الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الببلاوى: رئيسا للحكومة!

نصارعبدالله

2013 / 7 / 16
سيرة ذاتية


الببلاوى: رئيسا للحكومة! نصار عبدالله
منذ ما يقرب من خمسين عاما ، على وجه التحديد فى عام 1966جذب انتباهنا ـ نحن طلاب الفرقة الرابعة بقسم الإقتصاد بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية ـ جذب انتباهنا أستاذان متميزان بشكل مذهل، كان كل منهما نسيجا فريدا خاصا به ومختلفا فى الوقت ذاته عن الطابع العام لأساتذة الكلية. عرفنا فيما بعد أنهما ليسا أصلا من أساتذة الكلية وأنهما منتدبان من خارجها، تحديدا من كليتين من كليات الحقوق : عين شمس والإسكندرية ، كان هذان الأستاذن هما : جلال أمين وحازم الببلاوى، وكان من أهم ما يميزهما أنهما ليسا متمكنين من المواد التى يقومان بتدريسها فحسب ولكن كلا منهما كان يمتلك ثقافة واسعة وحسا نقديا باهرا لا يقتصر على المجال الإقتصادى وحده بل يمتد إلى سائر المجالات التى كانا يتطرقان إليها ومن بينها مجالات كان التطرق إليها مجرد التطرق أو مجرد محاولة الإقتراب منها يمثل فى ذلك الحين شجاعة فكرية نادرة ...عرفت فيما بعد أن تعمقت نسبيا معرفتى بكل منهما، وبوجه خاص معرفتى بالدكتور جلال أمين، عرفت أنهما يرتبطان بصلة من صلات قرابة المصاهرة، فالدكتور حازم عديل للكاتب الكبير حسين أمين أكبر الأبناء الثمانية الذين أنجبهم المفكر الإسلامى المعروف:"أحمد أمين " والذين كان لكل منهم شأن كبير فى مجال تخصصه بينما الدكتور جلال هو أصغرهم ...من المؤكد أننى لم يدر بخاطرى فى ذلك الوقت أن أيا منهما سوف يكون مرشحا لرئاسة الوزارة فى يوم من الأيام ، وإن كنت كثيرا ما تمنيت أن يكون رئيس الحكومة فى وطنى شخصا يتمتع ولو ببعض الخصائص والمزايا التى تتمتع بها هاتان الشخصيتان الباهرتان ، ومع هذا فإن مالم يدر بخاطرى فى يوم من الأيام قد غدا قريبا من التحقيق بفضل ثورة يناير 2011 حين أصبح حازم الببلاوى نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية فى حكمة الدكتور الدكتور عصام شرف ، (لكنه امتلك من الشجاعة ما جعله يستقيل من منصبه فى أعقاب أحداث ماسبيرو التى ذهب ضحيتها شباب مصرى نقى كان يطالب باستكمال تحقيق مطالب وشعارات ثورة يناير) ، ثم غدا أقرب إلى التحقيق بفضل ثورة 30يونية2013 التى شارك فيها الشعب المصرى بأكمله تقريبا فيما عدا أنصار تلك الجماعة المنظمة التى كانت نتيجة لتنظيمها ونتيجة لأسباب أخرى كثيرة قد تمكنت من خداع الشعب والسطو على ثورته ومصادرتها لحسابها الشخصى ولحساب أجندتها الخاصة بها هى وحدها، ففى أعقاب تلك الثورة الشعبية التى لم تتردد القوات المسلحة فى أن تتقدم لحمايتها ، طرح اسم الدكتور البرادعى لكى يكون رئيسا للحكومة لكن حزب النور السلفى اعترض عليه وهدد بالإنسحاب من العملية السياسية بأسرها إذا ما تمت الموفقة عليه ، ومن ثم فقد طرح اسم الدكتور زياد بهاء الدين الذى هو بدوره شخصية محترمة تتسم بقدر كبير من الكفاءة النادرة، لكن حزب النور اعترض مرة أخرى على اسم زياد بهاء الدين ، وفى حوار أجرته إحدى القنوات الفضائية مع يونس مخيون طرح سيادته اسما بديلا هو : الدكتور جلال أمين !!، ورغم أننى أعتقد أن الدكتور جلال أمين كان سيعتذر عن قبول التكليف لوتمت الموافقة على طرح اسمه بحكم ما لمسته منه شخصيا فى أكثر من مناسبة وبحكم ما يتضح جليا من كتاباته من نفوره الشديد من تولى أى منصب سياسى رغم ذلك فإنه يبقى أن أقول إنه من أهم منجزات ثورة يونيو 2013، أنها أعادت مرة أخرى إلى مصر تلك القيمة الحضارية التى كثيرا ما افتقدتها بقدر أو بآخر وأعنى بها أنها تطرح إلى الواجهة أسماء أسماء لا تزكيها إلا كفائتها وقدرتها على خدمة هذا الوطن دون تمييز لأى سبب من الأسباب ، وبوجه خاص بسبب الجنس، حيث اشتملت هذه الوزارة على خمس سيدات من بينهن ثلاث هن الأوليات فى مجال تولى الوزارة التى تتولاها كل منهن ( الثقافة ـ الإعلام ـ الصحة ) بحيث يصح لنا أن نطلق على هذه الوزارة : وزارة الأوليات ، ورغم هذا الإسم الرنان ، فقد كنت شخصيا أفضل أن يتولى الدكتور أحمد مجاهد وزارة الثقافة بدلا من الدكتورة إيناس عبدالدايم ، ليس هذا تقليلا من شأن الدكتورة إيناس التى أكن لها ولتاريخها المشرف ولفنها الرفيع كل الإعجاب والتقدير، ولكن لأن الدكتور أحمد مجاهد قد استطاع أن يحقق معجزة حقيقية خلال الفترة التى تولى فيها الهيئة العامة للكتاب ، تلك هى أنه استطاع أن يحول مؤسسة حكومية خاسرة إلى مؤسسة رابحة دون أن يقصر فى الوقت ذاته فى تقديم الكتاب المدعم إلى القارىء. وهذه فى حد ذاتها معجزة بكل المعايير.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية