الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية للمناقشة : هل الدبلوماسية الفلسطينية لها مصداقية؟

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


على امتداد يومي الاربعاء والخميس 4 و5 ماي/ ايار الجاري , عقد وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة اجتماعا في رام الله مع سفراء السلطة الفلسطينية في مختلف انحاء العالم . كان الوزير أعلن يوم الاثنين أن الحكومة ستحيل في جلستها الأسبوعية - يوم الثلاثاء - قانون السلك الدبلوماسي إلى المجلس التشريعي، تمهيداً لمناقشته وإقراره. وفي يوم الاربعاء بدأ اجتماع السفراء ...ووفقاً للقدوة، فإن اجتماع رام الله، وهو الأول من نوعه، يناقش القانون الدبلوماسي وحركة التنقلات وقواعدها والعلاقة بين الوزارة والسفارات والممثليات في الخارج.
وأشار الوزير إلى أن الدعوة وجهت لكافة السفراء الفلسطينيين العاملين في الخارج، إلا لمن يعيق الاحتلال الإسرائيلي وصولهم إلى أرض الوطن، موضحاً أن السفراء يلتقون بالرئيس محمود عباس "أبو مازن"، ورئيس الوزراء أحمد قريع "أبو علاء"، ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح، وعدد من الوزراء ذوي العلاقة كوزيري الاقتصاد الوطني والمالية، من أجل تفعيل العمل الاقتصادي في العمل الدبلوماسي. وأضاف القدوة في نفس التصريح قائلا إن القانون الفلسطيني الدبلوماسي وضع حسب الأولويات والاحتياجات، ويأخذ بالاعتبار التأسيس الإيجابي لسلك دبلوماسي حديث، كما يضع مسميات دبلوماسية ويحدد القوانين والأنظمة المعمول بها في السفارات بعد الإطلاع على قوانين مختلفة وحديثة من العالم.
ونفى احتمال إغلاق عدد من السفارات في الخارج، موضحاً أن الحديث يدور عن ترتيب الوضع الدبلوماسي عموماً، مشيراً إلى أن عملية الترتيب ستتم وفقاً للمناطق الجغرافية في العالم. وقال إنه سيجري التركيز على البلاد العربية وزيادة عدد الموظفين العاملين في السفارات بها، ومنها مصر والأردن، إضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والبعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة.
وتقول بعض التقارير ان هناك مئة سفير فلسطيني في الخارج، (حسب أرقام رسمية) علاوة على خمسة اضعاف هذا الرقم من الموظفين والملحقين، ومعظمهم لا يعملون الا القليل، سواء لعدم الكفاءة او التقدم في السن او الاثنين معا.
وهذا الرقم كبير في رأي بعض الملاحظين ، الذين يرونه عبئا على ميزانية السلطة . ويقول المنتقدون إن مفهوم التمثيل الفلسطيني تغير، ولم يعد السفراء يتصرفون كممثلين لحركة تحرير وانما لدولة كبرى قائمة فعلا، وهي خدعة كبيرة، فلا الدولة قائمة، ولا السفراء سفراء. ويرون أن الامر الذي يثير الخوف والريبة من هذه الاجتماعات، يتعلق بتآكل دور منظمة التحرير، واستيلاء دولة اوسلو الوهمية على صلاحياتها ومؤسساتها الواحدة تلو الاخرى، وبطريقة ملتوية. فالسلطة تمثل ثلث الشعب الفلسطيني تقريبا، ولا يوجد للثلثين اي دور او تمثيل حقيقي فيها، او مشاركة فعلية في قراراتها, أو في سفاراتها. والخلاف القائم حاليا بين السلطة والسيد فاروق قدومي حول مسألة الاشراف على السفارات والعمل الدبلوماسي خلاف مشروع واساسي, من وجهة نظر هؤلاء الملاحظين . فمنظمة التحرير هي المرجعية العليا للسلطة، ولكن هناك من يريدها مرجعية شكلية فقط وهذا امر مرفوض في رأيهم.
فيقولون انه وقع تغييب المجلس الوطني الفلسطيني، وانهاء دور الصندوق القومي، وتهميش اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والان جاء دور الاستيلاء على السلك الدبلوماسي الفلسطيني، وتوظيفه في خدمة السلطة ومؤسساتها.
ويلاحظون بريبة الصمت الاسرائيلي على هذا "الزحف السلطوي" على مؤسسات منظمة التحرير، واجراء تغييرات في السفارات والسفراء. فاتفاقات اوسلو لا تنص على اي تمثيل خارجي للسلطة، وكون الحكومة الاسرائيلية تقبل بهذا التمثيل يعني ان هناك خطة لحصر القضية الفلسطينية في هذه السلطة وولايتها الجغرافية، وانهاء الخارج كليا ( أي لا دور للاجئين )، بما في ذلك حق العودة.
ويقول المنتقدون : " نحن لسنا ضد التغييرات، ولكن بعض السفارات الفلسطينية اصبحت مبعث خجل ومصدر اساءة للشعب الفلسطيني ونضاله وشهدائه ومقاومته، كما ان بعض السفراء تحولوا الى تجار ومقاولين ورموز للفساد. نريد دماء جديدة في السفارات الفلسطينية بكفاءات ممتازة، اناس يغلب عليهم التواضع، والتمسك بالصفات النضالية، ويمثلون حركة تحرير، وليس دولة تقليدية. نريد سفراء يكونون قدوة، ومثلا في التفاني والعمل الدؤوب يتسلحون بالعلم والدراية، ولا نريد سفراء يتصرفون كما لو انهم يمثلون السويد واستراليا، ينشغلون بالحفلات الاجتماعية، والمجاملات الدبلوماسية، سفراء يحولون السفارات الى مخزن للمعلومات، ومركز للرد على كل الاستفسارات، والتفاعل مع محيطهم بشكل نشط ومؤثر.
السفراء الرواد ادى معظمهم دوره ويجب ان يحظوا بالتكريم والتقدير، ولكن المرحلة الجديدة تتطلب نوعيات مختلفة، ومعايير في الاختيار لا تقوم على المحسوبية. القضية الفلسطينية لم تحل، والصراع مع الاسرائيليين ما زال قائما. وهذا ما يتوجب أخذه في الاعتبار..."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد استهداف نصرالله.. ما مصير لبنان؟ | المسائية


.. -البطريق- يشن حربا على كل العصابات في-غوثام سيتي- وكولن فارا




.. عاجل | تحركات غير مسبوقة.. لهذا السبب الجيش الإسرائيلي يستدع


.. عاجل | دوي انفجارات كبيرة في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي: صا




.. تدمير مبان واشتعال حرائق جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحي