الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها

هويدا طه

2005 / 5 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


دعونا من شهادته للتاريخ! فالسبق ليس(الشهادة)وبالطبع التساؤل ليس.. لأي(تاريخ)يشهدون! والملفت للنظر لم يكن(الشاهد)ولا من استجوبه! كما لم يكن مخرج المسرحية مخرجا للروائع، ولا موقع التصوير ساحة تأخذ العقول، المثير للانتباه حقا كان.. المتفرجين! شهادة مبارك للتاريخ.. التي استجوبه فيها عماد الدين أديب على طريقة(سؤال وثلاث اختيارات!)، وأخرج فصولها الثلاثة- مخرج الروائح- شريف عرفة.. في حديقة أحد قصور الملك.. الجمهورية! وأذيعت بالتزامن على شاشتي العربية والتليفزيون المصري.. فجّرت حدثا كبيرا.. فقد ألقت الضوء بحق على.. الناس.. توقعاتهم وأحلامهم.. بل وتوسلاتهم.. وأيضا.. خيبات أمالهم! فبغض النظر عن زفة الدعاية.. التي أغوت(الجمهور)لمشاهدة المسرحية.. على أمل أن هناك مفاجأة كبرى في نهاية العرض، على طريقة الدعاية لأفلام السبعينات، التي كانت تستخدم لافتات للإعلان عن الفيلم مكتوبا عليها.. جذبا للمشاهدين..(مائة بوسة وعشرين حضن)! فإن المشهد الأخير في المسرحية والذي كان(الماستر سين)بحق.. كان عندما أظهر مبارك على وجهه ملامح التشفي.. في هؤلاء الذين ظنوا به سوءً.. واعتقدوا أنه سيعلن- لا سمح الله- أنه تعب من مسؤوليات حكم مصر.. الصعب.. كما وصفه سابقا، وسوف يتوسل للناس أن يعفوه ليقضي فترة تقاعد هادئة مع أحفاده.. هاربا بذكاء قبل فوات الأوان.. من مأزقه أمام رفض الناس المتصاعد تجاه استمراره على رقابهم.. تشفى الريس في هؤلاء عندما سأله أديب:" هل اتخذت قرارا بترشيح نفسك؟" فكانت إجابته المتشفية:"الحقيقة.. لسه"! موسيقى.. ونزل الستار! لتكون أكبر عملية(إخراج لسان)للمواطنين في تاريخ مصر المعاصر! لكن البطل الحقيقي كان.. تعليقات الناس.. التي انتشرت بمجرد إسدال الستار عبر التليفونات.. وتناثرت في المقاهي والمجالس والبيوت والشوارع ووسائل المواصلات: لسه؟.. لسه إيه يا ريس.. يا نهار اسود.. حرام عليك! غطيني يا صفية وصوتي.. مفيش فايدة!.. مش ناوي يسيبها.. طّلع لسانه وقالها.. إضربوا دماغكم في الحيط.. يا خسارة وقتي وعذابي اللي راح في الفرجة.. ثلاثة أيام واحنا بنسأل.. حصل؟.. محصلش لسه.. حصل؟.. محصلش لسه.. وفي الآخر.. محصلش خالص!.. انت ساذج يابني؟.. حد يسيب العز ده ويقول ألعب مع أحفادي؟!.. أحفاد إيه.. بقه يسيب سبعين مليون بيلعب بيهم.. ويدّور على كام عيل يلعب معاهم!.. شفتم قال إيه.. بيقول لو رشحت نفسي حاشرح(طموحاتي للسنوات القادمة)!.. يا لذيذ يا رايق.. هو لسه في سنوات قادمة؟!.. إيه.. معاك صك ضمان من اللي ميتسماش؟.. انت اللي غلطان.. ليه صدقت.. أنا قلت يمكن.. يمكن.. هو كمان يقول.. كفاية! يناور جماعة كفاية اللي طلعتله في البخت.. ويخليها تقع في حيص بيص.. وتلاقي البساط مسحوب من تحتها.. حيقولوا كفاية لمين إذا هو ضحك عليهم وسرقها منهم؟!.. أنت اللي غلطان.. أيوه.. أنا اللي جبت ده كله لنفسي.. ثلاثة أيام.. سايب روتانا ومزيكا وقاعد اتحمل كلامه عن غزواته وفتوحاته.. وعيني تغفى وأفتحها وأنا مذعور.. واتلفت جنبي أسأل: هيه.. قالها؟ لسه.. طيب.. معلش.. حتُفرج في الحلقة الأخيرة.. يا راجل.. ده طلع هو اللي عمل حرب أكتوبر من أولها لآخرها.. يا راجل.. ده فرسني.. كل شوية(أنا مبحبش آخد قرار إلا أما أدرسه كويس).. (أنا تهمني مصالح الشعب الجعان).. (أنا قوي.. أنا متين).. وأقول معلش.. استحمل.. دي الربع ساعة الأخيرة من الربع قرن الأخير... وفي الآخر.. يضحك على دقني؟!.. يلبسني السلطانية؟! طب ليه.. كل ده كان ليييييه لما شفت عينيه.. معلش.. هوّن عليك.. هاها.. ضحكوا عليكو.. بتوع السينما والتليفزيون.. عارفين هواكم ومزاجكم.. مكنتوش حتتفرجوا إلا بإغواء من نوعية(شاهدونا.. مئة بوسة وعشرين حضن).. بس يا أخي اللي محيرني.. كسبوا إيه من ده كله؟!
الجميل في تعليقات الناس.. أنها أظهرت النتيجة العكسية لما أراده منتجو حلقات المسرحية ومن ورائهم، فالجولة- وعلى عكس ما رتبوا له- كسبتها حركة كفاية! والباب فُتح للجماهير المترددة المكتفية بالفرجة، إذ أن أغلبية الشعب المصري الساحقة ترفض مبارك.. لكنها لم تكن تجرؤ في المرحلة السابقة على إعلانها.. الآن خرج العفريت لمبارك، ولن يعود إلى قمقمه.. لا بشهادة للتاريخ ولا بتعويذة الضربة الجوية! وتجلى الأمر للناس.. انتظار النجدة من مبارك نفسه لن يأتي إلا بخيبة الأمل، الأمر يشبه ما ترويه نكتة عن امرأة.. تمر كل يوم بمقهي.. يجلس فيه أحدهم متربصا بها، يصر على طلبها.. يطاردها ويلاحقها.. وهي لا ترى فيه إلا شخصا بليدا كسولا.. ملهوش أمان، لكنها تكتم رأيها، فيتشجع ويغازلها.. ترفضه.. لكن دون أن توقفه بحسم، فيقول لها ببروده القاتل: بكره تندم يا جميل! وهكذا أيام وراء أيام، لا تريده.. لكنها لا تحسم أمرها معه، فيقول لها نفس التعليق بنفس البرود: بكره تندم يا جميل! حتى قبلت به أخيرا، وبعد الليلة الأولى.. وربما الثالثة.. أظهرت إحباطها وخيبة أملها! فقال بتشفي: ما قلنا من الأول .... بكره تندم يا جميل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟