الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المقاربات الليبرالية المبتذلة

علي مقدّم

2013 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تمييع الأفكار وخلطها، ميزة ليبيرالية بإمتياز. تتجلى هذه الخاصية في عدة مواقف سياسية حيث يتم وضع الجميع في نفس الخانة، بذلك يصبح من السهل إطلاق صفات شمولية، إعتقاداً من مُطلق هذه المقاربات البهلوانية أنه يعلن إستقلاليته عن السائد وتناقضاته. من دون أي إطالة نظرية، سأتناول بعض الأمثلة الرائجة وسأحاول الرد عليها لتوضيح عقم هذه المقاربات:

-“لا يختلف حزب الله عن الأحزاب الإسلامية المتطرفة الأخرى إن كانت سلفية أو إخوانية”: صحيح أن حزب الله حزب ديني ذو عقيدة طائفية، لكنه يختلف عن الأحزاب الأخرى نوعياً بالدور السياسي الذي يلعبه وخاصة في مقاومة إسرائيل. كل التحليلات الأخرى التي تسعى إلى تبرير هذه المعادلة ولا تأخذ بعين الإعتبار هذا العامل لا يعوّل عليها.

-“ الموضة الأوروبية في هذه الأثناء: اليسار الراديكالي لا يخلف عن اليمين الراديكالي فكلاهما يتبعان العنف كوسيلة”: صحيح، العنف موجود في قاموس الإثنين؛ لكن الأول، عنف تمارسه طبقة مُستَغَلة من خلال جماهيرها الذين أدركوا مصلحتهم الطبقية، كحل وحيد لتحصيل حقوقها والثاني عنف مبني على الكره العرقي أو الإثني أو الديني والذي تمارسه الجماهير عادة في خدمة الطبقة المُستغِلة.

- “الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع العنف ضد العنف لا حل إلا بالسلام”: نعم لا حل إلا بالسلام، لكن العنف الصهيوني لا يمكن وضعه في نفس خانة “العنف” الفلسطيني وفصائله (أو ما تبقى منها). كيف يمكن وضع المُستعمِر والمُستَعمَر في نفس الخانة؟ السلام ممكن فقط عندما تنتفي شروط الإحتلال والفاشية وإلا هذا يسمى عبث ليبيرالي لا غير.

- “نحن ضد الأيديولوجيات مهما كانت. كل الأيديولوجيات تتشابه، فهي تخلق الديكتاتوريات بجميع ألوانها وأصنامهما”: تتشابه الأيديولوجيات في كونها مجموعة أفكار تعبر عن الواقع بشكل متسق، ومن يرى أن الواقع لا يخضع إلى أي قانون وبالتالي الأفكار الناتجة لا يمكن أن تكون متماسكة، أي لا يمكن حصرها بأيديولوجيا محددة، هو في هذا يقع في تناقض بنيوي بين رؤيته الرافضة لعلم الأفكار والأدلجة وبين الطبيعة الأيديولوجية لرؤيته “المتسقة” هذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللبرالية على حق 1
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 11:39 )
سيدي، من أجل البرهنة على فكرتك (تمييع الأفكار وخلطها، ميزة ليبيرالية بامتياز). لجأت إلى مصادرات مغلوطة بامتياز.
إذا كان القول المنسوب إلى اللبرالية ( “لا يختلف حزب الله عن الأحزاب الإسلامية المتطرفة الأخرى إن كانت سلفية أو إخوانية”) تهمة وجهتها للبرالية، فهي ليس تهمة بل موقف سليم.
وقولك (صحيح أن حزب الله حزب ديني ذو عقيدة طائفية)، يدرجه تماما في خانة الأحزاب المتطرفة. محاولة تبرئته بحجة أن له دورا سياسيا في مقاومة إسرائيل، بائسة. مقاومة إسرائيل المزعومة لم تخدمه إلا هو ومن ورائه سوريا وإيران وعادت على لبنان بالدمار. هذه المقاومة جعلت منه دولة داخل دولة وممثلا رغم أنف الدولة اللبنانية لدولتين أجنبيتين (سوريا وإيران)، حتى تغوّل وصار له جيش وثكنات وأسلحة ثقيلة وصار يقرر بمفرده إعلان الحرب والتفاوض مع الأجنبي ضربا بعرض الحائط بكل مفاهيم الدولة الحديثة، وصار أهم مصدر لتنغيص حياة اللبنانيين. تحرير الجنوب كان يمكن أن يتم بالمفاوضات كما فعلت مصر، بدل كل تلك المحنة التي فرضها على لبنان بلا جدوى حقيقية. عدا المصلحة الذاتية المتسربلة بالوهم الديني
يتبع


2 - حول اللبرالية 2
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 11:45 )
قول آخر على لسان اللبرالية لتسفيهها (“ الموضة الأوروبية في هذه الأثناء: اليسار الراديكالي لا يختلف عن اليمين الراديكالي فكلاهما يتبعان العنف كوسيلة”)
ومرة أخرى تتفوق اللبرالية. فأنت تجانب الصواب عندما تقول: (صحيح، العنف موجود في قاموس الإثنين؛ لكن الأول، عنف تمارسه طبقة مُستَغَلة من خلال جماهيرها الذين أدركوا مصلحتهم الطبقية، كحل وحيد لتحصيل حقوقها).
أولا العنف غير مقبول مادام هناك بدائل أخرى خاصة في أوربا. الجماهير هناك تشارك في العملية السياسية ولم تنتخب اليسار الراديكالي، وبالتالي فمن نصّبه وصيا عليها ليخوض الإرهاب باسمهما؟ هل يعتبر هذه الجماهير غير عاقلة ومرفوعا عنها القلم وفي حاجة إلى وصي مثل القاصر؟ لقد شاهدنا مصير التجارب العنيفة التي زعم أصحابها أنهم تصرفوا للدفاع عن الجماهير المظلومة فأقاموا أنظمة حكم استبدادية لفظتها الجماهير في أول فرصة.
حتى في حالة اقتناعك أن مع كل الحق فليس من حقك أن تفرضه بالقوة على الناس. الجماهير ليست بحاجة إلى من يحررها، لأن من يحرر أحدا يستعبده، هي في حاجة إلى من ينوّرها حتى تختار على بينة ولا تنجر إلى العنف الديني والطائفي والعرقي والجنسي
يتبع


3 - حول اللبرالية 3
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 12:00 )
حول التهمة الأخرى الموجهة للبرالية “الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع العنف ضد العنف لا حل إلا بالسلام”
عندما نمارس العنف ضد عنف آخر وتكون نتيجته عنف أقوى يعود علينا بضرر أكبر، فعلينا أن نختار طريقا آخر. بالإضافة إلى أن العنف الذي يتسبب فيه الفلسطينيون لبعضهم البعض لا يقل ضررا بسبب ما يلحقه بهم من مآس. تقول (السلام ممكن فقط عندما تنتفي شروط الإحتلال والفاشية). فما معنى هذا القول. هل تعتبر، اليوم، أن نفي شروط الاحتلال والفاشية يقتضي رمي اليهود في البحر؟ إذا كان الجواب بنعم، فمرحبا بالعنف وبالتوفيق، وإلا فعلينا تأييد مساعي السلام التي بدأها ياسر عرفات وعارضها المتطرفون من كلتا الجهتين بدافع دينية وعنصرية مقيتة
يتبع


4 - حول اللبرالية 4
علقمة منتصر ( 2013 / 7 / 21 - 12:19 )
التهمة الأخيرة ضد اللبرالية: “نحن ضد الأيديولوجيات مهما كانت. كل الأيديولوجيات تتشابه، فهي تخلق الديكتاتوريات بجميع ألوانها وأصنامهما”
الأيديولوجيات خلقت ولا تزال تخلق الدكتاتوريات، الأيديولوجيا مفهوم يقترب من مفهوم الدين كما يعرف الفقهاء (جامع شامل مانع) وقد ثبت ذلك في مسيرة القرن العشرين خاصة. لأن الأديولجيات تزعم لنفسها الحقيقة المطلقة وتنفيها عن غيرها، فتوهم معتنقيها أنهم وحدهم صائبون وغير مخطئون، وأي معارضة لهم تضعهم مباشرة في خانة الخطيرين ثم الخونة والأعداء وهو ما يبرر قهرهم كما يبرر كل مشاريع العنف الأخرى.
تحياتي

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ