الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟

سلام عبود

2013 / 7 / 21
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -108- سيكون مع الأستاذ سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي عراقي-  حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟

الانتقال من الخطابات السياسية الى البحث العلمي


إن المجتمع العراقي، الذي تعرض الى كوارث فريدة، مريرة، لم يتعرض لها مجتمع آخر بنفس القسوة والعمق، أحوج من سواه الى النقاشات العلمية والدراسات التي تعني بالإنسان وعلاقاته الإجتماعية وبنائه النفسي. وربما يكون هذا العوز، مقارنة بطغيان الانشغال بالكتابات السياسية الفجّة،الآنيّة، والخطرات الأدبية، مظهرا من مظاهر الخلل في بنية الثقافة الوطنية، التي لم تستطع حتى الآن وعي ذاتها، من الداخل، وعيا علميا متوازنا، يمكـّنها من رؤية الحقائق الاجتماعية وتفسيرها ووضع الحلول والمعالجات لها على ضوء مناهج العلم. ولم يزل بعيدا عن المنال تحويل هذه المعارف الى وسيلة من وسائل انضاج قرار الحاكم والسياسي، أو تهذيب ممارساته وتصحيح دوافعه وأوهامه.
إن العلوم الاجتماعية والنفسية والجهود التوثيقية لم تزل في طورها البدائي عندنا. لذلك تغرق كتاباتنا في لجج الانشاءات السياسية، وتجرفها سيول الخطرات الأدبية والفنية، باعتبارها هدف الثقافة الاوّل! وهو أمر تجاوزته المعارف الأوروبية التخصصية منذ قرون. الأمر الثاني هو اكتفاء البحث الاجتماعي عندنا بوصف وتفسير الظواهر الدراسية، وفي أحسن الأحوال تبصير القارئ بأخطارها وحسناتها، وبما هو إيجابي أو سلبي فيها. لكن المهمة الحقيقية هي التوغل أبعد في مجال الكشف عن المسببات الثقافية والنفسية للأحداث وبواعثها الداخلية، وعدم الاكتفاء بمظاهرها الخارجية المباشرة، أو العامة. أي تفسير البواعث السالفة نفسها، وردها الى أصولها الأبعد والأعمق، من طريق تحديد منابع ظهورها داخل النفس البشرية، وفي إطار الفعاليّة الاجتماعية، باعتبارها مجالا ثقافيا جماعيا لنشاط الأفراد، وخزانا لتراكم خبراتهم. وعلى الرغم من صعوبة هذه الغاية، لا يسعنا إلا مناشدة الدارسين وحثهم على أن يقوموا بتعضيد هذا الضرب من الكتابات، لكي تكون الصورة أوفي، ويكون الانشغال العلمي أكثر جدوى، وأكثر أصالة وعمقا.
لا أحد في العراق يستطيع أن يدرس واقع العنف اليومي بعمق تحليلي كاف. نظرا لسرعة تتابع وقائع العنف واستمرارها وشمولها وتنوعها، ونظرا لغياب عنصر التوثيق البحثي والقانوني والجنائي وتضارب مصادره. وربما يكون أقصى ما يمكن الوصول اليه، في أحسن الأحوال، هو التركيز على رصد اتجاهات سير الأحداث ووصفها والتعليق عليها. إن هذه النتيجة، مهما كانت إيجابية- ناقدة وفاضحة للإرهاب والعنف والشروالخلل - تـُجيّر في نهاية المطاف لفائدة التيارات العنفية المتصارعة، ولمصلحة استمرار حالة الفوضى والضياع السياسية. لأنها تغدو مجرد تحصيل حاصل، وجزءا من بنية الحالة النموذجية المطلوبة من قبل مديري ومحتكري معادلة العنف، وملمحا من مكونات المناخ العام النفسي والشعوري والمعرفي، الذي تريد القوى المتصارعة جر المواطن اليه جرا، وطمره فيه. أي وضع المواطن في دوامة غير منقطعة من الأفعال العنفية وردود الأفعال، وربطه وجوديا وشعوريا بعجلتها، وإشغاله بها. وهذا يقود بدوره، مع طول وتكرار الأحداث وتواترها، الى وقوع المواطن بشكل حتمي، فريسة للإحباط التام واليأس والملل، وقبل كل ذلك يصاب بحالة من فقدان اليقين والبلبلة التامة. بهذا يغرق المواطن في تفاصيل الأحداث غرقا مميتا، ولا يعود يقوى على تفسير الأحداث وردها الى جوهرها الحقيقي، وأساسها. وهذا ما تريده القوى الأنانية المتصارعة: وضع المواطن في حالة إرباك شعوري دائم، حتى يفقد مقدرته على الرؤية السليمة والإحساس الطبيعي، وتاليا تتشتت إرادته ويفقد مقدرته على اتخاذ القرار المناسب. للخروج من هذا المأزق – باعتباره جزءا من محيط ومناخ البحث العلمي- يتوجب البحث عن منظور جديد، إحصائي تركيبي تحليلي، يتولى مهمة رصد وجمع الحلقات الصغيرة، حتى المهملة، ولكن النموذجيّة، التي نمر عليها يوميا مرور الكرام، والتي تبدو هامشية وتافهة. أمّا الخطوة التالية فتقوم على ربط الوقائع ببعضها، والخروج منها باستخلاصات، تتجاوز حدود الحدث التفصيلي اليومي المهمل، وتتجاوز في الوقت عينه حدود الغطاء التبريري، العاطفي أو الدعائي المثير، الذي يغلف تفاصيل الحدث اليومي ومقاصده السياسية. بهذا ربما نفلح في الاقتراب من لبّ الفعالية العنفية ومصادرها الداخلية، المحتجبة تحت الأبخرة الدينية، وتحت غبارالأتربة العرقية والمناطقية والخلافات السياسية.
ومما يجب ذكره هنا، هو أن شعوبا كثيرة قبلنا، عاشت حروبا قاسية، اندفع علماؤها ومؤسساتها العلمية الى دراسة دوافع تلك الكوارث بسبل شتى، منها التحليل النفسي والاجتماعي، وعدم الاقتصار على الخطابات والانشاءات السياسية، أو حتى على التدوين التاريخي وحيد الجانب.
البحث العلمي في كماشة الموضوعية الشكلية
على الرغم من صدور غير كتاب يتناول ظاهرة العنف السياسي في العراق، إلا أن الحاجة الى تعميق بحث هذا الموضوع لم تزل قائمة وملحّة، لأسباب عديدة، منها أن البحوث المنجزة عن العنف لم تزل شحيحة وعامة، ولم يزل الدرس والبحث التوثيقي في هذا الموضوع في بواكيره التجميعية الأولى؛ أما التحقيق والضبط والمقارنة والتمحيص والتحليل فما زالت بعيدة المنال. إن المرء يسعد حينما يقرأ صفحات خفية من التاريخ العراقي بقلم سياسي عراقي مثل حازم جواد، الذي تولى مهمة خطيرة في حقبة دموية سابقة. ويشعر المرء بسعادة أكبر حينما يجده يتحلى ببعض الروح الناقدة والصراحة غير المتوقعة. لكن ذلك التاريخ المروي على لسان أعلى سلطة في جهاز العنف السياسي، في واحدة من أحلك تواريخ الشعب العراقي، يثير مئات التساؤلات المتعلقة بصحة وتأويل ودرجة صدقية الروايات والرواة. أحداث يعرفها الناس جميعا، أضحت وقائعها أقرب الى الحقيقة الثابتة بسبب كثرة تداولها، لكنها لم تزل تثير الشكوك، بل تضج بالتناقضات: لماذا عدلت رسالة انتحار عبد المحسن السعدون المكتوبة باللغة التركية؟ أين اختفى بعض شهود مصرع الملك غازي؟ هل كان إعدام فهد والقادة الشيوعيين ضرورة قانونية أم حقد سياسي ؟ ما نتائج مثل هذه الأحقاد الدموية في صناعة تاريخ العنف؟ هل حقا أن عبد السلام عارف جرد مسدسه خلسة ليغتال عبد الكريم قاسم، وأن محبا يقظا هجم على المتآمر وجرده من سلاح الجريمة!؟ إذا كان استسلام عبد الكريم قاسم قد تمّ ربطه بمكالمة هاتفية، وبأمل ما، كان مفترضا أن يصدر عن عبد السلام عارف، على طريقة المعاملة بالمثل، فكيف نفسر استسلام المهدواي، الذي كان دمه أحد شعارات الانقلاب التحريضية الكبرى؟ من أصدر أوامر قتل سلام عادل ورفاقه؟ وما موجبات ذلك القتل، ومن نفذ وأشرف على حفلات تقطيعهم؟ لماذا سكت الحلفاء على جرائم تصفية صدام للقيادات البعثية والقومية والعسكرية والإسلامية؟ من هم قادة ومنفذو فرق جهاز الاغتيالات الصدامي ومكتب العلاقات العامة والشُّعب الخاصة؟ ما الصلة التي تربط أجهزة المخابرات بفئات المثقفين والكتاب والفنانين في حقبة البعث؟ ما السبب وراء نشوء ظاهرة تكرار اطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين المعارضين اللافتة للنظر بعد اعتقالهم في تهم عسكرية خطيرة من قبل سلطة الدكتاتور؟ ما ارتباط إعلان قيام الجبهة بين البعث والشيوعيين بتصفية جماعة ناظم كزار؟ لماذا لم يذهب الحزب الشيوعي الى المعارضة، السلمية والمطلبية في الأقل، بديلا من عنف الاحتلال وعنف التكفيريين والطائفيين؟ لماذا قتل عدي وقصي بدلا من أن يؤسرا؟ ولماذا حدث هذا أيضا مع الزرقاوي في قبوه تحت الأرض؟ مثل هذه الأسئلة يصح تعميمها على أحداث كثيرة، منها انتحار وإسقاط سياسيين عراقيين، واغتيال بعضهم وإعدام آخرين، في حقب مختلفة، في الداخل والخارج. إن مصادر التاريخ العراقي، المتعلقة بالمسؤوليات الجنائية، وبتوثيق الأحداث، جزء من التباسات الواقع العراقي، وربما تكون جزءا من خصائص هذا الواقع وتشوهاته البنيوية التأسيسية، التي تجعل الدوران في مسارات الخطأ حالة دائمة، والتي تعني أن العنف في الواقع، والعنف مدونا كوثيقة، يعيشان الحالة ذاتها: الإنغلاق التام.


تصحيح التاريخ بأثر رجعي

كتابة التاريخ على يد قتلة تائبين، مهما كانت درحة صدق توبتهم، تحيل التاريخ الى مبهمات سردية مليئة بالأفكار المضللة. هذا الأمر لا ينطبق على حازم جواد حسب، وزير داخلية انقلاب 14 رمضان الدموي، بل على غيره أيضا من قادة تلك الحقبة التائبين. مذكرات القيادي البعثي السابق هاني الفكيكي، " أوكار الهزيمة"، لا تقل فسادا عن مذكرات حازم جواد. عند تحليلها نجد أنها مصممة لغرض منح القتلة شهادات براءة. وربما تصل الأمور حدودا أبعد، حينما يظهر كاتب المذكرات بمظهر المنقذ. وربما لا يكتفي بذلك أيضا، حينما لا يتورع عن الوقوف موقف الناقد لضحاياه، بعد سنين طويلة على إنزال العقاب الظالم بهم. "في أوكار الهزيمة" مثلا يحاول الفكيكي سرد واحدة من أعظم الأفعال جنونية في تاريخ العنف، وأعني بها جريمة "قطار الموت". وبدلا من أن يقوم الفكيكي برواية التاريخ، الذي ساهم هو شخصيا في صنعه، نراه يخلق لنفسه بطولات وهمية تدين الضحايا وأنصارهم، وتحيلهم الى ناكري جميل.
يذكر الفكيكي، (ص 278 ) بأن البكر وعبد السلام قررا اعدام الضباط القاسميين والشيوعيين الـ 450 الموجودين في سجن معسكر الرشيد، وأسندوا حججهم بحركة حسن سريع وبفتوى من المراجع منهم الحكيم جلبوها مكتوبة على ورق.
لكن الفكيكي يدعي أن الفريق البعثي رفض فكرة الإعدام وقرر سرا، من وراء ظهر عبدالسلام والبكر تهرب السجناء الى نقرة السلمان.
يقول الفكيكي:
" تحركنا بسرعة لتهريب هؤلاء الضباط المعتقلين، خوف ان يتكرر ما حدث سابقا في قصر النهاية، خصوصا ان عبدالسلام طلب الى عبد الغني الراوي عند مغادرتنا القاعة التحضير لاعدام 150 ضابطا شيوعيا، الأمر الذي رفضه الراوي – قائد الفرقة الثالثة، وغير بعثي - بسبب قلة العدد وتواضعه. وبعد التداول مع حازم وعلي تقرر تهريب الضباط المعتقلين الى سجن نقرة السلمان في تلك الليلة إن أمكن، وتمت تهيئة ما توفر من عربات السكك الحديد. وبسبب الحر الشديد وقلة الماء وصعوبة التنفس في عربات الشحن توفي أحد المعتقلين، وعانى الآخرون عذابا شديدا، ولو عرف هؤلاء المسافرون سر القطار الذي أسرى بهم ليلا الى السلمان، لبحثوا له عن اسم آخر غير قطار الموت" ( ص 280)
لا أحد يعرف أي اسم يود الفكيكي لضحاياه أن يختاروا. ربما، قطار الموت السعيد!
لقد فاتت على الفكيكي أمور تفصيلية صغيرة ولكنها مهمة، منها أن "قطار الموت" ضم مدنيين أيضا، وأنه جعل قرار إعدام السجناء باسم البكر وعبد السلام مرة وجعله ثانية باسم رشيد مصلح، وفي مقدار دقة عدد السجناء المعنيين برحلة القطار. والأهم من كل ذلك طريقة تأويل الحدث، الذي يدرك الفكيكي أن أمر توليه شخصيا تلك المهمة لا يقبل التأويل أو الإنكار. فهو مخترع فكرة "قطار الموت" ومنفذها، بتفاصيلها غير البريئة كلها: شحن مئات السجناء في عربات مصفحة مخصصة للنقل البضائع في شهر تموز! وأن هذه الجريمة مسجلة باسمه الشخصي، يعرفها انقلابيو تلك الحقبة، ولا يستطيع أحد إنكارها أو التنصل من مسؤولية القيام بها.
كان الفريقان (العسكري والمدني) مختلفين في طريقة التنفيذ، وليس في مضمون العقاب. وقد نجح الفريق المدني في إقناع الضباط بأنهم سيتولون تنفيذ المهمة بطريقتهم الخاصة، من دون إثارة مشاكل كبيرة، من طريق خنقهم في قطار الشحن. يدعي الفكيكي أنه جرؤ على مخالفة إرادة البكر وعبد السلام تضامنا مع الشيوعيين! أي عقل سخيف يصدق هذا! كيف تم توقيت سير القطار؟ كيف زج المنقذ الرحيم بهذا العدد من السجناء دون ماء وهواء، في شهر تموز الحارق؟ وكيف يمكن إخفاء مئات العسكريين والمحكومين بالاعدام "الخطيرين" عن عيون ومسامع البكر وعبدالسلام؟ وهل تقع السماوة في الاتحاد السوفيتي؟ لم يحدث في تاريخ البشرية أن شحن سجناء في عربات شحن تحت حرارة بلغت أكثر من خمس وأربعين درجة مئوية. إنها عملية شوي وليست عملية انقاذ! لقد كان قطار الموت إعداما مبتكرا، لئيما على الطريقة البعثية، لا يكلف القتلة ثمن رصاصة واحدة.
حازم جواد والفكيكي وغيرهما من المثقلين بصور الضحايا، لا يكتفون بتزوبر التاريخ، واللعب على أوتار العنف بمهارة الرواة القتلة، بل يقومون أيضا بتقطيع (منتجة) تاريخ العنف، لكي يصبحوا أبطالا ومنقذين، بدلا من أن يكونوا قتلة ومجرمين، سابقين. ومن المؤسف أن يقوم بعض سياسيي الفريق الآخر (الضحايا) بالمتاجرة الفجة بأحداث التاريخ، وحشوها بحكايات تقتل مضونها الإنساني الغني بالعبر، كما جاء في كتابات القيادي الشيوعي جاسم الحلوائي، الذي نقل صورة هزلية لقطار الموت، مقارنة بالصورة الإنسانية المؤثرة، الصادقة، التي رسمها السيد مهدي أحمد الموسوي، أحد ركاب العربة الثانية من قطار الموت.
وفي مقالة لمحمد سعيد الصكار، يعيد الصكار رواية الفكيكي الملفقة من دون تعليق، كما لو أنه يبارك ما ورد فيها من أكاذيب. يقول الفكيكي:
‮«‬لقد اتخذ رشيد مصلح قراراً‮ ‬بإعدام‮ ‬450‮ ‬شيوعياً‮ ‬كانوا معتقلين في‮ ‬السجون،‮ ‬دفعةً‮ ‬واحدة‮. ‬والذي‮ ‬جهّز قطار الموت الشهير هو أنا،‮ ‬إنقاذاً‮ ‬للشيوعيين من هذه المذبحة الجماعية الرهيبة،‮ ‬فاتصلت فوراً‮ ‬بمصطفى الفكيكي،‮ ‬وكان‮ ‬يومها مديراً‮ ‬للسكك وطلبت منه تجهيز قطار على وجه السرعة لنقل المعتقلين،‮ ‬فردّ‮ ‬مصطفى بأن ذلك مستحيل لعدم توفر قاطرات لهذا العدد وبهذه السرعة،‮ ‬فقلت له‮: ‬جهّز أي‮ ‬قطار حتّي‮ ‬لو كان شاحنات حديد؛ ( كان من الممكن تصديق المنقذ بعض الشيء لو أنه زوّد سجناء "شاحنات الحديد" بحرعات ضئيلة من الماء، على سبيل الشهامة!) وهذا ما حصل‮. ‬فقطار الموت لم‮ ‬يكن قطاراً‮ ‬للموت،‮ ‬بل قطار إنقاذ من مذبحة جماعية‮». ‬
) الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 08:31 (
في رواية الفكيكي الثانية جرى ربط الإعدام برشيد مصلح، الحاكم العسكري العام في انقلاب 1963، الذي نُسب اليه البيان رقم 13 ، القاضي بتصفية الشيوعيين. وهو بيان صادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة، الذي كان الفكيكي عضوا فيه. ومن المعروف أن رشيد مصلح أعدم عام 1970 بعد اتهامه بالتجسس لصالح المخابرات الأميركية، وهناك من يتهمه بأثر رجعي بأنه سعي الى القيام بانقلاب على سلطة البعث في 1963، وأنه شارك عبد السلام عارف في إسقاط حكومة البعث الأولى. إن طالب شبيب، الذي يؤكد للفكيكي ارتباط مصلح بالمخابرات الأميركية، مغموز هو الآخرمن قبل البعض بأنه على ارتباط باللبناني إيليا زغيب، الذي يُلمّح الى أنه كان همزة وصل غامضة بالمخابرات الأميركية. بهذا نكون أمام سلسلة لا تنقطع من التبريرات والالتباسات والاتهامات والاحتيال على التاريخ، بأثر رجعي.
لقد أكثرنا من الأمثلة المأخوذة من تاريخ الشيوعيين العراقيين لسببين رئيسين: الأول، طول الحقبة الزمنية التي عانى فيها الشيوعيون من بطش وملاحقة السلطات في العهود كافة، من دون استثناء. وعلى الرغم من أن خصومهم لا يبرئونهم من ممارسة العنف أيضا، إلا أنهم كانوا الشريحة الأكثر استهدافا من قبل أجهزة القمع، حتى قبل ظهور كيانهم السياسي الى العلن. أما السبب الثاني فيتعلق بكثرة المشتغلين في مجال الثقافة في صفوف الشيوعيين، وبارتباطهم بالنشر والإعلام، الذي يفترض أن يجعل منهم الشريحة الأكثر عناية بالتاريخ الوطني، وتاريخ حزبهم تحديدا. لكن ذلك لم يحدث، على العكس، قاد انحسار دور الشيوعيين الاجتماعي والسياسي والتنظيمي الى تعاظم الاضطراب الفكري في صفوف شرائحه المثقفة. ازداد هذا الاضطراب بعد فشل الحزب في ايجاد سبيل تمكنه من استعادة بعض من دوره السياسي التاريخي الريادي. وقد انعكس هذا الإخفاق بوضوح تام على مجمل النشاط العقلي والفكري للمثقف الشيوعي الحزبي، الذي أثبت أنه عديم النفع عند الانعطافات السياسية الحادة.
إن ضعف الوعي التوثيقي، وشيوع ظاهرة العنف وتحولها الى فعل مألوف، متمم للوحة الواقع، ساوت بين الجميع في مجال التهاون في حفظ وصيانة التاريخ واحترام مضمونه.
لذلك لا يصح تفسير التاريخ من دون امتلاك تفصيلاته، ومن دون إحكام السيطرة على توثقيه، ومن دون تمحيص مرجعياته ومصادره والأدوار الشخصية لرواته. ولا يصح تحويل الروايات الى دعاية صحافية عابرة، لمجرد الثرثرة. فقد يخدم مثل هذا السلوك، مهما كان نزيها، الجانب الشرير والخاطئ من التاريخ على حساب الحقيقة.
عند العودة الى مذكرات ابراهيم الداوود، الرجل الذي قدم السلطة الى حزب البعث، على طبق من ذهب ، يتحول التاريخ الى مهزلة مبكية، تشبه انقلابه العبثي، الذي كلف الشعب العراقي أربعة أجيال، ولم تزل أجيال أخرى تنوء بثقل ذلك الانقلاب الأرعن. في مذكراته يتحول الداوود الى بطل شهد وقاد أبرز مفاصل اللحظات الانقلابية الخطيرة في تاريخ العراق الحديث: قيادته لعملية الاستيلاء على قصر الرحاب، حضوره إعدام عبد الكريم قاسم، دوره في حادثة القاء القبض على نوري السعيد، وغيرها من الأخيلة، التي تؤكد أن انقلابه في السابع عشر من تموز 1968 كان مليئا بالأخيلة المريضة أيضا.
إني أذكر حادثة محزنة عشتها شخصيا، حينما طلب مني أحد قادة الشيوعيين- كان حديث العهد بالوضع الذي كنا فيه في عدن- أن أقوم بتوفير فرصة لطبع كراس يضم أسماء حزبيين ومواطنين مظلومين تعرضوا الى أذى النظام الديكتاتوري، لغرض توزيعه على الرأي العام ونشره بين الناس. كان ذلك باكورة العمل الإعلامي المعارض للنظام، بعد اليأس من عودة التحالف مع البعث الى خندقه الواحد. توجهت الى العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، لغرض استحصال الموافقة على طباعة الوثيقة وتوزيعها. حينما تسلم المسؤول اليمني الوثيقة راح يقلب فيها بإمعان، ثم رفع رأسه اليّ وقال: كل هؤلاء تعرضوا للاضطهاد؟ فأجبته، نعم، كما هو وارد في النص والبيانات. عجل الرجل معقبا: أكثر من ألف حالة دفعة واحدة! قلت له: نعم، أكثر من ألف ومئتين حالة. قال: هل كلهم مظلومون، يستحقون التضامن بنظركم؟ أجبته: نعم، كما ترى من البيانات. ودعت الرجل وهو يَعِد خيرا، وقبل أن أغادر مكتبه سألني بتهكم: يا رفيق إذا كانت قيادة الحزب تعتبر كل هؤلاء ضحايا حقيقيين اليوم، ماذا كانت تعتبرهم يوم أمس، قبل أن تيأس القيادة من إمكانية العودة الى أحضان البعث؟ لم أجب، فهو يعرف حقيقة موقفي. لكن الأمر كان كذلك حقا. بشر تسحقهم عجلات السياسة والعنف من دون أن يوثق أحد تاريخهم. ففي وطن يكون فيه الإنسان رخيصا، يصبح من الشاق جدا الوصول الى نتائج جدية تمحص الروايات المختلفة وتكون صورا نوعية تفسر حقائق الحياة المؤلمة. ومن المحزن جدا أن بعض هذه الأسماء، التي وردت في الوثيقة، ظهر مجددا في دعاية الحزب، في مرحلة البحث عن شهداء للبيع، بعد سقوط سلطة البعث.
هذه الحادثة ذكرتني بحادثة مماثلة رواها لي الدكتور الشهيد توفيق رشدي، تتعلق بتهجير الكرد. يقول والعهدة عليه: كنت في انتظار عزيز محمد، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لكنه لم يصل في الموعد، وهو الدقيق في مواعيده. وحينما وصل وجدته متأثرا بشدة، وراح يشرح سبب تأثره والدموع تترقرق في عينيه. قال توفيق، قال عزيز: إنه أثناء مروره باتجاه ساحة الأندلس، رأى تجمعا لعدد من حافلات النقل الكبيرة، وحينما دقق في ملامح الركاب فطن الى أنهم جميعا من النساء والرجال والأطفال الكرد، توقفوا لسبب ما، وراح بعضهم يرجو الناس لكي يجلبوا لهم بعض الأكل والمشروبات، لأنهم كانوا ممنوعين من النزول. يقول عزيز محمد: أثار الأمر فضولي فاقتربت منهم، ورحت أسألهم عن وجهتهم، فاكتشفت أنهم مهجرون من قراهم الكردية الى مدن جنوبية. قال توفيق سألته بسخرية: وماذا بعد؟ أجاب عزبز: هذا كل شيء. قال توفيق: وماذا ستفعلون؟ أجاب السكرتيرالعام بحماس: سأفتح الموضوع فورا مع الرفيق عامر عبدالله، لكي يتشاور مع الرفاق الحلفاء حول الأمر. عقـّب توفيق: يتشاورّ؟ أجاب عزيز: نعم بالتأكيد، هذا أمر لن نسكت عليه. يقول الشهيد توفيق رشدي: منذ تلك اللحظة غسلت يديّ ورجليّ من هذه القيادة الحساسة جدا.
في غير مناسبة قرأت مقالات تتحدث عن تجفيف الأهوار باعتباره فعلا إجراميا، بعثيا صرفا. وهذه معلومة تاريخية مثيرة للاشمئزاز، تم تكرارها كثيرا. لأن تجفيف الأهوار بدأ في ظل التحالف مع الشيوعيين، وعلى يد الوزير الشيوعي مكرّم الطالباني، وبواسطة خبراء ري محسوبين على الشيوعيين! وحينما يسمع المرء حديث وزير الثقافة السابق مفيد الجزائري عن صيانة الإرث الثقافي العراقي يحس بالاشمئزاز نفسه، لأن بيع الارشيف اليهودي، وسرقة 170 ألف قطعة أثرية، واحتلال مواقع أثرية عظيمة الأهمية في بابل وكركوك والموصل من قبل قوات أميركية و"حليفة"، ونهب الإرث التاريخي الوطني، من قبل عصابات متخصصة تحت دوافع قومية شوفينية، تم في زمنه. ولم تمر تلك الأحداث من دون تخلق خلافات داخلية مكتومة ومخنوقة. كان توقف المسارح ودور السينما أبرز ملامح حقبته الذهبية، التي لم تشهد احتجاجا ثقافيا واحدا يوازي احتجاجات منع بيع الخمور، التي قادها أنصار الوزير المذكور.
من يكتب التاريخ إذاً؟
 


العنف السياسي ومشكلات البحث العلمي


حينما يتحدث شخص ما عن مسؤوليته في حدث انقلابي كارثي راح ضحيته المئات، وينسب الى نفسه شرف تصفية خصوم "خونة"، من دون أن يخشى استخدام أقواله وثيقة إدانة جرمية، تستوجب عرضها على الانتربول والمحاكم الدولية، إن تلكأت السلطة القضائية الوطنية في ذلك، فإن حقوق المواطنين وكتابة التاريخ، معا، لا تعدوان أن تكونا ضحية مباشرة لسوء الفهم، وسوء المصير. مثل هذا الأمر، ولكن على نحو أصغر، قرأته مرة في صفحة شيوعية تتحدث عن نصيرة شابة قتلت ( أعدمت) في منطقة "بشتآشان" الكردية، كتب تحتها : استشهدت في أقبية الأمن العامة. ومن المحزن أن بعض أقارب الشهيدة ظل، على الرغم من علمهم بالواقعة، يتشبثون بالرواية الكاذبة، لأنها أكثر نفعا لهم. لمن يهدون دمها! هذا ما اسميته بالكرم السياسي والتبرع الحزبي الطوعي بالحقوق. وربما يكون دم رفاق تلك الشهيدة، شهداء مجزرة "بشتآشان"، دليلا آخر على عمليات بيع الشهداء في سوق السياسة. مثل هذا الكرم نجده في مناحي الحياة كافة، في السياسة وفي الثقافة وفي الثروة وفي المسؤولية الأخلاقية. إن الأمثلة المأخوذة من تاريخ الشيوعيين العراقيين تؤكد على أن الجهل بالتوثيق آفة عامة، قد تلحق الضرر بالتاريخ، حتى على أيدي الضحايا أنفسهم. لأن كتابة التاريخ علم يتوجب احترام مقاييسه وإتقان شروطه الفنية والمنهجية. ففي مجال البحث والدراسة نجد صورا منفـّرة من الكرم البحثي، الذي يؤسس أفكارا ويبني تاريخا على ضوء وقائع مغشوشة، أو على ضوء تفسيرات نفعية، دعائية. وإذا توغلنا في التاريخ العراقي نجد ما هو أبشع من تلك الأمثلة التي أوردتها وأكثر تعقيدا. ففي عريضة جماعة الأهالي الى الملك غازي في 10 أيار1936 ، وهي الخطوة التي قادت الى إسناد أول انقلاب عسكري عربي، انقلاب بكر صدقي، قدم جعفر أبو التمن والجادرجي وحكمت سليمان عريضة تصور الأوضاع السياسية في العراق، جاء في بعض فقراتها أن الحكومة: " أشاعت في العاصمة التقتيل العام دون رحمة بجريح او مستسلم... على ان مثل هذه الاستباحة مع كونها عمل فظيع لم يسبقها اليه أية أمة من الأمم، إلا في أساطير العصور المظلمة، مثير للحفائظ، مهيج للشعور والعواطف، مهدد للوحدة بالتمزق"( خالد التميمي- جعفر أبو التمن- ص 375). حينما ندقق في عبارات الوثيقة نجد أنها تتحدث على لسان قادة أجلاء وثقاة، لهم شأن كبير في السياسة والسلطة العراقية، يستخدمون عبارات مرعبة مثل " إشاعة التقتيل العام" " دون رحمة بجريح أو مستسلم" و" استباحة" و" أساطير العصور المظلمة" وغيرها. من هم القنلى والمستباحون؟ كم عددهم؟ من قتلهم؟ لماذا؟ لم يجب أحد على تلك الأسئلة بطريقة قانونية ودستورية حتى اليوم، على الرغم من أن الفريقين المتقاتلين يحتكمان الى الدستور، والأهم من هذا أن الفريقين تداولا السلطة. كيف نفهم هذا؟ لو أن العريضة كاذبة فإن القانون يجيز أن يساق كاتبوها الى العدالة بتهمة التحريض على "تهييج الشعور والعواطف"؛ وإذا كانت العريضة صحيحة، لماذا لم يقم الطرف المدعي بتحويل العريضة الى صحيفة اتهام قانونية؟
إن الذين يتباهون بحصافة النظام الملكي ودستوريته لا يقولون للناس لماذا لم تظهر التحقيقات نتائج ذات قيمة قضائية في حوادث خطيرة، منها اغتيال توفيق الخالدي وبكر صدقي ومحمد حيدر رستم، ومجزرة كاورباغي، ومجزرة سجن الكوت وغيرها؟ ومن الحوادث التي غدت مصدرا للخيال القصصي، حادثة الفرهود الشهيرة، التي تعرض لها اليهود العراقيين. ما العدد الحقيقي للقتلى؟ والأهم ما السبب الجوهري، الذي قاد الى ذلك؟ وما دور الوصي عبدالإله وشرطة وزارة الداخلية في تكوين مناخ الواقعة، وفي استمرار حدوثها، باعتبارها غطاء تبريريا دعائيا لعودة الوصي المنتصر - بواسطة القوات البريطانية- على خصومه "القوميين الشيوفينين".
تم تأويل الفرهود طائفيا، لأن الصدام الأول وقع في حي الأكراد. وبما أن توجيه الاتهام الى الكرد يفقد الحدث قيمته الدعائية. لذلك تم تأويل "الكرد" طائفيا على أنهم كرد حقا، ولكنهم كرد فيلية، أي شيعة. ولم يتم التعامل معهم قوميا، بل طائفيا، حتى يكتسب الحدث مضمونا يخدم الفريقين: الحكم والمشروع الصهيوني. أما سياسيا فإن اتهام قوات الانقلابيين الكيلانيين بذلك يتناقض مع تسلسل الوقائع. لأن الفرهود حدث بعد يوم من اعلان القضاء على الانقلاب. شارك في القضاء على الانقلاب بعض قوات الليفي، كما قام اليهود بالتهليل وترديد عبارات اللوم والشتم للانقلابيين، بتحريض من أتباع عبدالإله ونوري السعيد والقوى العاملة لصالح الحركة الصهيونية. تم ذلك بمكبرات الصوت في دور السينما المملوكة لليهود. ولم تتم مراعاة أن اندحار الجيش العراقي تم على يد قوة أجنبية محتلة، قدم بعضها بقيادة غلوب باشا من الأردن. فسقوط الانقلاب ضد الوصي، الذي تم تهريبه بواسطة الأميركيين ثم البريطانيين، تضمن في داخله انكسارا وطنيا في مواجهة عسكرية مع دولة محتلة. إن موقف الجهات الصهيونية في هذا الجانب كان واضحا في صيغته الاستفزازية العلنية والفاضحة. كما أن عبدالإله رغب في استثمار الحدث لتأكيد سوء أفعال الانقلابيين وبربريتهم، والايحاء بارتباطاتهم الدولية الموالية للمحور. ومن الناحية الشخصية فقد تم اتخاذ الحدث وأصدائه الواسعة غطاء يستر مجيئ الوصي على عربة بريطانية، بعد هروبه في سيارة أميركية.
بعد انتهاء المعارك بين القوات العراقية والبريطانية قامت الاذاعة العراقية بإعلان خبر القضاء على حكومة رشيد عالي وهروبه مع قيادة الجيش. وبالمقابل حثت الإذاعة الموطنين على مؤازرة الوصي عبدالإله وإستقباله منتصرا. في اليومين التاليين، اللذين دعي الناس لاستقبال الوصي، حدثت فيهما واقعة الفرهود، ضد اليهود العراقيين في بغداد.
إن العبرة من هذا المثال تكمن في درجة صدقية كتابة التاريخ، وفي مقدرة المجتمع على تدوين أحداثه بفطنة وأمانة، لغرض إعادة دراستها واستخلاص العبر منها. إن أرقام ضحايا الفرهود، على ضوء الروايات المختلفة، تجعل الحدث "ألهية" مفضوحة أكثر من كونه مأساة. فقد جعل بعضهم العدد أقل من عشرين شخصا، ورفعت جهات آخرى الضحايا الى أكثر من ألف وخمسمئة ضحية. بين الرقمين بون شاسع لا يقبله منطق. هذا مثال مأخوذ من التاريخ القريب.
هذه الأمثلة وغيرها تبين لنا أن حس التوثيق، والوعي القانوني، لا يرتبطان في ثقافتنا، حتى لدى أرفع قادتها وأنظفهم ضميرا، بالجانب الحقوقي والدستوري وبقوانين المواطنة، وإنما يرتبطان بحركة التجاذب السياسي اليومية والصراعات المرتبطة بها. إن التوثيق ثقافة لا ترتبط بالبحث العلمي وحده، بل ترتبط بالوضع الحقوقي للفرد، وترتبط بدرجة رئيسة بمكانة الفرد في إطار العلاقات الاجتماعية، وبسبل فهم الحقوق المدنية اجتماعيا. فقد يحتفظ المجتمع بمسودات شعرية لشاعر كبير أو متواضع، ياعتبارها وثيقة أدبية هامة تستحق التخليد، لكنه في الوقت عينه لا يقيم مكانة خاصة للحقوق المدنية، فنراه يتعامل باستهانة تامة مع أخطر وثائق الحياة: حق البشر في الحياة والحرية.
حينما نقرأ الشريط الإخباري لقناة العراقية التلفزيونية نصاب بالذعر عندما نجد أن عدد الإرهابيين المقتولين يوميا يزيد في المتوسط على خمسين. أين تذهب الحكومة بجثثهم؟ هل سيأتي علينا يوم نكتشف فيه مقابر جماعية لآلاف البشرالمجهولين؟ كم عدد أمراء القاعدة الذين أعلنت السلطات عن قتلهم واعتقالهم على مدار السنوات المنصرمة؟ كم أميرا لدى القاعدة؟ هل نصدق الحكومة أم نكذبها؟ وكيف نعرف الحقيقة؟ إن التوثيق لا يتعلق بالعنف وحدة، بل بمجالات الحياة كافة: كم عدد السجناء في العراق؟ ما تعداد سكان العراق؟ كيف توزع ميزانية العراق؟ ما عدد القتلى والمصابين من المدنيين؟ لماذا لم يقتل أي سياسي حزبي كبير حاكم، بعد مقتل عز الدين سليم والحكيم، بينما يسقط شهريا في الشوارع آلاف المواطنين الأبرياء، جلهم من الفقراء؟ هل صنع العنف توافقات داخلية خفية تحفظ "توازن الموت" ومعادلاته ومناسيبه وسقوفه، وربما حتى أشخاصه ونوع ضحاياه؟ أين ذهبت وثائق الدولة العراقية وحزب البعث؟ من تقاسم رشوة تهريب الإرشيف اليهودي؟
غير مرة قام العسكري، الولوع بالدم، عبدالغني الراواي، قائد الفرقة الثالثة، بتقديم ذكرياته للناس، التي كرر فيها، بتبجح وعدم خشية، مسؤوليته عن إعدام سجناء سياسيين، من دون أن تطاله يد القانون أو العقاب. وقد سجل هاني الفكيك هذه الواقعة، حينما تحدث عن قمع حركة معسكر الرشيد في الثالث من تموز عام 1963. ومن ضمن ما رواه، أن عبد السلام أمر الراوي بالبدء باعدام 150 منهم، لكن الرواي رفض " بسبب قلة العدد وتواضعه" ( أوكار الهزيمة، ص 280)
قد يتبادر الى الأذهان أن سبب هذا العزوف البحثي يرتبط برغبة القوى الظالمة والحاكمة في طمس معالم الجرائم السياسية. لكن رسالة ذات دلالات خاصة، نشرها موقع (الناس) في 26-8-2009 ، بقلم الاستاذ محمد علي الشبيبي، تميط اللثام عن أسباب آخرى لا تقل خطرا عن ظلم الحكام، أهمها استفحال مرض الجهل بقيمة التوثيق أولا، وضعف الاهتمام بالإنسان باعتباره صاحب شرعية دستورية في الوجود والعيش وحفظ الكرامة والمكانة الاجتماعية. في تلك الرسالة ( المناشدة ) الموجهة الى الشيوعيين، لام الكاتب مخاطبيه على ضعف اهتمامهم بالتوثيق، وذكر ضمن ما ذكره، أن الصحافي الشهيد أبا سعيد، عبد الجبار وهبي، سرّب وثيقة إدانة ضد السلطة الملكية، تتعلق بمجزرة سجن الكوت، حررها بنفسه تحت عنوان (من أعماق السجون)، وقام بنقلها الى وارشو حينما ذهب عام 1955 للمشاركة في مؤتمر الشباب. وقد حصل السيد محمد علي الشبيبي على تلك الوثيقة وقدمها الى صحيفة (طريق الشعب)، التي نشرت بعضا منها قبل ايقافها من قبل سلطة الحلفاء. ويبدو أن الوثيقة اختفت مجددا. وقد أبرزت تلك الرسالة نواقص كبيرة في موضوع توثيق تاريخ الشهداء والسجناء ومنتهكي الحرية والكرامة الاجتماعية. ودللت على أن الإهمال جزء من ثقافة وتقاليد أبناء مجتمعنا، بمن فيهم أصحاب الحق وأصحاب الدم المهدور ظلما. والشبيبي المذكور هو ابن شقيق شهيد لامع من شهداء الحركة الوطنية العراقية، حسين الشبيبي (صارم)، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الذي أعدم عام 1949. وقد تلقى المصير ذاته أربعة قادة شيوعيين آخرين، أنكر الشيوعيون أحدهم: الشهيد يهودا صديق، ومسحوا خامسهم مسحا تاما من صفحة التاريخ، الشهيد ساسون شلومو دلاّل. لكنهم احتفظوا بأسماء الشهيدين يوسف سلمان ( فهد) و زكي بسيم (حازم)، الى جانب اسم الشهيد حسين الشبيبي. وهنا يضاف سبب جديد الى أسباب الاستهانة بتاريخ الإنسان هو الحسابات القومية والعرقية والمذهبية الظالمة.
شحة المصادر وما يلازمها من ضعف في التوثيق، وقلة وتضارب ما وصلنا من معلومات وأخبار ووقائع، لا يؤهل ولا يغري بالانتقال من مرحلة التجميع والعرض الى التحليل النوعي، بحثا عن مضامين الظواهر واتجاهاتها وخصوصياتها المميزة. لقد حاول د. علي الوردي مبكرا القيام بمثل هذه الخطوة، وكان رائدا ومؤسسا، لكنه لم يتمكن من تحقيقها على نحو مرض. فقد غرق في التاريخ. ولم يتمكن عالم الاجتماع فيه من تطويع التاريخ لهذه الغاية. بل على العكس، ابتلعته الأحداث، فضعف المسلكان في دراساته عن تاريخ المجتمع العراقي، كما أضاف تردده الفكري قدرا محسوسا من الضعف، ضيّق ملكة النقد لديه. في حين أننا رأينا هذه الملكة ساطعة ومشرقة لدى باحث آخر أقل تخصصا، هو معروف الرصافي، في تناوله موضوعات أكثر إثارة للمشاعر، وأخطر مادة.
كانت مفاجأة كبيرة لي حينما وجدت أن هناك من يتفنن في إغلاق سبل الوصول الى منابع العنف والشر في المجتمع. حدث هذا قبل الاحتلال، حينما كنت أعدّ مادة كتابي (ثقافة العنف). اتصلت بجهات عديدة تدعي مناهضة العنف والاستبداد والديكتاتورية، لكني رجعت خالي الوفاض. قـُيّض لي مرة الاتصال بالحركة الكردية في العراق، التي كانت تستضيف صحافيين وزائرين ومطبلين من كل حدب وصوب ، عربا وغير عرب. كان هدفي عرض مشروع ثقافي متكامل، على نفقتي الخاصة، يهدف الى توثيق وتحليل جهاز العنف من جوانبه كافة: السياسية والثقافية والقانونية، وتكوين مركز يستبق قيام القيامة الكبرى، وما يلازمها من ضياع محتمل للوثائق التاريخية وأصحابها. وقد وجدت فكرة تدوين تاريخ العنف قبولا وتحبيذا من قبل أحد أبرز الوجوه الثقافية الكردية: فلك الدين كاكائي، الذي استحسن الفكرة وطلب مني مهلة قصيرة لكي ينقلها الى حيز التنفيذ. لم ولن تساورني أدنى الشكوك في صدق وحصافة كاكائي صحافيا وإنسانا، فهو جدير بالثقة والتقدير. لكنني تفاجأت، بعد عدة أشهر، بآخرين يطلبون مني الإجابة تحريريا عن السؤال الأحمق التالي: أولو ألأمر يريدون أن يعرفوا ما الهدف من هذا المشروع؟
هل حقا يحتاج توثيق العنف الديكتاتوري الى هدف، لكي يكون مشروعا ثقافيا مقبولا؟ أليس توثيق العنف، بذاته، هدفا، بل أسمى الأهداف! منذ ذلك الحين أصبح "الهدف من هذا" شاغلي الرئيس. وأصبح الشر، لا العنف وحده، مادة بحثي الأساسية، التي لم تزل تقود خطواتي في الحياة وفي التأليف. تلازم العنف والشر لم يكن شيئا جديدا في منهج تفكيري. ففي روايتي (أمير الاقحوان) جعلت إله الشر بطلا للرواية، ولم يكن العنف سوى مظهر حسي للشر. وفي (ذبابة القيامة) كان العنف المادي والروحي، الجسدي والنفسي مادة الرواية الأساسية. لكن السؤال الشرير عن " الهدف من هذا" دفع تفكيري الى مدى أبعد من العنف، الى غايات تاريخية ووجودية وفلسفية وأخلاقية، تتجاوز حدود تسجيل وإدانة العنف أو تفسيره. أضحى لزاما عليّ أن أذهب الى أبعد نقطة أستطيع الوصول اليها، مبتدئا بنفسي. وقد كانت روايتي ( زهرة الرازقي) بحثا جديّا عن طفولة الشر.
الحاضر يعيد تزوير التاريخ
لم يزل البحث الدراسي في موضوع العنف يتم من طريق الذكريات، أو من طريق استعراضات رقمية، أو رصد أحداث مثيرة، أو من طريق وضع العنف ضمن سياق تاريخي للأفراد والمعارك السياسية والحقب. مثل هذه البحوث يراد بها، في الأعم، تدعيم فكرة سياسية ما، وترجيح أخرى، من دون أن يكون العنف، بذاته، مادة خاصة، وموضوعا للمعاينة والتحليل واستخلاص النتائج. لم يزل العنف جزءا ملحقا بحدث تاريخي وسياسي ما، أكثر من كونه مادة بحثية مستقلة، لها خصوصيتها الجنائية والتنفيذية ومغازيها ومرجعياتها الاجتماعية والسلوكية والنفسية، ودلالاتها الثقافية. لهذا السبب تبدو هذه المهمة عسيرة ومربكة.
إن المهمة الراهنة للبحث العلمي هي الانتقال بموضوع العنف من التوثيق الخبري، والوصف السياسي، الى البحث النوعي في الظاهرة، وفي أشكال ظهورها في مرحلة تاريخية معينة، وسبل تطورها، والأهم من كل ذلك، البحث في أشكال انتقالها من جيل الى جيل، وأساليب تأثير الخبرات العنفية ببعضها، باعتبارها تاريخا بشريا حيّا، معيشا. إن العنف يتحول، عند الممارسة، من وظيفة إجرائية تنفيذية لمواجهة الخصوم، الى نهج سياسي وسلوك اجتماعي وما يرافقه من ردود أفعال بشرية ومهارات فنية متبادلة. أي يقوم العنف بنسج شبكة من المؤثرات النفسية والعقلية والفنية الدفاعية والهجومية، نستطيع أن نسميها بناء ثقافيّا. أي إنها وحدة متكاملة من خبرات عملية وعاطفية، مصحوبة بمنظومة تنفيذيّة وبغطاء روحي وأخلاقي وقانوني مساند، تحكمها سلسلة متبادلة من عناصر الاستقبال والإرسال، والاستجابة والرفض. وهي وحدة لفرط تماسكها تقترب كثيرا من صفات وخصائص "النظام". لأن عناصرها تتحرك بتفاعل شرطي وضروري مع بعضها البعض. وكما أن صناعة السينما تخلق وعيا سينمائيا وذائقة وردود أفعال نفسية وشعورية ومقلدين ومتأثرين، فإن العنف يفعل ذلك أيضا، وبقوة مضاعفة ومركبّة. لأنه يمس الأطراف المشمولة بالعنف كلها: الممثل والمشاهد والمنتج والمخرج وكاتب النص، وحتى الجهاز الفني المشرف والمنفذ للعمل، وفي النهاية المنتـَج العنفي نفسه، باعتباره خبرة وعبرة وسلعة ووسيلة تربوية اجتماعية.
من مساوئ الإنسان- وهي حسنة دفاعية هامة وضرورية في منظومة البقاء والحفاظ على النوع- أنه ينسى. وإذا أراد أن يتذكر فهو يتذكر بطريقة سببية، تقوم على المقارنات القائمة على شحن الدفائن الكامنة تحت اللاوعي. لهذا تُنسب شرور الاحتلال الأميركي، وفساد الحكم كله، الى حقبة صدام حسين، بما في ذلك العنف والتزوير وشراء شركات الكهرباء الوهمية والزرقاوي والقاعدة وغيرها من الشرور. ولم يكن نظام البعث يرى في نفسه سوى تصحيح لأخطاء وجرائم حكومة العارفين وما سبقها، ولم يكن انقلاب عارف سوى تصحيح لانحرافات "المنحرفون" في انقلاب رمضان 1963، ولم يكن انقلاب رمضان الدموي سوى تصحيح لانحرافات تموز، ولم تكن "ثورة تموز" 1958سوى تصحيح لـ "انحرافات" الحقبة الملكية، ولم يكن احتلال العراق بريطانيّا وتأسيس المملكة العراقية سوى تصحيح للاحتلال العثماني... هكذا تمتد حلقات التصحيح وتترابط من دون انقطاع، وتمتد معها متوالية العنف الهندسية اللانهائية. ولكن، على الرغم من كثرة عمليات التصحيح المضللة، لا نعثر على أفق صحيح واحد، ذي طبيعة منهاجية شاملة، على الإطلاق. بل نعثر على سلسلة تبريرية كاذبة، ترتبط عضويا ببعضها برواط أعمق بكثير مما يفرق بينها. وفي موضوع العنف، نستطيع أن نثبت هنا، أن الحلقات التاريخية السابقة، المنفصلة شكلا، متصلة اتصالا عضويا محكما، يكاد أن يكون مدهشا في بعض الأحوال. إن نقل وتوارث الخبرات يصيب الدارس بالخرس وهو يرى سياسيا شيعيا يبرر الوقوع في براثن الأميركين بالقول: إنهم أفادوا من تجربة ثورة العشرين، التي قادها الشيعة وحصد ثمارها السنة. وفي الجانب المقابل، يحاول سياسيون سنة الإفادة من التجربة ذاتها، ملوحين بالعنف وسيلة لا لطرد المحتل، وإنما لاقتسام الأرض. وتلك إفادة رابحة وخلاقة بحق، استثمرت الدرس التاريخي جيدا- النصر والهزيمة- وأفادت منهما إفادة تامة، ولكن من طريق تسليم الوطن بأكمله الى أجنبي، لم يكن يطمع، حتى في الخيال، بمثل هذا الكرم الوطني، وبمثل هذه المعرفة الدقيقة ببواطن التاريخ وتطبيقاتها السخية، ولكن الشريرة والمؤذية. هذه ليست مفارقة لإثارة الفضول. هذه حقيقة المأساة العراقية القائمة، التي لم تعد تثير سوى الإحباط لفرط بشاعة وبلادة منفذيها وحجم استهانتهم بكرامة الإنسان ومحتواه، الإنسان اسمى المخلوقات من الناحية المثالية العامة، وغاية العمل الحكومي من الناحية الوظيفية والعملية.
إن نقاط تشابه الخبرات العدوانية للاحتلال البريطاني مع خبرات الاحتلال الأميركي ليست قليلة، وهي ليست تشابها طارئا أو عفويا، بل هي تجارب ودروس متبادلة. ولا ينحصر تبادل خبرات الشر في مكان محدد، بل هو تراث بشري عالمي. حينما يتفحص المرء عقوبة أسامة بن لادن بعد قتله، يصاب بالعجب لغرابتها، أو لغرائبيتها، كفعل يصدر من دولة عظمى متحضرة: حرق جسده ونثره في المحيط! مثل هذه العقوبة نفذها المستعمرون البريطانيون بحق جثمان زعيم الثورة السودانية محمد المهدي (توفي 1885 )، الذي نبش المستعمرون الانكليز قبره، وألقوا رفاته في البحر، لكي لا يكون قبره مزارا. إن المستعمرين يتوارثون الأخيلة البربرية. أما الشعوب فإنها تتذكر عند الحاجة الضرورية حسب.
وإذا كان المستعمرون يتوارثون خبرات العنف، فإن بعض رواة التاريخ وشهوده يتوارثون التخريجات والصناعات التبريرية السياسية. وهذه المهمة ليست حكرا على السياسيين وجهاز الدعاية التابع لهم، بل تمتد غالبا لتضرب بعمق قلب الواقع الثقافي والبحثي والدراسي أيضا. لذا تشيع، غالبا، عند التحولات الجسيمة أفكار مضطربة، تحاول تكييف الماضي على ضوء مصالح الحاضر. ومن هذه التكييفات ما شاع مؤخرا عند الحديث عن أساليب القمع السياسي في ظل النظام الملكي. فقد أشيعت سلسلة مترابطة من الآراء الشكلية، التنزيهيّة ، متصنعة الموضوعية أو الاعتدال، وفي أحيان كثيرة الكرم في إطلاق الأحكام، لكنها في حقيقة الأمر أساءت الى التاريخ. لأنها رسمت صورة مزورة تماما للمشهد السياسي الواقعي، وأخذت تعيد تأسيس الحدث التاريخي على ضوء خيبات ومساوئ الحياة الراهنة، وعلى ضوء حسابات شخصية، وكسب نفعي متعجل، لا صلة لها بالحقيقة التاريخية أو بالبحث العلمي. ومثل هذه الآراء نجدها لدى دعاة اليسار واليمين معا. لقد وصل الحال حدا كريها حينما تم تنزيه حتى هولاكو والحجاج من شرورهما. ومن تلك الآراء الباطلة، التي أريد لها أن تكون قراءة تاريخية مستحدثة، القول بديموقراطية النظام الملكي وانحداره التدريجي نحو القمع. هذا ما نقرأه في كتابات الدكتور كاظم حبيب، مكررا الفكرة التي أشاعها الدكتور أحمد كمال مظهر، القائلة: " إن أكبر خطأ قاتل ارتكبه النظام الملكي في العراق يكمن في موقفه من الديمقراطية، فعلى العكس من منطق الأشياء سار الخط البياني لتطور الديمقراطية في العهد الملكي من الأعلى إلى الأسفل، لا من الأسفل إلى الأعلى، ويتحمل الجميع وزر ذلك, ولكن بدرجات متفاوتة" ورد هذا القول في مقدمة كتاب عبد الرحمن إدريس البياتي" سعيد قزاز ودوره في سياسة العراق حتى عام 1959 " المؤسسة العربية للطباعة والنشر ببيروت 2001".( الحوار المتمدن- العدد 1760- 10-12-2006)
لم يتوقف السعي الى إعادة قراءة التاريخ بأثر رجعي على تحسين صورة النظام الملكي. ففي الحقبة الطائفية جرى تحسين صورة أكثر جزاري العراق دموية وبشاعة: ناظم كزار. ففي غير موضع بدأنا نرى سعيا الى جعل ناظم كزار يقترب من مرتبة الشهيد. ففي كتابات حسن العلوي نجد تلميحات الى مثل هذا الأمر، تربط بين مقتل كزار وخيط انتقامي مناطقي، ذي بعد طائفي. ولم يكتف مشايعو الاتجاهات الطائفية بالتلميح، بل ذهبوا الى التصريح، معتبرين ناظم كزار ضحية للمعركة الطائفية، التي قادها صدام ضد منافسيه الشيعة.
ومن منطلقات مشابهة تماما، ولكن على أساس قومي شوفيني، راح منتفعون نفـّاجون يعيدون رسم صورة أحد رموز العهد الملكي السيئة، وزير الداخلية سعيد قزاز. وقد ذهب هؤلاء الى تحسين ملامح قزاز، من منطلقات عرقية خالصة، متخذين من أخطاء محاكمات المهداوي التهريجية، وسيلة لتبييض صفحة وزير الداخلية السوداء.

الفوضى الفكرية الخلاقة


تلك الأفكار حلقة من سلسلة من الفرضيات الاعتباطية، التي لم نعثر على ما يدعم وجود عناصر تحققها في الواقع، عند مراجعتنا للتاريخ المذكور. لا تتوقف خطورة هذه الفرضيات على ما حوته من خلل، فقد جعلها البعض مسلّمات تاريخية راح يؤسس عليها طائفة من الأحكام والتصورات السياسية اللاحقة، هدفها تدعيم فكرة القبول بالأمر الواقع القائم بعد الإحتلال الأميركي، نظرا لتشابه المرحلتين. ففي مرحلة الاحتلال الأميركي شاعت مقارنات تبريرية سطحية كثيرة أغرقت الإعلام العراقي، بسبب ضيق أفق الواقع، وتمركز الأنانية السياسية بشكل متطرف. فالبعض يتحدث عن ديموقراطية ملهمة اجترحها السياسيون العراقيون بعد سقوط النظام الديكتاتوري. يقيم هؤلاء فرضيتهم هذه على دليلين، أولهما: كثرة عدد الصحف وما رافقها من انفلات الرأي، وثانيهما: الانتخابات. يتناسى هذا الفريق أن عدد الصحف المطموسة الهوية الثقافية وطنيا، والانتخابات القطيعية، غير المنتجة سياسيا، لا تصنعان مضمون الديموقراطية، التي تقاس بمقدار فعالية الآليات الدستورية في الممارسة الواقعية. إن كثرة الصحف والانتخابات، المقحمة على بنية سياسية وثقافية خربة ومفككة، هي العنوان الحقيقي للواقع الراهن. ففي مملكة الطوائف السياسية، يكون بيع وتداول الكلام ظاهرة طبيعية نابعة من حدة الانقسام المجتمعي، وليست نابعة من الوحدة البنائية للعلاقات الروحية والوطنية. أي إنها ليست دلبلا على وجود نظام متكامل للحرية، بما فيها حريتا التعبير والاختيار، وإنما هما مظهران مقحمان بشكل قسري على هيكلية غريبة، مشوهة، لا تسمح إلا بإفراغ هذين المظهرين من محتواهما الحقيقي، وتحويلهما الى أداة دعائية ممسوخة، يراد بها إدامة عملية تقاسم المجتمع سياسيا وتحاصص ثرواته وجغرافيته وقدراته البشرية والروحية. هذه الديموقراطية المشوهة، القائمة على العنف والتمزق الوطني والتقسيم العرقي والطائفي والنهب العلني، المعطلة لمصالح المجتمع بأسره، دفعت أنصار النظام القديم الى تذكير الناس بأفضلية النظام السابق، لأنه كان يحفظ الأمن للناس. وتلك حجة تبريرية، تشبه تماما حقيقة تعدد الصحف والانتخابات في العهد الجديد. لكنها حقيقة فاسدة أيضا. لأن من ينطق بها يتناسى تماما موضع ومكانة تلك "الحقيقة" في البناء الإجتماعي كاملا: النهب والتزوير والعنف المتنوع، تدمير محتوى الإنسان، تخريب التاريخ الثقافي، وتدمير القاعدة الاقتصادية، وتحطم أسس المجتمع العراقي، وتفكيك روابطه الروحية في ظل النظام السياسي الجديد، يقابلها الأمان الفردي، ولكن وسط الحروب الدموية والقمع السياسي الجماعي المزمن والشرس، وسحق الإنسان باسم الوطن المسحوق أيضا، وسياسة دفع البلاد وتسليمها لقمة سائغة في أفواه المحتلين في ظل النظام السابق. كلا المثالين يستندان الى عناصر "حقائق" من الواقع، لكنهما ينسيان وضع تلك الجزئيات ضمن نظام إجتماعي عامل ومنتج وطنيا. ففي العراق الجديد أصبح الحديث مباحا في حدود كبيرة، بسبب تمزق الإرادة السياسية الحاكمة، وليس بسبب ديموقراطية هذه القيادة ووحدة تفكيرها وقوة إيمانها بالتعددية والمثل الديموقراطية. فالمرء يستطيع أن ينتقد البارزاني في السليمانية بيسر، ويستطيع أن ينتقد الطالباني في أربيل بنفس القدر، ويستطيع أن ينتقدهما معا في مدينة الصدر. وفي كركوك يستطيع أن ينتقد من يشاء، ولكن عليه أن يحسب بدقة لا تقبل الخطأ موقع وجوده في أقسام المدينة العرقية والطائفية المختلفة. إن مفهوم حرية التعبير في النظام الديموقراطي يرتبط بحجم التمتع بالحرية الدستورية العادلة وطنيا، وليس بعدد الصحف وعدد الكلمات المؤيدة والمعارضة فئويا. فهذه الكثرة في غير موضعها، أفقدت الكلمة مضمونها وجعلتها تصبح أكثر عجزا وخرسا من الصمت. أما الانتخابات من دون وجود تعداد سكاني، ومن دون وجود دستور "وطني" متماسك قانونيا، ومن دون وجود رقابة نيابية حقيقية وقضاء مستقل، وقانون للأحزاب والثروات الطبيعية، جريمة سياسية، وملهاة يتسلى بها سياسيون لصوص، مبتدئون وطارئون ومهلهلون. في زمن الديكتاتورية كان القول ممنوعا، لكنه كان مغلفا بالأمان القهري، القائم على العنف الحكومي الشامل، والاحتكار العقائدي والحزبي، الذي يفرض صمت القبور على الجميع. أمان الموتى البعثي هذا، قابله صراخ وعويل سكان المقابر الديموقراطية. إن ذلك يعني أن الواقع العقلي العراقي لم يزل سجينا في تلك المعادلة المختلة، التي تسود الواقع السياسي القائم الآن، والتي تصنع قطبي الجذب فيه: الموت صمتا، أو الموت صراخا.
لم تكن المفاضلة بين أنواع الموت، والتفنن في صناعة قدر عراقي قائم على معادلات الموت، حكرا على السياسيين وحدهم، بل كانت البضاعة الرائجة لمثقفي الاحتلال قبل وبعد الغزو.
يقول الكاتب إبراهيم أحمد: " أما الاشفاق على الضحايا – ضحايا الغزو ونتائج الاحتلال- فأنا أعتقد ان هذا ينبغي أن يتفجر بغضب حقيقي حين يبقى الناس تحت سطوة صدام وأبنائه وطغمته من أبناء العوجة فسيرون كم سيتضاعف عدد الضحايا مرات ومرات وبأساليب أكثر بشاعة من الحرب المنظورة من قبل العالم" ( المؤتمر- 11، 17 نيسان 2003)
وفي العدد نفسه من صحيفة (المؤتمر)، يكتب الشاعر صادق الصائغ : " كم سيكون يا ترى عدد قتلانا من المدنيين – بالأحرى سعة مجازرنا - لو استجبنا لسيناريو مناهضي الحرب، أترانا نستطيع، ووافقنا على ترك رقابنا، كما في المرة السابقة، نهبا لهوايات صدام الجهنمية المعروفة..."
توارد الخواطر الدموية العجيب هذا، بين إبراهيم أحمد وصادق الصائغ، لم يكن تشابها في التفكير، كما يحسب القارئ، طيب القلب. بل هو مجرد ترجمة محلية، فورية، لأمر تعبوي صادر من جهة حربية أجنبية. عدا هذا التشابه التعبوي، نجد أن الشاعر والكاتب المذكورين جاءا الى الحرب من جهة اليسار، وأنهما عملا معا على تنظيم الخلايا والقوائم الثقافية لمرحلة ما قبل الغزو، ثم عملا مستشارين خاصين لدى قيادة الاحتلال عند بدء الغزو. إن أفكار الكاتبين، التي يقارنان بها سبل موت العراقيين، وأشكال اختيار أفضل طريقة للموت، نموذج جديّ على أن الاستهانة بالإنسان وبحرمته نابعة من سيطرة فكرة الشر سيطرة مطلقة على وعي الجماعات التي روجت للاحتلال، حتى غدت فكرة المفاضلة بين الأشرار والقتلة والمجرمين المعيار القيمي الأوحد، الذي تبنى به مفاهيم الحرية والديموقراطية. لذلك طالب الكاتب إبراهيم أحمد المثقفين العراقيين بـضرورة التخلص من "عقدة الحياء الوطني الزائد عن اللزوم". لقد فاجأ هذا السخاء الثقافي التعبوي حتى المحتلين، الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تفهم حجم قسوة ما يجري على أرض الواقع، بما فيها بشاعة أفكار مادحيهم، التي فاقت كل تصور.
حينما نتحدث عن الأحصائيات والأرقام ربما تذهب عقول البعض مذهبا بعيدا عن مقاصنا. فقد تبدو الحسابات العددية ( الضحايا، القتلى ، المنتخبين، عدد الصحف، عدد الأحزاب، عدد زائري العتبات المقدسة) جاذبة للبعض، عند النظر اليها من بعدها الظاهري والشكلي، أو من السطح. لكنها سرعان ما تتهاوى حينما ننظر اليها بقليل من التمعن والتحليل. وهذا الأمر يسري أيضا على فكرة قراءة موضوع الديموقراطية في النظام الملكي، وعلى تحليل حقبة الدكتاتورية، وعلى موضوع الحرية الأميركية التي جاءت مع الاحتلال، وعلى أجزاء كثيرة مؤثرة من تاريخنا الاجتماعي.
خاتمة
إن البحث عن مصادر الحقيقة التاريخية لا يتأثر بالعناصر الفنية فحسب، كطرق وأساليب جمع المعلومات والوصول اليها والتحقق منها ونشرها، بل يرتبط بقوة أعظم بالغاية المراد تحقيقها (الهدف) وبالمنهج. وكلا الأمرين يرتبطان بقوة بدرجة نضوج وتطور وعي الظواهر اجتماعيا. لذلك نرى أن البحث التاريخي لدينا لم يزل في القعر، رغما عن تقدم مناهج البحث عالميا. فلم يزل يسود صراع بين الرغبة في سرد محتوى المعايشات ( كشف الظواهر) وبين العوامل الذاتية والموضوعية المحيطة بالظاهرة. ويزداد الأمر صعوبة في ظل ضعف التخصص البحثي، وغلبة التحزب على مرجعيات البحث، التي لا تتيح حرية انضاج قاعدة مستقلة لجمع المعلومات، ولا تنتج أساسا واقعيا علميا للتحرك صوب الاستقراء أو الاستنتاج المجددين الخلاقين، المتحررين من ضغط المحيط الاجتماعي، ومن أسر حاجاته الآنية.
إن تدريب المجتمع على احترام حقوق الإنسان، يتطلب ويشترط قيام تغيير ثقافي ثوري وانقلابي، يطيح الصورة التقليدية المورثة، المعششة في أذهاننا عن الإنسان، المزروعة عميقا في الواقع السياسي، التي هي نتائج لعهود طويلة من موجات العنف السلطوي ومن حقب قهر المواطن. إن بناء المجتمع المدني المنتج يشترط قيام تمهيد حقوقي وثقافي وأخلاقي جديد، يهشم تهشيما تاما حرية احتكار العنف سلطويا، ويعمل بمثابة ناظم مثالي أعلى، يجبر السياسيين والحكام والمحكومين على احترام سقفه المعترف به إنسانيا - قانونيا وأخلاقيا- في الممارسة اليومية. وهذه المهمة تقع، بدرجة أولى، على عاتق المواطن المتنور، والمثقف الإنساني، المتجرد من ميوله الشخصية والحزبية والفئوية.

# ### #
إن دراسة المجتمع نفسيا واجتماعيا على أسس علمية، ربما تسهم في إيجاد أجوبة نافعة، تميط اللثام عن السؤال الإشكالي الكبير: ما دور الفرد والجماهير في عملية صنع الواقع؟ وإعني بالواقع وجهيه: الفاسد الكالح، والمنتج المشرق.
إن كل ما سيأتي به هذا الحوار، مهما كان ضئيلا، أو مهما كان صادما، سيكون مادة لتطوير عملية تبادل الأفكار، باعتبارها القاعدة الميدانية لتدريب النفس على ممارسة نقد الذات، وباعتبارها المصدر الحيوي للإمداد بالأراء والمعلومات والحقائق، والمصدر التفاعلي الأقوى لتجديد أساليب التفكير وطرائقها، ولفتح ثغرات في مناطقها المغلقة، أو المعتمة.
بالحوار ليس لدينا ما نخسره، سوى أخطائنا وضعفنا ومخاوفنا.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كذب وزيف ولا منطق
طلال الربيعي ( 2013 / 7 / 21 - 17:27 )
استاذي العزيز سلام عبود
شكرا حزيلا على مداخلتك الرائعة التي تتناول حقبة تاريخية كبيرة وطويلة نسبيا واحداث عديدة ومتشعبة, لذا لربما من الصعب التحاور في كل النقاط, والاكتفاء موقتا بدل ذلك, بعرض ما هو جوهري, بعرفي طبعا, آملا بان استمرار الحوار سيبرز نقاط وافكار للتوضيح والشرح اكثر.
تختتم مداختك بقولك
-بالحوار ليس لدينا ما نخسره، سوى أخطائنا وضعفنا ومخاوفنا-
واعتقد ان هذه العبارة هي تجسيد مكثف لمجمل المقال. ولكن دعنا نتسائل ما هي اسباب ضعفنا ومخاوفنا التي تسبب اخطائنا. ولكن قبل ان نشرع في محاولة الاجابة على هذا السؤال-وهو سؤال ليس بالهين ولا يقبل التجزئة او اللجوء الى عموميات انشائية تستخدم الكلمة لا للتقصي والتحري, وانما لتضخيم الأنا, اي ان الكلمة هنا هي قناع ووسيلة دفاعية لحجب الضعف والمخاوف عن الانظار. انهم ابناء الفلسفة الوضعية النجباء التي تشكل الماركسية المبتذلة التي يعتنقها الشيوعيون المشار اليهم او غيرهم من وقف الى جانب الاحتلال بالفعل, وان لم يكن بالكلمة.
ان هذه الفلسفة, او هذه الماركسية الفجة, تساوي بين الانسان كقيمة لا تقبل الاختزال, من جهة, وبين وظيفته النفعية ضمن نظام اجتماعي-سياسي-ثقافي, من جهة اخرى. فمثلا, يقوم الشوعيون الرسميون في اعلامهم بتبريز اخبار وتصريحات اشخاص في السلطة على حساب اخبار وكلمات (المهمشين في المجتمع), ومنهم حتى من عمل مع النظام السابق, لا لكون ما يقوله هؤلاء يفيد الشيوعية او اليسار او الشعب وكادحيه ومهمشيه, ولكن لكون هؤلاء يشكلون الحلقة الاقوى في المجتمع, اي ان هؤلاء الشيوعيين يساندون, بوعي ظاهر او باطن, خطاب وسلوكيات القوى المعادية للشعب والوطن, بالرغم من كلماتهم المناقضة. ولكن تناقض افعالهم مع كلماتهم هو سمة الاسلام السياسي نفسه ايضا, اي انه سمة الخطاب السائد. ففي حين يكثر الاسلام السياسي من بناء المساجد التي تدعوا الناس ليلا ونهارا الى -حيوا على الفلاح, حيوا على خير العمل-, كلما ازادت عنجهية وفساد وانحطاط الاسلام السياسي. هذا تناقض, ولكنه تناقض شكلي, ويمكن تفسيره باستخدام ادوات التحليل النفسي, وهذا لربما يستدعي الانتظار الآن. ولكن لا بأس لايضاح هذا التناقض من الاشارة الى تناقض مشابه لدى عنصريي الغرب. فهؤلاء يزعمون ان المهاجرين الى البلدان الغربية كسالى ويعيشون على النفقات الاجتماعية لتلك البلدان, ولكن هؤلاء يتهمون نفس المهاجرين, وبشكل مناقض, بكونهم يريدون اخذ وظائفهم منهم ويسببون العطالة لهم. انه منطق مقلوب وليس من الصعب ابدا اثبات تناقضه, ولكن العقل الباطن من الذكاء والحيلة بحيث يحيل المنطق المقلوب الى منطق سوي لدى الآلاف او حتى الملايين, ومنهم اصحاب ثقافة عالية في الظاهر, مما يسبب في حدوث كوارث لا حصر لها. نفس هذا المنطق استخدمه النازيون والفاشيون مع اليهود. ونفس هذا المنطق المقلوب حمل هؤلاءعلى تصوير احتلال العراق تحريرا- فيا لغرابة المنطق القائل ان هدف الاحتلال هو التحرير.
ان المشكلة او الكارثه هو ان كل منطق مقلوب يؤدي الى افعال اخرى لا يمكن تبريرها من قبل هؤلاء, بسبب دفاعات نفسية تستهدف تضخيم الانا الكاذبة وتقزيم الانا الاصيلة, الا بمنطق كاذب آخر. وبالتالي يغرق الجميع (الوطن), وحتى من لا يمارس الكذب كاشخاص, في مستنقع الخطاب السائد-;- اللامنطق والكذب والتزييف. انهم يطبقون مقولة النازي غوبلز -اكذب واستمر في الكذب الى ان تصدقه انت نفسك-. والتحليل النفسي منقذنا هنا ايضا, فالكذب يؤدي, كما اشرت اعلاه, الى تقزيم الانسان والغاء قدرته على التفكير السوي. ولكنها سلسلة من التفاعلات يغذي بعضها البعض.
اعود الى ما بدأت به, فالحوار مع هؤلاء يعني لهم خلع الاقنعة والتخلي عن مقاوماتهم الدفاعية. ولكن هذه الاقنعة هي ما يوحي لنا خطئا بانهم اناس يمكن محاورتهم, اي, في واقع الامر, محاورة اناهم الكاذبة المزيفة التي يجهدون وسعهم في تغليفها وتسويقها وكأنها العقل السليم والمنطق القويم.
ان منطقهم القاضي بتقديس القوة او السلطة, كما يتجلى في العمل مع المحتل وحكوماته, هو نفس المنطق المقلوب للفاشيين والعنصريين, بالرغم من اختلاف الظواهر شكليا. انه المنطق الذي يتخطى الحدود الايديولوجية التقليدية من يسار او يمين.
اكتفي بهذه المداخلة لاترك االمجال لك وللآخرين التعليق والاضافة. لربما لي عودة اخرى.
جزيل شكري ثانية


2 - رد الى: طلال الربيعي
سلام عبود ( 2013 / 7 / 21 - 20:59 )
عزيزي طلال الربيعي
أتابع ما تكتبه بحرص
ما تكتبه من موضوعات في علم النفس والفلسفة هو الحوار الذي اعنيه والذي اريد له ان يأخذ مداه بين المتنورين.
أنا وانت والآخرون من يخلق الحوار
شكرا لك وبانتظار كلماتك


3 - دعوة
د. جليل البصري ( 2013 / 7 / 21 - 18:53 )
شكرا لك استاذ على هذه المداخلة الرائعة بدون مجاملة.. الحقيقة ان تأريخ العراق الحديث جدا واقصد بالتحديد فترة الحكم الملكي والجمهوري الى سقوط صدام بحاجة الى مراجعة شجاعة وجريئة وهذه مهمة الشخصيات والقادة ورجال الفكر الذي شاركوا في صنع قرارها او اطلعوا عليها ليكشفوا الحقائق التي زيفتها حاجت احزابهم وقواهم وكتلهم في وقتها للبقاء في سدة الحكم، وسيسجل لهم الشعب وليس التاريخ موقفهم الشجاع هذا.. ارجو ان تطلق الدعوة هذه فانا عن قريب اعرف ان الكثير منعهم يريد ان يزيح عن نفسه هذا الهم الذي يركبه كلما شاهد ما آل اليه البلد وشعبه على حد سواء. وشكرا


4 - رد الى: د. جليل البصري
سلام عبود ( 2013 / 7 / 21 - 21:03 )
عزيزي د. جليل البصري
شكرا على دعوتك
حقا الحوار سيزح الهم الفردي والشخصي
أما الحوار الوطني فلربما غدا عونا في إزاحة هموم أكبر


5 - محمد يونس الأحمد
samir mahmoud ( 2013 / 7 / 21 - 20:07 )
أسفت وبكيت أكثر من مره لمقتل مصطفى ابن قصي رغم عدم مشاهدتي ومعرفتي به كأنه ابني
وفقدته
أبوه وعمه وجده الله يحاسبهم،،، ويحاسبنا جميعاَ
آشرف رجل يصلح للمشاركه من قادة العراق هو صديقي وأخي الكفؤ الشجاع - محمد يونس الأحمد-
أويد قرار المالكي باعدام المجرم صداام لعنة الله عليه وعلى افكاره المريضه ،،
يجب على الحكومه العراقيه الحاليه تضمين واكرام واحترام عائلة صدام رغم اجرامه فلا جريرة لأهله وعدم السماح بعيشيهم خارج العراق -- أكرموا عزيز قوم....-
-

أوؤييد وبقوه استعمال كل الوسائل القانونيه والشرعيه لطمر وانهاء القاعده والبعثيه

قد تكون لى عوده حول موضوعك القييم وكيفية فقدان الشيوعيين لتاج الزعامه لأنهم دائماً يحبون ان يكونوا ضحيه ،، هذا هو ما استقرأت انا شخصياً عن وضعهم في العراق

أحترامي ومودتي لك أخ سلام عبود وللجميع


سمير


6 - رد الى: samir mahmoud
سلام عبود ( 2013 / 7 / 21 - 21:06 )
عزيزي سمير
شكرا لك واحترامي لمشاعرك
طامعا بما هو أكثر، بمعرفة كيف سنواجه علميا هذا الارث الثقيل


7 - الاخ العزيز سلام عبود
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 7 / 21 - 21:47 )
عزيزي استاذ سلام
دعنى انتقل الى سؤالك الاخير و لكن اريد فقط ان التطرق لدور الفرد: انا من الذين يؤمنون بدور الفرد في التأثير و تصحيح كل شيء و ليس فقط التأريخ و انت بالتأكيد احد هؤلاء الافراد و بسبب خبرتك و نزاهتك التي احس بها في كل كلمة كتبته يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار عنداعادة كتابة تأريخ العراق. للافراد احيانا تأثير اكبر من الجماهير. شكرا لتزويدنا بحقائق مهمة لا نسمع بها دون وجود افراد همهم الوحيد هو الحقيقة
تحياتي الصادقة


8 - رد الى: جمشيد ابراهيم
سلام عبود ( 2013 / 7 / 21 - 23:28 )
عزيزي جشميد ابراهيم
شكرا لك لأنك تدعوني الى توسيع حقل النقاش.
أنت لا تضع أمامي سؤالا عابرا، أنت تتساءل عن الجدلية الأساسية في معادلة الانقلاب الاجتماعي، بصرف النظر عن توجه هذا الانقلاب.
فأنت تعرف أن هناك من يعوّل على النظرية الشعبية القائلة بدور الجماهير التاريخي الحاسم في التغيير.
وهناك من يرى أن حركة الجماهير لا تستطيع لوحدها السير بعملية التغيير من دون وجود دور قيادي للفرد.
إن حركة الجماهير عمياء حتى في حال نهوضها العارم.
لا بد من وجود دور قيادي، ملهم ورؤيوي وثاقب يضع لها إشارات العبور الأساسية.
فأنا أرى مثلا أن ما حدث في البلدان العربية، تونس واليمن ومصر وليبيا، على وجه التحديد، هو تعبير تاريخي عن احتقان متراكم. أي هو -ثورة جماهير-، لا تحمل رأسا قياديا. لذلك تمت سرقتها بيسر من قبل الإخوان في مصر. وتم تجييرها لمصلحة الاجنحة الاسلامية في تونس على نحو أخف، وفي ليبيا على نحو مضطرب.
في سوريا تملك الجماهير خزينا متراكما يصلح ان يكون مادة غنية للتحرك الاجتماعي من أجل اقامة نظام ديمقراطي. لكن هذا التراكم سرق قبل بدء الحراك الاجتماعي من قبل إرادات أجنبية اعتمادا رئيسيا على اسهل السبل: التطرف التكفيري، فتم تدمير الخزين الجماهيري كله، وسيظل مدمرا حتى لو فازوا بالسلطة.
لذلك أنا ارى ان الثورة المصرية الجماهيرية سرقت مرتين. في الاولى من قبل الإخوان، وفي الثانية من قبل الجيش.
قد يبدو هذا الرأي غريبا ومخالفا لكل ما كتب ويكتب، وربما سيتهمني كثيرون بالجنون، لأن فكرتي قد تبدو، لصالح الإخوان بعض الشيء، في ناحية معينة: سرقة الثورة من سارق! إنها لحظة ملتبسة، ولكنها ليست بريئة في نظري.
إن حركة الجيش لم تأت استجابة لمصلحة الجماهير فقط. بل جاءت لحسابات دولية، أخطأ فيها مرسي خطأ قاتلا. إن الاسقاط -غير الدستوري- لمرسي لم يتم في تقديري، إلا تحت ضغط عاملين:
الاول: عدم استنزاف ضغط الجماهير المصرية بعد، نظرا لعمق الازمة التاريخية للمجتمع المصري، الذي حلت فورته الجماهيرية حلا إخوانيا لا يتلاءم مع حجم التراكم الاجتماعي المصري التاريخي. أي ان الاخوان، حتى لو فازوا انتخابيا، لسبب ما، فانهم لا يحملون حلولا لهموم المجتمع المصري الأساسية ، المسببة للثورة الجماهيرية كاملة. لقد فاز مرسي، ولكن ظلت عوامل الخروج على مبارك قائمة. وهذا سر استمرار زخم الثورة في الشارع. الثورة حائرة، تبحث عن نفسها في الشوارع والميادين.
الامر الثاني: لقد صنع صعود مرسي، نظرا لفوزه بالسلطة من دون أن يكون ممثلا حقيقيا لكل شعارات الجماهير الثائرة، تناقضا عميقا يتمثل في ما يلي. لقد أعطى اسرائيل كلمات مجاملة لم يمنحها حتى حسني مبارك، لكنه في الوقت عينه، لم يكن يجرؤ على ضرب المجاميع التكفيرية المسلحة التي ساندت في صعوده. فهو يخشى ضربها لكي لا تنقلب عليه، ويفقد جماهيره. لكن عدم ضربها قاد الى تناميها بطريقة أصابت الجيش، ومعها اسرائيل ودول عديدة بالرعب، لأن هذه المجاميع بدأت بالسيطرة على مناطق تعتبر خطوطا حمر دولية: سيناء والحدود مع غزة. إذا ما الحل؟ كان مرسي يريد ايجاد معادلة وسطية توافقية، بين الجيش والمسلحين. وقد فكر باقالة السيسي الذي كان ينظر الى تنامي المسلحين وبدء استماظائهم للمؤسسة العسكرية. لكن السيسي ( المؤسسة العسكرية، والسيسي هنا لعب دور الفرد الحاسم)عجل في نقل المعركة، بمساعدة دولية، الى ملعب مرسي، مستخدما النهوض الجماهيري، الذي لم يخفت بعد. أي مستخدما طاقة الجماهير.
السؤال هنا: لماذا تقوم الجماعات التكفيرية بالضغط على مرسي؟ السبب بسيط جدا، لأنها هي من دعمه للوصول الى الرئاسة، وهي لا تريد أن تكتفي ببعض الحلوى (سيناء والصعيد). لذلك قام مرسي بخطوتين لامتصاص فورة التكفيريين المسلحين (أنا أسميه الاسلام العسكري) فاشلتين، دعائيتين، الأولى تهديد اثيوبيا عسكريا، والثانية فتح باب الجهاد ضد سوريا. وفي الثانية رأت الجماعات التكفيرية، أن هذا الجهاد المائع محاولة من مرسي للتنصل الحكومي عن مهمة تطوير المعركة قوميا. أي تحول المؤسسة كلها لمصلحة الاسلام العسكري، بما فيها السلطة المدنية. أي لا بد من فعل حكومي وليس فعلا جهاديا، حتى لو كان صادقا. أي لا بد من زج الجيش رسميا ومباشرة في المعركة. وهنا عاد الصدام مع الجيش. أي أن حلقة متشابكة من الأسباب والنتائج،( تناقضات غير قابلة للحل، تولد من داخل بعضها البعض) اقتضت أن يكون الجيش عاملا لنزع السلطة -الدستورية- (من هو الدستوري وغير الدستوري؟ هذه لعبة أصبحت خالية من المعنى في بلداننا)، ولكن باسم الشعب هذه المرة.
أي باختصار هناك جماهير تثور، ولكن عدم وجود قيادة ملهمة، بمستوى النهوض الجماهيري المصري الاسطوري، قد يقلب دور الجماهير، أو يسرق نهوضها.
نعم، العامل الفردي حاسم، ولكن باتحاد تام مع الفعل الجماهيري، وباتحادهما معا مع اللحظة التاريخية للتغيير (اللحظة الثورية).
شكرا لك، لأنك جعلتني أبوح بما لا يجوز قوله.
وربما سنعود مجددا لمناقشة أعمق، من زوايا أخرى.


9 - very good
أبوخالد نازك ضمرة ( 2013 / 7 / 21 - 23:48 )








Nazek Dhamra · University of Dallas

البحث العلمي: نعم إن ما نكاد نفتقده في حياتنا هو البحث العلمي حول أي موضوع يهم الناس والمجتمع، وما دمنا نحرص على الحياة، فلا بد من الاهتمام بما يحفظ علينا حياتنا، والشعوب تعيش على آثار خطوات تطورها على مدى العصوور، والمثل الشعبي القائل : من لا أصل له لا وطن له، وكثير من الشعوب بادت لأنها انقطعت او أهملت او جهلت الثقافة والبحث العلمي عن اصول الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ووالسلوكية وما شابه، لذا فبدون البحث العلمي عن جذور العنف وأسبابه ومسبباته والتربة التي ينمو بها او يتكاثر ويصبح إرثا حضارياً نورثه لأجيالنا التالية، وقد تختلف اساليب العنف او الاضطهاد او التشدد او البعد عن العدالة وإسقاط احترام الغير والذات ، فتكثر في المجتمع آفات قاتلة او ضارة او كريهة تقضي او تعيق أي تقدم ابوخالد نازك ضمرة / أمريكا


10 - الاخ العزيز سلام عبود
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 7 / 22 - 10:12 )
عزيزي استاذ سلام
بداية شكرا على جابتك المفصلة و دعني اقول طبعا الجماهير المهمة و الا لا يستطيع الفرد تمرير اهدافة و المشكلة هي ايضا مع الجماهير نفسها و دعني اكون صريحا اما بسبب غبائها اوسذاجتها او مصاحها الفردية او بكل بساطة بسبب خوفها. المسألة هي فعلا بسيطة عندما تتابع قصة سيجارة مالبورو التي كانت سجارة نسائية عندما ظهرت و لكن و بسبب المبيعات السيئة و قلة عدد النساء المدخنات و عدم استطاعة الرجل تدخينها قامت الشركة بتغير اسمها فقط و صعدت المبيعات الى السماء. لاحظ بساطة غش الجماهير و ان نظرة الى الوراء تكفي لتري كيف الاديان و الحكومات الدكتاتورية و حتى الديموقراطية في الدول الغربية تاتي للحكم. الاساس هو التلاعب و الغش و الحيل و القوة و هذا من طبيعة الطبيعة في عالم الحيوان و النبات و الانسان و يا للسخرية محرك للتقدم ايضا.

عادة لا اناقش هذه المواضيع و لكن ارى فيك النزاهة و طاقة للاسهام والتغير و لكني لا اعني هنا ان الجماهير دائما غبية فمثلا لو غشيت و بعت سيارة لا تسوى الا 2000 دولار بـ 5000 دولار تعتبر قصيرة النظر لا تصلح للسياسة و العلاقات الاجتماعية لان المشتري سيكتشف بعد فترة مثل ما اكتشفت الشعوب الغش و تقوم بالتمرد.
اجمل التحيات


11 - حرص وطني
Almousawi A. S ( 2013 / 7 / 22 - 11:14 )
استاذنا الكبير سلام عبود
حقا اني فخور جدا بهكذا وعي وحرص وطني عراقي وانساني قد يكون نادرا
فلك اجزل الشكر وبمثل جهدك وعلميتك سيخرج العراق من نفق الجهل والفردية نحو افاق تليق بالانسان ومتطلبات الحياة العصرية
ولا شك ان اهم ما يعيق دعوتك هو فقر وحاجة الناس للكثير و عدم الفرز او التبلور الضروري الواضح في مجتمعنا الذي يتطلبة هكذا عمل انساني عادل بحيث لا نحتاج الى وثائق المكتبة البريطانية كالعادة الا لغرض تفصيل اوسع للحدث اشد على يدك راجيا لك الصحة والعمر المديد لخدمة الكادحين


12 - رد الى: Almousawi A. S
سلام عبود ( 2013 / 7 / 22 - 21:21 )
الاعزاء
أبو خالد
صباح الموسوي
وعودة مجددة الى العزيز جمشيد ابراهيم
نعم يجب أن ننتصر في معركة تجميع المعارف العلمية والتخصصية في المجالات كافة، سواء فهم الحاكم ذلك أم لم يفهم، سواء أراد أم لم يرد.
هنا يأتي دور المجتمع المدني ودور الفرد، ليس قائدا للجماهير، وإنما قائدا فاعلا لذاته ولمحيطه الأقرب. وهو دور خطير حينما يكون الوصول الى موقع القرار الحكومي مغلقا.
دون شك ليس المطلوب هنا أن نواصل تطوير العلم عمليا ومختبريا وسريريا( هذا جهد مؤسسات ودول، سنفعل هذا إذا توفرت لنا فرص عمله). ولكن التطوير النظري ممكن ومتاح في كل الحقول من دون استثناء، في اللغة والتربية والمنهج والعلوم الإنسانية وفي القانون والحق المدني والعلوم التطبيقية وفي الزراعة والصناعة وغيرها. كان النشر هو العقبة الكبرى أمام هذا الأمر، لكنه الآن متاح بيسر. هناك فضاء ممكن لنشكل جماعات تخصصية على مواقع الانترنيت والتواصل ذات صبغة علمية تتواصل مع بعضها البعض.
نحن نتفاخر دائما بأننا شعب متعلم، يضم في صفوفه آلاف الكوادر عالية التعليم.
ومن الناحية الواقعية نحن أحد أكبر بلدان النفط مثلا، لكننا لا ننشغل بدراسة تاريخ وجغرافية واقتصاد وصناعة وتحولات النفط. النفط لدينا استخراج وبيع وتبذير ثروة. إذا كانت الدولة عاجزة، وهي عاجزة تماما، فعلى المجتمع المدني فردا وجماعة أن يبادر الى توجيه اهتمامه الى هذا الشأن.
لقد راقبت باندهاش وإثارة جلسات مجلس النواب الأخيرة، وأصبت بالذهول، ليس لفرط استهانة النواب بعقل ومصير الشعب، بل لفرط جهلهم حتى بالقضايا التي ذهبوا للتصويت عليها، بل حتى في قضايا أحزابهم. إن كلمة جهلة لا تنطبق عليهم، فهي أكبر من حجمهم بكثير.
تابعت قضيتين، الأولى تتعلق بتكوين المجلس الفدرالي، وقد استعرض بعض النواب معارفهم الفريدة عن تجارب سويسرا والمانيا وبريطانيا، لكي يخدعوا المواطن المغلوب على أمره بعالمية ثقافتهم! كما لو لم يكن ثلاثة ملايين عراقي مشتتين في أصقاع الأرض يراقبون تخريفاتهم، وكما لو أننا لا نعرف من أين جاؤوا، ومن هم؟ المشكلة هنا أن هذا النقاش البدائي كان من المفروض عمليا أن يتم ويحسم قبل عشر سنوات. لأنه جزء من هيكلية دولة تعتبر نفسها من الناحية الدستورية صيغة اتحادية. أما أن نأتي الآن لغرض ايجاد -تعرف- يشرح ما هو المجلس وما آليات عمله، فهذا كفر حتى بحق كلمة جهل.
ولكن من يمنحهم هذا الحق في التمادي والاستغراق في الجهل؟
للجواب على هذا نجده في الجلسلة التي ناقشت التوقيع على معاهدة خور عبدالله. لقد اظهر النقاش جهل رؤساء لجان نيابية بالجغرافية والتاريخ والملاحة الدولية والمرجعيات القانونية المتعلقة بالخور. وصل الجهل بنواب الحكومة أنهم لا يعرفون خلفيات النقاش الدولي حول الاتفاقية. وكانوا جميعا يختتمون تبريراتهم المتضاربة والعجيبة بكلمة نعم. إحدى النائبات لا تفتح فمها إلا وهي تنطق بفقرة من الدستور. تحفظه صما. كما لو ان الشعب اختارها لكي تحفظ النص. ما هو مثير في جلسة النقاش هو كلمة نعم، التي يختتم بها نواب كتلة الحكومة تخريجاتهم المخجلة. فمن الواضح تماما ان حزبهم زودهم بكلمة واحدة: نعم، جاءوا بها الى الجلسة وكل منهم يفسر موضوع النقاش على هواه. حتى ان نائبة هددت الشعب العراقي قائلة: - احمدوا ربكم ان الكويت اعترفت لكم بحق معين في الخور. بدون نعم، سنخسر كل شيء-. نائب مسؤول عن الأمن قال إن الاتفاقية لا تخص الخور بل تخص المياه الدولية، ثالث قال: لقد ربحنا ضفة من الخور فماذا نريد أكثر! رابع قال: هذه المعاهدة حصيلة جهود طويلة وجبارة بذلها العراق.
هل يعقل أن قيادة كتلة لا تعرف ماذا فعلت دولتهم ومفاوضوها، يقررون مصير شعب؟
لذلك كله أقول: أمام هذا الجهل كله لا بد من استنهاض دور الأفراد والجماعات، والتوجه – وهذا عمل نخبوي، وليس عيبا أن تكون النخب فاعلة- الى استثمار معارف وعلوم من هم خارج دائرة صناعة القرار. لكي لا نجعل الجهل حاكما، ولو نظريا. من دون شك، إن هذا لا يقلل أو ينقص من جهود الشرائح الأخرى، ولا يفصل نضال من يود النضال عن موقعه في المعركة السياسية والاجتماعية العامة.
وشكرا لكم


13 - كتابات تتقيأ الغضب وتنفخ الانا
طلال الربيعي ( 2013 / 7 / 22 - 16:12 )
عزيزي استاذ سلام عبود
العديد من كتابات البعض , وخصوصا كتابات الساسة المحترفين او المخضرمين, تهدف فقط الى تفريغ الغضب
Catharsis
والغضب مشروع بالطبع, الا ان محتوى كتاباتبهم هو شحنات غضب عمياء خالية من اي محتوى معرفي.
المشكلة لهؤلاء ان تفريغهم لغضبهم, موقتا, بالكتابة, يمنعهم من التعامل مع الغضب كطاقة اولية يمكن الاستفادة منها لانتاج مادة علمية او معرفية, وذلك بسبب عدم قدرتهم على احتواء الغضب نفسيا وشعورهم الحاد بالرغبة في التخلص منه باسرع وقت ممكن- فتكون كتاباتهم اقرب ما تكون الى تقيؤ للغضب والشعور بالعجز, وليس انتاجا معرفيا. كما ان هذه المواد الانشائية لربما تحدث ضبابية وتشوش في التفكير لدى المتلقي وتدفعه للتساؤل عن هدف هذا النوع من الكتابة, وبالتالي تصبح المادة المكتوبة, المشروعة عاطفيا كما يبدو, ضارة او غير مفيدة معرفيا.
اي ان الكتابات الانشائية لتي تشير لها في معرض مداخلتك هي اما استجابة لنرجسية مفرطة او ان مبعثها الاستعراضية
Exhibitionism
كما ان هذا النوع من الكتابات تمنح كاتبها شعورا بالنقاوة او الطهارة الاخلاقية اللامبررة- فهو يشعر انه قد ادى واجبه -الرسالي- واقنع ضميره وبلغ الناس وحذرهم. كما يمنحه تفريغه الشعور بالعجز الشعور الفارغ بالعظمة ويؤدي عنده الى تضخم في الانا وشعوره بكونه اعلى من الآخرين, فيغلق موقع الحوار مع قراءه - في الحوار المتمدن مثلا او في اعلام حزبه, او لا يرد على تعليقاتهم, لانه بعرفه انه والله سواء, والله لا يتحاور مع, بل يأمر, عباده. انه واقرانه هم جنود وفقهاء الديكتاتوريات السابقة واللاحقة, حتى ولو رفعوا شعار الديموقراطية الى السماء السابعة.
ان نرجسيتهم تحرف مقولة ديكارت -انا افكر, اذن انا موجود-, فتتحول على ايديهم الى -انا اكتب, اذن انا موجود-. فكتاباتهم هي نقيض الحداثة حتى لو اقسموا اغلظ الايمان.
اما الحدث الذي سقته بخصوص عزيز محمد فيدلل على شيئين على الاقل:
.اولا-انه ورفاقه لا قلوب لهم حتى ولو اغرقوا الدنيا بدموعوهم-دموع التماسيح.
ثانيا-ان الديموقراطية لديهم, كانت ولا تزال, حدثا فوقيا يتحقق في صالات مغلقة وليس من خلال النشاط العاطفي والمعرفي في الشارع. وبالتالي فدعواتهم الى الديموقراطية تترجم نفسها على ارض الواقع الى ديكتاتورية باردة كبرودة الموتى والذين لا قلوب لهم, ديكتاتورية دموية.
شكرا جزيلا على ردك على تعليقي السابق


14 - قدره تحليليه متميزه
خيرالدين خالد ( 2013 / 7 / 24 - 21:04 )
قدره تحليليه متميزه ,إنتماء نوعي لكادحي الوطن و الفكر الإنساني . دوام الصحه لعطاء دائم . محبتي و إحتراماتي


15 - اذا أمرت فأستقم
samir mahmoud ( 2013 / 7 / 24 - 23:16 )

---عزيزي سمير---
شكرا لك واحترامي لمشاعرك
طامعا بما هو أكثر، بمعرفة كيف سنواجه علميا هذا الارث الثقيل--
ااستباقة البالاء وتوقيه أفضل من الندم بعد حدوثه


ظن أول خطوه هي



تعليق كل شئ واولها الدستور


اذا أمرت فأستقم

عن طريق البرلمان او حكومة طوارئ بانقلاب عسكري ، وبعدها لكلةحادث حديث


16 - سؤال حول الشيوعيين
جميل ( 2013 / 7 / 25 - 09:10 )
استاذ ماهي افاق الشيوعيين في العراق؟
الم ينتهي دورهم ؟
هل يمثل الحزب الشيوعي الحالي حزب فهد؟


17 - رد الى: جميل
سلام عبود ( 2013 / 7 / 25 - 13:37 )
شكرا على سؤالك الجارح

كلماتك تتضمن سؤالين أساسيين. الأول يتعلق بدور وحظ الحزب في البقاء.
والثاني: هل يشبه الحزب الحالي حزب فهد؟
للجواب عن السؤال الأول، أرى أنه يجب أن نفرق بين ثلاث قضايا. الأولى الجانب النظري، والمتعلق بالأسس الفلسفية والعقلية والتصورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشيوعية. وهذا الجانب لم يزل يحتفظ بقوة تماسكه فلسفيا، وسياسيا كمشروع للاصلاح الاجتماعي، رغم وجود نواح لم تعد صالحة، أو أنها تحتاج الى قدر من التوافق مع الواقع.
الجانب الثاني، يتعلق بالحاضنات الاجتماعية، وبوجود معتنقين ومحبذين، ووجود رغبات وحاجات إجتماعية داخل الواقع يمكن الإجابة عن أسئلتها العقلية والاجتماعية وحتى الوجودية والمعيشية من خلال الشيوعية. هذا جانب لا يستطع أحد انكار الحاجة اليه الآن وغدا وبعد غد، رغم الطغيان – المؤقت - للمد الديني والعرقي، الذي غدا جاذبا قويا.
إن المشكلة تكمن في الجانب الثالث، المتعلق بأداة تنظيم الناس حول الفكر والشعارات. وهنا يأتي دور الحزب. باختصار تعرض الحزب الى ثلاث نكسات كبرى: عالمية بسقوط المنظومة الاشتراكية، ومحلية بتضاؤول دوره الوطني، وذاتية باضطرابه التنظيمي والفكري وطول فترة تمارضه أو مرضه السياسي والفكري. كل ذلك يثبت أن الحزب يمر بأزمة عميقة مصيرية، لا يريد التخلص منها. والحزب هنا لا يعني ما يسمى بالحزب الشيوعي العراقي، بل مجمل الحركة الاشتراكية العراقية بتلاوينها كافة.
من دون الاعتراف بهذا، ومن دون البحث عن آليات عمل جديد في الواقع، ومن دون البحث ضمن النظرية نفسها عن ممكنات واقعية فعالة، لا يجوز الحديث عن عملية إحياء وتطوير أو إسعاف حقيقية.
في البلدان المتطورة يوجد غير تنظيم يحمل الاسم نفسه، أو الفكر نفسه ولكن باسماء مختلفة. ولكن عندنا جرت العادة أن يكون الاسم مرتبطا بجماعة واحدة، هي الجماعة التي كانت مزكاة دوليا قبل سقوط المزكـّي. يجب إعادة النظر في هذه العادة السيئة أيضا. هل الاسم أهم من المحتوى؟ لا أظن. ولكن المحتوى المسنود واقعيا بفعالية اجتماعية سيفرض اسمه، سواء أراد الآخرون أم رفضوا. أي أن الموضوع لا يتعلق بالأسماء بل بالمحتوى، وبالترجمة الواقعية للمحتوى الى أفعال.
إن انتقال الحزب الشيوعي العراقي الى العمل ضمن حقبة المحاصصة، كانت وبالا عليه. لأنه لم يحسن معرفة دوره (استخدم كقمّام سياسي)، فاعتقد أنه فاعل ومتحاصص حقيقي. في واقع الأمر كانت حصته مهداة من قبل -آخرين- أردوا به ، ومن خلاله، تمرير مشاريع خطيرة في الثقافة والتقسيم الجغرافي والقومي والسياسة الدولية، من دون أن يستطيع خصوم هؤلاء -الآخرين- الإشارة المباشرة اليهم.
أما حصتهم الحقيقية فقد انحصرت تنظيميا في استقطاب ما عرف بجيش الوشاة، أي أحقر العناصر الممجدة للبعث، التي تم تم توارثها. وقد سعت هي أيضا الى تنظيف نفسها من خلالهم. فحدثت عملية -تناص- وتحاصص، ولكن للجزء الرديء المتساقط من كيس البعث. بينما التقط الآخرون، من دون استثناء، خلاصات مؤثرة من جسم البعث. فقد استحوذ الأميركان على كل شعب الأمن والمخابرات بكامل طواقمها، واستحوذ حزب الدعوة على عسكريين من أعلى المراتب، وكذلك فعل المجلس الأعلى والصدريين، واستحوذ علاوي على قيادات حزبية وكوادر تنظيمية واجتماعية وإدارية، وحصلت التنطيمات الكردية على عناصر من مختلف الأصناف والتنوعات المفيدة الآن وفي وقت الشدة. أما حصة الشيوعيين فكانت حفنة من وشاة ومحتقرين وسقط متاع، ممن خدموا وتملقوا البعث، نراهم يمجدون بصوت عال تراث الشيوعيين!! وعلى مستوى القيادة تم إعادة أسوأ من أنجبتهم المنافي، ووضعوا في مواقع قيادية في الداخل خلال حقبة المحاصصة. لذلك تضاعف ضغط العنصر الفاسد، وتعاضد، ليصنع كتلة قوية مساندة للقيادة الفاشلة، يصعب تغييرها بيسر كما يعتقد البعض.
لماذا لم يلجأ الحزب الى النضال المطلبي خلال السنوات العشرة الماضية، التي يرى فيها الجميع أنها كارثة إجتماعية وسياسية ووجودية (تسميها الناس أمنية، لكنها في نظري تجاوزت حدود الأمن) حقيقية؟ من منعهم من ذلك؟ ومتى يفعلون؟ لماذا يستطيعون تحشيد ثلاثة آلاف محتفل في عيد تأسيس الحزب ولا يستطيعون حشد مئة شخص في مواجهة كارثة البطالة والخدمات وتبديد الثروة؟ هذه أسئلة تتردد على جميع الألسن.
لماذا تحمل الشيوعية تسمية مادية نقدية وهي آخر ممن يمارس النقد؟ لماذا تحمل محاضر الحزب التنظيمية فقرة اسمها النقد والنقد الذاتي، في الوقت الذي يعتبر المنتقد عدوا؟ إذا كان الحزب الشيوعي وهو في أضعف أوضاعة لا يحتمل مجادلية كيف يفعل ذلك وهو قوي، ولا أقصد وهو معافى؟
بعد هذا العرض يكون الجواب ممكنا عن السؤال حول حزب فهد:
لا يمكن إجراء مطابقة بين تنظيمين في حقب زمنية مختلفة.
المهمات اختلفت، الأدوار اختلفت، الظروف العالمية والمحلية اختلفت، الواقع القومي والثقافي اختلف، الحاجات والوسائل تغيرت.
ولكن، يمكن مقارنة دور الحزب في مرحلتين مختلفتين قياسا بالأمور التالية:
الاخلاص للنظرية والمجتمع، سبل فهم الواقع ، أساليب رسم سياسة الحزب في الواقع وطرائق تنفيذها.
هنا نجد أن البون كان شاسعا، بل أكاد أجزم بأنه لا يوجد أدنى سبيل الى إجراء مقارنة.
كان الحزب الشيوعي، من حيث التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي، الصوت الأعلى والأكثر خطورة في التاريخ العراقي على مدى عقود. وكان قوة تغيير ريادية، تركت بصماتها على مجالات الحياة كافة، وتحديدا خلال الفترات التي لم يصل أو يشارك أو يتقاسم فيها الحكم. ولم يكن الأمر يتعلق بالعدد، عدا فترة تموز التي كانت واحدة من المراحل الخصبة عدديا والسيئة سياسيا وثقافيا. وهذا خلل في حد ذاته أيضا. إن الأمر يتعلق بمقدرة شعار الحزب على التأثير في المجتمع، والذي يعكس صحة استنباط وصياغة الشعار، وسلامة توجيهه. أي صحة فهم الواقع وسلامة آليات تنفيذه. أما الفارق الحسي فيكمن في أن البريطانيين أعدموا -فهد-، والأميركان قبلوا أوراق اعتماد عزيز محمد وحميد مجيد. هذا اختلاف أيضا، أليس كذلك؟
إن الأمر لا يتعلق بالقيادة، كما نحسب دائما، بل أيضا بالشريحة المثقفة، التي لعبت وتلعب دورا سلبيا في تقوية عناصر الضعف والاحباط والوهن في جسد الحركة الاشتراكية عامة، والتي غدت للأسف مطية بيد كل من هب ودب، من المحتلين والعرقيين والطائفيين، فساهمت في تدمير وقتل الاتجاه الديمقراطي والمستقل في الحركة الوطنية العراقية.
لأجل الإطلاع بشكل أكثر تفصيلية أرجو ترقب صدور كتابيّ: المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال، وكتاب المجتمع العراقي تحت ظلال الاحتلال.
كنت أتمنى أن يقوم أحد مناصري أو أعضاء أو قيادات الحزب الشيوعي بالرد على الجزء الحزبي من السؤال من زاوية الدفاع عن النفس. لكني أظن أنهم لم يعودوا قادرين على ذلك أو وراغبين في ذلك. وتلك هي أزمتهم الحقيقية: الانقطاع التام عن الواقع، والاعتياش على ماض، أصبح تاريخا بعيدا.
وشكرا لك.


18 - كرة الثلج
عباس محمود ( 2013 / 7 / 30 - 01:32 )
الاخ الاستاذ الفاضل
بخصوص المشكلة السياسية التي اصبحت ككرة الثلج كلما تحركت شيئا ازدادت حجما وتعقيدا ارى ان اشكر لكم هذا الطرح دون ان اشعر ولو للحضة واحدة ان نخوض فيها من خلال هذا التعليق المختصر والذي اريد من خلاله المشاركة الوجدانية معكم . وبودي ان اقول ان مثل كرة الثلج سيكون غير صحيح على الحالة التي ذكرتها عندما ترتفع الشمس وتدب الحرارة في قلوب ووجدان البشر الذين هم من يصنعون المشكلة ثم يقعون ضحيتها ولو بزغت شمس الانسانية والمحبة والتعاون لما بقيت مشكلة ليس لها حل امن .. شكرا لكم


19 - رد الى: عباس محمود
سلام عبود ( 2013 / 8 / 1 - 22:21 )
الاعزاء عباس محمود
وخير الدين خالد
مشاركتكما الوجدانية اثمن ما اتمنى تقاضيه مقابل جهدي البحثي
مشاركتكما الوجدانية تمكنني من إدراك أنني حيّ ومنتج.
شكرا لكما ولجميع الاصدقاء المتابعين


20 - مصالحة يسارية
حسين طعمة ( 2013 / 7 / 30 - 17:55 )
عزيزنا الكبير سلام عبود .دعني استخدم اصطلاحا جديدا يأتي على غرار مايردده الكثيرمن سياسيينا الجدد , بحسن نية او غيرها حين يرددون دائما عبارة المصالحة الوطنية والتي لو تحققت بأرادة مخلصة وواعية للمرحلة ,لتجاوز الوطن كثير من محنه وويلاته .أقول ماذا لو دعونا الان الى مصالحة يسارية ,تبدد التشكيك والقلق والتوجس من الاخر , وما نظمر أو يظمر الاخر .لنكن قدوة للأخرين في مصالحةتستوجبها الظروف التأريخية . لوطن ينز دما ولوعة والما وضياعا .لنجري اختبارا للوعي والثقافة التي هي خصال اليساريين, قبل ان نطلبها من ركام من التناقض بشتى اشكاله وتعقيداته واهوائه .ليكن الاختبار لليسار اولا ,وسيكون حتما سهل التحقيق , مع وجود قواسم مشتركة كثيرة تسهل الفكرة وتقربها شكرا لك


21 - رد الى: حسين طعمة
سلام عبود ( 2013 / 8 / 1 - 22:55 )
عزيزي حسين
لا أريد أن أعلق على تعليقك، لكنني أرجو منك أن تتبادل الحوار مع العزيز مهدي المولى
انتما تبدآن من نقطة واحدة متفق عليها: الجميع من تكفيريين وقوميين وطائفيين يستطيعون ان يقيموا الحد الأدنى من تحالفاتهم، لماذا يفشل اليسار في ذلك؟ ما السبب؟
كرة الثلج، هي في حقيقة الأمر كرة من اللهب، تتدحرج في ملعبنا وفي تاريخنا. لأن الجميع وجد له شيئا من المنافع في مآسينا. التيار الوطني والديمقراطي والاشتراكي وحده هو الخاسر الأكبر!
هل يعقل ان سقوط الطغيان الدكتاتوري يقود في بلادنا الى اضمحلال التيار الوطني والديمقراطي؟
لماذا؟ أين الخلل؟


22 - موضوع مهم يحتاج الى مناقشة
كاترين ميخائيل ( 2013 / 7 / 31 - 16:09 )
الاستاذ سلام
تمتعت بقراءة الموضوع وتمتعت أكثر بقراءة التعليقات أقترح ان يُطرح موضوع كحملة إعلامية عن العنف في العراق , لدينا كبت عميق في دواخلنا تؤدي الى هذا العنف وينتقل معنا أينما عشنا في بلدان العالم وللاسف ينتقل معنا في المهجر ايضا والمؤسف أكثر يتوارث عبر الاجيال رغم إننا نعيش في بلدان يسودها السلم والديمقراطية والاجواء المستقرة .
الذي أتمناه هو التعمق بالدراسة النظرية اولا لاسباب العنف في مجتمعاتنا ودعم هذه الدراسة النظرية بسلوكنا اليومي اينما كنا نعيش . لدي الان في امريكا مشروع عن الصراع الذي يدور بين الجيلين من العراقيين الاباء الذين تربو في ألعراق والجيل الذي تربى هنا وسوف يتخلل موضوع الثقافة الشرقية والثقافة الغربية وتأثيرها على الجيل الجديد الذي يعاني الكثير من التناقضات وعادة ما يكون الابناء الضحية . وشكرا مرة ثانية والى المزيد من العطاء بهذا المجال .


23 - رد الى: كاترين ميخائيل
سلام عبود ( 2013 / 8 / 1 - 22:45 )
العزيزة كاترين
حينما تتحدثين عن بحثك، الذي اتمنى ان يكون مجددا وفي متناول أبناء شعبك، فأنت تجيبين عن بعض همومي ومشاغلي المؤرقة.
في رد سابق تحدثت عن جلسة لمجلس النواب تمت فيها مناقشة معاهدة خور عبدالله باسفاف، تمنيت ان يبرز عراقي متخصص في هذا المجال ويوقف، بعلميّة، هذا الهراء السلطوي المقيت.
يوم امس تحدث مستشار للمالكي وقائد في جهاز الدعاية المسمى هيئة الاعلام، قائلا إن الحاقدين يحاولون نسيان المكاسب العظيمة التي حققناه للشعب ولم يتمكن غيرنا من تحقيق عشرها. وهذه المكاسب هي رفع مستوى استخراج وتسويق النفط. شفط وتسويق! من دون ذكر للانتاج والتحويل والصناعة والتشغيل والمنفعة الاجتماعية المرتبطة بالنفط. اي اعتبار مستوى النهب والسرقة المعيار القيمي للتقدم. نحن هنا لا نقف أمام سياسيين. نحن نقف امام حمقى ومتخلفين جاؤوا على متن موجة العنف والجهل والدجل الاجتماعي.
أنت وأنا والآخرون مطالبون، في الأقل، أن نكون متمسكين بالخير والفضيلة مقرونتين بالعلم، باعتبارها الأسلحة الأكثر ديمومة لحراسة مملكة الإنسان، أسمى المخلوقات.


24 - رايك مهم استاذ
ابو سحر - الناصرية ( 2013 / 8 / 1 - 07:58 )
هناك حوار كبير حول الرواتب التقاعدية للشيوعيون في العراق، هل انت مع ام ضد؟ كيف ترى الموضوع كمفكر كبير؟


25 - رد الى: ابو سحر - الناصرية
سلام عبود ( 2013 / 8 / 1 - 23:50 )
العزيز أبا سحر
لقد اقترح عليّ الحوار المتمدن صفة مفكر ورفضت بشمم، وجعلتها -باحث تربوي وناقد-.
أما أنت فجعلتني مفكرا كبيرا. كتبي الخمسة والثلاثون، بما فيها العشرون المنشورة، لا تؤهل لمثل هذه الصفة الكبيرة، التي أضحى الجميع ينتحلها، حتى بتنا نخجل حينما نمارس اعملية لتفكير.
على أية حال شكرا لك لأنك تريد أن تفرحني.
مما لا شك فيه أن -التقاعد النضالي- كما أفهمه من سؤالك، ومن مناقشات قرأتها في الحوار المتمدن، تعني أن نتقاضى أجرا على معارضتنا للسلطة البعثية. هنا توجد إشكاليات عديدة. أنا مثلا لم أزل أعارض السلطة القائمة، فمن سيمنحني تقاعدي؟ أنا أحد أقدم من ترك وظيفته وهرب بمساعدة من رفاق شهداء، يستحق أهلهم حقا التقاعد والضمان الإجتماعي، وليس أنا الحي، المعافى. رغم أنني سأتقاضى تقاعدا يفوق كثيرين لو جرى شمولي بالقرار. حتى في المنفى قام -مكتب هيئة الجنوب- _ مؤسسة كويتية تشرف على البعثات والمساعدات الخارجية - بارغامي على الاستقالة من عملي في البعثة الكويتية، لأنني رفضت اعطاء معلومات تتعلق باغتيال توفيق رشدي. ولا يقصد هنا عملية الاغتيال نفسها ، فهم اعرف مني بها، وإنما تداعيات الموضوع يمنيا. فأنا خاسر كبير لو قلت لا. هذا أمر واضح.
لذلك أنا أعتقد أن هذا الضرب من التقاعد أو التعويض موضوع فردي، يجب أن يناقش ويبحث ويستحصل على أساس فردي، لأنه موضوع إشكالي لو طرح بشكل جماعي أو ضمن إطار عام، تضامني. أقول بشكل فردي لأن من يريد أن يتقاضى أجرا مقابل نضاله انما يتحمل التبعية الأخلاقية بشكل شخصي صرف.
لو سألتني هل تقبل مثل هذا؟ سأقول لك بدون تردد لا. فأنا، رغم مشاغلي وظروفي الصحية وورطة العمر، لم أزل أعمل معلما. أصحو كل يوم قبل السادسة صباحا (أحيانا تكون الحرارة عشرين تحت الصفر) ولا أعود إلا قبيل السادسة مساء. لم أطلب مساعدة اجتماعية قط. ذهبت الى صندوق البطالة النقابي بضعة أشهر، لكنني قاتلت بكل ما أملك من أجل أن أبقى في الحد الأدنى معلما في المدرسة السويدية الالزامية، أعلم الأطفال القراءة والكتابة، ويرأسني من هو أقل مني خبرة وتعليما وممارسة.
كيف أرتضي أن أقبل بمن يمنحنى تقاعدا؟
هكذا أفكر أنا شخصيا.
نظريا تستطيع أن تعود الى حوارات الحوار المتمدن فهي مفيدة جدان ربما ستفتح افاقا اوسع للرؤية.
ولكن، إذا أردنا أن نخصص، علينا النظر بالأمور التالية:
هناك من تضرر جسديا وصحيا وربما وظيفيا بسبب مواقفه. أي هناك خسارة مباشرة لحقت به وربما بعائلته، ألا يستحق تعويضا، في هيئة عمل أو ضمان اجتماعي، أو أي صورة قانونية مناسبة؟
هناك شهداء ومفقودون ألا يحق لأهلهم الرعاية والتعويض؟
ضمن هذه الحدود أرى أن الأمر ممكن وجائز وشرعي.
أما شخصيا، لي، فإنني أجده يتعارض مع إيماني بما آمنت به. علما أنني لم أجبر على هذا الإيمان، لقد ذهبت اليه طوعا، بإرادتي الحرة.
في الجانب العام، يتوجب على الوطنيين والديمقراطيين الدفاع عن الثوابت الاجتماعية للمواطنة.
على القوى الوطنية النضال من أجل تهديم نظام الصدقات، الذي أعقب نظام الثكن، المسمى بالحصة التموينية. على المجتمع النضال، ونحن مجتمع غني، من أجل بناء نظام عادل ولائق لللضمان الاجتماعي، يقوم على أساس حق المواطنة، وليس على أساس الهبات والإحسان.
إن النضال من أجل الحقوق المدنية يتضمن في جوهره نضالا من أجل الحق في مراقبة الثروة والتمتع القانوني بها، بما في ذلك التمتع بالرفاه لأنه غاية الحياة البشرية.
بلادنا غنية وقادرة على أن تمنحنا ذلك، ولكن لا أحد سيمنحنا، إذا لم نقم نحن بانتزاعه انتزاعا، وهو حقنا الطبيعي.
ولكن، هل أأحسن أنا الآن مناقشة الموضوع مناقشة صحيحة؟ لا أظن، لأنني لم أقرأ حالات مشخصة تعلل سبب ذلك الطلب، لكي أستطيع إمساك الميزان الذي أحكم به.
وفي الأخير أرجو أن تسامحني لأنني، رغم كوني مفكرا، لم أستطيع أن أكون حكما عادلا.


26 - من اجل يسار جديد
مهدي المولى ( 2013 / 8 / 1 - 14:31 )
لا شك ان اليسار فشل ليس في العراق بل في المنطقة كلها والاسباب كثيرة لا يهمنا البحث عنها لاننا نعيش في مرحلة جديدة تختلف عن المرحلة السابقة لهذا على بقايا اليسار ان يتحرك وفق ما تطلبه هذه المرحلة
على اليسار ان ينسى الماضي بكل سلبياته وايجابياته فاي منها لا تنفعه
على اليسار ان يجمع نفسه في وحدة واحدة ويعمل على جمع كل القوى الديمقراطية والوطنية في جبهة واحدة
على اليسار ان يتخذ الديمقراطية والتعددية الطريق الوحيد والهدف في نفس الوقت يعمل على ترسيخ الديمقراطية ودعمها ولا يهمه ماذا تنتج الديمقراطية ومن توصل
على اليسار ان يعلم بان دعم الديمقراطية وترسيخها هي الوسيلة الوحيدة لنموا اليسار في مثل ظروف المنطقة
على اليسار ان ينزل الى الجماهير والويل له ان فكر بالقفز على الواقع او حرقه فالخاسر الوحيد هو اليسار وبالتالي الشعب في حالة التفكير بمثل هذا
على اليسار ان ينسى الماضي وعدم اعادته والترفع عن ذم هذا وتمجيد هذا فلا التمجيد يفيده ولا الذم يفيده
على اليسار ان يطرح برنامجه مشروعه الواضح الشفاف بعيد كل البعد عن الايدولوجيات بل يجب ان يكون في مستوى الجماهير ومعها تحقيق طموحاته ورغباته والقضاء على معاناته والامه


27 - رد الى: مهدي المولى
سلام عبود ( 2013 / 8 / 2 - 07:36 )
عزيزي مهدي
دعوتك يشاركك فيها جل، إن لم يكن كل، من يملك ذرة عقل وحرقة صادقة ومسؤولية شخصية نزيهة.
ولكن عند التطبيق والممارسة ينشطر الناس ويتفرقون أحزابا. لماذا؟
في ما يتعلق بالماض لدي ملاحظة عابرة. الماضي هو التاريخ. أي هو منجزي ومنجزك ومنجز الآخرين وأفعالهم ونتائج أفعالنا وتفكيرنا. لذلك الماضي ليس مادة للتذكر من أجل التذكر ، بقدر ما هو مقياس ومعيار تقاس به خطوات حركتنا الراهنة والقادمة. هو مرآة معكوسة نرى فيها صورنا، خيرها وشرها، حسنها وقبيحها. لذلك لا يكون نافعا لو أننا نسيناه. لأنه لا ينسى حتى لو أردنا، ولا يجوز نسيانه حتى لو تناسيناه. لكننا نستطيع التعلم منه والفادة منه. علينا أيضا واجب عدم التعايش الخاطئ معه، من طريق نسيانه بالقوة والقفز عليه، أو من طريق الاستغراق السلبي فيه، واتخاذه مادة لايقاف التاريخ وحركته، وتحويله الى عبث.
ارجو منك ان تقرأ التعليق رقم 20 وان تتحاورا، وان يكون يكون حوارنا نقطة بداية.
نحن تعلمنا ان نتخذ من الجدل نقطة حسم ونهاية. ولكن، لاننا في آخر الصفوف، علينا الآن أن نقلب المعادلة بشجاعة، وان نتخذ من الجدل نقطة انطلاق لافكار أكبر وأعمق وأنضج نصحح بها مسارات حركتنا ومحتوى أفكارنا، وندرب انفسنا على مسك الخيط الصحيح في التعامل مع ذاتنا ومع الآخرين. وهذه مهمة أكثر من شاقة، ولكن ليس لدينا خيارات أخرى.
مرة أخرى شكرا لك.


28 - الاستاذ سلام عبود
حسين طعمة ( 2013 / 8 / 2 - 10:43 )
انا قصدت في تعليقي السابق اجرار حوار يطرح على عموم اليسار العراقي مع الوطنيين والديمقراطيين من ابناء شعبنا,بهيئة مؤتمر ,او لقاء ,يضع مقاربة جادة لخطاب موحد ,خطاب وطني تحتمه المرحلة واذا ما حصل مثل هذا اللقاء فأنه يمثل انتقالة نوعية كبيرة في تحمل المسئولية والعمل الجاد و التأثير بالاحداث , بعد الانتقادات الكثيرة في الشارع العراقي لدور هذه القوى وعدم تحمل مسؤوليتها,الا القليل من بعضها ,بسبب ا لتداعيات الخطيرة التي يمر بها الوطن الان .العزيز سلام ان رأي الاستاذ مهدي المولى مقارب للرأي الذي طرحته ,لذا تنتفي الحاجة للتوافق معه لأننا متفقان بالرأي .الواجب الوطني يحتم لقاء الجميع الان ,مثلما يحتم الابتعاد عن التخوين والاساءة المباشرة التي اخذت حيزا كبيرا في الفترة الاخيرة وهي بالطبع لا تخدم الجميع شكرا لك


29 - رد الى: حسين طعمة
سلام عبود ( 2013 / 8 / 2 - 12:36 )
عزيزي حسين
تحية مجددا
أنت محق في كل كلمة تقولها.
ولكن سيأتي من يقول لك لقد عقدنا مؤتمرات ولقاءات ومباحثات، ونشرنا نصوص الاتفاقيا،ت ثم نقاط الخلاف. ماذا تريد أكثر؟
هذا لا يكفي.
يجب ان نقول للجميع، ولأنفسنا قبل غيرنا: كفى! إننا مهددون بوجودنا، وليس بعواطفنا وأفكارنا.
يجب مواصلة الضغط من جميع الاتجاهات، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، والجميع تعني الجميع من دون استثناء.
الحوار معي ومعك ومع من يشاركوننا في الأفكار ومع من يختلفون معنا في التفاصيل هو الطريق الى تكوين رأي عام ضاغط، يعيد تجربة التحاور بشكل أعمق وأكثر وأصدق، ولكن ليس من فوق، وإنما من الداخل، من أسفل، من ضغط القاعدة والشرائح المتنورة والأصدقاء، من محبي ومريدي إحياء الاتجاه الوطني والديمقراطي والاشتراكي. يجب جعل اللقاء شرطا حتميا وليس مطلبا أو دعوة خيرة.
هكذا أرى. يجب أن يدرك الجميع أن هذه الضرورة ليست دعوة، وليست حفلة للنقاش، لكنها غاية مصيرية، بنائية، حتمية لغرض استمرار وإحياء وتطوير سبل استعادة الوحدة. ولا أقولن الوحدة السياسية، ولكن في الأقل الوحدة الوطنية ووحدة النهج المعادي للطائفية والعرقية والمناطقية والقبلية، على المستويات كافة، الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، من دون فصل بين أجزائها، ومن دون اللعب بمكوناتها لأغراض نفقعية وحسابات خاصة.
دعنا نتحاور، دعنا نعلي أصواتنا، وأقول أكثر دعنا نغضب أيضا.
هذا هو الحق الوحيد المتبقي لنا.


30 - موسسات بحث علمي لقضايا المجتع عوضا عن احزاب
محمد سعيد العضب ( 2013 / 8 / 3 - 17:09 )
محاوله بحثيه جاده ارادت تعريه غياب المدارس الثقافيه الفكريه المؤسسيه الاصيله- رغم ظهور افراد قلائل في العراق من الوزن العلمي الثقيل -عليه غلب علي معظم كتابات اجيالنا السابقه والحاضره في مجال المعالجات الاجتماعيه الطابع
السياسي التحريضي والحزبي الضيق ,حيث اريد من معظمها تمجيد وشخصيات او جماعات او كتل او احزاب كسبت دعائيا سمعتها من موروث اجتماعي او من مواقف وتهريجات انيه وعاطفيه بعيده من الفحص او العمق العلمي الرصبن او المنفعه الاجتماعيه العامه ,هكذا وفي ظل مثل هذه الغواغائيه والتمشدق بالفرد تم خلق بيئه عامه حورب من خلالها العلم والمعرفه وظل الجميع يتمشدق في شعارات سياسيه عفنه مثل محاربه الفقر والقضاء علي الاميه او الدفاع عن حقوق المظلومين ,كله يحتم طرح اسباب هذه الظاهره التي ابتلي بها العراق الحديث .هل يعود السبب الي مرض الانا المتاصل في الفرد العراقي والابوبه ام غياب الوعي الاجتماعي والانتماء الي الوطن بالدرجه الاولي حيث اعتبرت العائله والعشيره والطائفه في المقام الاول رغم كونها مجرد روافد اضافيه بدلا من جعلها ثوابت تسيير المجتع والحفاظ علي كينونته ... انها بلاشك قضايا شائكه تحتاج الي جهود كبيره وبناء موسسات علميه تغوص في اعماق هذه المحاور, مما يتطلب شحن الجهود لتوفير مستلزمات بناء مثل هذه المراكز البحثيه


31 - رد الى: محمد سعيد العضب
سلام عبود ( 2013 / 8 / 3 - 23:46 )
عزيزي محمد سعيد العضب
شكرا على اهتمامك


32 - الثقافة والمثقف فى مواجهة عنف الآخر العدوانى
السيد نجم ( 2013 / 8 / 3 - 21:06 )
الاستاذ سلام عبود.. اعذرنى ان اخترت عتبة -العنف- فى اطار دور الثقافة والمثقف دون التوقف امام مذهب ايديولوجى بالتحديد، ربما نتمكن جميعا من فهم ومواجهة العنف المتربص بالجميع فى عالمنا العربى.

الثقافة والمثقف فى مواجهة عنف الآخر المعتدى
بقلم: السيد نجم

ان الثقافة العربية اليوم، وموقفها من الآخر الاسرائيلى، تتجلى واضحة التعبير بالرفض، وبالنظر اليه باعتباره معتديا، بل مهددا لأحد أهم ثلاث مقدسات على أرضه.
بتلك المقولة الاجمالية الحاكمة يبدو الأمر ساذجا وانفعاليا، ومع ذلك أظنه الحقيقة، بالنظر الى ثقافة رجل الشارع العربى البسيط، وان بدا أحيانا غير مبال وقد شغلته هموم الحياة اليومية.
قد يرجع ذلك الى جذوة عقائديه فطر عليها، مع معطيات التراث الشعبى، هنا أو هناك، وهى حقيقة لا مجال لانكارها، وما على المثقف العربى الا البحث فى جذورها والكشف عنها.
أما الورطة الحقيقية فهى مع المثقف العربى، ذاك المرء الذى يقع بين وطأة معاناته والبحث عن الخلاص الفردى أحيانا، أو ربما تأثير الكثير والكثير جدا من أفاعيل الآخر الممنهج والمدعم بوسائل التأثير، مع دعم مفرط من القوى العظمى والمؤثرة فى العالم. لا أعنى دولة الولايات المتحدة فقط، بل تلك الأفاعيل التى تدار بحنكة من أناس قد لا نلتفت اليهم. ومع ذلك فهؤلاء المثقفين العرب وقد وصفناهم بالخضوع الى مؤثرات الآخر هم قلة ويمكن عزلهم فكريا وحتى اجتماعيا.
المشكلة الحقيقية فى المثقف العربى (المنهزم) أو (المهزوم) أو (اللامبالى).. وهذه الفئة على كثرة تبدو لى لافته ويجب التنويه عنها، أو كشف مواقعها ومحاولة التعامل معها برؤى علمية، تدرك وتعى حقائق التاريخ.

أما والحديث فى اطار الثقافة وفاعليتها، دعونا ننظر الى الآخر الاسرائيلى.. ماذا يفعل؟
*منذ عام 1951م تم تكليف أحد كتاب الطفل لكتابة سلسلة دورية من الحكايات والقصص التى تخاطب الطفل. كانت سلسلة -حسبما- التى ظلت تصدر شهريا حتى وفاة الكاتب فى عام 1993م.. وخلال تلك الفترة تم تطوير شكل الكتاب ودعمه حتى بدأت تنشر السلسلة نفسها فى العديد من الدول الأوروبية وفى الوقت نفسه ومترجمه.
ومنذ 1993م حتى اليوم تصدر سلسلة أخرى وباللغة العربية وباللغات الأوربية، وأصبحت واسعة الانتشار فى أوروبا!
هذا ما أعنيه من دور المثقف والثقافة بعيدا عن الظاهر والسياسى والاعلامى، ومع ذلك أظنه أكثر فاعليه فى أداء الأدوار الاستراتيجية.. وهو ما تفعله اسرائيل ليس فى فى مجال الطفل وحده، بل فى الكثير من المجالات.. العلمية والاعلامية وحتى فى مجال التراث الشعبى، حيث ينسبون الى أجدادهم بعض السير الشعبية العربية، وتسجل فى الجامعات الأمريكية على أنها تراث عبرى!
وعلى الجانب الآخر يسعى الآخر الاسرائيلى الى تسفيه والاقلال من شأن بل وفرض الأكاذيب على محتوى ثقافتنا.

أما الإبداع العبري /اليهودي (وبصرف النظر عن لغة الكتابة) فقد مر بمرحلتين أساسيتين في التعبير عن صورة العربي في الإبداع العبري . أولها تلك الإبداعات قبل معارك 1948م, وما بعدها (حرب 48 مفصلية هنا).
:لقد كان الإبداع العبري قبل 48 معتمدا على عدد من التوجهات, وان تنوعت, إلا أنها اشتركت في الهدف النهائي, وهى:
- -أن العرب متخلفين فقراء في حاجة إلى من يخلصهم. لن يتم هذا الخلاص إلا عن طريق رؤوس الأموال اليهودية, والتقدم الحضاري اليهودي. فالعرب سيبيعون أرضهم برغبتهم , وسيتحولون إلى أعضاء في المجتمع اليهودي التعاوني الجديد.-
- -أنه يمكن أن يقبل العرب المشروع الصهيوني, وأن يقبل اليهود على التوافد إلى فلسطين.. من خلال التركيز على تقنية الزراعة المكثفة , تلك التقنية التى تتيح إنتاجا أكبر وعائدات أكثر تكفى الجميع.-
- -أن البيئة الشرقية بيئة مثالية وبكر تكفى الجميع-
- -أن تبدأ الحركة الصهيونية إلى التعامل مع عرب فلسطين, على أنهم من نسل العبريين, مع العمل على إعادتهم إلى أصولهم.-
- -أن يهود خيبر مازالوا موجودين في الجزيرة العربية, ويجب الاندماج معهم وفيهم-
- -محاولة انتزاع الصفات العربية عن العرب, مع إعادتهم إلى أصولهم العبرية, بعد إقناعهم أنهم اعتنقوا الإسلام عنوة, ويجب إعادتهم إلى يهو ديتهم-.

والآن ماذا على الثقافة العربية وعن دور المثقف؟
الكلمة والصورة واللون والصوت فعل تحريضي, قادرة على التحفيز.. وأن تكون دعوة للخلاص, وليس للخلاص الفردي في مقابل قسوة الواقع المعاش والتجربة العدوانية.. تسعى لابراز مبدأ الدفاع عن حق الحياة الكريمة أو الحياة الفاضلة.. وبعناصر التعبير عن الثقافة وحدها القدرة على بعث الواعي بالذات الجمعية لتعضيدها و-بالآخر المعتدي- وكشفه.. هى القادرة على كشف هول تجارب القهر والاضطهاد والاستغلال والحرب وابراز قسوتها وبالتالي بحث إمكانية وضرورة تجاوزها بفهمها ومواجهتها فى النهاية.. نظرا لقصور كل التقنيات الحديثة للوصول إلى أغوار النفس البشرية التي هي جوهر اهتمام الفنون والآداب, تصبح -المقاومة- في موقع متقدم بين المنجزات الإنسانية في الكشف عن حقيقة جوهر -الوجود- بالمعنى الفلسفي.. تعد ثقافة المقاومة -وثيقة- بمعنى ما, يمكن الرجوع إليها,
والباقي وقت أن يذهب الجميع ل

أما وقد استجدت حالة خاصة جديدة من واقع الأحداث والتجارب المعاشة في عالم اليوم, وخصوصا مع أعتاب القرن الواحد والعشرين. وهى الإنجاز التكنولوجي الهائل الذي تملكه القليل من دول العالم (وخصوصا في مجال التسليح), وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية , وهو ما اتضح مؤخرا في حربها مع العراق.
وبنظرة متأنية للتعرف على حجم هذا الإنجاز الهائل, وهو ما عبر عنه أحد خبراء الاستراتيجية الحديثة إن حرب الخليج الثانية (على الأرض الكويتية) قد أثبتت -أن تأثير 30جراما من السيلسيوم في حاسوب يفوق كثيرا تأثير طن واحد من اليورانيوم-.


33 - رد الى: السيد نجم
سلام عبود ( 2013 / 8 / 4 - 00:09 )
عزيزي السيد نحم
شكرا على تعقيبك وارجو ان يكون محرضا للبعض ومحفزا للحصول على مزيد من الافكار الجديدة حول العنف تحديدا.
في دراسة لي عن الثقافة العراقية اليهودية نشر جزء منها في السفير اللبنانية وحجب جزؤها الآخر، ربما تكون منشورة كاملة في الحوار المتمدن بعنوان -أدب العراقييــن اليهــود وتناقضــات القــدر الصهيونــي، كيف يتحرر اليهودي من ارتباطه الزجري بذاكرة أسطورية-
وصلت فيها الى خلاصة، أحسبها لا تخلو من جدة، تقول إن المشكلة الكبرى التي تواجه اسرائيل، لا ترتبط بالاحتلال وباغتصاب وطن وشعب فحسب، بل بالتناقض التاريخي الكامن في قلب المشروع الصهيوني، والذي يتلخص في أن الأجسام الثقافية الغريبة، لا تستطيع، مهما أوتيت من قوة على البقاء، إلا في حالتين متحدتين: ضعف العدو ثقافيا ووجود إمكانية لتدميره الى حد الإفناء. وقد حدث هذا في الولايات المتحدة الأميركية وفي استراليا، لكنه فشل في جنوب أفريقيا، وسيفشل حتما في فلسكين. هذا الرهان تارخي وليس آنيا. وهوصراع ثقافي ولا يحل إلا بالعودة الى التوازن الثقافي القابل للحياة من قبل جميع الآطراف.
وهذا ما حدث للعرب في الأندلس، سواء اعتبرناهم محررين أو فاتحين أو غزاة. لا يهم. لقد حاول عبد الرحمن الناصر بذكاء حل هذا الاشكال، حينما دعا الى خلق عنصر ثقافي متوازن تستطيع البيئة الايبرية قبوله، لكن فكرته لم تتعمق وتستمر، فتم استئصال العرب والبرير واليهود من الاندلس.
إن اسرائيل تواصل تفوقها، حتى العسكري منه، باتحاد تام مع استخدام منجزات العلم والتفوق الثقافي. ومن دون شك مدعومة بالحصانة الدولية والعنف المباح. لكن ذلك لن ينجيها تاريخيا من انفجار التناقض القائم في داخلها، رغم أن تفوقها قد يمنحها وقتا أطول للحياة.


34 - محاولة تشويه فاشلة
جاسم الحلوائي ( 2013 / 8 / 3 - 21:07 )
السيد سلام عبود
ورد في موضوعك ما يلي:
-ومن المؤسف أن يقوم بعض سياسيي الفريق الآخر (الضحايا) بالمتاجرة الفجة بأحداث التاريخ، وحشوها بحكايات تقتل مضمونها الإنساني الغني بالعبر، كما جاء في كتابات القيادي الشيوعي جاسم الحلوائي، الذي نقل صورة هزلية لقطار الموت، مقارنة بالصورة الإنسانية المؤثرة، الصادقة، التي رسمها السيد مهدي أحمد الموسوي، أحد ركاب العربة الثانية من قطار الموت-
في البداية أود أن أعلمك بأنني قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي، وقد أصبحت خارج القيادة منذ عام 1985. أما الآن فإنني عضو عادي انتظم في احدى المنظمات الحزبية. وكان بإمكانك أن تعرف ذلك بسهولة لو راجعت سيرتي الذاتية في موقعي الخاص في الحوار المتمدن.
في الحقيقة لم اطلع على ما كتبه السيد مهدي الموسوي عن قطار الموت، ولكنني لا أشك إطلاقاً بأنه أوغيره قد كتب عن الموضوع بشكل أفضل مني، خاصة وأنني لست أديباً وانما ناشط سياسي. أما ادعاؤك بأن ما نقلته أنا -صورة هزلية- فهو تشويه لما كتبته عن قطار الموت ولاقيمة له. فهو ينطوي على استخفاف بعقل القارئ لأنك لم تقدم أي دليل على ما يؤكد ادعاءك. إن إصدار أحكام من شأنها تشويه كتابات الآخرين بدون أدلة يتنافى مع المبادئ الأولية للبحث العلمي و-المضمون الانساني الغني بالعبر- الذي تتحدث عنه.
وبالمناسبة فإنني أرفق رابط المقال الذي كتبته عن -قطار الموت-، لتعيد قراءة المقال بدقة، وليرى القارئ حقيقة -الصورة الهزلية- التي تتحدث عنها.
جاسم الحلوائي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367403
ملاحظة:قد يستغرب القارئ تأخر ردي فقد كنت مسافراً وقد عدت إلى حاسوبي اليوم.


35 - رد الى: جاسم الحلوائي
سلام عبود ( 2013 / 8 / 4 - 01:14 )
عزيزي جاسم الحلوائي
بدءا لا بد لك أن تعرف أنني لا أملك، على الإطلاق، حقا أخلاقيا أو ثقافيا أو علميا، يجوّز لي التقليل من قيمة أفكارك أو شخصك أو طرق تعبيرك. هذا لا يجوز مهما كانت المبرارت.
لأن أفكارك ملكك وحدك، ولكنها حينما تتجه الى الآخرين، وتتناول آخرين، تخرج من حدودها الشخصية، وتكون بالضرورة موضع تقويم. والاختلاف في التقويم لا يشكل مساسا بأحد.
أنا أقيس ما كتبته بمقياس دقيق جدا، اعلنته في موضوع حواري هذا، وفي كتبي، خلاصته البحث عن سبل لاستكمال خطوات البحث العلمي: التوثيق، المصدر، والطرائق، وتغيير غايات دراسة العنف.
وضمن هذا السياق كنت أفضل لو أنك استخدمت موقعك الحزبي السابق وعلاقاتك الشخصية للحصول على تدوين ينطق به الضحايا الخمسمائة.(هناك خلاف حول العدد حيث يراه البعض أقل من هذا بمئة وخمسين، وهذ مشكلة بحثية أيضا.) هناك آلاف الأحداث التي تتطلب الجمع والبحث.
لهذا السبب دعوت الى متابعة رواية السيد مهدي الموسوي. إني على ثقة تامة أنك حينما تطلع عليها ستغير رأيك وستدعو الى ما ادعو اليه: الحفاظ على الحقيقة.
إن ضخامة وجسامة الحدث تعفينا من رواية ما هو ضار وغير مفيد، مثل حكاية الانقاذ من طريق الطلب الى السجناء عصر الفانيلات وشرب مائها. نحن لسنا في عوز الى تفصيل كهذا، قد يجعل القتلة يسخرون منا. لأن عربات القطار كانت منفصلة عن بعضها وأن السعي كان مركزا في الحصول على فرصة للتنفس من شقوق لأبواب.
والامر لا يختلف مع محمد سعيد الصكار، الذي تباهى بأنه ناقل دقيق، ولكنه ناقل لرواية خالية من الدقة، ومضللة.
مرة أخرى لا يحق لي أو لغيري المساس بحرمتك الشخصية وبمكانتك كفرد سواء كنت قياديا أو أحد عضوا عاديا.
وإذا أحسست بمثل هذا المساس، حتى لو كان توهما، فإنني مجبر أخلاقيا على تقديم الاعتذار لك.


36 - لابد من إعادة كتابة تاريخ
مروان هائل عبدالمولى ( 2013 / 8 / 4 - 03:14 )
شكراً لك استاذ سلام عبود على هذا البحث القيم .
بالطبع لابد من إعادة كتابة تاريخ العنف فهذا ضروره لابد منها وفي نفس الوقت هي مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج واعادة التذكير بأخطاء الماضي وماصاحبه من عنف حتى لاتتكرر المآسي والضحايا.
للأسف في الوقت الحاضر يتواجد في وسطنا بشر دون انسانيه ورحمه ومجردين من كل القيم الاخلاقيه والعقلانيه ويعيشون ماضي وماضي اسود حالك السواد مثل عقولهم ويستخدمون العنف لفرض افكارهم , هولاء بحاجه الى تصحيح وتذكير عبر دراسه بحثيه منطقيه وقوية الحجه وممنهجه لتصحيح اخطاء الماضي المتكرره حتى نبني مجتمع مدني منتج يضم كل فئات الناس دون اقصاء وخالي من العنف .


37 - رد الى: مروان هائل عبدالمولى
سلام عبود ( 2013 / 8 / 4 - 16:50 )
عزيزي مروان هائل عبد المولى
يجب أن نعلي من قيمة وصوت الحقيقة، لأننا ببساطة، أكبر الخاسرين من حجبها.
شكرا لك!


38 - للاسف ان سلام عبود باق كما قبل 35سنه جلفا بلامشاعر
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 8 / 4 - 05:15 )
لقد اطلعت على نص الصبي الدعي سلام عبود الذي كان ولايزال يجيد فقط تنميق وتزويق الجمل بعيدا عن الفكر العميق وعن العواطف الانسانية العميقة جوهر الكتابة المسؤلة
لم اكن لاهتم بقراءة هذا الدعي الذي لايريد ان يتعلم ولايهتم بغير نرجسيته الفارغة المريضة لولا اطلاعي على تعليق الاستاذ جاسم الحلوائي هذا المناضل العراقي الفذ المخضرم والذي يذكره كل من عايشوه بكل الاحترام والحب والذي دلل على قدرته الشخصية الفذة على تطوير نفسه واغنائها معرفيا وفكريا وثقافيا حتى في سنوات تقاعده في المنفى-حيث كان رد سلام عبود تعبيرا عن وقاحته الغير محدودة والتي كان مشهورا فيها في سنوات شبابه حيث كان لي ان تعرفت عليه عام 78 وخصوصا تعرفت على لغته الساقطة الدنيئة حينما ياءتي ذكر الاخرين حتى النساء منهم وكان ينتابني امل ان هذا الصبي الدعي الوقح قد يكون قد تعلم شيئا مفيدا ومؤدبا بعد هذه ال35 سنه خاصة وكان من ضمنها دراسته الجامعية ولكن يظهر ان الطبع اقوى احيانا من التطبع
واني اعاتب الحوار المتمدن لتقديمها للقراء مثل نموذج سلام عبود المريض


39 - للاسف ان سلام عبود باق كما قبل 35سنه جلفا بلامشاعر
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 8 / 4 - 05:17 )
لقد اطلعت على نص الصبي الدعي سلام عبود الذي كان ولايزال يجيد فقط تنميق وتزويق الجمل بعيدا عن الفكر العميق وعن العواطف الانسانية العميقة جوهر الكتابة المسؤلة
لم اكن لاهتم بقراءة هذا الدعي الذي لايريد ان يتعلم ولايهتم بغير نرجسيته الفارغة المريضة لولا اطلاعي على تعليق الاستاذ جاسم الحلوائي هذا المناضل العراقي الفذ المخضرم والذي يذكره كل من عايشوه بكل الاحترام والحب والذي دلل على قدرته الشخصية الفذة على تطوير نفسه واغنائها معرفيا وفكريا وثقافيا حتى في سنوات تقاعده في المنفى-حيث كان رد سلام عبود تعبيرا عن وقاحته الغير محدودة والتي كان مشهورا فيها في سنوات شبابه حيث كان لي ان تعرفت عليه عام 78 وخصوصا تعرفت على لغته الساقطة الدنيئة حينما ياءتي ذكر الاخرين حتى النساء منهم وكان ينتابني امل ان هذا الصبي الدعي الوقح قد يكون قد تعلم شيئا مفيدا ومؤدبا بعد هذه ال35 سنه خاصة وكان من ضمنها دراسته الجامعية ولكن يظهر ان الطبع اقوى احيانا من التطبع
واني اعاتب الحوار المتمدن لتقديمها للقراء مثل نموذج سلام عبود المريض


40 - رد الى: الدكتور صادق الكحلاوي
سلام عبود ( 2013 / 8 / 4 - 14:15 )
القائد المبرّز في الحزب الشيوعي العراقي السيد صادق الكحلاوي
شكرا لك مرتين: أولا، لأنك شرفتني بالرد. وثانيا، لأنك تقدم الى أبناء شعبك المثال الأسمى لاحترام الثقافة والمثقفين والتاريخ، وإن كان بطريقتك الخاصة جدا.
كثيرون من الأصدقاء يرون أن النقاش على طريقة أولاد الشوارع لا يليق بالفكر التقدمي، ولا بالعمر والمكانة. إن انتظار آخر التعليقات وشحنها بالتفاهات والسباب والأكاذيب، كما تختتم الدلالات المتخاصمات معاركهن، لا يليق بالثقافة وبالنموذج الاشتراكي، الذي تقدمونه للناس. إن الضربة الأخيرة، القاضية، ليست شتيمة، ولن تكون، إلا في نظر وعرف الفاسدين من البشر. (حتى لو كان تكتيكا ثقافيا مجربا يتداوله البعض بفخر في خلاياهم! ما أشقانا وأتعسنا! )
لا أعرف الكثير عنك- وستسعدني معرفة الكثير، وسأفتخر بما هو إيجابي فيه، إن وجد- عدا ما كتبه عن نفسك في الحوار المتمدن في 5 -10- 2010
-في 52-55 كنت شخصا مسؤلا على اعلى الدرجات في حشع رغم يفاعة سني،
واتذكر اني اصبحت سكرتيرا لمحلية لواء -اي محافظه- وقد اكون لم ابلغ ال18سنه من العمر-
- ابتدعت منظمتي في الرصافه 3 اساليب للعمل الجماهيري ضد السلطه الفاشيه، أهمها:
-صبغ كلاب وحمير شرسه وكتاب اسم نوري السعيد او عبدالاله اوفيصل
على كل منها وتغطيتها ثم تركها بشارع مكتظ في وسط بغداد حيث حالا يبداء صياح الشرطه -
من دون شك، لا يسعني سوى شكرك على منجزك الشخصي وحسن قيادتك للمجتمع، وعلى إضافاتك الجليلة للتاريخ السياسي. إن مشكلتي الكبرى، ككاتب في تاريخ العنف الإجتماعي، أنني مربوط بك، مثل ارتباط الموت بالحياة! نحن، أنا وأنت، أمثالي وأمثالك، قدر متلازم. وحتى تفهم اللغز، وتفهم ما أقول، أبسّط عليك المسألة: أنت تجترح المعجزات، وأنا أدوّّن وأحلل. أنت لا تستطيع أن تتخلى عنّي لأنني القلم، سواء أعجبتك أم لا. وأنا لا ستطيع التخلي عنك، سواء حزت على قبولي أو على رفضي. هنا تكمن المشكلة.
لذلك أقول إذا كان ما ذكره السيد الكحلاوي عن نفسه صحيحا، فأرجو له أن يكون قدوة لأحفاده، في الأقل تربويا، حتى لا يتخلى عنا آخر بقايا الجيل الجديد، الذي ينظر الى مآسينا وحماقاتنا باشمئزار.
أما قضية الحمير والكلاب، فلم تعد نافعة في عصر الانترنيت، كما أحسب، ويستحسن عدم إدراجها ضمن كتابة التاريخ البطولي أيضا، إلا على سبيل البحث السياسي الانثربولوجي. لأنها ستحول التاريخ الى ضرب من الهزل والفكاهات الحزبية. وهو عين ما ذكرته عند ذكر جريمة -قطار الموت-.
أنا أعينكم على التخلص من فكاهية التاريخ ومهازله، لا أكثر ولا أقل. وجب عليكم شكري.
لهذا أرجو من السيد الكحلاوي أن يهتم بتربية أحفاده وتعليمهم مبادئ الأخلاق، وتذكيرهم بما هو نافع ولائق ومشرق.
موضوع الشهادة العلمية كتب عنه كثيرون بكلمات نابية وقاسية، لكنني سأتناول إيجابياته وسلبياته في بحث منفصل، موجز ودقيق، خلال أيام في (الحوار المتمدن)، سينشر باسم -الزمالة الحزبية-، وسيكون باب النقاش مفتوحا للجميع، بمن فيهم السيد الكحلاوي، فمرحبا به معززا موقرا.
أما لقائي به، فأرجو منه أن يعذرني من سرد تفاصيله، لأنها ستسوّد وجه الحركة الشيوعية كلها، وربما ستسخـّمه.
أرجو منك، يا أخي وعدويّ، أن تترك للآخرين حق وحرية النقاش والاختلاف والتحاور، وحتى العراك، ولكن لا ترغمهم على أن يحبسوا أنفسهم في تابوت ثقافة ميتة، لا تستحق سوى الكنس.
لا تكونوا متخصصين في قتل الأمل!
كن كريما! لقد أخذت حصتك من التاريخ، دع الصبيان يأخذون حصتهم أيضا!
تمنياتي لك بطول العمر ودوام الصحة.
وأغفر لي، إن استطعت، فأنت أكرم مني، سواء أكنت صديقا كارها، أم عدوا محبا.


41 - ما هو السر وراء هذا التضليل والتشويش؟
أياز سردار ( 2013 / 8 / 4 - 09:28 )
دأب السيد سلام عبود في كل كتاباته التركيز فقط على الحزب الشيوعي، وكأن الحزب الشيوعي هو المسؤول عن كل المصائب التي تعرض لها العراق. فهو لا يكتب بنفس الحماس عن جرائم مدبري المؤامرات والانقلابات وحماتهم من الاجانب ولا عن البعث ومسؤوليته في هذا التدمير في البلاد ولا عن شراذم الارهابيين ولا عن فصائل وميليشيات التطرف الديني ولا عن أؤلئك الذين عادوا الحزب الشيوعي وانتقلوا الى مواقع حارث الظاري والارهابيين وفلول البعث الذين يوغلوا في شرورهم وهم الذين تسببوا في قتل عشرات الآلاف من العراقيين وهدموا وخربوا البلاد. يبدو أن تكرار -اسطوانة- سلام عبود وهجومه المستمر والذي لا ينقطع عن الحزب الشيوعي والتضليل والأكاذيب والأقوال غير الموثقة هي ديدنه من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن يشعر بالخيبة بعد أن سطر السطور وقرأ الفاتحة على الحزب وساءه أن يحصل التيار الديمقراطي والشيوعيون على بعض المقاعد في مجالس المحافظات. إنه وهو الذي يدعي النشاط السياسي والبحث -العلمي- لا يتحدث ولو بكلمة واحدة وينتقد نفسه عندما كان في اليمن -وشفط- مالية الحزب ونهبها بعد أن عادى الحزب الشيوعي وخرج منه. وهو أمر اخلاقي معيب حبذا لو يتحدث عنه هذا الباحث كجزء من دعواته لكشف الحقائق وأية حقائق؟؟.


42 - رد الى: أياز سردار
سلام عبود ( 2013 / 8 / 4 - 13:20 )
عزيزي أباز سردار
تحية وود
اسمح لي أن أردّ عليك بغضب، وبقليل من القسوة الضرورية، ولكن الحريصة والأخوية.
لقد خانك التوفيق، وليس ذنبي أنك لا تقرأ. فأنا دأبت على كتابة عشرات الكتب ومئات المقالات عن جميع المفسدين من دون استثناء، من الحجاج حتى من عيّن واختار قادة وحمايات سجن أبو غريب، ومن صفق له. فلماذا أستثني منهم فريقا؟ بأي حق، وأي منطق؟ سيأتي من يقول لي: لماذا تستثني هذا الفريق؟ أين الموضوعية والعلمية؟ كيف أجيب؟
أجب بدلا مني؟
كتبي موجودة، لك أن تقرأها بنفسك. بعضها مذكور في الحوار المتمدن. مقالاتي في صحف الأخبار والنهار والسفيرتستطيع قراءتها بواسطة الانترنيت.
مقالاتي موجودة أيضا: اعطني حزبيا واحدا من كتب مقالا عنوانه : -أخرجوا ايها الكلاب!- أو مقالا اسمه -من نوري السعيد الى نوري التعيس-، أو -حطموا متاريس دولة اللاقانون- . أذكر للقراء اسما واحدا شجاعا جرؤ على ذلك.
ثانيا، أمر المالية أحيله الى رفاقك في رابطة الكتاب، وهم أحياء مثلي ومثلك، الذين قدموا لي ، وأنا خارج الحزب، ماليتهم. لأنهم كانوا لا يثقون بحزبهم، أو لنقل قُطعت روابطهم من دون وجه حق، ثم عادوا لاحقا. لك أن تتخيل ماذا فعلت! لهذا السبب أرى أن الذي زودك بهذه المعلومة يريد أن يستهبلك، وهذا ما لا نريده ولا نرتضيه. لأن صيانة التاريخ الشخصي أو العام، وحفظ الحقيقة، مسؤولية الجميع. لا تثق بمن يخدعك. لا تثق بمن يكذب!
ثالثا، وهو الأهم: نحن نناقش موضوع الثقافة والعنف وكتابة التاريخ العراقي. إن وجودي وطبيعتي لا تغيّر من وجود وطبيعة التاريخ العام، مهما كنت حسنا أو شريرا، سيئا أو أفضل السيئين. التاريخ هم التاريخ.
أرجو أن لا تُستخدموا كحجر عثرة في طريق من يريد فتح نفق في التاريخ العراقي المظلم. أنتم من دون وعي توجهون الأنظار، بإلحاح مدهش واستماتة، الى مزيد من البقع السود، التي تقلل من احترام الناس لكم وللحركة عامة. كونوا أكثر ذكاء من أجل الناس، ناسكم في الأقل. الماركسية نظرية نقدية، جدلية، يسري جدلها على الذات أولا، قبل الآخر..
تستطيع أن تدلي بدلوك في النقاش، مرحبا بك، كن صديقا ناقدا أفضل من ان تجعل من نفسك عدوا ناقما مضللا، إن استطعت. أو عليك أن تترك للآخرين فرصة للنقاش والحوار، من دون أن تفسد عليهم سعيهم.
لماذا هذا الاصرار على تخريب نقاش وطني حول واحدة من أخطر مشكلات التاريخ الوطني؟
من كلفكم بهذا؟
أخبروه بأنكم أحرار في التفكير والارادة والمسؤولية الوطنية، وأنكم وطنيون أيضا، تحبون شعبكم وتاريخه، وتبحثون عن حلول لمآسيه بشرف وأمانة
افتحوا عيونكم! لا تكونوا، مثل التكفيريين والظلاميين، محبوسين في قمقم ملئ بالصدأ.
تمنياتي لك بالتوفيق.


43 - الاعتراف بالخطأ فضيلة
جاسم الحلوائي ( 2013 / 8 / 4 - 15:17 )
الأستاذ سلام عبود
سوف لا اناقش كل ما جاء في ردك وسأركز على جوهر الموضوع. إن اعتراضي هو انك حكمك على نص بأنه -صورة هزلية- بدون دليل وأن ذلك يتنافى مع المبادئ الأولية للبحث العلمي. فإن كنت تؤمن بهذه البديهية العلمية، فإن اعتذارك يجب أن يكون عن خطأك هذا وليس عن أي شيئ آخر.
الآن وقد أوردت الدليل بقولك: ” إن ضخامة وجسامة الحدث تعفينا من رواية ما هو ضار وغير مفيد، مثل حكاية الانقاذ من طريق الطلب الى السجناء عصر الفانيلات وشرب مائها. نحن لسنا في عوز الى تفصيل كهذا، قد يجعل القتلة يسخرون منا. لأن عربات القطار كانت منفصلة عن بعضها وأن السعي كان مركزا في الحصول على فرصة للتنفس من شقوق لأبواب-.
في البداية أنا لم أقل بان توصية الجراح العسكري العميد رافد أديب بابان، الذي كان من ضمن المعتقلين، أن يشربوا العرق الذي تنضحه أجسادهم باستخلاصه من ملابسهم الداخلية، عممت على الفراكين، فربما لم تتجاوز توصيته سجناء العربة التي كان فيها.
الأهم من كل شيء آخر هو اعتبار ذلك -تفصيل لا نعوزه- في حين أن هذا التفصيل وكذلك وصف القطار الذي جاء في مقالي باعتباره مخصص - لنقل البضائع والمواشي،وهي شبيهه بعلبه حديدية صماء محكمة الاغلاق بلا نوافذ ولا مقاعد وغير مبطنة ومطلية بالقير. وكان المنفذ الوحيد للهواء الخارجي داخل العربات هو الشقوق الضيقة جداً الموجودة بين أبواب العربات وإطاراتها-. يصور لنا قمة معانات السجناء في قطار الموت. لا يحتاج المرء إلى خيال خصب جداً لكي يتصور مدى عذاب الإنسان وهو يشعر،اضافة لشحة الهواء، بأنه يهلك عطشاً إلى الحد الذي يصل به الأمر لاستخلاص قطرات من العرق من ملابسه الداخلية- بامكان البعثيين الفاشست أن يسخروا من ذلك، وبامكانك أن تعتبر ذلك -صورة هزلية-، ولكن أي إنسان يتمتع بحد أدنى من الحس الإنساني، ستتجسد أمامه بشاعة الجريمة، وسيعرف لماذا سمي القطار بقطار الموالأستاذ سلام عبود
سوف لا اناقش كل ما جاء في ردك وسأركز على جوهر الموضوع. إن اعتراضي هو انك حكمك على نص بأنه -صورة هزلية- بدون دليل وأن ذلك يتنافى مع المبادئ الأولية للبحث العلمي. فإن كنت تؤمن بهذه البديهية العلمية، فإن اعتذارك يجب أن يكون عن خطأك هذا وليس عن أي شيئ آخر.
الآن وقد أوردت الدليل بقولك: ” إن ضخامة وجسامة الحدث تعفينا من رواية ما هو ضار وغير مفيد، مثل حكاية الانقاذ من طريق الطلب الى السجناء عصر الفانيلات وشرب مائها. نحن لسنا في عوز الى تفصيل كهذا، قد يجعل القتلة يسخرون منا. لأن عربات القطار كانت منفصلة عن بعضها وأن السعي كان مركزا في الحصول على فرصة للتنفس من شقوق لأبواب-.
في البداية أنا لم أقل بان توصية الجراح العسكري العميد رافد أديب بابان، الذي كان من ضمن المعتقلين، أن يشربوا العرق الذي تنضحه أجسادهم باستخلاصه من ملابسهم الداخلية، عممت على الفراكين، فربما لم تتجاوز توصيته سجناء العربة التي كان فيها.
الأهم من كل شيء آخر هو اعتبار ذلك -تفصيل لا نعوزه- في حين أن هذا التفصيل وكذلك وصف القطار الذي جاء في مقالي باعتباره مخصص - لنقل البضائع والمواشي،وهي شبيهه بعلبه حديدية صماء محكمة الاغلاق بلا نوافذ ولا مقاعد وغير مبطنة ومطلية بالقير. وكان المنفذ الوحيد للهواء الخارجي داخل العربات هو الشقوق الضيقة جداً الموجودة بين أبواب العربات وإطاراتها-. يصور لنا قمة معانات السجناء في قطار الموت. لا يحتاج المرء إلى خيال خصب جداً لكي يتصور مدى عذاب الإنسان وهو يشعر،اضافة لشحة الهواء، بأنه يهلك عطشاً إلى الحد الذي يصل به الأمر لاستخلاص قطرات من العرق من ملابسه الداخلية- بامكان البعثيين الفاشست أن يسخروا من ذلك، وبامكانك أن تعتبر ذلك -صورة هزلية-، ولكن أي إنسان يتمتع بحد أدنى من الحس الإنساني، ستتجسد أمامه بشاعة الجريمة، وسيعرف لماذا سمي القطار بقطار الموت.
مع تقديري
جاسم الحلوائي


44 - شيطنة الآخر
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 4 - 15:51 )
ليس دفاعا عن الاستاذ سلام عبود, فهو افضل من يدافع عن نفسه, هذا اذا كان هو فعلا في حاجة الى دفاع, ولكني اريد ان اذكر ان محاولة تكميم افواه الآخرين بتسقيطهم شخصيا محاولة بائسة وساذجة في آن واحد. كما انها عنف من الدرجة الاولى, فهي تسلب الآخر آدميته وتحيله الى شيطان, من المستحسن والافضل تعذيبه, اغتصابه او قتله. فهو, لكونه شيطان, لا يجب ان يعامل معاملة, او يتمتع بحقوق, الانسان.
ان شيطنة !الآخر مقاومة دفاعية بدائية استخدمها النازيون والفاشيون ويستخدمها دعاة الاسلام السياسي توأم الفاشية. اما دعاة الشيوعية هؤلاء, وهم لاعلاقة لهم بالشيوعية سوى بالاسم, فهم قد لعبوا آخر اوراقهم او كادوا باحتضانهم الاسلام السياسي ونومهم معه في سرير واحد, فاحرقوا ليس كل اوراقهم فقط, وانما اماتوا عقولهم وضمائرهم فلم يتبق لهم من وسائل للدفاع عن انفسهم سوى سلوك مسلك النازيين والفاشيين.
والامر سيان اذا علموا في قرارة انفسهم بفحوى ما يفعلون او لم يعلموا.
يتبع


45 - شيطنة الآخر
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 4 - 15:52 )
فاذا كان الشخص مرهونا بماضيه او عبدا له, كما يدعي هؤلاء, فما عدا مما بدا, فماذا اذن عن من يعتبرونه صديقهم الحميم واخيهم الكبير فخامة جلال الطالباني, مجرم بشت آشان؟ هل اتقلبت الامور هنا رأسا على عقب لانه ولي نعمتهم وممول احزابهم وراعي مؤتمراتهم؟


46 - شيطنة الآخر
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 4 - 16:01 )
هذا هو الجزء الاول من تعليقي الذي لم يظهر لاسباب اجهلها-التعليق الكامل في الفيسبوك
----
ليس دفاعا عن الاستاذ سلام عبود, فهو افضل من يدافع عن نفسه, هذا اذا كان هو فعلا في حاجة الى دفاع, ولكني اريد ان اذكر ان محاولة تكميم افواه الآخرين بتسقيطهم شخصيا محاولة بائسة وساذجة في آن واحد. كما انها عنف من الدرجة الاولى, فهي تسلب الآخر آدميته وتحيله الى شيطان, من المستحسن والافضل تعذيبه, اغتصابه او قتله. فهو, لكونه شيطان, لا يجب ان يعامل معاملة, او يتمتع بحقوق, الانسان. ان شيطنة الآخر مقاومة دفاعية بدائية استخدمها النازيون والفاشيون ويستخدمها دعاة الاسلام السياسي توأم الفاشية. اما دعاة الشيوعية هؤلاء, وهم لاعلاقة لهم بالشيوعية سوى بالاسم, فهم قد لعبوا آخر اوراقهم او اكادوا باحتضانهم الاسلام السياسي ونومهم معه في سرير واحد, فاحرقوا ليس كل اوراقهم فقط, وانما اماتوا عقولهم وضمائرهم فلم يتبق لهم من وسائل للدفاع عن انفسهم سوى سلك مسلك النازيين والفاشيين.
والامر سيان اذا علموا في قرارة انفسهم بفحوى ما يفعلون او لم يعلموا.


47 - الاعتراف بالخطأ فضيلة
جاسم الحلوائي ( 2013 / 8 / 4 - 16:50 )
ملاحظة للحوار المتمدن وللاستاذ سلم عبود
إن النص المشور مشوه فهناك فقرات مكررة... وقد حصل ذلك بسبب خلل فني من قبلي. أرجو اعتماد هذا النص بديلا عن السابق مع شكري سلفاً.
الأستاذ سلام عبود
سوف لن اناقش كل ما جاء في ردك وسأركز على جوهر الموضوع. إن اعتراضي هو انك حكمت على نص بأنه -صورة هزلية- وبدون دليل وهذا يتنافى مع المبادئ الأولية للبحث العلمي. فإن كنت تؤمن بهذه البديهة العلمية، فإن اعتذارك يجب أن يكون عن خطأك هذا وليس عن أي شيئ آخر.
الآن وقد أوردت الدليل بقولك: -إن ضخامة وجسامة الحدث تعفينا من رواية ما هو ضار وغير مفيد، مثل حكاية الانقاذ عن طريق الطلب الى السجناء عصر الفانيلات وشرب مائها. نحن لسنا في عوز الى تفصيل كهذا، قد يجعل القتلة يسخرون منا. لأن عربات القطار كانت منفصلة عن بعضها وأن السعي كان مركزا في الحصول على فرصة للتنفس من شقوق لأبواب-.
في البداية أنا لم أذكر في مقالتي بأن توصية الجراح العسكري العميد رافد أديب بابان للسجناء، الذي كان هو من ضمنهم، أن يشربوا العرق الذي تنضحه أجسادهم باستخلاصه من ملابسهم الداخلية، عممت على الفراكين، فلم تتجاوز توصيته سجناء العربة التي كان فيها.يتبع


48 - الاعتراف بالخطأ فضيلة
جاسم الحلوائي ( 2013 / 8 / 4 - 16:54 )
بقية
والأهم من كل ذلك هو اعتبارك ذلك -تفصيل لا نعوزه- في حين أن هذا التفصيل وكذلك وصفي لعربات القطار الذي جاء في مقالي باعتبارها عربات مخصصة -لنقل البضائع والمواشي،وهي شبيهة بعلبه حديدية صماء محكمة الاغلاق بلا نوافذ ولا مقاعد وغير مبطنة ومطلية بالقير. وكان المنفذ الوحيد لتسرب الهواء الخارجي إلى داخل العربات هو الشقوق الضيقة جداً الموجودة بين أبواب العربات وإطاراتها-. إن هذا الوصف يصور لنا قمة معانات السجناء في قطار الموت. ولا يحتاج المرء إلى خيال خصب جداً لكي يتصور مدى معاناة الإنسان وعذابه ودرجة توتره وهو يشعر،اضافة لشحة الهواء، بأنه يهلك عطشاً إلى الحد الذي يصل به الأمر لاستخلاص قطرات العرق من ملابسه الداخلية.
بإمكان البعثيين الفاشست أن يسخروا من ذلك، وبامكانك أن تعتبر ذلك -صورة هزلية-، ولكن أي إنسان يتمتع بالحد الأدنى من الحس الإنساني، ستتجسد أمامه بشاعة الجريمة، وسيعرف لماذا سمي هذا القطار بقطار الموت، ولا أعرف كيف فاتك ذلك وأنت الروائي.
مع تقديري


49 - يكفي اقوال وشعارات
مهدي المولى ( 2013 / 8 / 4 - 18:13 )
اعزائي جميعا اعتقد لا وقت ولا مجال للبحث عن سلبيات هذا ونشرها
عليكم ايجاد السبل والطرق التي بواسطتها اقامة يسار ديمقراطية وطني موحد يضم كل عشاق ومحبي الديمقراطية والتعددية والحياة الحرة الكريمة وبناء وطن ديمقراطي موحد يضمن لكل المواطنين المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الفكر والرأي والاعتقاد
ما هي الاجراءات التي تتخذ بهذا الشأن
اعتقد يكفي مهاترات وشعارات لا تجدي نفعا
على كل مجموعة ان تقر انها لا تملك الحقيقة وحدها وانها مهما كانت لاتحقق رغبات وطموحات الشعب الا بمشاركة كل الشعب
فكل شي موجود له اسبابه وظروفه لا يجوز حرقه بل الاعتراف به والانطلاق منه ثم العمل على تغييره
اثبت ان طريق الديمقراطية والتعددية هو الطريق الاصوب والافضل لتقدم الشعوب وتطورها
واثبت ان الرأي الواحد والحزب الواحد والدين الواحد والدين الواحد وباء مدمر للاوطان والشعوب كما ان طريق القوة والثورة والعنف هو الاخر وباء مدمر
وامامنا شعوب كثيرة وصلت الى الحكم بطريق القوة والثورة جميعها بدون استثناء فشلت وبالتالي دمرت مستقبل شعوبها واوطانها


50 - ثقافة العنف
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 8 / 11 - 16:52 )
لا اود الدخول في نقاش مع الكاتب ولكن اود ان احيله الى ما كتبه إبراهيم أحمد عن
كتابه -ثقافة العنف في العراق:

إنهاء ثقافة العنف.. أم إعادة إنتاجها؟
ففيه الكثير مما يستحق الوقوف عنده لتبيان طريقة الكاتب في تناول الاحداث ودراستها وفق رؤية بعيدة عن الموضوعية والحياد ويبدو ان هذا ديدن الكاتب في تناول الاحداث ودراستها وفق رؤيته البعيدة عن الموضوعية والحيادية ومحاولاته في الاساءة الى الاخرين
وهذا رابط المقال
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=STUD&id=104


51 - رد سابق على مقال لسلام عبود
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 8 / 11 - 17:22 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=148834


52 - نظره اخري
محمد سعيد العضب ( 2013 / 8 / 11 - 23:22 )
حاول الكاتب في خطابه المنظم والمتعالي ان يعطي نظره واستشفاف لرعيل قدبم من رفاقه رغم افلاس هذا الجبل الفكر النير والعتيد , وهكذا ظل الكاتب باصرار مستنثيا العامه الاخر من ناحيه , وعدم استعياب تحدبات العالم الجديد من ناحيه اخري,خصوصا بعدما اضاع هو رفاقه .البيان , و بقي الجميع يعوم في بوتقه طريق معتم ونفق مظلم
مداخلتي الاولي التي لم ترقي كالمعتاد الي مصافي المهاترات المعتاده والمعلومه , نالت فقط من قبل الكاتب شكر بائس علي اهتمام في المطروح , وهي بلاشك خاصيه موروثه لدي كتبه الهلاميات غير الواضحه ومفقوده البيان التي تهتم في السماء قبل الارض , من دون التوغل في ما يقال وما تطرح من حيثيات موضوعيه .
حاولت و استهدفت التركيز بايجاز غير معهود علي اساسيات اسباب ضياع لفكر سؤاء في تعريه وكشف العنف وتاريخه او البحث في اليات برمجته في الماضي او الحاضر, كما دعوت الي تاسيس مدرسه فكربه تتجاوز - الانا -المرض لعضال, خصوصا حينما اصبح الفكر حاليا في العراق مجرد تسويق اطروحات سياسيه بائسه لا ترقي الي مقام ا وامل


53 - كل يوم نظرة.. براءة ام ندم
سلام عبود ( 2013 / 8 / 12 - 05:42 )
محاوله بحثيه جاده ارادت تعريه غياب المدارس الثقافيه الفكريه المؤسسيه الاصيله- رغم ظهور افراد قلائل في العراق من الوزن العلمي الثقيل -عليه غلب علي معظم كتابات اجيالنا السابقه والحاضره في مجال المعالجات الاجتماعيه الطابع

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -