الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتضاح إخوان الجزائر ، أو بالأحرى بقايا الفيس المنحل .

صالح حمّاية

2013 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في عديد المرات وحين كنت اكتب مقالات تتحدث عن أن إخوان الجزائر ما هم إلا الذراع السياسية للجبهة الإسلامية للإنقاذ ، و أنهم مجرد الفيس متنكرا ، كان الإخوان و بعض المتأسلمين الموالين لهم (مدعي يسار ومدعي ديمقراطية وثقافة ) يردون أن هذا تجنّي عليهم ، وأنه كلام غير صحيح ، و قد كان هؤلاء يبررون هذا بداعي أن الإخوان وقفوا مع المصالحة ومع الانقلاب ضد الفيس وهو ما يعني أنهم مع المصلحة الوطنية ... عموما ونحن اليوم نقف أمام الحالة المصرية و التي يقف فيها إخوان الجزائر موقف الموالي و المنحاز لجماعة مرسي بل والمندد والرافض ليس للانقلاب في مصر فقط بل و الإنقلاب في الجزائر أيضا (الانقلاب الذي من المفروض أنهم ساندوه سابقا لصالح الشعب و الوطن ) ، في ظل هذا الوضع فنحن نسأل : هل كان موقف أخوان الجزائر سابقا في صالح الجزائر حقا ... أم تراه كان أمر أخر ؟ .

الحقيقة وكما أرى فموقف إخوان الجزائر لم يكن أبدا مسعى لصالح الجزائر أو الشعب ، بل كان في حقيقته تكتيكا مارسه الإسلاميون لمزيد من الأذى للدولة الجزائرية ، وهو ذاته التكتيك الذي يمارسه حزب النور الإسلامي اليوم مع الدولة المصرية ، حيث وفيما يدعي الانحياز للثورة المصرية وخيارتها ، فنحن نجد جموع مؤيديه تتظاهر في رابعة العدوية ضد الجيش والشعب نصرة لمرسي وجماعته .

بالمختصر إن هذا ألتكيتك يقوم على انه وبدل أن تتجمع كل التيارات الإسلامية في خانة واحد ، وهو ما يجعلها عارية و مفضوحة أمام الشعب ، فإن فصيل منها يدعي موالاة الدولة و موالاة الإرادة الشعبية ، وهذا الأمر هدفه : واحد .. تشتيت تكون رأي عام لدى الناس يدين الأسلمة ، وهذا لتبقى فكرة المشروع الإسلامي سليمة مهما ما أجرم الإسلاميون ، ثانيا و هو الأهم أن هذه الموالاة إنما تهدف لزرع الفرقة في صفوف الجبهة الوطنية ، فهذا الفصيل وبإدعاء الوقوف مع الشعب يمارس دورا تخريبا لتعطيل أي قرار جدي قد يضر بالإسلاميين تماما كما يفعل حزب النور اليوم في مصر حيث هو يفسد كل مسار جدي لإقامة دولة مصرية حديثة أو كما فعل إخوان الجزائر أمس حيث أجهضوا كل القرارات التي كانت يمكن إن تفيد الجزائريين وتحميهم من إرهاب الفيس .

الحقيقة موقف إخوان الجزائر من الانقلاب على الفيس هو كما نراه اليوم في مصر ، فهم مع مرسي و مع الإرهاب ضد إرادة المصريين ، لهذا فيمكن القول أنهم حتى وان ادعوا الوقوف مع الدولة الجزائرية سابقا ، فهم إنما كانوا في الأصل مع الفيس ، و ما يؤكد هذا أنهم في جميع تصرفاتهم لاحقا إنما سعوا لنصرة الفيس فقط ، فهم لم يتركوا أي فرصة إلا و طالبوا أو دعوا للسماح للفيس بالعودة للحياة السياسية ، وليحصل أعضاءه على العفو ، لهذا فحقيقة موقفهم من الانحياز المزعوم للانقلاب على الفيس إنما هو نصرة للإرهاب الإسلامي و مشروعه لا نصرة للشعب الجزائري كما يزعمون .

إن الأحداث المصرية الأخيرة وموقف الأخوان في الجزائر منها إنما تعري أخر المزاعم أن هؤلاء يهمهم الشعب أو الجزائر ، فالحقيقة أن إخوان الجزائر تصرفوا دائما لصالح مزيد من التمكين للمشروع الإسلامي و لمزيد من الفرص لخطة الاستيلاء على الدولة ، لهذا فأن يكون هناك اليوم من يقدم لهم التبريرات بعد كل هذا فهو في الحقيقة يعرض نفسه كواحد منهم ، لا كطرف محايد كما يدعي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول موقف إخوان الجزائر 1
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 11:07 )
بالنسبة لكلمة (الفيس)، فهي معروفة في الجزائر فقط، وحبذا لو أشرت إلى أن حروفها ف ي س هي الأحرف الأولى بالفرنسية للجبهة الإسلامية للإنقاذ.
القول بأن الأحزاب الإسلامية في الجزائر ما هي إلا الذراع السياسية لجبهة الإنقاذ في الجزائر لا يعكس واقع الحركات الإسلامية وتاريخها ولا أنانيات البشر. صحيح هم أيدوا (حقها) في الحكم بعد أن فازت في الانتخابات التشريعية، ولكن هل كان ذلك حبا في الدولة الإسلامية. شخصيا لا أعتقد. الصراع بينهم بلغ حد الموت حتى قبل وصول الفيس إلى الحكم، عدا عن التباغض الذي لم يتوقف أبدا حتى اليوم. ذلك التأييد كان الهدف منه ومازال محاولة استمالة الوعاء الانتخابي لتلك الجبهة الكبيرة من الجماهير الغافلة. وقد تنافس معهم على هذا الوعاء أحزاب أخرى غير إسلامية بعضها يسارية تروتسكية مثل حزب العمال بقيادة لويزة حنون التي عارضت منعهم من الحكم. الكل كان يريد أن يصل إلى الحكم أو ينتزع قطعة منه على الأقل. الدليل أن كل الأحزاب الإسلامية انقسمت على نفسها إلى أحزاب أصغر فأصغر نتيجة الصراع على النفوذ والمصالح، ولو كان الهدف فقط هو إقامة الدولة الإسلامية لاتحدوا وراء الأقوى.
يتبع


2 - حول موقف إخوان الجزائر 2
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 11:13 )
ولن يتحد الإسلاميون لأن الإسلام ظل هكذا لا يفرز إلا الانقسام. ألم يقل نبيهم تنقسم أمتي إلى 70 فرقة، واحدة فقط ناجية والباقي في النار؟ وحتى بدون هذا القول فإن زئبقية هذا الدين تقتضي ذلك لا محالة.
أما تساؤلك: (هل كان موقف إخوان الجزائر سابقا في صالح الجزائر حقا ... أم تراه كان لأمر آخر؟ .
بالنسبة إليهم، ولعلهم كانوا ومازالوا صادقين، فإن إقامة الدولة الإسلامية هو لصالح الجزائر وشعبها.. ولسنا في حاجة إلى تخوينهم لكي نحاربهم ونمنعهم من تحقيق هدفهم. نحن في حاجة إلى بيان زيف المشروع الإسلامي لأنه قائم على الاستبداد السياسي والاضطهاد الاجتماعي ضد الخصوم خاصة ما تعلق بالفهم الحديث للمواطنة التامة التي يتساوى بناء عليها المواطنون بغض النظر عن اختلافهم الديني أو العرقي أو الجنسي... وفي هذا يجب أن نعارض أيضا أي مشروع لا يحقق هذا المطلب بما فيها القومي واليساري غير الديمقراطي. لأن الحصاد السياسي البشري أثبت ذلك ولسنا في حاجة إلى تجريب كل شيء حتى نقتنع وكأننا غير قابلين للتعلم من تجاربنا ومن تجارب الغير.
الفهم غير الصحيح للحداثة هو ما يدفع الجميع إلى هذا التيه بمن فيهم غير الإسلاميين.
تحياتي

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم