الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أرض لوط

إبراهيم رمزي

2013 / 7 / 19
كتابات ساخرة


1 - حجر من أرض لوط
قال رجل من الحاجّ:
مررت بديار قوم لوط، وأخذت حجراً ممّا رُجموا به، وطرحتُه في مخلاة، ودخلتُ مصر، فنزلتُ في بعض الدور في الطبقة الوسطى، وكان في أسفل الدار حدَثٌ، فأخرجتُ الحجرَ من خُرجي، ووضعته في روزنة في البيت، فدعا الحدث - الذي كان في أسفل الدار - صبياً إليه، واجتمع معه، فسقط الحجر على الحدث من الروزنة فقتله.
من كتاب: مصارع العشاق - السراج القاريء

تعليق:
هذا الحجر ربما كان له لون معين، أو لمعان خاص، أو عليه: علامة، أو كتابة، أو أثر دم، أو أي شيء مميّز له... يدل على أنه "مما رُجموا به". لأن هذا الحاج لما أخذه كان متأكدا من ذلك، ولم يختلط عليه الأمر - مقارنة بباقي الحجارة الموجودة بالمنطقة -.
وحيث إننا نشك في هذا الحجر، والرجل لا يشك، فإنه يمضي في الحديث، ليخرجنا من الشك، وليثبت لنا "بركة" هذا الحجر. فهو حجر "كالمعجزة" إذ استطاع (الحجر، طبعا) أن يتعرف على اللوطي، - وكأن ما يتبع التعرف، يتم في حلبة للتصويب –، فإن الحجر سقط على اللوطي – بدقة متناهية– ولم يترك له حظا في الحياة، لتصعد روحه إلى الملإ الأعلى.
إنه حجر "ذو رسالة"، وملتزم بأدائها في كل زمان ومكان، وهي رجم اللوطي حتى الموت ... لذلك أسمح لنفسي بارتقاء كرسي الإفتاء لأقول: اعتمادا على المواصفات التي لحجارة ديار لوط، واعتبارا "لبركتها" و"معجزتها"، أطالب أن تسجلها منظمة اليونسكو من ضمن التراث الإنساني، وتعمد الدولة مالكة الأرض إلى استغلال هذه الحجارة، بتعليبها وتصديرها إلى كل نقطة من المعمور، كي تؤدي (الحجارة) "رسالتها" في محاربة اللواط والشذوذ الجنسي والمثلية ... تلك الظواهر التي تتحدى – يوما بعد يوم - القوانين والتابوهات الاجتماعية، لتوسع من دائرة حريتها وتعايشها مع الرافضين لها.
أما مداخيل التصدير فيجب التبرع بها - كاملة - لفائدة مستشفيات المجانين في العالم الإسلامي، لتنشيء مراكز استشعار، ترصد وتعالج – في المهد وقبل التفريخ - كل "فكر" يقتصر "إشعاعه" على تعطيل قوى العقل، وتمجيد "الثقافة" المحنطة.

2 - ألوط من لوط
قال بعضهم: سمعته [ابن خلف الهمذاني] يقول في كلام جرى في ذكر رجل: وهو - والله - ألوط من لوط.
من كتاب: نثر الدر - الآبي (فصل: نوادر الحمقى والمغفلين)

تعليق:
بغض النظر عن الحمق والتغفل، نرى كيف تنزل الثقافة الشعبية بلوط من المرتبة المفترضة له في سلم المزاعم الرسالية، إلى رجل يمارس اللواط، بل ويوجد من يتفوق عليه في هذا الميدان.
خصيصة هذا الخبر هي إعطاء صورة عن الثقافة الشعبية التي تنتج مفاهيمها الدينية الخاصة، أو تتداول ما تُلقَّن بتأويلات معينة، وبطرق جديدة لا تمت للأصل بصلة. ومن ثم تتعدد الاقتناعات، وتختلف الرويات، وتنشأ المشاحنات، للدفاع عن وجهة نظر معينة. وكل يعتقد أنه على صواب، وغيره على خطإ. وفي ذلك إذكاء لصراعات المذاهب والطوائف. وبين التأييد لجهة ما، والتصدي لأخرى، تنثال أحكام الترهيب والتأثيم والتنكيل والتكفير والتلحيد والتقتيل و ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا