الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرور الفضيلة

غسان شجاع

2013 / 7 / 17
الادب والفن


وهو غرور من نوع خاص , لايكشف عن نفسه بسهولة , حتى ان صاحبه يحمله كمرض غير معروف بالنسبة اليه وربما يرافقه فترات طويلة من حياته قبل ان يكتشفه , وينجم غرور المعرفة او الفضيلة عن تعلق الانسان بما لديه من أفكار ومايستشعره بنفسه من مميزات , وقد يحدث نفسه احيانا : (لدي من الافكار مالم يسبقني اليها احد -أنا املك فضائل قيمة جدا قلائل هم اليوم الذين يحملونها - لماذا لايرى الناس ما اراه - نعم لدي مهارات خاصة تجعلني مميزا دائما ......الخ في ألاساطير الهندية هناك عبرة تفيد المعنى تحكيها قصة الاله كريشنا ورفيقه ارجونال , وكان ارجونال يتميز بكونه صيادا ماهرا , لايثني ضربته , حتى انه بلغ فيه الاعتداد بقدرته حدا جعله يقوم بممارسة هوايته المفضلة وهو معصوب العينين , معتمدا على حركة الهدف (الطريدة) ليصيبها في مقتل , وصادف ذات يوم ان كان في الغابة احد الزهاد (سينياسي) يتعبد في ظل شجرة , وعلى وقع حركته بادره (معصوب العينين ) ارجونال بسهم فارداه قتيلا , وقضى ارجونال حياته يؤنب نفسه على فعلته ومنذ ذلك الحين اصبح رمزا للتواضع في الاساطير الهندية دون ان يفقد ميزاته ومهاراته .
كيف ينمو غرور المعرفة او غرور الفضيلة ؟ عند بروز صفات ومواهب خاصة بالشخص, تجعله مبدعا وخلاقا , فمن الطبيعي ان يثير ذلك اعجاب الناس من حوله , فيرى نفسه بطلا في عيونهم ,او قائدا ملهما , او معلما , او قديسا ..الخ ان هذه النظرة هي اول مطبات الغرور التي يقع فيها المميزون , والمعلمون , مما يشكل عائقا يفصلهم عن حالتهم السامية , دون ان يدروا بذلك . الم يحصل هذا مع الملائكة ؟عندما قارنوا حالتهم الملائكية بمن استخلفه الله على الارض ليفسد فيها ويسفك الدماء (على حد قولهم ) وجادلوا الله في ذلك , وبالتالي حتى الملائكة يمكن ان تقع في فخ هذا النوع من الغرور دون ان تدري ,لانه غرور من النوع الشفاف لاتراه حتى الملائكة , ولكن يراه الانسان العارف , ولذلك اجابهم الله ( اني اعلم مالاتعلمون ..)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل