الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الخامس عشر ..

محمود جابر

2013 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المرحلــة الثالثــة:
الاستقطاب الحثيث وتطويق المجتمع المصرى 1940:1926م:
ما إن قرب العقد الثاني على الانتهاء وتمكن ابن سعود من الحجاز، نشأ في مصر جبهة لتحرير الحجاز بدعم من الملك وملك الأردن، رأى ابن سعود أن الأمر في مصر ينطوي على خطر داهم، وعليه يجب العمل على تطويق مصر بكافة السبل وبوتيرة أكثر سرعة لإحكام السيطرة على مصر ودفع الأمور بالشكل الذي يراه هو وما يخدم سياساته المستقبلية في المنطقة.
فقامت في مصر جمعية أخرى شبيهة بالجمعية الشرعية لكنها أكثر التصاقا وتطابقا بالوهابية في القول والسلوك والحركة، ثم ما لبث أن قامت (جماعة) قدمت نفسها على أنها بديل لا للمجتمع المصري بل بديل للمجتمع الإنساني باعتبارهم: ورثة الأنبياء وحملة مشعل النور والهداية، وما زال الأمر يتوالى في الصعود والفكرة تزداد اختمارا حتى ظهرت بوادر أول انشقاق أيديولوجي على الوهابية فظهرت جماعة جديدة.
وجدير بالذكر أن حالة التطويق الوهابي الأصولي للمجتمع المصري قد فجرت في الاتجاه المقابل أصولية جديدة مقابلة وهى الأصولية المسيحية، وفى مقابل شعار " الإسلام هو الحل " ظهر شعار " الإنجيل هو الحل "، وفى مقابل جماعة المسلمين أو الإخوان المسلمين ظهرت (جماعة الأمة القبطية)، ويمكننا رصد هذه الجماعات الثلاث وهم (أنصار السنة) و(الإخوان المسلمون) و( شباب محمد).
وفى هذه المرحلة قامت الوهابية ببناء العديد من المساجد من خلال تمويل أنصارها الذين جندتهم خاصة من الجمعية الشرعية ومن الإخوان و أنصار السنة المحمدية وغيرها من التنظيمات والأفراد وصنعت بعض الرموز من المصريين ممن يعتنقون الفكر السلفي وسلمتهم مساجد في كل المحافظات وخاصة الإسكندرية والقاهرة وزودت تلك المساجد بالمطابع وأجهزة الاستنساخ.

- أنصــار السنة المحمديـــة:
استقطبت الوهابية بعد ذلك أحد خريجي الأزهر وكان من أتباع محمود السبكى قبل ذلك وكان من المترددين على الجمعية الشرعية، وهو (محمد حامد الفقي)، والذي قام بدوره بتأسيس أول قاعدة للوهابيين فى مصر يتم إعداد الدعاة والأفراد فيها على النمط الوهابي خطوة خطوة دون أدنى اختلاف أو تمييز بينهم وبين النمط السعودي، وهى (جماعة أنصار السنة المحمدية) التي تبنت الوهابية قلبا وقالبا وأخذت تدعو لها من فوق المنابر وقامت بإصدار مجلة تحت اسم" الهدى النبوي" تغير اسمها فيما بعد إلى "التوحيد" التي مازالت تصدر حتى اليوم وذلك في عام 1926م، والتي عملت طوال الفترة الملكية على السعي الحثيث دون أن تدخل في معارك مع أحد له وزنه وقيمته، ورغم أن مركزها الأول كان بحي عابدين بالقاهرة – وسط العاصمة-، إلا أن نشاطها كان محصوراً في الطبقات الدنيا والقرى والأرياف، وكانت هذه الفترة كافية لتتمكن من الواقع الاجتماعي المصري والتأثير على العقل المسلم وتشكيله وذلك لكون الساحة لمصرية كانت مشغولة آنذاك بالقضية الوطنية ومقاومة الاحتلال الإنجليزي.
إلا أن هذا لا ينفى أنها تمكنت من استقطاب العديد من رجال الأزهر وبعض رجال التعليم مثل الشيخ عبد الرازق عفيفي والشيخ عبد الرحمن الوكيل و محمد على عبد الرحيم الذي كان له دوره البارز في فترة السبعينات داخل الجامعة المصرية حيث تمكن من تعبئة الطلاب بالأفكار الوهابية لأولئك الطلاب الذين قامت على أكتافهم الجماعات الإسلامية فيما بعد.
وكان الثلاثة المشار إليهم قد عملوا في مجال التدريس في العربية السعودية فترة طويلة. وعفيفي على وجه الخصوص أقام هناك إقامة دائمة حتى أصبح من هيئة كبار العلماء.

التأسيس وأبرز الشخصيات:
مر تاريخ جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر بمرحلتين تاريخيتين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟