ ويُرضي الاتحاد السوفييتي! لماذا الإنجاز الوحيد والكبير للحزب الشيوعي العراقي يتجلى في مساهمته في إسقاط النظام الملكي في العراق؟... وبعد إسقاط النظام الملكي، قد عَمَدَ الحزب الى التهادن الى حد التحالف مع السلطات الديكتاتورية والدموية اللاحقة؟ هل لأن هذه الأنظمة (الجمهورية) لم تكن لتزعج الاتحاد السوفييتي؟ ورغم أن هذه الديكتاتوريات بعد تموز 1958 قد قتلت الآلاف من الشيوعيين ومن أنصارهم ودفعت بما تبقى من الحزب الشيوعي العراقي الى الهجرة خارج العراق... وهذا، بطبيعة الحال، مالم تفعله أية حكومة من حكومات النظام الملكي (البائد)!
عبدالكريم قاسم كوّنَ طموحاته السياسية من خلال، وفقط من خلال، أنه كان ضابط عسكري كبير وكان (مقرّباً) من المراكز العليا في السلطة، الى حد انه كان موضع ثقة تلك المراكز وخاصة نوري السعيد الذي كان يناديه بـ كرّومي... لقد استثمر عبدالكريم قاسم وضعه ذلك أيما استثمار حيث تمكن من تلمّس مواطن او منافذ الإنقلاب والسطو على السلطة.. وبدأ يعمل على الاتصال سراً بمن هم على شاكلته في الطموح وممن يثق بهم من ضباط الجيش العراقي.
يصرّ البعض، من وطنيي ووطنيات العراق الجديد، على المقارنة بين عبدالكريم قاسم وبين نوري المالكي... هنا اقول نعم هناك وجه شبه أساسي يجمع بين هاتين الشخصيتين وهو:
ان عبدالكريم قاسم قد تسلّقَ الى السلطة عن طريق تآمر إجرامي دموي أطاحَ بالنظام الديمقراطي في الدولة العراقية مما أدّى الى تفليش الدولة... اما نوري المالكي فإنه قد تسلّقَ الى السلطة عن طريق تحالف طائفي قد تآمرَ والتفّ على نتائجَ انتخاباتٍ أفرغها من محتواها الديمقراطي.
أخيراً وليس آخراً:
الشعب المتحضّر يصنع من بين أبناءه حكّاماً أوفياءَ وبالتالي محبوبين... أما في العراق فيوجد شعبٌ يصنع من الطارئين حكّاماً ديكتاتوريين..... عليه العَوَض ومنه العَوَض بالعراق وبشعبه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت