الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد عزل مرسي؟

محمد مجدي

2013 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية





البعض، لا يفهم طبيعة المرحلة اللي بنمر بيها جيداً، يتصور أن القصة هي مجرد عزل مرسي، لا ينظر أبعد من أرنبة أنفه، مصر أم الدنيا و كل الدنيا، مفيش خلاف يا عم،بس مصر مش لوحدها في الدنيا،مصر عاوزة تعيش مُسالمة، و في حالها، بس في تربص بها ، من عدة دول بزعامة أمريكا، تعمل من أجل إضعاف مصر ثم تدميرها، لتحقيق الأمن النهائي لإسرائيل. مش بأروج لفزاعة، أو بأقول كدة من مُنطلق وهم أو ترويج سياسي لطرف علي حساب طرف، فأنا و الحمد لله مستقل، و كفي بالإستقلال نعمة.

مصر، الآن جريحة و مُنهكة، و لو خدت كتف أو كتفين ممكن تسقط و يختفي من التاريخ دولة إسمها مصر، و نُدخل في تيه لسنوات طويلة. مصر الآن، بعد ما كانت علي مدي حوالي عامين من فبراير 2011 و حتي عزل محمد مرسي في 3/يونيو (الجاري)، كانت حقلاً للتجارب، و المُهاترات و المُزايدات، و حروب الإستقطاب: المدني- العسكري، و المدني- الإسلامجي،مصر تحتاج إلي سلطة كفؤة تقدر تاخد قرارات تُنفذ علي أرض الواقع، و تنعكس التغيرات دي إيجابياً علي حياة الناس.

مصر لن تستحمل قفزة في الفراغ مرة أخري لإدارة شئونها. علي مدار عام كانت هذه القفزة من الإخوان اللي الأيام أثبتت لا يملكون مشروعاً لنهضة مصر، و لكن مصر كانت بالنسبة لهم الولاية الكبري الثانية التي يصلوا للحكم فيها، بعد الولاية الأولي الأردوغانية في تركيا. نفس القفزة في الفراغ دي حنتعرض لها تاني، من الأحزاب المتواجدة علي الساحة ذاتها،بصراحة المشكلة هي أن ممارسة السياسة في مصر ، هي في الحقيقة ممارسة غير سياسية كاملة و ناضجة، ممارسة الإحتجاج و الحشد و التعبئة للجماهير تختلف تماماً عن ممارسة الحكم. للإنصاف هناك قيادات و كوادر قليلة تقدر تساهم في إدارة الحكم بشكل جيد، لكن القضية مش أشخاص، دول ممكن الإستعانة بهم، لكن القصة في خلق أجيال جديدة، و في رفع كفاءة القيادات و الكوادر المتواجدة.

المثل بيقول: التغيير علي وساخة بيجيب تسلخات، و إحنا شُفنا مجرد عينة في سنة من حكم إخوان مرسي.

طب الحل إيه ؟

أولاً: لو قدرنا نعمل مصالحة وطنية: سياسية و مجتمعية، مبنية علي الحقيقة و العدل، زي ما قال مصطفي حجازي، المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور، حنكون اجتزنا نٌص المشوار، و انا بصراحة مُعجب بفلسلفة المصالحة دي : الحقيقة و العدل، يعني دون ظلم لأحد، العقاب بالقرينة و الدليل، لمن يستحقه، شخصي، و ليس جماعي. فايدة المصالحة دي إنها حتكون أولاً، تطهير بالقانون، لعناصر الفساد في جسد الدولة و المجتمع، و كدة ده حيبقي تغيير علي نضافة، عشان الصحة تبقي فٌل. ثانياً: حيُسهم في الدمج بين الخبرات و الكفاءات القديمة و بين الأجيال الجديدة، بتحديد أكتر أجيال الحكم الجديدة، و ده حيجنبنا شطحات و صبيانية الأداء السياسي، و بالتالي المسيرة حتمشي بأمان و في الطريق السليم. عشان كدة انا بأعتبر الوزارة المُستحثة للعدالة الإنتقالية من أهم الوزارات، و بلا شك خطوة علي الطريق السليم.

ثانياً: مهم جداً، حظر الأحزاب الدينية، عشان السياسة بما إنها لعبة، يبقي لازم تكون لعبة فيها فرص متكافئة للأحزاب المتنافسة، و يكون واضح جداً للجميع و للشعب ان التنافس يتم علي أرضية وطنية مدنية، و يُنص في الدستور أيضاَ علي حظر و تجريم، أن يكون للحزب فروعاً خارج أرض مصر، أو أن يكون فرعاً أو جزءاً من حزب أو تنظيم عالمي. و مهم كمان إعاد النظر في قانون الجمعيات الأهلية و التمويل الخارجي. لأنه ثبت و وضح أن بعضها أداة لأختراق المجتمع المصري، وضرب إستقراره. بل و في قانون الجمعيات الأهلية نفسه لمنع إستخدامها، أو إستخدام بعضها للدقة و الأمانة، في أي عمل سياسي ترويجي لحزب سياسي ما، يعني يكون النص صريح و واضح علي حظر و منع و تجريم التعاون بين الجمعيات الأهلية و الأحزاب السياسية، التعامل يكون فقط مع مواطنين مستقلين. هو عشان أعمل خير أو عمل تنموي للمجتمع، لازم يعني ألزق إسم حزبي أو أستخدم صفتي السياسية في عمل خيري او تنموي ..! دع ما لله لله و ما لقيصر لقيصر.



ثالثاً: مهم جداً أن الأزهر يبسط سيطرته الروحية علي ربوع مصر، عشان الناس متقعش فريسة للأفكار المتطرفة و الأجندات السياسية المتخفية وراء الدين. و مرتبط بكدة الأوقاف و أئمتها، اللي لازم يتعمل لهم برنامج لإعادة التأهيل و مراجعة من يصلح منهم للدعوة ممن يجب أن يُستبعد. و كذلك علي الكنيسة أن تحث رعاياها علي الإندماج أكتر في المجتمع المصري. الدين مهم جداً كأداة ضبط إجتماعية تؤثر علي إستقرار النظام السياسي.


رابعاً: أنا مش مؤيد لفكرة الإنتخابات المٌبكرة، سواء برلمانية أو رئاسية. أنا مع حل الأحزاب القائمة جميعها، و الدعوة لإنشاء أحزاب جديدة بناء علي ما يقرره الدستور الجديد، ده إجراء شكلي، بس رأيي إنه مهم، لأن الناس لم تجد مصداقية كافية في الأحزاب القائمة المعارضة، و لم تلتف كما كان مرجواً حول أكبر إئتلاف معارض، و هو جبهة الإنقاذ،أو بمعني أدق، مع الوقت خسرت جزء كبير من مصداقيتها لتذبذب أدائها السياسي، حل الأحزاب ثم إنشائها من جديد، هو بمثابة إعادة تقديم لهذه الأحزاب للناس، و حل سياسي قد يخدم هذه الأحزاب نفسها، إذا كانت تُعاني داخلياً من مشاكل أو موانع تقيد تجديد دمها السياسي، بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، اللي لازم تتطلب وجوه جديدة، تنجح في كسب ثقة الناس، بعدما أخفقت غالبية الوجوه القديمة في هذا، و عندي دليل علي كلامي ده عشان ميكونش كلام في المطلق، و هو يتلخص في السؤال ده: لماذا وثق الناس في حركة تمرد المستقلة عن أي كيان حزبي ( حتي لو إنتمي أعضاء منها لأحزاب) ؟، الإجابة بسيطة و واضحة، لأن الناس وصلت لمرحلة إنها مش واثقة لا في الإسلامجية و لا في الأحزاب المعارضة. و أري إن من نحية تانية، علي الأحزاب الجديدة إنها تشتغل فعلاً علي الأرض شغلها كأحزاب سياسية، و تبني كوادرها و قياداتها، و هي عملية صعبة مش سهلة، قوة الحزب أو التنظيم السياسي بشكل عام هي في قوة مستويات قيادته و كوادره من المستوي الثالث/ مستوي دوائر الأقسام و ما تحتها، و كمان أعتقد إننا لازم ناخد هدنة بل و ينتهي التفكير في أن السياسة هي مجرد حشد و حشد مضاد، بإختصار لازم تتم عملية ممكن نسميها الإنتقال من الإحتجاجات إلي وضع و ممارسة السياسات. السبب التالت في النقطة دي، إني مش مع فكرة الحكومة المؤقتة، انا عاوز النظام الجديد يستلم الحكم و البلد واقفة علي رجلها صح.حكومة عمرها أربع أو ست شهور مش حتنجز حاجة، لازم تاخد فرصتها لمدة سنة كاملة.

مصر مريضة و منهكة، و تحتاج لصبر في العلاج، اللهوجة حتضرنا و حتخلينا ندور في حلقة مٌفرغة. و إحنا مش ناقصين.


ده عن مصر داخلياً، مصر خارجياً، مُحاطة بأخطار، و دول لها مشاريع و مطامع و لهم في مصر وكلاء. أمريكا غير راضية عن إرادة الشعب المصري، إسرائيل فقدت صديقها العزيز محمد مرسي الذي كان يعمل بإخلاص لتحقيق أمنها و رخائها، بتعبير خطابه الفضيحة. التنظيم الدولي للأخوان يستعدي العالم علي مصر، و يريد أن يُشعل فيها الإضطراب و الحرب. حماس – إخوان فلسطين تتعرض لخطر وجودي قد يعرضها للإنهيار، أردوغان، عرشه في خطر، و قد يلحق قريباً بأخوانه في مصر. قطر أخدت أحسن قفا من الشعب المصري اللي ثار رجالتهم في مصر، و تخشي من التقزم، الإتحاد الأوربي بدوله يدور في فلك أمريكا و إسرائيل. كل هؤلاء تُهددهم مصر، و كل هؤلاء يعملون علي إجهاض إرادة شعبها. و لو لم تكن الإدارة السياسية في مصر علي مستوي هذه اللحظة التاريخية الصعبة المعقدة، و تديرها بإحتراف و ذكاء و وعي ، و قبل ده طبعاً بوطنية. فقل علي مصر السلام.

و ياللي لسة مش واخد بالك، إحنا بالفعل في حالة حرب.. و الحدق يفهم يا شعب مصر الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم