الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبيك يا عراق ام لبيك يا طرطور ؟ !

سنان الخالدي

2013 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


شعب تصارع من اجل رموز فنيت قبل ثلاثة عشر قرن من الزمان ، لا غرابه أن تتصارع بشأن رموز بادت قبل نصف قرن
يقول د . علي الوردي :
( كنت في امريكا ونشب نزاع عنيف بين المسلمين عن علي وعمر وكانت الأعصاب متوترة والضغائن منبوشة فسألني الأمريكي عن علي وعمر، هل يتنافسان الآن على الرئاسة عندكم كما تنافس ترومين وديوي عندنا؟ فقلت: إنهم كانوا في الحجاز قبل 1300سنة والنزاع الحالي حول أيهم أحق بالخلافة، فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد أن يستلقي على قفاه، وضحكت معه ضحكاً فيه معنى البكاء، وشر البلية ما يضحك ! ) .
طوال سنين مضت ، اكتشفت ان أغلب الشعوب الحية في العالم تدرس التأريخ للأعتبار بحوادثه ، إلا شعبنا !
ندرس التأريخ ثم نعيد صياغة التأويل له بحسب ميولنا الشخصية، باحثين عن نقاط الأختلاف ثم نحول هذا الاختلاف إلى خلاف ! فرحين بأختلاق صراع نتعصب لرأينا فيه ونعتبر الدفاع عن ذلك الرأي مسألة حياة او موت ، تاركين التفكير بواقعنا المتردي الحالي . يال تلك السذاجة .
مجموعة تنادي لبيك يا ملك وأخرى تصيح لبيك يا زعيم ، وعراقهم يصطلي نار الجحيم .
ألهة يعبدونها وهم في الحقيقة ( طراطير ) لا اكثر ، الأله المقتول في قصر الرحاب كان طرطوراً بأمتياز حينما كانت بريطانيا تسيطر على قاعدتي الحبانية الواقعة شمالي بغداد ، والشعيبة الواقعة قرب البصرة ، إضافة إلى قاعدة الرشيد في بغداد ، محتفظة بقوات جوية وبرية فيها . كان طرطوراً حينما كان العراق يدار عبر المستشارين العسكريين ، والسياسيين ، والاقتصاديين ، والثقافيين بولاء مطلق لسيدتهم بريطانيا . ألم يكن هؤلاء المستشارين هم الحكام الحقيقيين للبلاد ؟ ألم يكن السفير البريطاني في بغداد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حكم العراق ؟ عملاء كانوا أدوات طيعة تنفذ مخططات الأمبريالية و أهدافها الساعية لإحكام السيطرة على مقدرات البلاد ونهب ثرواتها وخيراتها ،محققين لهم عيشاً رغيداً ، وحياة هانئة ، على حساب الشعب الغارق في الفقر والجهل والمرض ، محروماً من ابسط متطلبات الحياة من غذاء وكساء ومساكن ، وخدمات صحية وتعليمية وغيرها.
فكان لابد للطرطور الثاني ( عفواً الإله الزعيم ) ان يكون بطلا نبيلا وإلهاً مقنعاً حينما قام بأنتشال الشعب من ازماته وحاله المزري ، فرح الشعب العراقي بأنجازاته وهذا هو ما يهمهم ، شعب عانى الجهل لسنين طوال لم يكن يعرف ان ثورة وقائدها الزعيم كانت للتخلص من تمرد نوري السعيد و الوصي عبد الإله الذي حلم بحكم سوريا وانهاء الوحدة المصرية السورية التي اصابت الأمبرياليين بالذعر ، وبعد ان فشل الأمبرلياليون في إقامة اتحاد بين العراق والأردن للوقوف بوجه الوحدة السورية المصرية، ومحاولة إجهاضها، وإجهاض الانتفاضة الشعبية في لبنان، ضد حكم كميل شمعون الموالي للغرب . وهنا جاء دور المعسكر الأشتراكي الذي احس بضرورة ابعاد هذا المخطط دفاعاً عن مصالحه في دعم الوحدة السورية المصرية والتي اُجبرت على شراء الاسلحة منه خوفاً من اسرائيل بعد ان فشلت في شراء تلك الاسلحة من المعسكر الغربي والذي كان يمد اسرئيل بأحدث الأسلحلة حينها .
هل عرف العراقيون المتصارعون دفاعاً عن ألهتهم تلك الأحداث ؟ ام سيجابهونني بالأنكار والأتهام بسرعة البرق كعادتهم ؟
هل عرفوا لماذا فرحت المانيا بتغيير الحكم الملكي في العراق ؟ ماذا عن مؤتمر ( سان ريمو ) والرئيس الامريكي درو ولسن ؟ ماذا عن روزفلت وتشرشل و التنافس الأمريكي البريطاني على نفط الخليج في وقتها ؟
ثم في عهد الزعيم ! لماذا قال رئيس الوزراء الاسرائيلي في وقتها :
( اي تهديد لعبد الكريم قاسم فسوف اتدخل ) ؟ لماذا كان عبد الناصر يقف بالضد من عبد الكريم قاسم ؟ ألأنه كان يسعى وراء الوحدة العربية ؟
واذا كان كذلك فلماذا وافق على تحويل نهر الأردن مقابل ضمان الدعم الأمريكي لتلك الوحدة ؟
طراطير حكمت الشعوب ، وشعوب عبدت أولئك الطراطير ، ثم تصارعت تدافع عنهم ! . عميل يجوعنا ويتيح لنا حرية التعبير والديموقراطية المزيفة ، وعميل يأتينا بالعدس ويقتل الكثير منا فنسكت شاكريه على عدسه ! . وهكذا تمضي الحياة هنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا تسمى حكام الزمن الحالي؟
وسام يوسف ( 2013 / 7 / 15 - 19:54 )

كم اتمنى لو كان يحكمني طرطور قصر الرحاب حتى الان ولم ترى عيني من جاء من طراطير بعده

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي