الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيم اشتراكية تفتقرها الراسماليه

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 7 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



واول ما اريد مناقشتة وهو الحرية ، بمعناها الحقيقي ، فبالنظام الاشتراكي تتحقق الحرية الحقيقيه للمجتمع وهي وحدها القادرة على توفيير الحرية الحقيقيه ، مقابل الحرية الزائفه في النظام الراسمالي ، او الحرية الوهميه ، ومن الجدير ذكرة ان مؤيدي النظام الراسمالي هم اكثر الناس حديثا عن قيم حرية النظام الراسمالي ووصل بهم الامر الى تسمية بلدان النظام الراسمالي بالعالم الحر ، وهي في حقيقتها ليست سوى حرية وهميه والحريه الحقيقية هي فعلا حرية الاقتصاد ، وحرية السوق ، ان قيم الحرية التي وطدتها الراسمالية في مراكزها ، قد بان وجهها الحقيقي ولم تكن سوى مظهرا راقيا من مظاهر العبودية ، اين او لمن الحرية في النظام الراسمالي ؟ هل هي للعامل ام صاحب العمل ؟ لا شك ان اختلاف واختلال ميزان القوى بين العامل والراسمالي سيجعل من حرية العامل امرا لا معنى له ، مقابل استبداد الراسمالي ، وما دام العامل بحاجه لصاحب العمل من اجل البقاء على الحياة ، ستكون تلك الحرية وسيلة اضطهاد وظيفة الدولة المصادقه عليها ، من الامثلة على الحريات المزيفة في النظام الراسمالي ، ما يسمى بحرية الصحافة ، وللحق فان حرية الصحافه كما نفهمها بالامر الجيد والحسن ، فليس اسمى من حرية الصحافه ، ولكن هل حقا في الراسمالية حرية صحافة ؟ ان مجرد استخدام الاعلان يجعل من تلك الحرية شكلية ، فالاعلان تحت تصرف الشركات الكبري والمؤسسات الراسمالية ، ان المالكين صناع الاعلام ، والجريدة او الصحيفة التي تحترم نفسها والتي تنتقد الوضع القائم فيتم محاربتها وتمنع عنها الاموال حتى الافلاس ، ومثل هذا الكلام ينطبق عند التحدث عن حرية التعاقد بين العامل ورب العمل ، في الاشتراكية يتم ارساء حرية حقيقية بعيدة عن سطوة راس المال ، حرية تنبع من الجذور لا تظفو على السطح ، انها حرية التحكم في وسائل الانتاج والتخلص من قيود الانتاج الصدئه ، انها الحرية الحقيقيه عندما يتخلص الانسان من قهر راس المال ويفتح الافاق امام ولحرياات اخرى ، من الممكن ان تكون هذه الحريه وما يتبعها من حريات غير صارخه كما يتشدق اعداء الاشتراكية ومؤيدو الليبراليه والنيوليبرالية ، الا انها حريات حقيقيه لجميع المواطنين ، فمثلا تتحول حرية الكلمة من حرية التزوير الى حرية البحث وراء وما بعد الحقيقيه ، وتصبح المعارف والحقائق بيد كل الناس لتحررهم من الكذب والوهم والتضليل ، بدل التشنيع السطحي التافة والذي يقدمه الاعلام الراسمالي على انه نقد عميق للمجتمع ، وعلى نطاق الحياة الحزبية ، فمتى تمثل الاحزاب طبقات الشعب ؟ لا ان تمثل اناس ليس لديهم اي علاقه بهموم الشعب الا لكونهم الممولين الراسماليين ، وقتها يصبح للاحزاب القدرة على عكس موازيين القوى بين طبقات المجتمع ، عند ذلك تصبح اداة قويه للتغيير في المجتمع الاشتراكي ، واما القول عن حرية المنافسة وان اعداء الاشتراكيه ينكرون على الاشتراكية هذة الحرية فالقول الفصل في ذلك ان حرية المنافسة كفلتها الاشتراكية ، لكنها ليست حرية في استنزاف الارباح في افراد المجتمع بل هي حرية المنافسة في خدمة المجتمع .

ان قيم مثل المضاربة ، المقامرة لا تعترف بهاالاشتراكية ، بل تقف ضدها وتحاربها لانها نشاط اقتصادي لا شرعي لا يقابلة اي عمل او اي مجهود ، بل اقصى جهد كان قد بُذل به ، ذكاء المضارب او لاعب القمار ، وتسعى الاشتراكية دائما ومن ضمن اهدافها المحورية محاربة الفصل الحاسم بين راس المال والعمل المنتج ، عندما تصبح الملكية اجتماعية ويشعر كل شخص انه يعمل في ملكة ، وتعظم الاشتراكية من قيم العمل ، وقيمة العمل واهميته ، ومن هنا تسعى الاشتراكية الى جعل لكل فرد في المجتمع مستوى يعادل ما بذله من جهد او مساوي لما بذلة من جهد للمجتمع ، وبذلك تتخص الاشتراكية من الطفيليات التي تعيش على جهد الاخرين ، حيث من لا يعمل لا ياكل .

وهكذايبدو جليا لنا بأن الاشتراكية في كينونتها وفي جوهرها مذهب إنساني راقي هدفه السامي هو رد القيم الإنسانية الى معناها الحقيقي الاصيل والذي ينسجم مع فطرة الانسانية و التي شوهتها الراسمالية ، وتهدف في النهاية إلى نشر بين الناس اتجاهات معنوية وقيمية لم تالفها البشرية فيما مضى من عهود سابقة حيث كان استغلال الإنسان للإنسان وإمتهانه لكل ما يعتّزُ به من قيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التشريح السريري للحرية
فؤاد النمري ( 2013 / 7 / 17 - 04:58 )
الحرية قيمة إنسانية فقط حيث أن الحيوانات الأخرى لا تعرف الحرية ولا تحتاجها فمن الخبل القول بحرية الظباء مثلاً في البراري وهي تتعرض للإفتراس من قبل الأسود والنمور والذئاب
لماذا إذاً الحرية قيمة إنسانية فقط ؟
لأن الإنسان هو الحيوان الوحيد المتأنسن من خلال الإنتاج، والإنتاج هو وحده الذي يضمن للحيوان الإنسان عدم الإنقراض مثلما انقرضت أجناس كثيرة من الحيوانات
وسيلة الإنسان للإنتاج هي أدوات الإنتاج ونحن لا نضيف شيئاً حين نقول أن تقدم الإنسان في الأنسنة ينعكس إنعكاساً دقيقاً في تقدم وتطور أدوات الانتاج
الحرية لا تعني شيئاً آخر سوى إنعدام أية عوائق تعيق الإنسان عن الوصول واستخدام كل أدوات الإنتاج المتاحة ليس من أجل ضمان البقاء فقط بل من أجل تحقيق إنسانية الإنسان وتقدمها أيضاً
هذا ما عبر عنه فلاسفة الثورة الفرنسية بمقولة (دعه يعمل دعه يمر)
الأنظمة الطبقية تفرض أثقل القيود على الإنسان كي يمارس عملية الإنتاج والنظام الرأسمالي كان الأسوأ
الإشتراكية والشيوعية تحرران الإنسان من أية قيود في ممارسة أعمال الإنتاج المختلفة
وكل التقدير لرفيقنا النشيط آدم عربي وهو ينشط عقولنا في الفكر الماركسي


2 - مقارنة غير عادلة 1
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 17 - 10:32 )
طبعا من السهل مقارنة مثاليات نسبتَها إلى الاشتراكية مع واقع الرأسمالية ورديفتها اللبرالية الذي شق طريقا صعبا في ظلام دامس وتمكن من قيادة الإنسانية رغم التخبط إلى هذه المرحلة الباهرة في تاريخ البشرية. ومن الجحود أن ينتصر الكاتب لمثاليات كذبها واقع تجارب الأنظمة الاشتراكية التي خلت تماما من أدنى ممارسة للحرية، حين تحولت الممارسة السياسية والحزبية إلى نفاق كبير خيم على المجتمعات التي جرى فيها اختصار الشعب في الحزب بوصفه الطليعة التي تضم خيره أبنائه ثم اختصر الحزب في لجنة مركزية ثم في مكتب سياسي وأخيرا في قائد واحد أوحد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تماما مثل إله المؤمنين بالأديان. الشخص الوحيد الحر في تلك المجتمعات هو الزعيم الملهم الذي كانت تتحول كل كلماته إلى آيات محكمات. وشيئا فشيئا تحولت الشعوب إلى قطعان من الماشية أبعد ما تكون عن مجتمعات الحرية التي يبشر بها المقال كأنها دين.
طبعا أنا لا أحب أن أصادر على المستقبل لأقول مثلا إن اللبرالية الحالية هي نهاية التاريخ. لأن البشرية قادرة على إبداع أنظمة اجتماعية وسياسية أحسن فأحس إلى ما لا نهاية.
يتبع


3 - مقارنة غير عادلة 2
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 17 - 10:33 )
لكن التهوين من شأن اللبرالية ومقابلتها بالجحود والتشويه لا يخدم مجتمعاتنا المتخلفة. فما أحوجنا إلى تحقيقها في بلدان حتى نتخلص نهائيا من هذا الاستبداد والاضطهاد الديني وحينئذ لا بأس في التفكير في مرحلة أخرى. مثاليات الاشتراكية جميلة ولكنها تبنى على واقع اللبرالية أولا حتى يختار الناس مستقبلهم على بينة بعيدا عن خداع أقليات يسارية سرعات ما تستفرد بالسلطة وتعيد نظام الاستبداد، وهذا ما وقع لحلم الاشتراكية حتى تحول إلى كابوس. تزييف واقع اللبرالية في ظل هذه المثاليات مضر بنا. فليس من المعقول أن ننفي أية ممارسة للحرية في تلك المجتمعات بينما لا يكاد يستغل الناس وخاصة العمال إلا نسبة قليلة من الإمكانيات المتاحة في مجالات حرية التنظيم النقابي والحزبي وحرية التعبير والصحافة والتظاهر والإضراب، دون أن نجحد ما تحقق للناس عموما في ظل الرأسمالية اللبرالية من مكتسبات هي من قبيل الأحلام عندنا، ومن الواجب الانكباب على تحليل أسباب الفشل الداخلية بدل إلقاء اللوم على الرأسمالية والهروب إلى مثاليات الاشتراكية.
تحياتي وشكرا على الجهد وفتح باب الحوار


4 - الى المعلق علقمه منتصر
zaki yousif ( 2013 / 7 / 17 - 16:07 )
انا اؤيدك في كل ماقلته في تعليقك في الاشتراكيه أمور الشعب او حياة الشعب كلها تكون بيد الزعيم بأخنصار الاشتراكيه هي لب الدكتاتوريه


5 - الرفيق فؤاد النمري المحترم
ادم عربي ( 2013 / 7 / 17 - 16:47 )
الرفيق فؤاد النمري المحترم
شكرا لوقوفك الكبير على الحرية الانسانيه ، ودائما نتعلم منك حتى في تعليقاتك ....تقبل مودتي


6 - 2علقمه منتص تعليق
ادم عربي ( 2013 / 7 / 17 - 17:01 )
علقمه منتص تعليق 2
ما هي الممارسات الكاذبة في الاشتراكيه ؟
تقول تم اختصار الشعب بالحزب....الخ .ان الديموقراطيه الحزبية في الاشتراكية حقيقيه تعبر عن تطلعات الشعب عندما تمثل بالفعل طبقات الشعب وهذا حكر على الاشتراكيه بينما فيالراسماله الاحزاب تمثل الممولين فقط وليس لها علاقة بطبقات الشعب فاين الديموقرطيه هنا؟
قد اتفق معك بجزئيه وهو بخصوص مجتمعاتنا ، نعم مجتمعاتنا بحاجة الى الدولة المدنيه اليبراليه العلمانيه ...لانه لا معنى للديموقراطيه في مجتمعاتنا من غير العلمانية وهي جوهرها ...
تحياتي


7 - 2علقمه منتص
ادم عربي ( 2013 / 7 / 17 - 17:06 )
2علقمه منتصر
لك ان تعرف حجم ومعنى الحريه لشعوب الاتحاد السوفيتي من دروس الحرب العالميه 2 وكيف تم انقاذ العالم من براثن وبربريه الاسمالية ، ما كان ذلك ليتم من غير قيم الحريه والديموقراطيه التي امتلكتها شعوب السوفييت


8 - زكي يوسف ت 3
ادم عربي ( 2013 / 7 / 17 - 17:15 )
زكي يوسف ت 3
لا يكفي ان تقول ان الاشتراكيه هي الوجه الاخر للديكتاتوريه دون اثابت ، وسوف اكون سعيدا لو تثبت لي مقولتك ...
الديكتاتوريه الحقيقيه هي ديكتاتورية وسائل الانتاج هي سالبة الحرية الوحيدة ، وما عدا ذلك هو تسطيح للحريه لا معنى له ....
ان المعجزة التي قامت بها شعوب الاتحاد السوفيتي في الحرب وما بعد الحرب ، مقابل منظومة الراسمالية الكاملة لهو برهان على معنى الحريه الحقيقيه التي دافعت عنها شعوب السوفييت


9 - ادم عربي
zaki yousif ( 2013 / 7 / 17 - 17:27 )
لو فتحت ابواب الهجره امام الشعب الروسي كله سيهرب الى الدول الرأسماليه


10 - أنا ضد سوق الناس كالأنعام ولو إلى الجنة
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 17 - 19:12 )
سيد آدم، هل تصدق أن شخصا واحدا مثل خروتشيف أو يلتسين يتمكن من تحويل توجه حزب شيوعي كامل كان مناضلوه يعدون بالملايين. لو كانت هناك حياة ديمقراطية، حتى بين الشيوعيين، لما حدث ما حدث. أو ربما، وهذا اعتقادي، أن الشيوعيين هناك في الاتحاد السوفييتي والصين وصلوا إلى قناعة تامة حول عدم جدوى السير في طريق عرفوا أنهم مسدود، وتقبلوا التوجهات اللبرالية كحل للتعفن والبروقراطية عن طيب خاطر.
نقدي للفكر الاشتراكي كما مورس لا يعني أنني ضد النضال من أجل مجتمعات مزدهرة ينعم فيها الجميع بالحرية. لكنني ضد سَوْق الناس كالأنعام ولو إلى الجنة.
تحياتي


11 - علقمة منتصر المحترم
ادم عربي ( 2013 / 7 / 17 - 22:36 )
علقمة منتصر المحترم
منذ 1953 لم يعد الاتحاد السوفيتي اشتراكي بسبب انقلاب العسكر والانقلاب على مقررات الحزب التي اهم بنودها في الخطة الخمسيه رفع مستوى البروليتاريا بشكل غير مسبوق ...الا انني اعطيك سرد لما تبحث عنه لعلك تجد ما تبحث عنه ، ،، لقد تخلى مواطني الدول الاشتراكيه طوعا عن اشتراكيتهم دون مقابل ، فبدلا من توفير فرص العمل لكل شخص حتى اخر ايام النظام ، نجدهم اليوم في دولهم الاشتراكيه السابقة يعيشون في بطالة قاتله ، فمثلا في بولندا لكي تحصل على فرصة عمل عليك منافسة عشرة اشخاص ، وحتى الذين تركوا اوطانهم بحثا عن الجنه الموعودة عادوا الى اوطانهم خاليو الوفاض عدا عن نسبة لا تتجاوز ال 5% تحت اسرارهم الشديد على الاستمرار ....

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس الكيني ويليام روتو


.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش




.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال


.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون




.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟