الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ادلجة الفكرة الديمقراطية

أيمن نبيل

2013 / 7 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تتبنى شريحة واسعة من النخبة السياسية والمثقفين في العالم العربي – بعد التحول الديمقراطي العربي - رؤية للديمقراطية كالطريق الوحيد للشعوب العربية للخلاص .... أي ان هذه النخب - ربما لا شعوريا ً - تقوم بادلجة الديمقراطية , وهنا يكمن مقتل التحول الديمقراطي الوليد في العالم العربي ,فباعتقادنا - وبصورة عامة - ان الرؤى الخلاصية لاية فكرة وادلجتها تؤدي في النهاية الى الاجهاز على الفكرة ذاتها حين تدخل الى عالم التجربة, لما تحمله الايديولوجيا في بنيتها من رفض للنقد وتجاهل التمايزات والتناقضات التي تشكل شبكة الواقع المعقدة والتي لا تطيق أية فكرة انسانية احتوائها بمفردها , وفي الحالة العربية فان عواقب مثل هذه الرؤى تكون اكثر سوءاً كون هذه المجتمعات لم تمر بتجربة التحديث الحيوية بالنسبة لاستمرار التجربة الديمقراطية... وهذا على العموم احد نواقص الفكرة الديمقراطية ( وهي كثيرة بالمناسبة ) .... فالتحول الديمقراطي في اليمن على سبيل المثال اذا لم ترافقه عملية تحديث واسعة فسيتحول من الوسيلة الفضلى لاعادة انتاج المجتمع لذاته وتنميتها الى الوسيلة الاساسية في اعادة انتاج المعوقات الرئيسية للتنمية الكامنة في الثقافة الشعبية للمجتمع اليمني , حيث ستتنافس القوى السياسية المتصارعة في ايها يكون اكثر تطرفا ً في تبنيه لافكار الثقافة الشعبية للحصول على المكتسبات السياسية .

اليونان بلد ديمقراطي , ولكن هذا لم يحم ِ سيادتها الوطنية من المانيا ذات الاقتصاد العملاق .... واسبانيا وبلجيكا دولتان ديمقراطيتان ولكن هذا لم يحل دون نشوء ونمو الدعوات الانفصالية فيهما , والولايات المتحدة الامريكية دولة ديمقراطية ولكن هذا لم يمنع " المؤسسة " من تحديد كثير من مسارات الدولة والمحافظة على مصالح طبقة صغيرة على حساب مصالح وامال الاغلبية الساحقة من الشعب الامريكي ( بديناميكية معقدة ليس هذا مقام تفصيلها ), فأمور مثل اداء البيروقراطية والفساد وكيفية التعامل مع التشكيلات الثقافية اللغوية المختلفة في البلد الواحد واختلاط السياسة بالمال ومدى لبرلة الاقتصاد وغيرها تلعب دورا ً اساسيا ً في حياة الدول والشعوب ......... لهذا نقول للنخب السياسية والمثقفين في العالم العربي : الديمقراطية وحدها لا تكفي , وتصوير الفكرة الديمقراطية كعصىً سحرية يهدد نجاح التحول الديمقراطي وايمان الناس بالفكرة الديمقراطية مستقبلا ً عندما تمتد التجربة الديمقراطية في الزمن ويحدث ما يجب ان يحدث لكل تجربة انسانية وهو مجابهة الواقع وتحديه , ولهذا التحدي مآلان : اما الانهزام بسبب صدمة الواقع لفكرة الخلاص , او النجاح في تجاوز تعقيدات الواقع من خلال التعامل المرن معها نتيجة ً للتقدير العقلاني الصحيح لدور الفكرة الديمقراطية وما تطيقه وما لا تطيقه , وهذا الاخير مانتمنى ان يكون ولن يكون الا بان يسعى ويدعو اليه كل من يصف نفسه بانه سياسي/ مثقف وطني ديمقراطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح