الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أية ديمقراطية يتكلمون..

مصطفى بن صالح

2013 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



والكلام عن مصر الثورية المنتفضة انتفاضا مستمرا حتى تحقيق مطالب الثورة، حيث عبّرت الجمعية عن موقف مفاده، أن ما حدث بمصر يعتد انقلابا على الديمقراطية من طرف "العسكر" وجب إدانته من طرف "كل القوى المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان" هكذا إذن تفتقت العبقريات "الحقوقية" التي عبّرت بالملموس في أكثر من مناسبة عن إفلاس الاتجاهات الإصلاحية والتحريفية اليسارية بتراجعها للخلف ومتذرعة "بالنضال الحقوقي" ومعوضة الحزب السياسي الطبقي بالجمعية الحقوقية التي لا تعترف سوى بالإنسان المجرد والمنزوع عن طبقته وعن ظروفه الاقتصادية والاجتماعية..الخ
بهذه الطريقة السطحية والبئيسة اتجهت الجمعية أو بالأحرى الحزب السياسي ـ حزب النهج الديمقراطي ـ الذي يهيمن على أجهزتها ويوجه خطاباتها ومواقفها، إلى تبني نفس الموقف "الحقوقي" الذي عبّرت عنه جل الجمعيات الحقوقية المعروفة عالميا ودوليا، والتي اعتبرت تدخل الجيش بجانب المنتفضين في ثورة 30 يونيو انقلابا عسكريا مسّ بالشرعية الديمقراطية التي أوصلت زعيم الإخوان محمد مرسي وجماعته لسدة الحكم اعتمادا على الانتخابات وما جادت به صناديقها.
هكذا فهم ويفهم الحقوقيون الديمقراطية، وهو فهم ضيق، يفهم الديمقراطية ويحصرها في صناديق الاقتراع، متناسيا أن جل الرموز الفاشية ابتداء من هتلر وموسوليني.. إلى آخر جزار من حكام دولة إسرائيل، أتت بهم صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين الفقراء والبؤساء الذين لا يؤمنون طبعا ولا يؤيدون السياسات العنصرية والفاشية.
فالديمقراطية كانت ولا تزال، في قناعتنا رؤية ومشروعا طبقيا لا يحُدّه هذا النموذج أو ذاك من الديمقراطية البرجوازية التي لا نعتبرها أبدية.. كما أن الديمقراطية قزمها البعض إلى صناديق وأصوات والتي بوّأت الإخوان موقعهم في السلطة والحكم، هي نفسها التي أعملت حق المراقبة والمساءلة والعزل وهو قرار ثوري شعبي راجعت فيه الأصوات الجماهيرية المنتخِبة وغير المنتخِبة، موقفها من الإخوان بعد خيبة أمل وبعد انفضاح حقيقة السياسة الإخوانية التي لم تقدم شيئا يذكر للشعب المصري فيما يخص أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية بل تفاقمت أوضاعه رغم البؤس والفقر وارتفعت أرقام الجريمة والبطالة والغلاء..الخ
كان على "الحقوقيين والديمقراطيين" أن ينتبهوا لهذا الإنسان المصري المقهور والمغلوب على أمره، والذي كاد أن يصبح لعبة في أيدي جميع التيارات اللبرالية خديمة المصالح البرجوازية والإمبريالية، التي تتخذ خلال هذا الصراع شتى الغطاءات والأقنعة باسم اللبرالية، وباسم العلمانية، وباسم اليسار، وباسم الإسلام والسلف الصالح..الخ لم نسمع من القوى حقوق ـ إنسانية تأييدها أو تعاطفها مع حركة تمرد الشبابية التي أنجزت من خلال تجربتها المستقلة الرد الضروري من خلال هبّة 30 يونيو التي عبأت الملايين من المصريين مبهرة الرأي العام المحلي المصري، والعربي وكذا العالمي.
بكهذا مواقف مخزية أنزلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للحضيض..بهكذا منزلقات وشطحات عبّرت الجمعية مرة أخرى عن مواقفها الغريبة، التي لا نعلم شيئا عن خلفياتها، هل هي إرضاءا لحلفاءها في الداخل ضمن المنظومة الإخوانية، أم إرضاءا لإسقاطات فكرية وسياسية أو نزولا عند رغبات جهات لا يعلمها سوى المتنفذين النافذين في أجهزة الجمعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا