الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان

اسلام احمد

2013 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نجح الشعب المصري بعد عامين من ثورة 25 يناير في إسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين , البعض أعتبرها ثورة ثانية ضد حكم الجماعة بينما اعتبرها البعض الآخر موجة ثانية من ثورة 25 يناير , وبغض النظر عن توصيفها فالمؤكد أنها أبهرت العالم إذ لأول مرة في تاريخ مصر يخرج هذا العدد من البشر الذي وصل حسب التقديرات الغربية إلى 30 مليون متحدين خلف هدف واحد

المدهش أن عدد المصريين الذي خرجوا في ثورة يونيو فاق عدد المصريين الذين أسقطوا نظام مبارك , وفي تقديري أن ذلك التفاوت لا يعكس كرها في مرسي أكثر من مبارك بقدر ما يعكس خوف المصريين على بلدهم من الضياع تحت حكم الإخوان , فرغم أن نظام مبارك كان فاسدا ومستبدا إلا أن المصريين لم يستشعروا في عهده خطرا على الأمن القومي المصري كما استشعروه في عهد مرسي وهو ما دفعهم إلى الخروج بالملايين

العامل الثاني الذي أعتقد أنه وراء هذا التفاوت في العدد بين ثورة يناير وثورة يونيو هو حاجز الخوف الذي كان قائما أيام حكم مبارك ثم انكسر بعد قيام ثورة 25 يناير , أذكر أن عدد المصريين الذين نزلوا يوم 25 يناير 2011 لم يتجاوز مائتي ألف على مستوى جميع المحافظات , وصل بعد ذلك إلى 2 مليون في 11 فبراير

ولا أخفي عليكم أنني فوجئت بعدد المصريين المشاركين في ثورة 30 يونيو فحين كنا نقوم بتوزيع استمارات تمرد على الناس في الشارع قبل 30 يونيو توقعنا أن تصل عدد الاستمارات إلى 15 مليون أو 20 مليون على أقصي تقدير وحينها قلت لزملائي في الحملة : "لو أن نصف الموقعين نزلوا يوم 30 يونيو لنجحت الثورة" , فكان هذا أقصي أملي لذا كان من الطبيعي أن يدهشني خروج هذه الملايين متوحدة خلف هدف واحد هو إنقاذ مصر من حكم الإخوان

والمؤكد أن فشل الإخوان في حل مشكلات الدولة والمجتمع وتردي الأوضاع في عهد مرسي إلى درجة خطيرة فضلا عن محاولتهم السيطرة على كل مؤسسات الدولة وتوجهاتهم المريبة تجاه الأمن القومي المصري كانت سببا في إسقاطهم , فإذا كانت ثورة 25 يناير ضد الفساد والاستبداد فان ثورة 30 يونيو ضد الفشل والكذب والنفاق والخداع والاستحواذ والإقصاء والخيانة العظمى

الغريب أنه رغم الأعداد المليونية التي خرجت يوم 30 يونيو وأبهرت العالم نجد أنصار الإخوان يصفون ما حدث بأنه انقلاب عسكري! , صحيح أن الجيش تدخل للإطاحة بمرسي ولكن تدخله جاء استجابة للثورة الشعبية تماما كما حدث في 25 يناير

والحقيقة أن هناك شعور عام بالسعادة والارتياح خيم على المجتمع المصري كله بعد التخلص من حكم الإخوان وكأن الشعب تخلص من كابوس ثقيل , وفي اعتقادي أن كون القوات المسلحة والقضاء المصري في صدارة المشهد مبعث ارتياح وطمأنينة للجميع

وبعد ثورة 30 يونيو أتصور أن جماعة الإخوان قد انتهت تماما لاسيما أن تصرفاتهم عقب الإطاحة بمرسي قد أساءت إلى ما تبقى من صورتهم بشكل كبير إذ لم يكتفوا بإثارة العنف في المجتمع وإنما حاولوا تقسيم الجيش المصري والأدهى أنهم دعوا صراحة إلى التدخل الخارجي , وهي كلها جرائم خيانة عظمى يجب أن يحاسب عليها قادة جماعة الإخوان

ولكي تنجح ثورة 30 يونيو في تحقيق أهدافها يتعين أن نتلافى أخطاء المرحلة الانتقالية الأولى , وأهمها في اعتقادي أن يتم وضع دستور جديد يليق بمصر وليس ترقيع دستور 2012 المعيب الذي أسقطت الثورة شرعيته , يلي ذلك إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية مع حظر تأسيس أحزاب قائمة على أساس ديني وصولا إلى بناء دولة مدنية حديثة ونظام ديمقراطي يتسع للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ