الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق بين استمناء النظام و الصراعات العرقية والدينية
علي مهدي الاعرجي
انسان
(Ali Mahdi Alaraaji)
2013 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
عند امتزاج العقل بالعاطفة او امتزاج العقيدة بالتعصب ينتج لنا فكر احادي الجانب لا يفرق بين الظالم والمظلوم ولا يفرق بين القاتل والمقتول .ويتيح لنا ماهية تسخير الاشياء لتبرير الافعال. لهذا نحن ميكا فلي الفكر والعقيدة بالفطرة لأننا نمزج ونبرر كل شيء من اجل ارضاء الذات .و نمتاز عن بقية الشعوب في تخبطنا الفكري و اعتمدنا ألا منهجية في الحياة لتبويب ما لا يبوب. محاولين في شتى الوسائل إنشاء قاعدة نستطيع من خلالها إدارة امورنا الفردية و العامة المشتركة إلا إننا نخضع في النهاية إلى أصوات عدة متضاربة منها الصوت القبلي و الصوت الديني والأصوات الطائفي والعرقية . لهذا أصبح من المتعذر علينا بل من المستحيل تحديد وجهة وهيكلية الدولة لخضوعها إلى العوامل المزروعة في أدمغتنا وهذا الجانب اتاح الى الساسة أو ما يدعون السياسة العزف على أكثر من وتر حيث التكوين القبلي و إعادة إحياء القانون العشائري وجعله السائد في خضم الصراعات والسجالات العالمية الهادفة إلى جعل القانون الأداة المحركة و الرئيسة في إدارة البلاد . استطاعوا أن يعيدوا العراق إلى عصور سابقة متخلفة وليست عصور متقدمة كعصر البابليين و السومريين . إن هذا التغير يعود إلى قابلية ألفرد العراقي على التأقلم و الانسجام مع التيار ويركب الموجة الصاعدة ، هكذا هيه تركيبة ألفرد العراقي الازدواجية و التأقلم مع ما ينفعه ومع ما يضره ،لهذا من المستحيل أن ينهض العراقيون بثورة يطالبون بها التحرر و العيش في كرامة كما هيه الثورات العربية في مصر و ليبيا و الجزائر .على الرغم من وجود الكثير من الشوائب عليها إلى إنها ثورات حققت إنجازات شعبية ، العراق اليوم يحتاج إلى انقلاب فكري على الذات قبل الانقلاب على السلطة من أجل إنجاح العمل السياسي الهادف .وهذا الانقلاب لا يمكن له أن يحدث في الوقت الحاضر و لا حتى في المستقبل لأسباب عده !!. أولها . إن ألفرد العراقي محكوم ضمن نطاق الدائرة الفردية المغلقة أو المنطقة الواحدة . أي بمعنى أوضح يحكمه الاسم و المنطقة و السمعة . لهذا نجده متشبث في أسماء و شخصيات لم تقدم له شيء فعلي بل أضرت به !! إلا إنها تجلب له الشهرة في الانتساب . إنه قريب السياسي الفلاني لهذا فهو محصور في باب الخيلاء و الانتماء للغير وهذا الوازع النفسي جاء من خلال الأثر الاجتماعي المفروض عليه. الأمر الثاني العمود العشائري و القبلي يقف هو الأخر حاجز لا يتيح للفرد العراقي أن يقوم بثورة تجاه حكومة فاسده و هو يمتلك أحد القادة المنتمين له في نفس القبيلة خوف من العرف العشائري وطمعا في الوصول إليه من أجل المنصب من خلال القنوات العشائرية وبهذا امتزجت المصلحة الفردية و العرف العشائري الرافض إلى فكرة التغير تحت اسم فلان لنا عزوة و سند . الأمر الثالث الخوف من السلطان إن ما أوردته الحكومات السابقة على رؤوس الأفراد جعلت منهم أدوات تفعل الأمر ولا تنفعل خوف من السجون و الإعدامات وانتهاك العرض وغيرها من ممارسات كانت و لا تزال تمارس إلى اليوم من قبل الأنظمة الحاكمة .. وهذا ما إسميه استمناء النظام. أما الأمر الرابع هو تسيس المؤسسة العسكرية . وهذا ما يعانيه العراقيون منذ تأسيس الجيش العراقي إلى اليوم!!! الجيش أداة ضاربه في يد السلطان لا أداة موجهة من السلطان لحماية الشعب. نعم إنهم أبناء العراق لكن قلوبهم على قلب السلطان ،، ولعل هذا السبب الأكبر و العائق الأعظم الماثل في وجوه الطامحين إلى التغير .أما السبب الخامس هو الانتماء الطائفي وهذا بحد ذاته مشكله من المستحيل أن تحل على مر العصور و الأزمنة ، لا يمكن للفرد التخلي عن الانتماء المتشدد للطائفة على الرغم من جلب الويلات و العذاب له إلا إنه لا يسمح لمخالف من الطائفة الأخرى أن يحتل مكانه على الرغم من وجود الكفاءة و المقدرة إلا إنه يرفض ذلك. إن عقدت الانتماء الطائفي مثلها مثل الاجرب لا يستطيع مخالطة الناس و لا يستطيع التوقف عن الاكل في جسده. الكثير من الناس لا تملك انتماء ديني حقيقي إلا إنهم يرفضون أن يستلم اناس من مذهب أخر السلطة وكذلك هناك من لا يملك انتماء للعراق إلا إنه لا يقبل لرجل من منطقة جغرافية مغايرة له أن يتسلم دفة الحكم وهكذا حتى تصغر الدائرة لتصل إلى نطاق ألفرد الواحد و الدائرة المغلقة و هيه النقطة الأولى التي ذكرناها سابقا ... مثل هكذا مجتمع يمتاز في انتماء طائفي قبلي مذهبي عقائدي انتماء جغرافي انتماء عرقي من المستحيل أن يتوجه نحو الأصوب و يتخذ الطريق السليم في مسيرته لأن الجميع يرى نفسه الأفضل ويرى نفسه الأصوب وله الحق في العيش على حساب الأخر هكذا هو العراق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اصطدام طائرة بسرب من الطيور أثناء هبوطها في الصين
.. فرحة فلسطينيون من غزة بسقوط النظام السوري
.. بشار الأسد.. تجاهل عذابات ومعاناة الملايين فعزل دوليا وبات ب
.. رتل من المعارضة المسلحة يصل إلى الجانب السوري من معبر جوسية
.. لبناني كان معتقلاً في سجون الأسد يعود إلى وطنه بعد 33 عاماً