الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتكاسات ديمقراطية على الطريقة المصرية

وفاء داود

2013 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أتعجب من البعض اللذين يطلقون على أنفسهم ثوار أو نشطاء سياسيين، وخاصة هؤلاء اللذين يتحدثون عن مبادرة "الثورة فى عيون الغرب"، أو ما يقول عليها البعض "الثورة المصرية والعلاقات الخارجية"، حيث قام البعض بالمطالبة ببدء جولات دولية لتوضيح أن ما حدث بمصر فى 30 يونيو كان ثورة شعبية ضد الرئيس السابق محمد مرسى، وأن الجيش ساندها كما حدث فى ثورة 25 يناير، على أن يتم استهداف عدد من الدول في هذه المبادرة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، والإتحاد الأوروبي.

إن قيام مبادرة مثل هذه أمر في غاية الغرابة، فمنذ متى قامت دولة بعد ثورة شعبية بأن ترسل وفود من شباب أو حتى من السياسيين الرسمين للدولة إلى دول آخرى لإقناعها أن ما حدث كان ثورة، وإن سلمنا أن هذه ممكن وذلك إرجاعاً إلى تميز بعض المصريين وافتكاساتهم في قاموس الديمقراطية، فلماذا لم يتم ذلك بعد ثورة 25 يناير 2011. وبالطبع الإجابة واضحة وهي أن ثورة 25 يناير لم يشك أحد قط في الداخل أو الخارج من كونها ثورة، أما ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية فلم يوجد هذا التأييد أو القناعة بأنها مماثلة لثورة الخامس والعشريين، وبالتالي وجب استغلال البعض ممن يطلق عليهم ثوار ليقوموا بمحاولة لإقناع الآخر بكونها ثورة.

وإن كان يستوجب على هؤلاء إقناع الداخل أولاً قبل الخارج، كما أن الغريب والمثير للدهشة أن الحركات الكيانات والإئتلافات السياسية التي يمثلها هؤلاء الشباب تستهدف بالأساس نشر الديمقراطية وثقافة المواطنة في الداخل المصري، أي أن الإنتشار الجغرافي المستهدف لها هي الدائرة المصرية، وهذا يتنافى تمام مع طرح فكرة المباردة لأن استخدام بعض الشباب شيء غير مقبول حيث توجد قنوات رسمية للتعامل الخارجي ولاسيما عندما يتم ذلك بشكل رسمي، فهذا الأمر هو من الاختصاصات الأصيلة لوزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة والمتمثلة في نائب الرئيس للشؤون الخارجية.

إن هذه المحاولة هي فاشلة قبل تفعلها، لأنه يجب إقناع الداخل قبل الخارج، فليس كل الداخل كما كان في ثورة 25 يناير، فهناك انشقاق واسع لا محال من تجاهله، فلابد من معالجته وإصلاحه حتى يستقيم المجتمع في طريقه الديمقراطي ومستقبله السياسي.

أن هذه الزيارات ترسخ التبعية وتؤكد على أن الأصل فى السياسة المصرية هو الحصول على رضا الخارج، كما أنها بمثابة وجه إجتماعية للبعض فهم لا يمثلون الشعب المصري، فهم قلة قليلة ولم يعط الشعب لهم الضوء الأخضر للقيام بذلك، كما أن قيام الدولة بتخصيص أموال لهذا الوفد هو أمر غير مقبول، فهناك اقتصاد ومصريين فقراء في امس الحاجة إلى ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية