الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوضاع الاجتماعية تتغير في عهد الأمير عبد الاله

وصفي أحمد

2013 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


( الحلقة الثالثة )
لقد تغيّر الوضع الاجتماعي للمملكة في عهد الأمير عبد الاله , الذي حكم كوصي على العرش طيلة الفترة التي كان فيها ابن أخته فيصل الثاني قاصراً , اي منذ 1939 حتى سنة 1953 , ثم بقي , بعد بلوغ الملك الشاب سن الرشد وتتويجه , متشبثاً بالحكم حتى هلاكه على يد ثوار 1958 .
وتعود أصول هذا التغيير المذكور إلى الفترة 1936 – 1941 . في تلك السنوات رأى كبار الضباط الشريفيين السابقين – ومنهم نوري السعيد الذي كان سيصبح سياسي المملكة الاكبر – اسلحة الجيش الذي كانوا قد ساعدوا في تكوينه تنقلب ضدهم . وبطريقة ما , فإن سلسلة الانقلابات العسكرية التي وقعوا في شراكها ارتدت عليهم نتيجة لمحاولاتهم استخدام الجيش لخدمة أغراض فئوية . وبمعنى آخر , فأن الانقلابات مثلت اختراقاً واضحاً , و إن كان قصير العمر , من قبل الشرعية العسكرية من الطبقة الوسطى للدائرة الضيقة للنظام الحاكم : فقبل 1936 كانت السلطة تتركز إلى حد كبير في أيدي الإنجليز و الملك و الضباط الشريفيين السابقين و الشريحة العليا من طبقات الملاكين . ويجب ألا نستنتج من هذا أن الانقلابات كان لها مغزى طبقي , إذ كانت الانقلابات تنفذ بمبادرة من عدد صغير من الأفراد , ومن الممكن تفسيرها بالدوافع الشخصية للضباط الذين قادوها , أو بتآمر سياسيين طموحين , أو باستلهام مثال الأنظمة العسكرية لبعض الدول المجاورة كإيران و تركيا .
وكذلك فقد كانت الانقلابات مدعاة كبيرة للمعرفة , وأوضح تكرارها أن سلك الضباط كان مصاباً بالانقسامات . وبغضّ النظر عن الزمر الساعية إلى المصالح الذاتية التي يميل أي جيش مسيس إلى توليدها , فإن ثلاثة عناصر أساسية أصبحت مميزة تماماً : واحد كردي , والآخر عروبي , و الثالث عراقي بحت . وكان الوزن المتفوق للعنصر الثاني ناجما – في بعضه – عن الميل الأولي للملكية نفسها إلى العروبة , وفي بعضه الآخر عن حقيقة أن عدداً كبيراً من الضباط الاكثر شبابا كان اتياً من المحافظات الشمالية العربية , التي كانت تميل بقوة إلى العروبة باعتبار أنها كانت ترتبط اقتصادياً بسوريا و فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى .
و أكثر من ذلك , فقد أوضحت الانقلابات مدى هشاشة الخيوط التي تمسك بحياة الملكية ومدى سهولة قطعها .
وشكلت حرب 1941 حافزا كبيراً لمشاعر العسكر القومية , فعلى الرغم من ان العراقيين لم يكونوا موحدي الكلمة تجاه تدخل الجيش بالسياسة , ولكنهم ما أن اندلعت الحرب حتى نسوا خلافاتهم و اختلطت و اندمجت مشاعر الشيعة و السنة و العرب و الأكراد في بغداد وبقية المدن . وفي هذه الاجواء وما أن تحرك القوميون و الهاشميون في خطين مختلفين حتى في الافكار و المشاعر . وفقدت الملكية ملامحها القومية , و امتلأت قلوب القوميين بكراهية الملكية ومعارضتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م