الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟

شوقية عروق منصور

2013 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
شوقية عروق منصور
من يحاول تجميل المشهد أو الصورة يتهم بالتزوير والتزييف والنفاق، ومن يحاول وضع الأمة الإسلامية العربية في خانات الخير والقوة والانتصار يسقط في آبار الكذب وخيانة الواقع، لأننا وصلنا إلى حالات الترهل والتفسخ والتعفن والانحلال الفكري والعقلي والأخلاقي - ليس عري الجسد بل عري الروح والقناعات والصدق.
نفتخر بحمل السكاكين والسواطير, والشاطر الذي يهجم ويطعن ويذبح أولا، يتغذى بالأخ قبل ان يتعشى به. معادلة عربية وماركة مسجلة على أبواب العواصم العربية, التي تحولت إلى أوكار للمؤامرات والدسائس والتفرقة وشحذ السكاكين وتقديمها هدايا للقتل المجاني, ولا يهم أعداد القتلى وصور القتلى وكيف تكون جثثهم، مشوهة أو محروقة أو مقطوعة الأوصال. لا يهم طريقة القتل بالرصاص أو الذبح أو الرمي من أعلى العمارات أو شق الصدور واكل القلوب. المهم أن تنضح الصور الإعلامية بالدم, لأن الدم هو الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف, التي لم نعد نعرف ما هي. نعرف فقط اننا داخل مستشفى للأمراض السلطوية, ووبأ الكراسي الذهبية, وداء المناصب العليا..!!
عباءات وجلاليب وبدلات رسمية وابتسامات مزيفة واجتماعات وكاميرات, تنقل وقائع لقاءات الاخوة الأعداء. مباشر وغير مباشر سيان, لأن النتيجة واحدة: المزيد من نزيف الدم.
تعب المواطن العربي وأصبح خبر لقاء زعماء العرب بعضهم ببعض يثير في نفسه الخوف والقشعريرة, لأن أي اجتماع ولقاء بين رئيسين معناه طعن رئيس ثالث, أو تآمر على رئيس رابع هلم جرا .. كأنهم يسكنون في غابة وحشية والبقاء للأقوى والأغنى.
وسائل الإعلام والفضائيات تنقل لنا فرحة المسلمين في الدول العربية بمناسبة قدوم شهر رمضان, رغم الاحباطات والفقر والقتال والاعتصامات والتفجيرات والنزاع والتصريحات, والميادين التي أصبحت العناوين الدائمة للرفض والاحتجاج, ووجوه الملوك والرؤساء التي دخلت مرحلة زحف المثل الشعبي (انج سعد فقد هلك سعيد). لذلك كل ملك ورئيس يتحصن ويتقوقع داخل كهفه المحاط بالليزر, حتى لا تتسلل ناموسة، ولا يعرف هذا الرئيس والملك أننا في عصر تلك الناموسة التي تكون السبب في موت الأسد القوي.
من يحدق جيداً في المشهد الرمضاني الرائع ، في الزينة والأضواء واشكال الحلويات وواجهات المتاجر والضحكات العابرة في خرم إبرة الوجود، يجد ان الفرح يعاني من الفزع والارتجاف, لأن خلف كل ابتسامة وضحكة هناك سيارة مفخخة أو شهيد معلق في رحم الغيب, أو إبط أمريكي أو إسرائيلي أو أوروبي يشحن غدد عرقه كي تجذب رائحته ذلك الرئيس أو المغفل العربي, وإسقاطه في شباك دولته العظمى.
المواطن المسلم العربي يعيش فرحته الخاصة بالتحدي، يتحدى غياب الخبز والدواء والعلاج والطوابير والرعب وأزيز الرصاص والاعتقالات والسجون والهدم والاستيطان, والبيوت الآيلة للسقوط, والبيوت التي هجرها سكانها وتحولت إلى خرائب تمرح بها أشباح الذل والحنين. يتحدى اللجوء والمخيمات وظروفه القاهرة ونساءه اللواتي داست عليهن العيون الشرهة, وأسواق السبايا والفتاوى الدينية المتراكمة لدرجة السحق والالتصاق بالرصيف والتراب والغبار والجدران, لعلهن يجدن الحماية في أحضانهم بعد ان تركتهن الأقدار في عصمة الفقر والجوع والموت وتجار اللحم الأبيض ..
يفرح المسلم وينشر الليالي والأضواء والزينة, ويبوح بفرحه للطرقات والشوارع والمقاهي وليالي السهر. لقد اخترعت الشعوب شيئاً بعيداً عن الحكام اختراعاً يدعى التفاؤل، بعكس القادة والرؤساء. انظروا لوجوههم تروا ان عبوسهم يزرع ملايين وبلايين الدونمات بالقهر والكآبة, وقارنوها بوجوه الشعوب التي تحلم وتسعى لتحقيق الأحلام.
نرحب بقدومك ونقول: بأي حال عدت يا شهر رمضان؟! لكن ستبقى الشعوب تحلم وتثور وتنتفض وترفض, حتى يكون فرحها حقيقياً دون اقنعة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف