الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاعنف في السياسة

غسان شجاع

2013 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حقيقة مؤلمة يجب تسجيلها بداية وهي ان أكثر الناس تشويها لمعنى اللاعنف ينتمون لصف المغلوب على امرهم (المقهورين) الذين يمارس العنف ضدهم , وذلك بسبب ثقافتهم الخاطئة عن اللاعنف , واعتقادهم بأنه يستبطن استسلاما , وخنوعا , لسيطرة وسلطة المستبد , سواء تمثل بحكم فردي دكتاتوري ام بنظام سياسي قمعي , ويضيفون بأن الاتجاه السلمي واللاعنفي في التغيير يغري السلطة المستبدة ويدعوها لتوجيه ضربات موجعة ومؤلمة ومهينة أكثر ,وبالمقابل نرى الحاكم المستبد , ومن يمارسون الاستبداد عنه بالوكالة , هم أكثر ادراكا لخطورة الاتجاه اللاعنفي على مصالحهم وامتيازاتهم , وفي ظل تنامي التجارب الديمقراطية بالعالم وارتباط مصالح النظام بدول العالم المتمدن يصبح من الصعب عليه الكشف عن رغبته بسحق معارضيه, وخاصة الذين يتمسكون بسلمية المعارضة , لانه اذا مافعل ذلك فانه يقويهم ولا يضعفهم . ولذلك لايوجد غرابة اذا ماتفتق ذهن النظام عن ابتكار وسائل وادوات غير نظيفة لارغام الاتجاه السلمي على الخروج عن مسار اللاعنف واختيار العنف المضاد (بذريعة تقول ان النظام هوالمسؤول عن ذلك),وهو للاسف فخ يقع فيه الكثير مم يدعون سلمية التغيير (دون ان يدروا) ويتلقفه النظام لتبرير ضربه وسحقه لمعارضي سياسته , الذين يجدون انفسهم- نتيجة تداعيات دراماتيكية -محكومين بميزان قوى جديد يسمح فقط بتداول نظام الاستبداد القمعي (بينهم وبين النظام) لذلك يجب وضع استراتيجيات للعمل اللاعنفي واليات تتناسب معه , ويمكن التطرق لبعض هذه الاستراتيجيات على النحو الاتي :1-مناداة ضمير الحاكم والحوار معه ( لاخوفا منه ) وانماء لاعطاءه فرصة لمراجعة سياساته , فهو انسان قبل ان يكون حاكما , وفي ظروف معينة قد يستجيب لمطالب الناس نظرا لاختلال ميزان القوى ضده , وهذا يجنب البلاد العنف والعنف المضاد وماينجم عنه من ازهاق ارواح وتخريب للبنى التحتيه للبلاد. 2-يجب عدم وضع كل النظام واجهزة الدولة والوزارات والمراكز الامنية التابعة له بالاضافة لمؤيديه في سلة واحدة ,لان ذلك يقوي النظام ويقدم له غذاء اضافيا يعيش عليه وقت الازمات , بينما مصلحة الحراك السلمي هو تفكيك بنية النظام الفاسدة فقط والبقاء على الدولة واجهزتها .3-ان طاقم النظام وبطانته ,واجهزته والموالين له هم انفسهم اجهزة الدولة , التي يتخفى خلفها المفسدون في النظام ,وبالتالي فان المحافظة على سلمية التغيير والاحتجاج يقوي من الاتجاه الوطني النظيف ضمن اجهزة الدولة لصالح الحراك السلمي .4-قد يلجأ النظام ولاسباب براغماتية للتفاوض مع الحراك السلمي بسبب نجاح التيار اللاعنفي , بينما الاتجاه العنفي يقوي استبداد النظام اكثر.بالاضافة الى ان ان خيار العنف المضاد هو خيار خاسر لقوى التغيير الديمقراطي السلمي لان النظام يملك من ادوات العنف ما لايملكه الاخرون . 5-ان وجود قوى اخرى ودولا( لاتقل استبدادا عن النظام )ودخولها(ولحسابها الخاص)على خط المواجهة معه , بالاضافة لاستقواء قوى التغيير السلمي بهذه الدول من شأنه ان يلوث نقاء الحراك السلمي ويقوض الاتجاه اللاعنفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو