الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
الانستغرام
لينكدإن
تيلكرام
بنترست
بودكاست
الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القائد يوجه العمال في عيدهم
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
2005 / 5 / 7
الحركة العمالية والنقابية
عندما يتحدث الملك حمد بن عيسى وبخطاب يشرح فيه مواطن القوة والضعف ويؤكد على دور العمال في المجتمع البحريني فهو يجسد رؤية للحاضر والمستقبل وهي ايضا سابقة في تاريخ منطقة الخليج حيث يتوافق الحاكم بين متطلبات الحكم ومنطلقه الفكري الخاص ورؤيته للوطن وللمجتمع وعند قراءة الحديث الثاني فإن نقلة نوعية في الخطاب السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج يحدثها ذلك الخطاب وهذه النقلة هي في حقيقتها قراءة متأنية ورصينة لواقع المجتمع البحريني وطبيعة تركيبته وما وصل إليه من تطور فحديث القائد عن دور المجتمع المدني ومؤسساته في دعم المشروع الاصلاحي وتأكيده على ان نجاح هذا المشروع هو مرتبط بنضج المجتمع المدني ثم تأكيده على ثقته الكبيرة في نجاح المشروع بفضل الجذور الراسخة في عمق التربة الوطنية وهي المجتمع المدني .فهنا يوجه القائد شعب البحرين الى نقطة مهمه جدا وهي ان مصدر القوة في البحرين هي مؤسسات المجتمع المدني وبالتالي فلا دور للقبيلة او الطائفة في صياغة خياراتنا الوطنية وهو توجه متقدم في منطقة الخليج الذي مازالت بعض دوله تخضع لمنطق القبيلة والطائفية في صياغة خياراتها الوطنية.
كما ان اشارته الى ضرورة التفريق بين »الرأي العام الوطني« و »رأي الشارع« وان الرأي الاول هو محصلة توافق مؤسسات المجتمع وانه يقدر ويحترم هذا الرأي ويرجحة نتيجة الحوار العقلاني السائد فيه وان رأي الشارع يهيجه اي منبر او خطيب لا مسئول باستغلال عواطف الشارع فهي في تصوري اشارة للنخب السياسية والدينية الى ضرورة الحوار العقلاني المؤسساتي والذي ينتج عنه محصلة عقلانية بعيدا عن الاحتكام الى رأي الشارع الانفعالي والذي قد يهيجه اصحاب المصالح الحزبية والسياسية وهي لا تخدم أهدافاً وطنية.
كما ان القائد حمد بن عيسى عندما تحدث عن العمال فإنه حلل وضع العمال برؤية عصرية تتفق مع المتغيرات الدولية وهي في تقديري توجيه للقطاع العمالي بكافة منظماته العمالية للعمل ضمن هذه الرؤية الحريصة على مصالحهم الوطنية ويمكن ان نوجز هذه الرؤية في النقاط التالية:
اولا: يقول القائد »ولابد من تصحيح النظرة القائلة ان العمال يمثلون طبقة منفصلة بين الطبقات الاخرى«، وهنا يشخص الحديث وضع العمال في المجتمع حيث يفرق بين العمال في الدول الصناعية الكبرى التي تتجسد فيها الفوارق الطبقية وبين البحرين لان العمال في البحرين لا يمثلون طبقة مختلفة في نمط الحياة ولا في دخل الفرد وهو كما اشار القائد بأن هناك العديد من العمال الذين اصبحت لهم مشاريع استثمارية وبالتالي فلا يمكن تطبيق نظرية الطبقة العاملة على وضع العمال في البحرين الذين هم جزء من المجتمع المدني.
ثانيا: يشير الحديث الى »توقف الصراع الايديولوجي بين المعسكرين الدوليين بانتهاء الحرب الباردة اصبح لصالح العمال«، عندما يؤكد القائد على ان العمال في مجتمعنا هم ضمن النسيج الاجتماعي للمجتمع ولا يمثلون طبقة منفصله فهو هنا يؤكد من جانب آخر ان اتهام العمال بأنهم شيوعيون لم يكن صحيحا لان هذا الاتهام جاء على خلفية نظرية البروليتارية »الطبقة العاملة« وعمال البحرين لا يمثلون طبقة منفصلة ولذلك فإن سقوط المعسكر الاشتراكي قد اوضح طبيعة المطالب العمالية وهي مهنية بالاساس، هذه المطالب التي ضاعت في فترة زمنية كانت فيها الحرب الباردة شديدة ولذلك فإن انتهاء هذه الحرب قد اوضحت طبيعة مطالب العمال وهذا في صالح العمال.
ثالثا: اذاً انتفت عن العمال صفة الشيوعية وهي في طبيعتها صفة ارتبطت بالعمل السياسي والحزبي في فترة الحرب الباردة لذلك فقد اصبح للعمال خيار العمل النقابي الذي يحقق لهم المكاسب المعيشية حتى ترتقى تلك الشريحة الاجتماعية الى مصاف الطبقة الوسطى وهذا ما دلل عليه القائد في حديثه بأن هناك خطوات قد تمت باتجاه تملك العمال لجزء من حصص الحكومة في بعض الشركات المحلية بهدف رفع مستوى المعيشية ولأن الطبقة الوسطى هي خط التوازن في المجتمع وهذا تحليل دقيق جدا في هذا الحديث وهو يتفق مع الواقع كما ان الاشارة اليه توضح رغبة القائد في ضمان استمرار الطبقة الوسطى ماديا وكمركز اعتدال في المجتمع.
رابعا: يقول القائد »وبما يجعل من نقابات العمال تجمعات مهنية بالفعل تسعى لتحسين اوضاع اعضائها بمنأى عن المناورات السياسية«، في تقديري ان هذه العبارات قد جسدة الواقع على حقيقته بل وضعت النقابات في دورها الصحيح وهو الدفاع عن مصالح العمال المهنية والابتعاد عن تسييس العمل النقابي لاهداف حزبية لان ذلك يضع حقوق العمال ومطالبهم المشروعة التي اشار إليها القائد في ظل الشعارات الحزبية وهذا ينافي حقيقة هذه المطالب وكفاءة العامل البحريني وهي المعيار التي تحتم ضرورة الاستجابة لمطالبهم.
هذا التفاؤل الذي ظهر في الحديث الثاني للقائد يضع العمال امام مسئولية كبيرة فجلالة الملك هو رمز البحرين ولذلك فعندما يتحدث عن ثقته في عمال البحرين في اعادة تخطي البحرين لاوضاعها الاقتصادية الحالية ويستشهد بالمراحل السابقة التي تخطت البحرين فيها صعوبات اقتصادية بجهود وطنية ومنها انحسار اللؤلؤ ثم مرحلة انحسار الطفرة النفطية ثم مرحلة بناء القوة الاقتصادية التجارية والمصرفية فلذلك فالعمال مطالبون اليوم بإعادة قراءة الاولويات داخل نقاباتهم وداخل مؤسسات المجتمع المدني الاخرى ومنها الجمعيات السياسية بعد هذا الحديث الذي يؤكد فيه القائد ان الانطلاقة الاقتصادية الرابعة قادمة وبسواعد عمال البحرين. فهل يفعلها عمال البحرين بعزيمتهم وعزيمة القائد؟
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد إلغاء إسرائيل تصاريح عمليهم.. آلاف العمال يفقدون مصدر رز
.. ما انعكاسات البطالة في قطاع غزة؟
.. إضراب شامل في جنين حدادا على اغتيال القيادي إسلام خمايسي
.. حتى تحقيق مطالبهم كافة.. طلاب في جامعة غينت البلجيكية يواصلو
.. شركة ميكروسوفت تطلب من موظفيها العاملين في الذكاء الاصطناعي
