الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذار من مساعدات حكام مشيخات النفط والغاز لمصر انها كالسم المدسوس في العسل

خليل خوري

2013 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حذار من مساعدات
حكام مشيخات النفط
والغاز لمصر فهي
كالسم المدسوس في العسل

خليل خوري

على نحو مفاجىء اثار تدهور الوضع الاقتصادي لمصر والعجز غير المسبوق في موازنتها العامة اهتمام حكام مشيخات النفط والغاز ، الى حد دفعهم الى توقيع شيكات بالمليارات لامر الخزينة المصرية التي تغط في نوم عميق في غرفة الانعاش منذ ان تسلم عهدتها الرئيس الاخونجي قبل عام وفشل في انعاشها عبر ردم فجوة العجز فيها ، لانشغاله طوال مكوثه على سدة الحكم ، في تطبيق برنامج "التمكين " الاخواني فيما بقية الوقت كان يوزعهه في نشاطات لا صلة لها في ادارة دولة تتحمل مسئولية توفير لقمة العيش وفرص العمل لتسعين مليون مصري ، كاداء الصلوت وتصعيد الابتهالات ودمغ جبهته بزبيبة الورع وتشذيب سكسوكته كأ ي اخونجي يتطلع الى لقاء الحور العين في جنات النعيم ، والقيام بزيارات الى الدول الشقيقة والحليفة والصديقة ، متوهما ان زياراته لهذه الدول ستزيد من هيبته ووزنه السياسي وتعيد لمصر دورها القيادي في المنطقة. اللافت في مشهد تدفق المساعدات الخليجية لمصر: ان العائلة الحاكمة في السعودية المشهود لها بالتعاطي مع اية تغيرات دراماتيكية في المنطقة بحذر شديد ، وبالوقوف على الاسوار متفرجة بانتظار ما ستسفر عنه هذه التغيرات ، دبت في عروقها النخوة العربية فحذا طويل العمر فيها الملك عبدلله حذو حاتم الطائي وبادر الى ارسال مساعدة عاجلة بقيمة 5 مليارات دولار كان الجزء الاكبر منها كاش بينما البقية منها كان عبارة عن مساعدة نفطية ، كما توجه حاكم مشيخة الامارات العربية الى مصر لتقديم مساعدة بنفس القيمة ، مصحوبا بوفد تجلى مستواه الرفيع بالنظارات السوداء التي كانت تغطي عيونهم وبالعقل الميالة التى كانت تتعلو رؤوسهم . ولم يقل عنهم حماسا في ضخ الاموال للخزينة المصرية حاكم مشيخة الكويت حيث صرح لوسائل الاعلام بانه سيهرول بدوره الى مصر لانقاذها من ضائقتها المالية وتبديد كربتها بتقديم مساعدة بقيمة 2 مليار دولار مع انه مبلغ زهيد واقل بكثير من الاموال التي ينفقها طويل العمر على بناء القصور ، وعلى الزيارات التي يقوم بها لاوروبا مع حاشيته لاغراض الراحة والاستجمام والترويح عن النفس ! كما ان المحيّر والمثير للاستغراب في الحرص الذي ابداه حكام مشيخات النفط والغاز حيال الضائقة المالية والاقتصادية التي تعاني منها مصر ، وما تلاه من تدفق لمساعدات ان الخزينه المصرية لم يتدفق اليها نصف قيمة هذه المساعدات حتى حين زج الرئيس المخلوع حسني مبارك بثلاث فرق للجيش المصري لمحاربة القوات العراقية واخراجها من الكويت في حرب الخليج الاولى ، فلماذا كل هذا الكرم الحاتمي في التعاطي مع النظام المصري الجديد ولم يظهر بعد من "خيره وشرّه " سوى انه اطاح بالنظام الفاشي االديني الاخواني الذي تربى في احضان حكام مشيخات النفط والغاز ، وكان يحظى بدعمهم المالى لعقود طويلة ،بل كان اداتهم الطيعة في تنفيذ اجنداتهم الرجعية في المنطقة العربية وخاصة في المرحلة التي كان جمال عبد الناصر يمسك بمقاليد السلطة وحيث ابلى الاخونجية بلاء حسنا في محاربة هذا النظام ومحاولة اغتيال عبدالناصر في منشية البكري لمجرد انه نفذ برنامجا اصلاحيا يمس مصالح الاقطاعيين والكمبرادور ومصالح الراسامالية الغربية كالحد من ملكية الاقطاعيين وتاميم قناة السويس وعدد كبير من المرافق الصناعية والخدمية ؟ وحتى لا نستسترسل طويلا في الحديث عن الدلال والرعاية التي حظيت بها جماعات الاخوان المسلمين من جانب انظمة النفط والغاز لقاء الخدمات التي قدموها لهم سواء عبر محاربتهم لحركات التحرر الاجتماعي والوطني او عبر ترويجهم للفكر ولمنظومة القيم الوهابية الظلامية القروسطية حيثما انتشر نبتهم الشيطاني في المنطقة العربية ، نعود مرة اخرى الى السئوال المحير لماذا تندفع انظمة النفط والغاز الى تقديم مساعدات سخية وغير مسبوقة الى النظام المصري الجديد ؟ فهل يعقل ان يقدمونها لمجرد انه اطاح بنظام اخونجي كان يحظى برعايتهم ودلالهم بل كان من رابع المستحيلات على الاخونجية ان يفوز مرشحهم مرسي العياط بمنصب رئيس الجمهورية المصرية ، وفيما بعد اخونة كافة مفاصل الدولة بدون الدعم المالي والسياسي لمشايخ النفط والغاز ، ام انهم قدموها للنظام الجديد على سبيل الرشوة وضمانا لاحتوائه ؟؟ ثم متى كان حكام مشيخات النفط يندفعون لتقديم مساعدات مالية لنظام انحاز لثورة شعبية ترفع شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وبالمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وباشاعة الديمقراطية الى غيرها من الشعارات التي تلبي مطالب الكادحين والقوى المنتجة للشعب المصري أي لشعارات طالما تصدى لها هذه الانظمة الرجعية وحاربت المعارضين المروجين لها على ساحات مشيخات النفط والغاز ؟

ما ينبغي التاكيد عليه قبل ان نجيب على هذه الاسئلة ان حكام مشيخات النفط والغازر لا يبادرون الى تقديم اية مساعدات مالية كبيرة لاية دولة او منظمات عربية بحاجة اليها الا بعد التشاور والتنسيق مع الادارة الاميركية وبعد ان ياخذوا موافقة الاخيرة عليها ، فهاذا كان دائما هو شرط الادارة الاميركية حتى ينالوا رضاها وبالتالي الحصول على دعمها السياسي والعسكري وايضا نيل حصتهم من كعكة النفط والغاز للحفاظ كما يدرك هؤلاء الحكام انه بدون هذا الغطاء الاميركي لن يضمنوا بقاءهم على سدة الحكم كما ان مشيخاتهم ستزول بزوال هذا الغطاء .
اذا لماذا اطلقت الادارة الاميركية الضوء الاخضر لحكام مشيخات النفط والغاو كي يضخوا نسبة لا يستهان بها من عوائد النفط والغاز الخليجي لدعم الخزينة المصرية في الوقت الذي تؤكد فيها الادارة الاميركية ان الاطاحة بعميلها مرسي العياط من جانب جنرالات الجيش المصري هو انقلاب على الشرعية وعلى التحولات الديمقراطية التي شهدتها مصر منذ ان اعتلى ممثل الاخونجية سدة الحكم وبسطوا سيطرهم على مفاصل الدولة ؟ القراءة المتانية لسياسة الولايات المتحدة الاميركية حيال مصر منذ ثورة الضباط الاحرار في 23 يوليو سنة 1952 انها كانت سياسة معادية لهذه الثورة ، ولهذا امتنعت عن تقديم اية مساعدات مالية ملموسة للخزينة المصرية اللهم الا بعض الهبات العينية كهبات القمح التي قدمتها لمصر في سنوات الخمسينات لقاء محاربة النظام للحزب الشيوعي المصري وغيره من الاحزاب اليسارية على الساحتين المصرية والعربية ، ولم تلبث ان حجبتها بعد ان توقفت حملة النظام المصري على هذه الاحزاب ، كما مارست الادارة الاميركية ضغوطا على البنك الدولى كى لا يقدم قرضا لمصر تقدمت بطلبه من اجل بناء السد العالى ، وظلت الادارة الاميركية متمسكة بهاذا الموقف ولم تتخلى عنه الا عندما انحرف انور السادات عن الخط الناصر ى الاشتراكي التحرري ، فانتهج خطا راسماليا طفيليا ، تمثل بالانفتاح ، والليبرالية الاقتصادية ، وخصصة وسائل الانتاج والخدمات الاساسية ، وفتح ابواب مصر للاستثمارات الاجنبية كما تمثل ايضا بابرامه اتفاقية كامب دافبد وهي وثيقة اذعان ترتب عليها اعتراف مصر بالكيان الصهيوني الغاصب ،وباقامة علاقات طبيعية معه رغم عدم اعتراف اسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني التي طالما تمسك بها نظام عبد الناصر ، ولم يفرط بها . فهل يعقل ان تسمح الادارة الاميركية لادواتها من حكام مشيخات النفط والغاز ان يضخوا 12 مليار دولار الى الخزينة دون ان تجني من وراء هذا الكرم الحاتمي مكاسب سياسية او تحافظ على الاقل على نفوذها في مصر ، والذي لا ضمانة له الا اذا بقيت مصر تدور في فلك الامبريالية الاميركية وبالتالي تنفذ اجندتها في المنطقة العربية ، وبهذا المفهوم فان شرط الولايات المتحدة لاستمرارتدفق مساعدات ادواتها من حكام بني نفطان ، وايضا تدفق المساعدات العسكرية الاميركية الى مصر ان ينتهج النظام الحالي نفس السياسات التى كان ينتهجها السادات،، ومن بعده مبارك ، ومن بعدهما ابو سكسوكة وحامل زبيبة الورع مرسي العياط . ما نريد ان نقوله باختصار شديد ان المساعدات الخليجية لا تستهدف انقاذ مصر من ورطتها المالية والاقتصادية فهذا اخر ما يفكر به حكام مشيخات النفط والغاز فلو كان هذا هاجسهم لما فرضوا حصارا اقتصاديا على سورية ادى الى تجويع الشعب السوري ، بل هي رشوة قدموها للنظام الجديد : كي تبقى مصر رهينة لمساعدات الانظمة الرجعية العربية ، وهذا ما ينبغي ان تتنبه له النخب الثورية التي ساهمت في تثوير الشارع المصري وفي اذكاء نيران ثورة 30 يونيو التي اطاحت بالنظام الاخواني وقذفت به الى غير رجعة على مزابل التاريخ ، كي تكثف نضالها الجماهيري من اجل اقامة نظام وطنى ديمقراطي تحرري يمثل الشرائح المنتجة للشعب المصري ويعتمد على الامكانيات الذاتية لمصر بدلا من الاعتماد على المساعدات الخارجية المشروطة التي كان السبب في كل الكوارث الاقتصادية والسياسية التي حلت بمصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة