الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويحدثونك عن الشرعيه

جاسم البغدادي

2013 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا تبرر الملايين العشرون ,التمرد ضد الشرعيه ,ولا حتى الخمسين مليون ولا الشعب كله لان شرعيه الحاكم من الله تعالى ولو كره الله لغيـّر فهو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء !! تلك هي المنظومه الفكريه التي تخرج منها الاخوان في مصر بل وكل الحركات الاسلاميه -السياسيه..اتحفظ هنا على مصطلح (الاسلاميه) لانها محاوله لاقصاء الغير تحت ذريعه اللا اسلاميه ..وكأن الاحزاب الاسلاميه وحدها من يقرر من هو مسلم ومن هو غير مسلم ..ونعود للشرعيه ..الشرعيه التي راحت بعض الاقلام الان تعزف على وترها امام الرفض الشعبي المصري لسياسه الاخوان والسيد مرسي ..ما قدمته عن مفهوم الشرعيه هو الذي فهمناه على مدى تاريخنا العربي السياسي ..فهمناه على مدى حقب طويله لحكم الامويين والعباسيين والعثمانيين ومن دار في عصرهم ..بل وحتى قبل ذلك في الخلافه الراشده والخليفه الراشد الذي رفض خلع قميص البسه الله تعالى له وفضل القتل على الاستجابه لطلبات الاصلاح او الاعتزال ...هذا هو مفهوم الشرعيه عند الذين يدافعون عن الشرعيه ..تغيرت الاحوال الان ؟ غدت صناديق الانتخاب هي الحكم ؟ لا ..لم تتغير!! والاصرار على زج الخالق في صناديق الانتخابات دليل على خبث وخطوره اللعبه السياسيه التي يلعبها ويجيدها المنظرون والمنفذون لتلك (الشرعيه) المهجنه ..حين يراد من الله تعالى ان يكون مرشحا في الانتخابات فالهدف يتجاوز حدود الديمقراطيه وصناديق الانتخابات !! من الذي يصوت ضد حكم الله ؟..ما حكمه في الاسلام ؟؟ اي شرعيه وأي ديمقراطيه تلك التي يكون فيها عدم التصويت لهذا الحزب مصيره القتل بتهمه الارتداد عن الدين...في تسعينات القرن الماضي سُئـِل احد كبار رجال الدين عن موقف الاسلام تجاه مفهوم الديمقراطيه والانتخابات فاجاب ان الاسلام يرفضهما لانهما دخيلان ومستوردان من الغرب ..ثم تسآئل ماذا يحدث اذا رفض الناس انتخاب الاسلاميين ..هل يعني ذلك انهم يرفضون الاسلام وتداعيات ذلك على المجتمع ؟؟؟ الذين يدافعون عن الشرعيه بوجه هذا التمرد المليوني عليهم أولا إثبات تلك الشرعيه وحدودها ..او على الاقل تعريفها من وجهه نظرهم ..فهل هي شرعيه صناديق الانتخابات ام شرعيه (اني جاعل في الارض خليفه)..شرعيه التداول السلمي للسلطه ام شرعيه (ان حكم نابليون هو قضاء الله والتمرد عليه تمرد على قضاء الله)..صوره ما يجري الان من مخاض (الربيع العربي)يلقي اكثر من شبهه حول مستقبل الواقع العربي الجديد وقابليته على تغيير الصوره النمطيه للحكم الدكتاتوري التي امتزجت بالذهنيه العربيه على امتداد تاريخها ,لايمكن بناء شرعيه ديمقراطيه في مجتمع يفتقر لثقافه الديمقراطيه , لا يمكن الوثوق بجيل من السياسيين الذين جعلوا من الدين بضاعه سياسيه ليؤسسوا لنا مجتمعا ديمقراطيا , لايمكن الركون لديمقراطيه تنافي الحريات المدنيه الاساسيه وتحجر عليها بعناوين لا توصف الا انها معدومه الرحمه وما حصل مؤخرا ضد مجموعه من الشيعه دليل على نوعيه تلك الثقافه والشرعيه التي تريد تعميمها , الاحزاب الدينيه تفتقد للان للاطروحه السياسيه التي تشكل الرؤيا الواقعيه للحكم فضلا عن مبدأ التبادل السلمي والديمقراطي للحكم , النظريه الاسلاميه للحكم لم تتبلور على مدى قرون عديده و(ما سُل سيفا في الاسلام مثل ما سُل على الامامه-الحكم-)وهي حتى الان موضع نزاع ورد بين الضليعين في المفاهيم الاسلاميه , خارجيا فكل الحركات الاسلاميه تتخذ من التصدير والاصدام وسيله لفرض سيادتها .. ..الاصطدام والنزاعات الدمويه هو المستقبل المنتظر من بروز تلك الحركات وشرعياتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا