الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصارحة لقوى الثورة والمعارضة

زكريا السقال

2013 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



بالطبع لا نستطيع ان نضع المعارضة السورية بسلة واحدة ،، الخلافات والتباينات موجودة بينها وهي سمة طبيعية ، فالإختلاف مطلوب وصحي خاصة اذا عبر عنه بالأفكار والحوار وكل الوسائل الممكنة لتحديد تخوم وأسس الخلاف والاتفاق . هكذا خلاف نحترمه بل ونشجع عليه .
فالمعارضة السورية وكان هذا طبيعيا ، أن تختلف منذ بداية الثورة على اسقاط النظام ، فأغلب الفصائل التاريخية لم تجد في اسقاط النظام كشعار هدفاً لها ، مما يفسر كيف انتهجت خطاباً ملتوياً تلطت وراءه بشعارات سياسية لم تتناسب ومستوى تطور الحراك الشعبي وتصاعد وتيرة المطالب التي كانت تفرض نفسها مقابل العنف الذي واجه به هذا النظام المجرم شعبه ، بينما رفعت فصائل أخرى مباشرة شعار إسقاط النظام وراحت تقرع أبواب الخارج كي تسقطه.
هذان التياران ما زالا ولغاية الآن يتقوقعان وراء شعاراتهما ، عقلية سياسية جامدة لا تراجع نفسها ولم تسمح ولا لمرة واحدة أن تقف لتتساءل ، ماذا حققت من شعاراتها وأين وصل حراكها والى أين تسير هذه الثورة والتي لا تحمل المعارضة شرف تفجيرها لكنها ثورة الشعب الذى عانى عقود من الذل والقهر والفساد والإستبداد ، طامحاً لتحرير نفسه ولإقامة دولة تتمتع بالحرية والقانون والعدالة دولة مواطنة .
هذا المسار الطويل لهذه المعارضة ، مازال محكوم بنفس الاشكالية ، فهناك أوهام وقصر نظر وغلو قائم ولا مراجعة ، رغم هذا التذرر والتشظي بالثورة ، وضياع ملامح الوطن جراء طغيان النظام بشكل أساسي الذي اختار طريق اخماد ثورة الحرية والكرامة بأي ثمن وقدم سوريا كلها لقمة سائغة انسجاماً مع صلفه لتصبح مسألة وطن تتجاذبه الصراعات الدولية وفتح الأبواب لكل بلاليع العالم التي تقطر تطرفا وتعصبا لتنهش جسده، وأصبح الوطن مهدد كسيادة واستقلال بوحدته الإجتماعية والجغرافية والطاغية ما زال يفجر الألغام واحداً بعد آخر مستمتعاً بحرق الأخضر واليابس في طريقه .
لهذا فاللوحة وكما تبدو، اطاحت بالشعب السوري وثورته والذي لا يُرى فيها إلا كشعب يهجر ويجوع ويقتل وتدمر كل مدنه ومساجده وكنائسه ، ونظام يستجلب أطرافا اقليمية ودولية كي يثبت حكمه ، والمعارضة لاحول لها ولا قوة ، تهرطق وتستجر أحلاما ومجتمع دولي يقرر عن عمد وسابق أصرار الصمت عن كل شيء ، ويترك المسألة لحل سياسي يفرض على السوريين ، أهم سماته سورية الضعيفة المدمرة والأخطر المقسمة ينتاب جسدها ندوب وآثار لن تمحى بسهوله .
بهذا الوضع تقل الخيارات امام السوريين ، لكن تبقى هناك محاولات قد تقدم بصيصاً من الأمل .
تتمحور هذه المحاولات بأن تتفق المعارضة بكل أطيافها على الوطن ، وحدة ونضالا ومستقبلا ، دون هذه المعادلة لن يكون هناك وطن ، وبنفس الوقت سيدفع السوريين الكثير من الدماء ، دماء دون سؤال ماذا تحقق هذه الدماء .
وكي نعي أننا أمام محاولات هناك الكثير من المقدمات التي يجب ان يتحلى بها السوريين وخاصة النشطاء والقوى الحديثة ، كي تلزم القوى التقليدية التاريخية بها.
1 ـ بالنسبة للقوى الإسلامية عليها أن تعي ان قدر سوريا يحتم انها دولة علمانية ، العلمانية التي شوهت ووضعت وكأنها بمواجهة الدين بالوقت الذي هي احترام للدين وتقديسا له باعتباره عقيدة قيمية روحية ، لها أمكنتها وتقاليدها وثقافتها ، ولكنها لا تشرع للدولة ولا تتدخل بالدستور، يجب عدم الضحك على بعض، علينا ان نجلس لنحدد شاركتنا فبالقدر الذي يعترف العلمانيين بالإسلاميين كشركاء ، تكون الحاجة لتفنيد عقد الشراكة وتحصينه وتثبيت دعائمه ومؤسساته ، عقد يحترم ولا يلغي ولا يحتكر. اليوم يكذب المعارضون على بعضهم بمصطلح العلمانية وتحويلها لمدنية وكل يحاول تثبيت أفكاره بطريقة مواربة ، بينما واقع وتاريخ سوريا يفرض العلمانية كخيار وهو القدر والمحصن للتعايش والمحبة والتطور .
2 ـ كما على الديمقراطيين أن يحددوا بشكل واضح موقفا من النظام وضرورة اسقاطه باعتباره أس الفساد والإرتهان والتفريط بالمواطن قبل الوطن .
3 ـ علينا ان ندرك ان الثورة مصالح ، ولا مصلحة للغرب أو أمريكا بتغيير النظام ، وان هذه مصلحة سورية بامتياز ، وعلى السوريين التفكير بالمقاومة والنضال والإبداع كي يحققوا مصلحتهم بأنفسهم ، هذا لا يعني ان لا نتعاون مع العالم ولكن من زاوية المصالح المشتركة القائمة على السيادة والإستقلال ، وهذا يتطلب التفكير جديا بلي عنق الواقع لصالح معركة السوريين .
هذا الكلام النظري ، هل له من أسس رغم هذا الخراب والتفسخ والتشظي والدمار القائم
اعتقد نحن نتكلم هنا عن محاولات وعلينا بذل جهد عال لتفعيلها ، وهذا لن يكون إلا بالإلتفاف مع الجهود المبذولة والدفع بها وتطويرها نقدا ومبادرات ومطالب .
بمعنى دعم محاولة الديمقراطيين في دخول الإئتلاف بثقل للتأثير وتطوير مساره، والتي قوبلت من أطراف برفض فوري غير مبرر، رفض محكوم بالنق والثرثرة ، دون الالتفات الى ما قد تنتجه هذه النقلة على خطاب الائتلاف السياسي وتحركه العملي . سلبية سياسية لم تتخلص من ،، بارانويا ،، التخوين والتشكيك ، تقدم خطاباً وتنقلب عليه ولا تعرف الى أي وجهة تسير . هذه فرصة سانحه لأصحاب هذا النهج لإعادة قراءة اللوحة ولكي يقيموا ويعوا تماما ماذا يريدون والشكل الأمثل لتحقيقه ، فهذه المحاولة فرصة يمكن الاستفادة منها ويمكن هدرها ايضاً ، تحصينها وانتاجها مرهون بأن تنضبط بحاضنات الإنتاج ممارسة وسلوكا ، وأن يقابلها فعل ايجابي يواجهها نقدا ضمن المفيد والمجدي .
ما نود قوله أن الوضع الذي يمر به وطننا حرج للغاية ومعقد ويتطلب جهدا واعيا موحدا ، جهد يفرز أطر عمل منتجة وواعية ، ولكي تتمكن من تحقيق نقلة لا بد ان تسودها الشفافية وتتخلص من كل أمراض الواقع . هل يستطيع أو تستطيع هذه النخب والقوى واللجان والتنسيقيات والمجالس ، والهيئات ان تتواضع وتعي ان الأفكار ليست هي الأساس اذا لم تجد الحاضنة والخيمة التي تتسع لحريتها ودورها ، وهنا يكمن أبداع بناء هذه الخيمة الحاضنة ،، والمقدمة هي ان نتخلص من الإدعاءات الواهية والأنا المريضة ، والإقصاء والتخوين ، ونعود للمحاسبة المبنية على الوقائع والمعلومات ، والتعبير عن أرائنا بحرية والسماح لها ان ترى النور.
؟؟؟ هي محاولة ولا كثير من الوقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة